اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء.. كيف سينعكس على سياسة الجزائر الخارجية؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
سلط موقع "مودرن دبلوماسي" تقريرا الضوء على التأثيرات المحتملة لقرار فرنسا هذا الأسبوع الإقرار بالسيادة المغربية على الصحراء وانعكاسات ذلك على السياسة الخارجية الجزائرية.
وذكر الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن تأييد فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي على الصحراء هذا الأسبوع يأتي بعد دعم مشابه من إسبانيا في سنة 2022، واعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء في سنة 2020، وكذلك تأييد إسرائيل لذلك في سنة 2023، مع تزايد قائمة الدول العربية والأفريقية المؤيدة له.
ويكتسي الموقف الفرنسي بشكل خاص أهمية كبيرة ومن المؤكد أنه سيكون له تأثير إيجابي على قضيّة نزاع الصحراء. ويجب أن يُفهَم هذا القرار في إطار تزايد الاعتراف بالمبادرة المغربية ودعم الموقف المغربي على الساحة الإقليمية والدولية.
وذكر الموقع أن الموقف الفرنسي يأتي بعد فترة من جهود الإقناع الصامتة في الأشهر الأخيرة بين المغرب وفرنسا. ويمكن تفسير ذلك من عدة جوانب، بما في ذلك حرص المغرب على إقامة شراكة استراتيجية متوازنة وتعاون هادف يعزز مصالحه، بما في ذلك قضية الصحراء، إلى جانب الاعتبارات التجارية والاقتصادية والاجتماعية.
وكانت الرباط بالتأكيد تتوقع أن تتبنى باريس موقفا محددا بشأن قضية الصحراء نظرا للعلاقات التاريخية بين الدولتين التي تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي لشمال أفريقيا. موقف فرنسا من هذه القضية مهم نظرا لدورها المؤثر في المنطقة. وفي هذه المرحلة، من المهم أيضا أخذ معايير أخرى بعين الاعتبار، على غرار الحاجة إلى إعادة بناء علاقة استراتيجية بين دول شمال أفريقيا بعد فقدانها لموقعها بسبب تنافس الولايات المتحدة والصين وروسيا في المنطقة.
ورغم الشكوك، أشار الموقع إلى أنه يجب أن لا يُنظر إلى الموقف الفرنسي على أنه تصرّف معزول، ذلك أنه يعكس القناعة المتزايدة في المجتمع الدولي بشأن جدية الحركات الانفصالية التي لا تؤدي إلى التنمية والديمقراطية. والحكومة الفرنسية من جهتها ملتزمة بدعم خطة الحكم الذاتي كبديل عقلاني لحل النزاع الإقليمي في الصحراء. وتهدف هذه المقاربة إلى الحفاظ على الوحدة الترابية وتقديم حل واقعي من خلال منح سكان الصحراء الحكم الذاتي لتسيير شؤونهم بشكل ديمقراطي. وهذا سيسهم في تحقيق التنمية الجادة ويسمح لهم بالاستفادة من مواردهم الطبيعية.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أوضح الموقع أن النظام السياسي يتطور بسرعة لمعالجة وحل القضايا الإقليمية والعالمية، بغض النظر عن طبيعة النزاع أو عملية التفاوض. وفي الواقع، تتطلب قضية الصحراء، التي لم تعالجها الأمم المتحدة بعد بشكل عقلاني، حلا سياسيا يرضي كلا من المملكة المغربية وجبهة البوليساريو.
من جهتها، تدعي الرباط أن السياسة الخارجية الجزائرية تحاول إحداث شرخ بين المغرب وجبهة البوليساريو بشأن حل الصحراء، ويقول المغرب إن الجزائر تصعّد التوترات في منطقة الكركرات الحدودية والمناطق الجنوبية لتشتيت الانتباه عن مشاكلها الداخلية، خاصة الانتخابات الجزائرية المقبلة. كما أدانت العديد من المؤسسات الأوروبية والغربية لحقوق الإنسان تدهور وضع حقوق الإنسان والامتثال للقانون الإنساني في مخيم تندوف للاجئين الواقع على الأراضي الجزائرية.
وأوضح الموقع أن المملكة المغربية طرحت خطة شاملة للحكم الذاتي للصحراء الغربية، مؤكدة سيادتها عليها لإنهاء النزاع الذي دام لأكثر من أربعة عقود. وقد اعتبرت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا ودول عربية وأفريقية وإسبانيا وحتى فنلندا، هذه الخطة الأكثر صدقا ومصداقية وواقعية لحل النزاع الصحراوي. وقد قدّم المغرب مخططا مفصلا لخططه الخاصة بالمنطقة.
نال المقترح المغربي، الذي أكده الملك محمد السادس ووزير الخارجية ناصر بوريطة، دعما عالميا كبيرا. وتتماشى خطة المغرب مع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية الصحراء، وتعكس التزام الحكومة المغربية بتهيئة الظروف لعملية حوار وتفاوض للوصول إلى حل سياسي مقبول من جميع الأطراف. وهذا يتناقض مع موقف جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، التي تطالب بإجراء استفتاء على استقلال الشعب الصحراوي. وتهدف المبادرة إلى إقامة مجتمع ديمقراطي وحديث يقوم على سيادة القانون والحريات الجماعية، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتعد الخطة بإمكانية تحقيق مستقبل مشرق لشعوب المنطقة، مع إنهاء الانفصال واللجوء وتعزيز الاستقرار.
وأكد الموقع أن المبادرة المغربية تلتزم بالنزاهة وتهدف إلى خلق شروط لعملية حوار وتفاوض تؤدي إلى حل سياسي مقبول. وتستند خطة الحكم الذاتي المغربية إلى المعايير والأنماط المعترف بها دوليا، بالإضافة إلى الاقتراحات الأممية ذات الصلة والأحكام الدستورية المعمول بها في الدول القريبة جغرافيا وثقافيا من المغرب.
وتصرّ كل من المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي على أن الوقت متأخر للدعوة إلى عملية التفاوض وتقديم التنازلات مع الجزائر باعتبارها طرفا رئيسيا بسبب عدم الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية، وخاصة جبهة البوليساريو. وترى الولايات المتحدة وفرنسا أن الدبلوماسية هي عملية وساطة متواصلة، وإقناع ثابت، وتسويات مشتركة إذا لزم الأمر. وقد وجه المغرب والأمم المتحدة تحذيرا واضحا للجزائر والأطراف الأخرى المعنية بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار الموقع إلى أن الحكومة الفرنسية قد تعترف بالكامل بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، وخاصة الصحراء. وقد اعترفت الدبلوماسية الفرنسية بأهمية قضية الصحراء، وحان الوقت الآن لتقوية التعاون الدبلوماسي لحل هذا النزاع بشكل واقعي، خاصة أن دولا أخرى قد أعربت عن دعمها بفتح قنصليات في مدن الصحراء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية فرنسا المغربية الصحراء الجزائرية المغرب فرنسا الجزائر الصحراء صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الحکم الذاتی قضیة الصحراء على الصحراء المغرب على الموقع أن
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب يشعر بخيبة أمل تجاه زيلينسكي وصبره بدأ ينفد
أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، اليوم الأربعاء، عن خيبة أمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فلاديمير زيلينسكي ونفاد صبره.
وقالت خلال مؤتمر صحفي دوري: "الرئيس يشعر بخيبة الأمل، وصبره ينفد. إنه يريد أن تتوقف عمليات القتل، ولكن هذا يتطلب استعداد طرفي الحرب لذلك".
وكان زعيم نظام كييف قد صرح في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" بأنه لن يعترف قانونيا بضم شبه جزيرة القرم لروسيا، رغم عرض البيت الأبيض ذلك كجزء من تسوية للنزاع. هذه التصريحات أثارت غضب ترامب الذي أكد أن زعيم كييف بهذا الموقف يعيق المفاوضات السلمية مع روسيا.
وكان من المقرر عقد مفاوضات لتسوية النزاع اليوم في لندن على مستوى وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، لكن تم تأجيله بعد إلغاء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف مشاركتهما.
وكما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اتخذت واشنطن هذه الخطوة بسبب رفض زيلينسكي الاعتراف بضم القرم لروسيا. وفقًا لوسائل الإعلام الغربية، يعد هذا الشرط أحد العناصر الأساسية في خطة ترامب لإنهاء النزاع.
وبعد إلغاء زيارة الممثلين الأمريكيين، الذين كان من المفترض أن يحل محلهم في المفاوضات المبعوث الخاص كيث كيلوغ فقط، انسحب أيضًا وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا ديفيد لامي وجان-نويل بارو وأنالينا بيربوك من الاجتماع.
ووفقا لـ "واشنطن بوست"، كانت الولايات المتحدة تخطط لعرض اعتراف الدول الأوروبية وكييف بضم القرم لروسيا خلال اجتماع لندن، بينما كان حلفاء أوكرانيا يأملون في الحصول على ضمانات أمنية لها مقابل ذلك.
كما أفادت مصادر للصحيفة أن الجانب الأوكراني تعامل مع الاقتراح الأمريكي المقدم له الأسبوع الماضي في باريس لتسوية النزاع على أنه الأخير قبل أن تقرر واشنطن الانسحاب من العملية السلمية.
من جانبها، نشرت "ديلي تلغراف" تقريرا أفادت فيه بأن الولايات المتحدة أعدت خطة لإنهاء النزاع الأوكراني تتكون من سبع نقاط دون ضمانات أمنية لكييف. وبحسب الصحيفة، تنص هذه المبادرة على أن تحتفظ روسيا بالسيطرة على الأراضي المحررة