موقع النيلين:
2025-02-22@21:19:12 GMT

هل يتحول جدري القردة لوباء عالمي جديد؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

تشهد العديد من الدول الأفريقية ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بمرض جدري القردة، حيث يتخطى الفيروس المقلق الحدود الوطنية، مثيرا مخاوف من احتمال نشوء وباء عالمي واسع النطاق.
وفي ضوء إعلان الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي عما وصفته بـ “حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري”، تتصاعد التساؤلات بشأن طبيعة هذا المرض وطريقة انتشاره، فضلا عن خلفيات الإعلان الأخير، وما إذا كانت هذه التطورات المستجدة تستدعي القلق فعلا.

ما هو جدري القردة؟
وجدري القردة، المعروف اختصارا باسم “إم.بوكس” (Mpox)، هو مرض فيروسي ينجم عن الإصابة بفيروس جدري القردة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويتميز هذا الفيروس بقدرته على الانتشار بين البشر بشكل مباشر، كما يمكنه أن ينتقل بطريقة غير مباشرة عبر البيئة المحيطة. فقد يلتقط الشخص العدوى من خلال ملامسة الأسطح والأشياء التي سبق أن لامسها شخص مصاب بالفيروس.
وفي المناطق التي ينتشر فيها فيروس جدري القردة بين الحيوانات البرية، يمكن للمرض أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى البشر الذين يتواجدون في وضعية تماس مباشر معها.
وبشكل عام، هناك نوعان مختلفان من هذا الفيروس تسببه سلالتين؛ السلالة الأولى تُعرف سابقا باسم “سلالة حوض الكونغو”، والسلالة الثانية باسم “سلالة غرب” أفريقيا. وكلاهما يمكن أن يكون قاتلا، على الرغم من أن السلالة الأولى لها تاريخيا معدل وفيات أعلى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
أعراض وعلامات الإصابة
يمكن أن يسبب جدري القردة مجموعة من العلامات والأعراض. وفي حين يعاني بعض الأشخاص من أعراض أقل حدة، فقد يصاب البعض الآخر بمرض أشد خطورة ويحتاجون إلى الرعاية في مرفق صحي.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة في العادة للإصابة بأعراض أكثر حدة، كل من الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بمن فيهم المصابون بعدوى غير معالجة بفيروس الإيدز في مراحله المتقدّمة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتشمل الأعراض الشائعة لجدري القردة ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة بين أسبوع إلى أربعة. وقد يبدأ ذلك بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) أو يليها.
ويبدو الطفح الجلدي مثل البثور أو القروح، وقد يؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين والأُرْبِيَّة والمناطق التناسلية.
ويمكن أن تظهر هذه الأعراض أيضا في الفم أو الحلق أو الشرج أو المستقيم أو المهبل أو في العينين. وقد يتراوح عدد القروح من قرحة واحدة إلى عدة آلاف، وفقا للمنظمة الدولية.
وفي معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة من خلال الرعاية الداعمة، مثل الأدوية المخففة للألم أو الحمى. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض، لدى بعض الناس، شديدا أو يؤدي إلى مضاعفات وحتى إلى الوفاة.
أرقام عن الانتشار الأخير
وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، فإن 34 دولة في أفريقيا إما تبلغ عن إصابات أو تُعتبر “معرضة لخطر كبير”.
وحتى 4 أغسطس الحالي، سجلت 38465 إصابة بجدري القردة في 16 دولة أفريقية و1456 وفاة في القارة منذ يناير 2022، مع زيادة بنسبة 160 بالمئة في الاصابات للعام 2024 مقارنة بالعام السابق.
وتشهد الكونغو الديمقراطية تفشيا حادا مع أكثر من 14 ألف حالة مبلغ عنها و511 حالة وفاة منذ بداية عام 2024، وفقا لمعطيات أوردتها صحيفة “الغارديان”.
وفي حين أن تفشي المرض في الكونغو ليس بالجديد، إلا أن الرقم المسجل هذا العام يعادل بالفعل إجمالي عام 2023 بأكمله، ويشمل حالات في مقاطعات لم تتأثر سابقا، وفقا للصحيفة البريطانية.
كما يتم الإبلاغ عن إصابات في كل من بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، المجاورة للكونغو الديمقراطية، وهي الدول التي لم يسبق فيها الإبلاغ عن أي حالات.
أسباب تزايد الحالات؟
ويربط علماء بين تزايد انتشار المرض بظهور تثير سلالة جديدة من الفيروس، أكثر فتكا وأكثر انتشارا من السلالات السابقة، رصدت في الكونغو الديموقراطية في سبتمبر 2023، وفقا للغارديان.

وتم الإبلاغ عنها في بلدان أفريقية مختلف، مثل المغرب مصر والسودان وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا ورواندا وكينيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا، بحسب ما أوردته فرانس برس.

وكانت السلالة الأولى، تنتشر عادة، في الماضي، عن طريق تناول لحوم الحيوانات البرية المصابة، فيما تنتقل السلالة المستجدة من شخص لآخر، غالبا عبر الاتصال الجنسي، ولكن أيضا من خلال الاتصال الجسدي مثل مخالطة المصابين أو عبر استعمال فراش أو مناشف ملوثة..

وقالت روزاموند لويس، مسؤولة منظمة الصحة العالمية عن جدري القردة المستجد: “لا نعرف ما إذا كان أكثر قابلية للانتقال، ولكنه ينتقل من خلال وسيلة فعالة”.
ولا تزال أشكال أخرى من الفيروس موجودة. وتسجل الكونغو الديمقراطية أيضا حالات من السلالة الأولى، وكذلك جمهورية أفريقيا الوسطى.

هل يجب أن نشعر بالقلق؟
وحذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية، قبل أيام من أن معدل انتشار العدوى الفيروسية “مثير للقلق”، معلنة للمرة الأولى عن “حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري”.
وقال جان كاسيا، رئيس المنظمة في مؤتمر صحفي، الثلاثاء: “أعلن بقلب مثقل ولكن بالتزام لا يتزعزع تجاه شعوبنا ومواطنينا الأفارقة، أن جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة تهدد الأمن على مستوى القارة”.
وأضاف “الآن، عبر جدري القردة الحدود، وذلك أثر على الآلاف في كل أنحاء قارتنا. تمزقت عائلات، ولامس الألم والمعاناة كل ركن من أركان قارتنا”.
وتابع كاسيا “هذا الإعلان ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو دعوة واضحة إلى التحرك. إنه اعتراف بأنه لم يعد بوسعنا أن نتصرف على أساس رد الفعل، يجب أن نكون استباقيين في جهودنا لاحتواء هذا التهديد والقضاء عليه”.
ويرتقب أن يجتمع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مع الخبراء لتقرير لتقييم ما إذا كان سيتم إعلان مستوى أعلى من التأهب للتصدي الوباء.
هل توجد لقاحات لعلاج الفيروس؟
تتوفر لقاحات لمكافحة المرض، إلا أن الوصول إليها يواجه تحديات كبيرة. فقد أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا عن حاجتها إلى 10 ملايين جرعة، في حين أن المتاح حاليا لا يتجاوز 200 ألف جرعة فقط، وفقا لما نقلته صحيفة الغارديان.

علاوة على ذلك، فإن النقص في العلاجات وأدوات التشخيص يشكل عائقا أمام الاستجابة الفعالة لهذا الوباء.

ولا تزال خطط برامج التطعيم قيد المراجعة، ولكن من المحتمل أن تنطوي على تتبع وتطعيم المخالطين للحالات واستهداف مجموعات مثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، الذين يبدو أنهم معرضون لخطر أكبر للإصابة بمرض شديد، بحسب “الغارديان”.

وفعّلت منظمة الصحة العالمية قائمة الاستخدام الطارئ للقاحين، مما يسمح لمنظمات مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين ويونيسف، بشرائها للتوزيع.

ووفقا لرويترز، ليس من المرجح أن يتوفر لقاح يساعد في احتواء التفشي الحالي في كل من الكونغو والدول المجاورة إلا بعد أشهر.

ورغم أن الخبراء يأملون في أن تفضي الاجتماعات التي تعقدها منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف الإجراءات لمكافحة المرض على الصعيد العالمي، لا يزال هناك العديد من العوائق من بينها محدودية إمداد اللقاحات والتمويل وتفشي أمراض أخرى.
وقال جان جاك مويمبي تامفوم، رئيس المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في الكونغو “من المهم إعلان حالة الطوارئ لأن المرض ينتشر”. وأضاف أنه يأمل أن يساعد أي إعلان في توفير مزيد من التمويل لعمليات المراقبة وكذلك دعم إتاحة اللقاحات في الكونغو.
لكنه أقر بأن الطريق ملئ بالعقبات في بلد ضخم استُنزفت فيه المرافق الصحية والأموال الإنسانية بسبب الصراع هناك وتفشي أمراض أخرى مثل الحصبة والكوليرا.
وقالت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأسبوع الماضي، إنها حصلت على تمويل طارئ بقيمة 10.4 مليون دولار من الاتحاد الأفريقي للتصدي لمرض جدري القرود.
وقال رئيس الهية، إن هناك خطة واضحة لتوفير ثلاثة ملايين جرعة خلال هذا العام، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
لكن مصادر مشاركة في التخطيط لحملة التطعيم في الكونغو، قالت إن من المرجح أن تتوفر 65 ألف جرعة فقط على المدى القصير، ومن المستبعد أن تبدأ الحملات قبل أكتوبر على أفضل تقدير، حسبما نقلته رويترز.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الأمراض والوقایة جدری القردة فی الکونغو یمکن أن من خلال

إقرأ أيضاً:

علماء يحذرون من تفشٍ واسع لمتحور جديد من فيروس جدري القرود

حذّرت دراسة من تسارع انتشار فيروس إمبوكس (المعروف سابقا بجدري القرود) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع ظهور متحوّر جديد أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، مما يزيد المخاوف من تفشٍ أوسع.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة التقنية في الدنمارك ومعاهد بحثية من ست دول مختلفة: الكونغو الديمقراطية، رواندا، الدنمارك، المملكة المتحدة، إسبانيا، وهولندا، ونُشرت نتائجها في مجلة نيتشر ميدسن Nature Medicine في فبراير/ شباط الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

ويُعرف المتحور بأنه نسخة متغيرة من الفيروس الأصلي، تَحدث بفعل طفرات جينية أثناء تكاثره، مما قد يؤدي إلى اختلاف في قدرته على الانتشار أو شدة تأثيره على المصابين.

ما فيروس إمبوكس؟

عرّفت منظمة الصحة العالمية جدري القرود على أنّه مرض فيروسي يسببه فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية (Poxviridae)، وهي نفس العائلة التي تضم فيروس الجدري البشري. ويتميز المرض بظهور طفح جلدي يمر بعدة مراحل قبل الشفاء، إلى جانب أعراض أخرى مثل الحمى، وآلام العضلات، وتضخم الغدد الليمفاوية.

واكتُشف الفيروس لأول مرة في عام 1958 لدى قردة المختبر، ومن هنا جاء اسمه، وسُجلت أول إصابة بشرية فيه عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وشهد جدري القرود عدة تحوّلات منذ اكتشافه، حيث ظل انتشارُه محدودا في أفريقيا عقودا، قبل أن يتفشى عالميا عام 2022، وانتقل إلى البشر على نطاق واسع، بعد الاعتقاد السائد أن جدري القردة ينتقل أساساً من الحيوانات مثل القوارض والقردة إلى البشر.

إعلان

وبناء على التحليلات الجينية، ينقسم الفيروس إلى نوعين رئيسيين يختلفان من حيث مناطق الانتشار وشدة الأعراض:

كلايد 1 (Clade I): ينتشر في وسط وشرق أفريقيا، ويُعد الأكثر خطورة. يضم السلالة الفرعية كلايد 1 إيه (Clade Ia) المنتشرة في الكونغو والسودان، وكلايد 1 بي (Clade Ib)، التي تثير القلق حاليا بسبب قدرتها المتزايدة على الانتقال بين البشر. كلايد 2 (Clade II): ينتشر في غرب أفريقيا، وهو أقل خطورة من سلالة كلايد 1. يضم السلالة الفرعية كلايد 2 إيه (Clade IIa) الأقل خطورة بين جميع الأنواع الفرعية، وكلاد 2 بي (Clade IIb) المسؤولة عن التفشي العالمي بين البشر الذي بدأ في عام 2022. المتحوّر الجديد وانتشاره السريع

رُصد المتحوّر كلايد 1 بي لأول مرة في سبتمبر/ أيلول 2023 بمدينة كاميتيغا، جنوب كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وكشفت التحليلات الجينية أنه تطور إلى ثلاثة أنواع فرعية، أحدها انتشر إلى مدن أخرى داخل الكونغو، ثم إلى دول مثل السويد وتايلاند.

ويختلف انتشار كلايد 1 بي عن التفشي في 2022، مع تسجيل ارتفاع في الإصابات عند الأطفال والعاملين الصحيين.

وكشفت الأبحاث أن كلايد 1 بي قد يزيد من خطر الإجهاض لدى النساء المصابات، وهو تطور غير مسبوق في تاريخ انتشار الفيروس.

إصابات متزايدة ومخاطر صحية جديدة

بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالمتحوّر الجديد كلايد 1 بي حتى 5 يناير/كانون الثاني الماضي أكثر من 9500 حالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها، مع نسبة وفيات تقدر بـ 3.4%، أي ما يعادل 323 حالة وفاة تقريبا.

وحلل الباحثون المشاركون في الدراسة عينات من 670 مريضا مصابا بالفيروس، وكشفت النتائج أن الإصابات توزعت على 52.4% من النساء و47.6% من الرجال، معظمها انتقلت عبر الاتصال الجنسي. كما سُجلت 7 وفيات بين المرضى الذين خضعوا للتحليل.

وتعرضت 8 من أصل 14 امرأة حامل مصابة بالفيروس للإجهاض، مما يشير إلى احتمال ارتباط الفيروس بارتفاع مخاطر فقدان الحمل.

إعلان إجراءات عاجلة لاحتواء التفشي

يرى الباحثون أن استمرار انتشار هذا المتحوّر دون تدخل فوري قد يؤدي إلى تفشٍ عالمي جديد. لهذا، يدعو العلماء إلى استجابة محلية ودولية عاجلة للحد من خطورته. وتشمل الإجراءات الضرورية تعزيز المراقبة الصحية لرصد الحالات الجديدة بسرعة، وتكثيف حملات التوعية الصحية حول طرق انتقال الفيروس والوقاية منه، إلى جانب توسيع نطاق التطعيم في المناطق الأكثر تضررا، وإصدار تحذيرات السفر إلى المناطق الموبوءة.

ويؤكد الخبراء أن التراخيَ في اتخاذ التدابير الوقائية قد يسمح للفيروس بالتحوّر أكثر، مما يزيد من صعوبة احتوائه لاحقا.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تحذر من التهاب الدماغ وتدعو لتحرك دولي
  • الصحة العالمية تحذّر من الفشل في إقرار معاهدة الأوبئة
  • علماء يحذرون من تفشٍ واسع لمتحور جديد من فيروس جدري القرود
  • الصحة العالمية: نستعد لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال بغزة السبت
  • الصحة العالمية: أكثر من ستة آلاف إصابة بالكوليرا في اليمن
  • الصحة العالمية: 35 ألف إصابة بالكوليرا خلال يناير وانخفاض بنسبة 33% في الوفيات بالسودان
  • منظمة الصحة العالمية: الصراع المستمر جرّ السودان إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة
  • مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن
  • الصحة العالمية: 35 ألف إصابة بالكوليرا في 19 دولة بينها السودان واليمن
  • جدري القرود يظهر في اليمن.. تسجيل أول إصابة رسمية!