موقع النيلين:
2025-03-16@18:05:06 GMT

هل يتحول جدري القردة لوباء عالمي جديد؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

تشهد العديد من الدول الأفريقية ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بمرض جدري القردة، حيث يتخطى الفيروس المقلق الحدود الوطنية، مثيرا مخاوف من احتمال نشوء وباء عالمي واسع النطاق.
وفي ضوء إعلان الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي عما وصفته بـ “حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري”، تتصاعد التساؤلات بشأن طبيعة هذا المرض وطريقة انتشاره، فضلا عن خلفيات الإعلان الأخير، وما إذا كانت هذه التطورات المستجدة تستدعي القلق فعلا.

ما هو جدري القردة؟
وجدري القردة، المعروف اختصارا باسم “إم.بوكس” (Mpox)، هو مرض فيروسي ينجم عن الإصابة بفيروس جدري القردة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويتميز هذا الفيروس بقدرته على الانتشار بين البشر بشكل مباشر، كما يمكنه أن ينتقل بطريقة غير مباشرة عبر البيئة المحيطة. فقد يلتقط الشخص العدوى من خلال ملامسة الأسطح والأشياء التي سبق أن لامسها شخص مصاب بالفيروس.
وفي المناطق التي ينتشر فيها فيروس جدري القردة بين الحيوانات البرية، يمكن للمرض أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى البشر الذين يتواجدون في وضعية تماس مباشر معها.
وبشكل عام، هناك نوعان مختلفان من هذا الفيروس تسببه سلالتين؛ السلالة الأولى تُعرف سابقا باسم “سلالة حوض الكونغو”، والسلالة الثانية باسم “سلالة غرب” أفريقيا. وكلاهما يمكن أن يكون قاتلا، على الرغم من أن السلالة الأولى لها تاريخيا معدل وفيات أعلى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
أعراض وعلامات الإصابة
يمكن أن يسبب جدري القردة مجموعة من العلامات والأعراض. وفي حين يعاني بعض الأشخاص من أعراض أقل حدة، فقد يصاب البعض الآخر بمرض أشد خطورة ويحتاجون إلى الرعاية في مرفق صحي.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة في العادة للإصابة بأعراض أكثر حدة، كل من الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بمن فيهم المصابون بعدوى غير معالجة بفيروس الإيدز في مراحله المتقدّمة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتشمل الأعراض الشائعة لجدري القردة ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة بين أسبوع إلى أربعة. وقد يبدأ ذلك بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) أو يليها.
ويبدو الطفح الجلدي مثل البثور أو القروح، وقد يؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين والأُرْبِيَّة والمناطق التناسلية.
ويمكن أن تظهر هذه الأعراض أيضا في الفم أو الحلق أو الشرج أو المستقيم أو المهبل أو في العينين. وقد يتراوح عدد القروح من قرحة واحدة إلى عدة آلاف، وفقا للمنظمة الدولية.
وفي معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة من خلال الرعاية الداعمة، مثل الأدوية المخففة للألم أو الحمى. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض، لدى بعض الناس، شديدا أو يؤدي إلى مضاعفات وحتى إلى الوفاة.
أرقام عن الانتشار الأخير
وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، فإن 34 دولة في أفريقيا إما تبلغ عن إصابات أو تُعتبر “معرضة لخطر كبير”.
وحتى 4 أغسطس الحالي، سجلت 38465 إصابة بجدري القردة في 16 دولة أفريقية و1456 وفاة في القارة منذ يناير 2022، مع زيادة بنسبة 160 بالمئة في الاصابات للعام 2024 مقارنة بالعام السابق.
وتشهد الكونغو الديمقراطية تفشيا حادا مع أكثر من 14 ألف حالة مبلغ عنها و511 حالة وفاة منذ بداية عام 2024، وفقا لمعطيات أوردتها صحيفة “الغارديان”.
وفي حين أن تفشي المرض في الكونغو ليس بالجديد، إلا أن الرقم المسجل هذا العام يعادل بالفعل إجمالي عام 2023 بأكمله، ويشمل حالات في مقاطعات لم تتأثر سابقا، وفقا للصحيفة البريطانية.
كما يتم الإبلاغ عن إصابات في كل من بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، المجاورة للكونغو الديمقراطية، وهي الدول التي لم يسبق فيها الإبلاغ عن أي حالات.
أسباب تزايد الحالات؟
ويربط علماء بين تزايد انتشار المرض بظهور تثير سلالة جديدة من الفيروس، أكثر فتكا وأكثر انتشارا من السلالات السابقة، رصدت في الكونغو الديموقراطية في سبتمبر 2023، وفقا للغارديان.

وتم الإبلاغ عنها في بلدان أفريقية مختلف، مثل المغرب مصر والسودان وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا ورواندا وكينيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا، بحسب ما أوردته فرانس برس.

وكانت السلالة الأولى، تنتشر عادة، في الماضي، عن طريق تناول لحوم الحيوانات البرية المصابة، فيما تنتقل السلالة المستجدة من شخص لآخر، غالبا عبر الاتصال الجنسي، ولكن أيضا من خلال الاتصال الجسدي مثل مخالطة المصابين أو عبر استعمال فراش أو مناشف ملوثة..

وقالت روزاموند لويس، مسؤولة منظمة الصحة العالمية عن جدري القردة المستجد: “لا نعرف ما إذا كان أكثر قابلية للانتقال، ولكنه ينتقل من خلال وسيلة فعالة”.
ولا تزال أشكال أخرى من الفيروس موجودة. وتسجل الكونغو الديمقراطية أيضا حالات من السلالة الأولى، وكذلك جمهورية أفريقيا الوسطى.

هل يجب أن نشعر بالقلق؟
وحذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية، قبل أيام من أن معدل انتشار العدوى الفيروسية “مثير للقلق”، معلنة للمرة الأولى عن “حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري”.
وقال جان كاسيا، رئيس المنظمة في مؤتمر صحفي، الثلاثاء: “أعلن بقلب مثقل ولكن بالتزام لا يتزعزع تجاه شعوبنا ومواطنينا الأفارقة، أن جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة تهدد الأمن على مستوى القارة”.
وأضاف “الآن، عبر جدري القردة الحدود، وذلك أثر على الآلاف في كل أنحاء قارتنا. تمزقت عائلات، ولامس الألم والمعاناة كل ركن من أركان قارتنا”.
وتابع كاسيا “هذا الإعلان ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو دعوة واضحة إلى التحرك. إنه اعتراف بأنه لم يعد بوسعنا أن نتصرف على أساس رد الفعل، يجب أن نكون استباقيين في جهودنا لاحتواء هذا التهديد والقضاء عليه”.
ويرتقب أن يجتمع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مع الخبراء لتقرير لتقييم ما إذا كان سيتم إعلان مستوى أعلى من التأهب للتصدي الوباء.
هل توجد لقاحات لعلاج الفيروس؟
تتوفر لقاحات لمكافحة المرض، إلا أن الوصول إليها يواجه تحديات كبيرة. فقد أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا عن حاجتها إلى 10 ملايين جرعة، في حين أن المتاح حاليا لا يتجاوز 200 ألف جرعة فقط، وفقا لما نقلته صحيفة الغارديان.

علاوة على ذلك، فإن النقص في العلاجات وأدوات التشخيص يشكل عائقا أمام الاستجابة الفعالة لهذا الوباء.

ولا تزال خطط برامج التطعيم قيد المراجعة، ولكن من المحتمل أن تنطوي على تتبع وتطعيم المخالطين للحالات واستهداف مجموعات مثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، الذين يبدو أنهم معرضون لخطر أكبر للإصابة بمرض شديد، بحسب “الغارديان”.

وفعّلت منظمة الصحة العالمية قائمة الاستخدام الطارئ للقاحين، مما يسمح لمنظمات مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين ويونيسف، بشرائها للتوزيع.

ووفقا لرويترز، ليس من المرجح أن يتوفر لقاح يساعد في احتواء التفشي الحالي في كل من الكونغو والدول المجاورة إلا بعد أشهر.

ورغم أن الخبراء يأملون في أن تفضي الاجتماعات التي تعقدها منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف الإجراءات لمكافحة المرض على الصعيد العالمي، لا يزال هناك العديد من العوائق من بينها محدودية إمداد اللقاحات والتمويل وتفشي أمراض أخرى.
وقال جان جاك مويمبي تامفوم، رئيس المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في الكونغو “من المهم إعلان حالة الطوارئ لأن المرض ينتشر”. وأضاف أنه يأمل أن يساعد أي إعلان في توفير مزيد من التمويل لعمليات المراقبة وكذلك دعم إتاحة اللقاحات في الكونغو.
لكنه أقر بأن الطريق ملئ بالعقبات في بلد ضخم استُنزفت فيه المرافق الصحية والأموال الإنسانية بسبب الصراع هناك وتفشي أمراض أخرى مثل الحصبة والكوليرا.
وقالت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأسبوع الماضي، إنها حصلت على تمويل طارئ بقيمة 10.4 مليون دولار من الاتحاد الأفريقي للتصدي لمرض جدري القرود.
وقال رئيس الهية، إن هناك خطة واضحة لتوفير ثلاثة ملايين جرعة خلال هذا العام، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
لكن مصادر مشاركة في التخطيط لحملة التطعيم في الكونغو، قالت إن من المرجح أن تتوفر 65 ألف جرعة فقط على المدى القصير، ومن المستبعد أن تبدأ الحملات قبل أكتوبر على أفضل تقدير، حسبما نقلته رويترز.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الأمراض والوقایة جدری القردة فی الکونغو یمکن أن من خلال

إقرأ أيضاً:

أزمة معيشية خانقة.. رمضان يتحول إلى كابوس للمواطنين في المناطق اليمنية المحررة

تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أزمات معيشية خانقة، تزداد سوءاً بشكل ملحوظ خاصة مع تفاقم الأزمات خلال النصف الأول من شهر رمضان، حيث لم تقتصر فقط على ارتفاع الأسعار، بل تشمل شح المواد الأساسية وارتفاع أسعارها، ما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة للمواطنين.

يأتي ذلك وسط غياب الرقابة الحكومية واحتكار التجار للسلع، مما أدى إلى زيادة المعاناة في وقت يحتاج فيه السكان إلى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما في ظل استمرار انهيار العملة المحلية، وتدني الأجور الحكومية مقارنة بفترة ما قبل اندلاع الحرب مطلع عام 2015.

أعباء مالية

وافادت مصادر محلية، بأن أزمة الغاز المنزلي كانت الأشد وطأة، حيث بلغت ذروتها في محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع، مع إعلان أغلب المحطات التجارية الخاصة نفاد الكميات المتاحة، بينما لا تزال قلة من المحطات تفتح أبوابها بعد منتصف الليل لساعات محدودة.

واوضحت المصادر لوكالة "خبر"، أن سعر أسطوانة الغاز سعة 20 لتراً ارتفعت من 7500 ريال إلى أكثر. من 14 ألف ريال، قبل أن يعاود الاستقرار نسبيا عند 8500 ريال، مع حالة عدم استقرار في توفرها، ما أثقل كاهل المواطنين، الذين يضطرون للانتظار لساعات في طوابير طويلة للحصول على حاجتهم من الوقود المنزلي.

قطاع المشتقات النفطية، هو الآخر شهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، حيث بلغ سعر صفيحة البنزين (20 لتراً) 33,900 ريال، وصفيحة الديزل 36,000 ريال، ما يفاقم أزمة النقل إلى خارج المحافظات، خصوصا أثناء نقل البضائع، وهو الارتفاع الذي ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع حيث يضاف الفارق عليها، مما زاد من الأعباء المالية على المواطنين، خاصة في ظل تراجع الدخل وفرص العمل.

وفيما يخص أسعار المواد الغذائية، يقول المواطنون أنها شهدت قفزات جنونية تجاوزت قدرتهم الشرائية، ما أجبر الكثير منهم على شراء احتياجاتهم بالكيلو جرام بدلًا من الكميات المعتادة.

ووفقاً للمواطنين، بلغ سعر الكيلو جرام من الدقيق 1200 ريال، والأرز 4000 ريال، ولتر زيت الطبخ 4000 ريال، بينما ارتفع سعر علبة الزبادي الصغيرة إلى 600 ريال، وهو ما جعل الكثير من الأسر غير قادرة على تأمين وجباتها الأساسية خلال شهر رمضان.

أما أسعار اللحوم والأسماك، فقد شهدت ارتفاعات غير مسبوقة، حيث قفز سعر الكيلو جرام من سمك الثمد إلى 12,000 ريال، فيما وصل سعر اللحم البقري إلى 22,000 ريال، وهو ما جعل هذه المنتجات بعيدة عن متناول معظم المواطنين.

استغلال تجاري

وتؤكد مصادر اقتصادية لوكالة "خبر"، أن التجار استغلوا ارتفاع الطلب خلال رمضان لرفع الأسعار، رغم أن العملة المحلية شهدت تعافياً طفيفاً، إلا أن ذلك لم ينعكس على أسعار السلع.

وتحمل قطاعات واسعة من المواطنين الجهات الحكومية مسؤولية تفاقم الأزمة، متهمين وزارة التجارة والصناعة بالتقصير في فرض رقابة فعالة على الأسواق، وغياب التنسيق مع الأجهزة الأمنية لضبط المخالفين.

ويعتبر المواطنون هذه الأزمات مفتعلة وغير مبررة، مما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي، في ظل غياب أي حلول فعلية من قبل السلطات المعنية، خصوصا بعد أن كانوا يأملون التماس تحسناً في الخدمات، باعتبار المناطق التي يتواجدون فيها محررة، بعكس المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.

وتشير تقارير اقتصادية إلى أن الأسعار ارتفعت في عموم البلاد منذ بداية الحرب التي اندلعت على خلفية انقلاب مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، أكثر من 15 ضعفاً، فيما ثبتت الأجور الحكومية للموظفين عند ذلك الحد، مما فاقم معاناة المواطنين بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • 18 مارس.. انطلاق محادثات سلام بين الكونغو الديمقراطية والمتمردين فى أنجولا
  • احتفالًا باليوم العالمي للكلى.. الصحة تضيء مبانيها باللونين الأزرق والأحمر.. أطباء يوضحون آليات عمل المرض المزمن ويحذرون من تناول أدويته دون روشتة
  • أزمة معيشية خانقة.. رمضان يتحول إلى كابوس للمواطنين في المناطق اليمنية المحررة
  • "الصحة العالمية" و"أطباء بلا حدود" تدعوان إلى تضافر الجهود لاحتواء الكوليرا في غرب إثيوبيا
  • الكونغو الديمقراطية: انخفاض الودائع المصرفية بنسبة 0.3% في فبراير إلى 14.7 مليار دولار
  • في مشهد فلكي نادر.. القمر يتحول إلى الأحمر بفعل خسوف كامل
  • النمر: منظمة الصحة العالمية أوصت بعدم استخدام المحليات الصناعية لتجنب السكري
  • منظمة الصحة العالمية: أوروبا تشهد أعلى عدد من حالات الحصبة منذ 25 عامًا
  • شخبوط بن نهيان يلتقي رئيس الكونغو
  • وزارة الصحة تقلص جرعات دواء خاص بمرضى "السيدا" "والسل" وفقا لنائب برلماني