بين نتنياهو ومُصلّي الفجر.. صاروخ الألفي رطل
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
هنيئا لك يا نتنياهو أن رضيت لنفسك أن تقوم بدور التجربة للأسلحة الامريكية المتطوّرة، ولكنّ اختيارك للّحم الفلسطيني من نساء وأطفال كمختبر تجارب كان حماقة ما بعدها حماقة، أنت بذلك تجرّ على نفسك وشعبك عواقب هذه التجربة الفظيعة.
هذه القنبلة ألقي بمثلها ذات مرّة على ملجأ العامرية في بغداد فصهرت من فيه من بشر، لأنها تحوّل المكان إلى سبعة آلاف درجة مئوية.
كم هو حجم الحقد والكراهية التي يكنّهما صدرك البشع، أن تصبّ جام هذه الحمم الفظيعة على رؤوس مصلّين يبتهلون لربّهم أن يرفع عنهم هذا البلاء ويكفّ عنهم شرّ بني صهيون المستعر!
لكل واحد من جماعة صلاة الفجر قصة وحياة وطموح وأمل ومستقبل، هكذا في لحظة واحدة أيها الافّاك الأشر تضع حدا لهذا الكم العظيم من حياة البشر، ماذا ترى في نفسك حتى تعطيها الحق في وضع حدّ لحياة البشر؟
كم حافظ للقرآن منهم وكم من تقي ورع، وكم من خاشع مبتهل لا شيء في قلبه إلا النور والخير وفلاح البشر؟ كم من أب جاء للصلاة وهو راجٍ وآمل بالله الفرج له ولأبنائه وعائلته الصغيرة والكبيرة! كم من طفل وفتى واعد يرجو الحياة والنجاة من هذه الحرب والتي كلّ يوم فيها تصغر دائرة النجاة بسبب حممها وحميمها وقصف شروركم! كم من أمّ باتت وهي ترجو الله السلامة والنجاة لأطفالها من شروركم!
أتحسب أنّ جريمة بهذا الحجم الفظيع ستمرّ مرور الكرام؟ أتدري أم لا تدري أن التاريخ يكتب والناس يشهدون، وقبل التاريخ والناس هناك رب كبير متعال نحن وأنتم نؤمن بذات الرب العظيم وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية، وهو بالمرصاد لكلّ الطغاة والجبابرة؟
أنت فعلت بأبشع الصور مثل ما بنيتم عليه روايتكم من أنّكم ضحايا أفران النازية، فعلت فعل أصحاب هذه الأفران وأصحاب الأخدود أضعافا مضاعفة، ومن جبنك ونذالتك لم تفعل ذلك بمن فعلها بكم، جئت تفعلها مع شعب لا ناقة له فيها ولا جمل.. قبلت بدور "المتوحّش النبيل" الذي وظّفه الرجل الأبيض في أمريكا ليدلّ على قومه ورضي بهذا الدور الوضيع. فنحن وأنتم ساميّون ولسنا أعداء للساميّة قطعا لأننا أصلا من أبناء سام، رضيت أن تقوم بهذه المهمّة القذرة: أن تقتل من يشاركك ذات العرق والصفة، وأن تكون موظّفا رخيصا للرجل الأمريكي والأوروبي أبيض البشرة أسود القلب.
هنيئا لك هذا الدور العظيم وهذه النذالة بأدنى دركاتها المريعة، هنيئا لك هذه التجليات الخبيثة، أجلب علينا بخيلك ورجلك وطائراتك بكل أشكالها وألوانها وصواريخك الذكية والغبية الثقيلة والخفيفة، التي تحرق الأجساد فتجعلها هباء منثورا، والتي تقطّعها إربا إربا، تخابث في السياسة كما يحلو لك، حرّك أوراقها والعب فيها بكل ما أوتيت من خبث وكراهية وتطرّف مجنون، واعلم أنه لا بدّ وأن تدور عليك الدائرة. لست بدعا من الجبابرة الذين عبروا التاريخ فأوسعوا فيه خبثا وإجراما ثم طويت صفحتهم، واعلم أنك كلما ازددت توحّشا كما أزفت ساعتك.
واعلم يا عدوّ نفسك أنّ اعتمادك هذا على أمريكا ومن دار في فلكها هو كاعتماد المرء على شيطانه، إذا جاءت لحظة الحقيقة سيتبرأ منك ويقول لك مقولته المعروفة: "إنّي بريء منك"، قريبا سيكتشفون أنكم قد فقدتم وظيفتكم في حماية مصالحهم في المنطقة وأنكم أصبحتم بحاجة إلى من يحميكم، سيكتشفون أنكم قد بتّم عبئا عليهم فينفضّون عنكم، سيكتشفون أنكم عبء ماديّ ومعنوي وأخلاقي وأنكم سبب مباشر في تشكيل أسوأ صورة بشرية منحطة في التاريخ تتقاسمونها وإياهم، سرعان ما يدعوهم هذا للخلاص من وزركم والبراءة منكم ومن كل ما سببتموه لهم من فظاعة وضرر.
لن يطول الأمر لكم، لقد بدأت البشرية بالتقزّز من أفعالكم والشعور بالقرف منكم ومما تجرمون، لقد آذن ليلكم بالزوال وبان الخيط الأبيض من الأسود للناس. لقد رأى بدايته بأم عينيه كل ذي بصيرة وسنرى الفجر قريبا مضاء بنور أرواح من صهرتموهم بصواريخ الألفي رطل وهم ساجدون لله في صلاة الفجر في مسجد مدرسة التابعين في حي الدرج.
(ملاحظة: حديثنا عن نتنياهو هو ذاته عن هذا الكيان وأركان عصابته فكلهم في الحقد والإجرام على قدم وساق).
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال مجازر سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.
أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.