بشاير الخير هلت بحقول عباد الشمس بالمنوفية.. فوائد طبية واقتصادية
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
اتجه الكثير من أهالى محافظة المنوفية، خلال السنوات الماضية لزراعة نبات عباد الشمس او دوار الشمس وسط محاصيل الخضروات، نظرًا لكونه محصولًا عالى الجودة، كما أنه يُباع بأسعار عالية، وغير مكلف فى زراعته ومتوسط إنتاجية الفدان منه تتراوح ما بين طن إلى طن ونصف" تسالي"، وسعر الكيلو يقارب من 60 جنيها.
يعتبر محصول عباد الشمس، مصدر رزق لعاملات اليومية بالقرى والنجوع، حيث يستيقظن مع خيوط الفجر سعيا على أكل عيشهم للعمل في غيطان المنوفية فى موسم حصاد دوار الشمس، من الساعة الخامسة صباحا وحتى الثانية عشرا ظهرًا.
ومع قدوم شهر أغسطس، يبدأ موسم حصاد «عباد الشمس»، المعروف باللب الصينى أو السورى، حيث يصفه المزارعون بالذهب الأسود، ويبدأ المزارعون موسم الحصاد رسمياً بعد 90 يوما ضيفا ثقيلاً فى الأرض، لتبدأ مرحلة الحصاد، من مرحلة فصل القرص المتدلى من العود، بعدما كان رافعا رأسه للسماء، ليسمى «عباد أو دوار الشمس»، ثم الفرد على شكل مصاطب، وبعدها الغربلة بالعصا وأخيرا التصدير والتوريد.
أدوات الحصاد برنيطه وعصا خشبية
وسط فرحة الأطفال وضحكات ونكات وقفشات الكبار طوال اليوم للخروج من تعب الحياة وحرارة الصيف ،يرتدين «برنيطة» تقيهم من حرارة الشمس الحارقة، التى ترافقهم أثناء الحصاد، ممسكين بأيديهم «عصا خشبية» سميكة يقومون بالنقر على القرص من الأمام (ناحية اللب)، فيتناثر من الأقراص إلى الفرش، الذى تم تشوين المحصول عليه.
«أهمية كبيرة لنبات دوار الشمس»
أكد شوقي طلعت عامل زراعي من قرية سدود منوفية، إن اختيار صنف اللب يعد من الأمور المهمة فى زراعة بذور عباد الشمس إلى جانب مراعاة عدد من العوامل المُهمّة، مثل المحصول الناتج، وعوامل الجودة، والنضج، والتجفيف، ومقاومة الآفات والأمراض، التى قد تلاحق المحصول خلال فترة زراعته وحتى الحصاد، مشيرا إلى أن دوار الشمس يمكن أن ينمو فى مختلف أنواع التربة كالتربة الطينيّة والرمليّة، وهو لا يحتاج إلى العديد من الموادّ الغذائية للنمو كمحاصيل الذرة، أو القمح، أو البطاطس.
وأوضح أن دوار الشمس يعتبر من المحاصيل الزيتية الاستراتيجية ويعتمد عليه فى إنتاج زيوت الطعام وأعلاف الحيوانات ويستخرج منه أعلاف بروتينية للحيوانات.
«مراحل حصاد عباد الشمس »
وفي تصريح "لبوابة الوفد"يقول محمد السباعي عامل زراعي من كفر الحمادية "، إن موعد زراعة دوار الشمس ، يبدأ فى مايو من كل عام باعتباره الموعد الأكثر ملاءمة نظرا لطبيعة الأراضى الطينية والرملية، ويستغرق فى الأرض 90 يوماً، ويتم ريه بـ4 إلى 5 ريات فقط طوال فترة زراعته، مشيرا إلى أن الطريقة المثلى هى الرى بالحوال، مثل الطماطم والبطاطس حيث يشترط عدم غمره بالمياه بشكل كبير وإنما يفضل تشبعه بالمياه.
وأضاف «السباعي »: مقدار سماد فدان عباد الشمس من 4 إلى 5 شكائر سماد أزوتى يوريا ونيترات، حيث يتم إذابة السماد فى «السمادة» المعدة خصيصا للمحصول وهناك طريقة أخرى للتسميد وهى «سرسبة» السماد أو فرده فى باطن الخطوط المخططة طوليا للمحصول، مشيرا إلى أن الحصاد يمر بعدة مراحل حتى يكون جاهزا للتوريد أو التصدير، من قطع القرص، وفرده ثم تجهيز فرش كبير للتشوين قبل غربلته، وتجهيزه.
وأوضح عبدالنور شاهين ، مزارع من بركة السبع منوفيه، إنه بعد انزال اللب من الأقراص، يتم فرده على أسطح المنازل لتجفيفه (تحميصه) فى الشمس لفترة تتراوح من 18 إلى 20 ساعة فقط، ليتم بعد ذلك المرحلة الأخيرة، وهى تعبئة المحصول فى شكائر وأجولة، إما للتوريد داخل مصر أو التصدير للخارج.
«فوائد طبية في لب عباد الشمس »
ولفت إلى أن لب عباد الشمس علاج لمرض الضغط والسكر حيث يستطيع مريض الضغط قزقزة اللب دون تحميص أو إضافة الملح عليه ومريض السكر يقوم بقليه على النار بعد إضافة الملح إليه.
وعن سعر الكيلو قال إن السعر فى موسم الحصاد الحالى يتراوح بين 60-70 جنيها (فرز أول)، كما يتراوح سعر الكيلو بشكل عام «لُط» من 55-60جنيها.
ومن جانبه قال المهندس محمد التركاوي، وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، أن المديرية تسعى إلى زيادة المساحات المنزرعة بمحصول عباد الشمس وذلك لإنتاج الزيوت داخل مصر، والتقليل من استيراد الزيوت من الخارج، منوها أنه تم زراعة 25 ألفا و600 فدانا، بزيادة 4851 فدانا عن المستهدف زراعته هذا العام 18000 فدان بزمام المحافظة.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة باالمنوفية، أن محصول عباد الشمس يُعد من أهم المحاصيل الزيتية حيث تتراوح نسبة الزيت فى بذوره ما بين 35- 50% ويتميز الزيت المستخرج منه بجودة خواصه الكيماوية والطبيعية بالإضافة إلى استخدام مخلفاته كعلف للحيوان لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين، كما أنه يدخل ضمن الزراعات التعاقدية يتم توريده لشركات ومصانع ومؤسسات الحكومة وكذلك شركات القطاع الخاص المتعاقدة مع الحكومة بأسعار تحقق الربح للمزارعين وتشجيعهم على زراعة هذا المحصول مستقبلًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عباد الشمس الذهب الأسود محافظة المنوفية فوائد طبية عباد الشمس دوار الشمس إلى أن
إقرأ أيضاً:
جلسة ملتقى النص الرابعة: تطواف في “وحي الصحراء” و”أهازيج الحصاد” وأدب الطفل الشفاهي
جدة – صالح الخزمري
واصلت جلسات ملتقى النص ٢١ لليوم الثاني حيث كانت الجلسة الرابعة والتي أدارها الدكتور عبدالله ثقفان.
استهلها الدكتور حمد بن ناصر الدُّخِّيل والذي رصد “الأصول الثقافية للأدب السعودي بين الشفاهية والكتابية”، ممهدًا لذلك بالقول: أمضت البشرية دهرًا طويلًا، وهي تتناقل أخبارَها ومعلوماتها وقصصها مشافهةً قبل معرفة الكتابة والتدوين، وثقافة ذلك العصر البعيد تلاشت دون أن تأخذ حظها من التدوين والحفظ، وكان العرب في ثقافتهم وأدبهم وشعرهم وسائر معلوماتهم أمة شفهية، واستمروا على ذلك ــ فيما نعرف ــ نحو ثلاثة قرون، حين انتشرت الكتابة والتدوين التحريري في بداية القرن الثاني الهجري، واستمرت الثقافة الشفهية عند العرب جنبًا إلى جنب حتى منتصف القرن الثالث الهجري، فقد ذكر الجاحظ أنه كان يلم بسوق المربد في البصرة، ويأخذ اللغة والشعر عن الأعراب الذين يلمون بالسوق للتجارة أو الرواية. والجاحظ عاش ما بين 150 ــ 250هـ. وما نقرؤه اليوم مما أثر عن العرب القدامى من فنون الثقافة والأدب كان مصدره الأول المشافهة، ولذلك لا نستغرب ما يقع في هذه الروايات من اختلاف كثير في نصوصها. ليخلص إلى القول: على الرغم من أن التدوين أصبح الوسيلة المثلى لحفظ العلم والثقافة، فإن الرواية الشَّفهية لم تنقطع بل حافظت على شيءٍ من بريقها وامتيازها.
أما الدكتور عبدالله إبراهيم الزهراني فشارك بورقة قدمها عنه الدكتور عبدالرحمن العتل فجعل من كتاب “وحي الصحراء” مرتكزًا رصد من خلاله الحركة الثقافية والأدبية، بالإشارة إلى أن هذه الحركة منذ تأسيسها تطوّرت تطوّرًا لافتًا، وكانت في بدايتها في الحجاز خاصة على يد أناس لهم باع جيد في الثقافة والحركة الأدبية. معللًا بها اختياره لهذا الكتاب تحديدًا، ومضيفًا عليها بالقول: من هنا وقع اختياري على كتاب “وحي الصحراء صفحة من الأدب العصري في الحجاز” الذي جمعه: محمد سعيد عبدالمقصود خوجة، وعبدالله عمر بلخير”، وهما من أعمدة الأدب في الحجاز وقتئذ. مقدمًا وصفًا لمحتوى الكتاب بالإشارة إلى أنه يمثل “مجموعة من المقالات كتبها نخبة من أدباء الحجاز وتنوعت تلك المقالات والنصوص الشعرية بين: الوطنية، والأدبية والاجتماعية، والابتداعية “الرومانسية” ملك أصحابها ناصية اللغة والبيان، وظاهر أنهم كانوا يحملون هم النهضة للوطن، ويرومون أن يكون في مصاف الدول، ويعدون الأدب ركيزة أساسية في النهضة الوطنية، ولهم اطلاع ظاهر واحتكاك بأدباء العالم العربي خاصة مصر والشام، وما يمثلانه في تلك الحقبة من رموز نهضوية.. مستدركًا بالقول: على أن الكتاب حوى نصوصًا نثرية وشعرية عالية الجودة في مجملها لا تقل عن مثيلاتها في العالم العربي، إذ كان كتابها يمثلون الركيزة المهمة للنهضة، ولأهمية الكتاب كان مصدرًا لعدد من الدارسين، نهلوا منه أثناء كتابة بحوثهم عن الحركة الأدبية في المملكة، وأقلية الحجاز.
ويستجلي الباحث الدكتور محمد بن راضي الشريف، في ورقته ميْزة رواية أبي علي الهجري للشعر الشفهي في كتابه “التعليقات والنوادر”، حيث يشير بداية إلى أن كتاب التعليقات والنوادر انفرد بذكر قصائد لشعراء عاشوا ما بين القرن الأول والرابع الهجريين، ومجموع من فيه 425 شاعرًا، و76 راجزًا، بناه الهجري ورتبه على ذكر نوادر كل راو من الرواة. لم يصل من الكتاب سوى قطعتين تقعان في 1000 صفحة، نشره الشيخ حمد الجاسر محققا عام 1992م في أربعة مجلدات ضخمة، في 1926صفحة.
ويعطي الباحث لمحات عن المؤلف أبوعليّ هارون بن زكريّا الهجري، بالإشارة إلى أنه عالمٌ لغويّ وأديب له عناية بالشعر وتذوّق وفهم وإدراك، وراوية للشعر واللغة والأدب وغيرها من علوم العرب، وأنه باحث جغرافي حاول أن يحدد كثيرًا من المواضع التي يتوقّف على تحديدها فهم الشعر العربيّ، ومنها ما لا يوجد عند غيره. وقد سكن مكة، واجتمع فيها بالهمداني صاحب (الإكليل) وببعض علماء الأندلس سنة 288ه، واستقر في المدينة المنوّرة. كما عرف عنه تمحيصه لما يتلقّاه مشافهة عن أبناء البادية ويصحح ما ينقل عنهم. كما يميّز لغات القبائل فيعرف الفصيح من غيره. وقد دون في الكتاب نحو 193 راويا من أبناء البادية، لا تمثّل كل قبائل الجزيرة العربية، بل عددا قليلا منها، وهذا يرجع إلى اقتصاره على القبائل ذات الصلة بالمدينة والقريبة.
كذلك شهدت الجلسة الرابعة مشاركة الدكتورة بسمة القثامي، بورقة تحت عنوان “تسرّيد الثقافة والتاريخ في نماذج من السير الذاتية السعودية”، وفي مستهلها تقرر “بسمة” أن السيرة الذاتية تُعد فنًا متمايزًا من حيث جمعها بين تجارب الذات وتعالقها مع التاريخ والثقافة والأدب، فهي تكشف عن سيكولوجية الذات وبنائها وتسلط الضوء على الثقافة المجتمعية والتاريخ الأدبي للأشخاص والمكان.
ماضية في بحثها بمدارسة بعض السير الذاتية السعودية من خلال: التسرّيد الأدبي، مرتئية أن العديد من الكاتب السعوديين جسدوا في سيرهم الذاتية “التسرّيد الأدبي” وذلك من خلال التصريح بآرائهم الأدبية من مثل غازي القصيبي في سيرته “سيرة شعرية” حين عبر عن رأيه الأدبي في مجموعة من الشعراء، كذلك التسرّيد الثقافي، ثم التسرّيد التاريخي، بالإشارة إلى أن السيرة الذاتية تنهض على أساس الحكي الاسترجاعي لتاريخ الذات الساردة وترتكز بعض السير على التوثيق التاريخي والتأريخ للأحداث التاريخية المهمة التي شهدها.
اقرأ أيضاًالمجتمعروتانا و”سبيكس” توقعان اتفاقية شراكة حصرية لإدارة الإعلانات التلفزيونية والرقمية
وتجعل الدكتورة شوقية بنت محمد الأنصاري، من أدب الطفل وأجناسه التفاعلية من الغنوة الشفهية للكتابة الرقمية: المعجم اللغوي أنموذجًا، مسرحًا لبحثها، حيث تأتي دراستها مواكبة لنمو اللغة وتجدّد فنون آدابها، لترسم رؤية تحولية في أدب الطفل وثقافته، بالتوازي مع التطور المعرفي والتقني في أجناس الأدب عامة. مشيرة إلى أن هذا الانتقال المتطور عبر العصور من اللغة الشفهية إلى اللغة المكتوبة بتقنيات متعددة، لم تغب صورة الطفل عنه، كونه بطل الفكرة، ومتلقيًا مستمعًا وراويًا، إلى أن تجلّى حضوره ككاتب ومصمم مبتكر. وعلى هذا تكسشف الدراسة تطور الأجناس الأدبية في أدب الطفل عبر مراحل عدة، متدفقة في معجمها اللغوي باتجاهات إثرائية ذات محتوى بديع للطفولة.
ويتخذ الباحث خالد الطويل من “أهازيج الحصاد” في منطقة المدينة المنورة وضواحيها، مختبرًا لبحثه، مشيرًا إلى أن أهازيج الحصاد تمثّل تراثًا شفويًا إنسانيًا غنيًّا يعكس فرحة المزارعين بمواسم الحصاد وثقافتهم وتقاليدهم. وتعدّ هذه الأهازيج جزءا أصيلًا من تراثنا الشعبي، وتمثّل جانبًا من تراثنا الثقافي السعودي، والذي سبق وأن سجلت المملكة جانبًا منه في قائمة اليونسكو. مبينًا كذلك أن هذا التراث يتوزّع بين نصوص شعرية وسردية، وعبارات وكلمات ذات إيقاع واحد، وتحمل هذه النصوص (سمة الغنائية)، وتتميّز بإيقاعها السريع.
ويرىى الطويل أن أهازيج الحصاد تتميز بلغتها السلسة وعفويتها، بالنظر إلى أنها في معظم الأحوال تؤدّى بشكل جماعي، وتتكرّر فيها بعض الجمل والكلمات مما يعطي إيقاعًا موسيقيًا مذهلًا يتأثّر به المؤدّون لذلك اللون التراثي كما سيعرض البحث لنماذج من تلك الأهازيج. كما أن تلك الأهازيج لا تخلُ من الرمزية والتعبير عن معان عميقة، ترتبط بالإنسان وعلاقته الممتدّة والعميقة بالأرض والزراعة والنخلة وانتظار موسم الحصاد وجني الثمار بلهفة، وأنها تتنّوع باختلاف المناطق والقبائل، وتعبّر في مواضيعها ومضامينها عن حالة من الامتنان والشكر لله ونعمه الظاهرة والباطنة، والفرح بموسم الحصاد ووفرة المحاصيل، ونجاح موسم الحصاد، ويحتوي بعضها على حكم وأمثال شعبية تكشف عن مقدرة شعرية هائلة في توظيفها شعريًا وإيقاعيًا.