الاقتصاد نيوز - بغداد

منذ مدة وانا أتابع ما يجري في مصر، وخاصة بعد شراء الامارات لأرض رأس الحكمة بمبلغ 35 مليار دولار، الذي جاء بوقت اعلنت فيه الاوساط الرسمية عن صعوبه تسديد خدمة الدين الكبيرة للدائنين .

 ليس هذا ماكان يهمني، بل اردت معرفة سبب هذا الانحدار الجامح للمالية العامه المصري ، التي جرّت معها الاقتصاد باكمله الى الهاوية ، وهو ما كان يثبته امتناع صندوق  النقد الدولي استكمال مباحثات الاقراض لمصر؟ والذي تغير فجأة بعد الاسناد الاماراتي؟

   إذن ما اهتم به: لماذا يحدث لمصر الان ما لم يحدث لها سابقاً؟ وبهذا التسارع .

السر يكمن في تغول القطاع الحكومي بالانفاق الممول بنزعة شراهه الدين لإرضاء الحكومة المصرية ، مرّة لبناء عاصمة جديدة ،واخرى لبناء قناة سويس فرعية ، ووسط نزع السلطه الاقتصادية من رجال الاعمال الحق والاكاديمين لصالح العسكر،  كي لا يكتفي الاخيرون بالهيمنة على السلطة التنفيذية لوحدها بل تعديها لادارة الاقتصاد ومشاريعه المكلفة منزوعة العائد. في وقت تحتاج به مصر الى قطاعات تخلق القيمة المضافة (زراعة ، صناعة ، سياحة ،تقنيات حديثة).

ساعد تنامي الدين بالوصول الى مأزق: ضياع واضح لمتطلبات الحد الادنى لاستقلالية البنك المركزي، وتحول الاخير الى قناة لتمويل الدين للحكومة عبر المساهمة في تمويل العجوزات والاصدار النقدي الواسع.

من الحلول النقدية التي حاول IMF طرحها لحل الازمة المصرية :  إضفاء  المرونة Flexibility على سعر الصرف ، اي الانتقال للتعويم  Floating لتحديد قيمة الجنيه ، وان كان ذلك لا يعد شرطاً كافياً لكنه مهم. إلا إن أدارة الاقتصاد الحكومي لاتقبل بذلك مادام المركزي المصري هو المداد للانفاق الحكومي المرتفع .لذلك اخذ مسار مرونة سعر الصرف مساراً تدخلياً بقفزات غير منتجة ولا حتى مترابطة ، لا يعرف من خلالها متى نصل للسعرالمستهدف Target E.R..

ولولا تدخل الامارات وما بعدها الصندوق بحل نقودي (اعتقدة وقتي) بسبب ظروف سياسية لتحقق الانكشاف الكامل.

نخلص بان الدين المترتب على سلوك انفاقي حكومي كان وراء ذلك ، ولن تحل الامور هكذا لإعتقادي أن الشرط الضروري Necessary Condition   هو فسح المجال للقطاع الخاص عبر ازاحة التدخل الحكومي ، اما الشرط الكاف Sufficient condition فهو تغير نمط السياستين النقدية والمالية.

  وهذه جراحات أقتصادية عميقة تتطلب تضحيات ، بعد ان وصل الأمر بعدّ بيع الأرض استثماراً !! وقيام الجيش بادارة الاعمال نمطاً للنمو!! غذّاه ديناً حكومياً مفرطاً !! لم يتم لولا خضوع المركزي لدعم الدين !!

تكرر الامر بلبنان وهاهو بمصر، وان كان الاقتصادان غير نفطيين، الا ان الافراط دفع للتفريط.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار محمود داغر

إقرأ أيضاً:

المركزي المصري يسحب فائض سيولة بأكثر من 967 مليار جنيها

سحب البنك المركزي فائض سيولة من 24 بنكا عامل بالقطاع المصرفي المصري، اليوم، بقيمة 967.45 مليار جنيه.

فائض السيولة المربوط في الودائع ذات المعدل الثابت تحت سعر 27.75% بالبنك المركزي المصري، بأجل يمتد لأسبوع، ضمن أدوات السياسة النقدية التي يستخدمها البنك للسيطرة على التضخم.

بلغ معدل التضخم الأساسي المعد من جهة البنك المركزي 23.2% على أساس سنوي في ديسمبر الماضي، ومعدل التضخم العام الذي يعده الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نسبة 24.1%، وعلى أساس شهري نسبة 0.2% بديسمبر 2024.

اقرأ أيضاًوسط تداولات 1.9 مليار جنيه.. البورصة المصرية تواصل الارتفاع بمنتصف جلسة الثلاثاء

شركات السياحة تطلب من المعتمرين إحضار الشهادات الصحية للتطعيمات

إيرادات الأفلام.. «الدشاش» يقترب من 60 مليون جنيه بالسينمات

بنك مصر ومؤسسته يساهمان بـ 445 مليون جنيه لدعم المدينة الطبية بجامعة عين شمس

مقالات مشابهة

  • الإنفاق الحكومي في 2025 يتصدر مباحثات المركزي والنواب
  • المصرف المركزي يناقش الوضع المالي والاقتصادي وآلية «الإنفاق الحكومي لعام 2025»
  • سعر الدينار الكويتي والعملات العربية اليوم 4-2-2025 في البنك المركزي المصري
  • الحكومة تتبنى بالتعاون مع البنك المركزي مبادرة شاملة للإصلاح المصرفي
  • وزارة نواف سلام.. آخر تطورات التشكيل الحكومي في لبنان
  • المركزي المصري يسحب فائض سيولة بأكثر من 967 مليار جنيها
  • سعر الريال السعودي الآن.. كم يسجل في البنك المركزي المصري؟
  • المركزي المصري يدعم مشروعي تطوير في مدينة عين شمس الطبية
  • البنك المركزي المصري يبيع أذون خزانة بقيمة 13 مليار جنيه
  • لبنان.. «نعيم قاسم» يكشف موعد تشييع «حسن نصر الله وهاشم صفي الدين»