فورين بوليسي: ما دوافع السلوك العدواني الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
تتخذ إسرائيل تقليديا موقفا عسكريا عدوانيا تجاه خصومها، ولكن الحرب في غزة أصبحت في الأشهر العشرة الأخيرة أكثر فتكا من أي وقت مضى بعد قتل نحو 40 ألف شخص فيها وحدها، وهذا يؤكد لمنتقدي إسرائيل أن هدفها هو تدمير الشعب الفلسطيني، لكن التفسير الحقيقي لهذا التغيير أكثر تعقيدا من كل ذلك.
بهذه المقدمة افتتحت مجلة "فورين بوليسي" مقالا بقلم ديفيد روزنبرغ قال فيه إنه حتى أصدقاء إسرائيل في الخارج يجدون صعوبة في فهم سلوكها في حرب غزة وصراعاتها الثانوية مع حزب الله وإيران والحوثيين.
وإذا كان البعض قد يتسامح مع الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين كجزء لا مفر منه من حرب المدن -كما يقول الكاتب- فإنه من الصعب على الكثيرين استيعاب منع إسرائيل دخول ما يكفي من المساعدات الإنسانية إلى غزة وعدم اكتراثها الواضح بالوفيات الهائلة، كما أن البعض يشعر بالحيرة بسبب استعدادها للمخاطرة بما يمكن أن يكون حربا مدمرة مع حزب الله اللبناني أو إيران، بعمليات الاغتيال الاستعراضية المتتالية التي نفذتها والتي تصنف في سياق عنف الدولة وفقا لمعايير أي حكومة.
وأوضح الكاتب أن هدف أقصى اليمين في إسرائيل هو جعل الحياة لا تطاق بالنسبة للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشيرا إلى أن قادة هذا اليمين ليس لديهم إستراتيجية سوى رؤية معاناة الفلسطينيين واستمرار الحرب، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أذعن لإرادتهم حرصا منه على ضمان بقائهم في الائتلاف الحاكم، ولذلك كان متشددا في مفاوضات وقف إطلاق النار ولم يسمح بوصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة.
تآكل الردعوذكّر الكاتب بقول زعيم الحزب الصهيوني الديني اليميني ووزير المالية بتسلئيل سموتريش في هذا السياق، إنه لن يجد مشكلة في السماح لشعب غزة بالتضور جوعا، وبسماح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بتفاقم الظروف غير الإنسانية في مركز احتجاز سدي تيمان للفلسطينيين الذين اعتقلوا في الحرب.
ويؤكد بعض المراقبين أن الإسرائيليين أصبحوا أكثر عنفا، أو على الأقل أكثر تسامحا مع العنف، خاصة أن العنف بين المستوطنين المتطرفين تجاه الفلسطينيين قد تزايد وأصبح ينظر إليه كأداة مشروعة لتحقيق أهدافهم السياسية.
وكان الإسرائيليون في أعقاب حرب عام 1967، يشعرون بأن وجود بلادهم لم يعد مهددا، وعقدوا اتفاقيات سلام مع دول عربية اعترفت بوجودهم، كمصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب، وبدا التطبيع مع السعودية في الأفق، ولذلك تخلت إسرائيل عن الركيزة الأولى من ركائز إستراتيجيتها الدفاعية الثلاث، وهي النصر في الحرب، وسمحت للثانية بالتآكل وهي الردع، وأصبحت تعتمد بشكل مفرط على الثالثة وهي الاستخبارات.
ومنذ الثمانينيات -كما يقول الكاتب- لم تنته حروب إسرائيل مع القوات غير التقليدية بانتصار حاسم، وبهذا تضاءلت قدرتها على ردع أعدائها، وبدلا من تحقيق النصر الحاسم والردع الفعّال، أصبحت تعتمد أكثر فأكثر على التدابير الدفاعية كالجدران والأسوار وأنظمة الإنذار المبكر عالية التقنية.
وخلص الكاتب إلى أن إسرائيل دفعت ثمنا باهظا لهذه السياسات في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدافع الخوف الوجودي، قائلا إن الإسرائيليين يعتقدون أن بقاء بلادهم أصبح الآن موضع شك، مضيفا أنه ومع أن إسرائيل ردت سريعا على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فقد فهمت إيران ووكلاؤها حجم فشلها الاستخباراتي والتنظيمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تجهز على ما تبقى من الأسطول البحري السوري وتدمر 15 سفينة في ميناء اللاذقية
تُظهر لقطات جوية دمارًا هائلًا في ميناء اللاذقية شمال سوريا، حيث تم تدمير 15 سفينة بحرية على الأقل نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت البنية التحتية العسكرية في البلاد بعد انهيار نظام الأسد الأسبوع الماضي.
اعلاناستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية ما وصفتها بأنها مواقع دفاع جوي سورية، ومدارج عسكرية، ومستودعات صواريخ، ومرافق إنتاج أسلحة في مدن دمشق، حمص، طرطوس، اللاذقية، وتدمر.
وقال أيمن علي، مهندس في الميناء، إنه عاد إلى عمله بعد يومين من الهجمات ليجد أن القارب الذي يستخدمه مسؤولو الميناء قد تعرض لضربة مباشرة، كما تسربت زيوت ووقود من السفن المتضررة إلى المياه.
Relatedبعد الإطاحة بالأسد.. تركيا تنهي عقدا من القطيعة الدبلوماسية وتعلن استئناف عمل سفارتها في سوريانعيم قاسم: الشعب السوري صاحب القرار وأحداث سوريا لن تؤثر على لبناناجتماع دبلوماسي في الأردن من أجل سوريا وبلينكن يكشف عن تواصل مباشر بين واشنطن وهيئة تحرير الشامسوريا بعد سنوات من الحرب: الفلسطينيون في مخيم اليرموك يطمحون للعودة وإعادة الإعمارفي السياق ذاته، أكدت شركة "أمبري" للأمن الخاصة أنها رصدت تدمير ست سفن صواريخ سورية على الأقل يعود تاريخها إلى الحقبة السوفيتية.
من جانبه، قال أحمد يحيى، من المعارضة السورية، إن الأمور بدأت تتحسن في الميناء: "الوضع يتحسن ونحن نعمل على تنظيم الأمور، وفي المستقبل القريب سيكون الميناء جاهزًا للعمل مجددًا، وحتى أفضل مما كان عليه في عام 2010".
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حيث تتوقف الإمدادات الروسية.. تبدأ رحلة تقاسم الرغيف بين أوكرانيا وسوريا أخفى خطط هروبه عن الجميع قبل مغادرته سوريا.. هل خدع الأسد مساعديه وأقاربه؟ الولايات المتحدة وتركيا تعملان معاً لإعادة بناء سوريا بعد انهيار نظام الأسد سفينة نظام حماية من الصواريخقصفسلاح البحريةالحرب في سوريااعتداء إسرائيلاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next غزة: مقتل نحو 45 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية والضفة الغربية تتحول إلى جبهة رئيسية يعرض الآن Next وزارة الداخلية الفرنسية: مقتل 11 شخصاً على الأقل في جزيرة مايوت بعد إعصار "شيدو" يعرض الآن Next سوريا بعد سنوات من الحرب: الفلسطينيون في مخيم اليرموك يطمحون للعودة وإعادة الإعمار يعرض الآن Next ما الذي يخبئه فروٌ على كتفي سيدة؟ كاميرا خفية تدخل مزارع تربية الثعالب في فنلندا فماذا وجدت؟ يعرض الآن Next رئيسة جورجيا تنتقد تعيين خليفتها وتصفه بأنه "استهزاء بالديمقراطية" اعلانالاكثر قراءة الجولاني: لسنا بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل ولا نعتبرها جزءاً من معركتنا من هو إيلي كوهين؟ الجاسوس الذي أعدمه النظام السوري وإسرائيل تسعى لاستعادة رفاته بعد 55 عامًا عشرات المفقودين في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة سواحل جافدوس باليونان مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز دروز سوريا في رسالة إلى إسرائيل: "قوموا بضمنا إلى هضبة الجولان" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالحرب في سورياسورياإسرائيلروسياهيئة تحرير الشام بشار الأسدعيد الميلادالاتحاد الأوروبيقطاع غزةاللاجئون السوريونضحاياانتخاباتالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024