خبير استراتيجي لـ"الرؤية": إيران سترد على اغتيال هنية لكنها تنتظر الهدف والوقت المناسبين
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
خاص الرؤية – بيروت –
أجرى مراسل صحيفة الرؤية في بيروت حواراً مع رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية الدكتور هيثم مزاحم حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران والرد المتوقع من قبل إيران على إسرائيل، واحتمالات الحرب الإقليمية. وهذا نص الحوار:
-هناك تكهنات بأن من قتل إسماعيل هنية لم تكن إسرائيل بل خصوم فلسطينيون داخليون.
*هذه تكهنات غير واقعية وغير منطقية وتخالف حقيقة أن إسرائيل عبر وسائل إعلامها وبعض مسؤوليها قد كشفوا أن إسرائيل تقف وراء اغتيال إسماعيل هنية ولم تنفِ قيامها بذلك وإن كانت لم تتبنّ الاغتيال رسمياً.
ثم لماذا سيغتال هنية خصوم فلسطينيون الآن في ذروة العدوان على قطاع غزة وهل يملك هؤلاء إمكانية اغتياله في طهران وبهذه الطريقة؟ طبعاً هذا أمر شبه مستحيل.
أما إيران فما مصلحتها في قتل حليف رئيسي لها خلال حرب مستعرة وهي تقوم بدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق؟ هذا كلام سخيف ولا يستحق الرد.
- لم تغامر إيران قط بالدخول في صراع مباشر مع أي دولة منذ الحرب الإيرانية - العراقية. وحتى في إبريل/نيسان عندما ألقت باللوم على إسرائيل في الهجمات على بعثتها في دمشق، رأينا ضربات محدودة للغاية على إسرائيل، وكانت مترددة تقريباً. هل تعتقد أن إيران ستشن هجوماً حقيقياً على إسرائيل في المستقبل القريب؟
*إيران تستخدم الصبر الاستراتيجي في صراعها مع إسرائيل وكانت تفضل الحرب بالواسطة بسبب عدم وجود حدود مشتركة لها مع فلسطين أو تلجأ إلى الحرب السرية أو السبرانية مع إسرائيل. لكن بعد قصف قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قيادات الحرس الثوري قامت برد محدود لكنه ذو دلالة رمزية بأنها قادرة على ضرب عمق إسرائيل في أي وقت من جهة، وأنها لن تسمح بانتهاك سيادتها سواء أراضيها أو مياهها أو أجوائها أو بعثاتها الدبلوماسية من جهة أخرى. لذلك أعلنت إيران أنها سترد لكنها ليست مستعجلة في الرد ولن تحدد التوقيت والمكان بل تتركه لجهوزية الهدف إضافة إلى أن هناك مساعي دبلوماسية لإقناع طهران بعدم الرد في مقابل وقف العدوان على قطاع غزة وهو ما تعطيه إيران فرصة كي تتأكد من صحته.
-كيف سيتعامل الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان مع الأزمة مع إسرائيل من ناحية ومع الغرب من ناحية أخرى. لقد وعد بتحسين علاقات إيران مع الغرب وحتى التخلص من العقوبات.
*مسألة الموقف من إسرائيل ودعم حركات المقاومة لا يقرره وحده رئيس الجمهورية في إيران بل مجلس الأمن القومي والذي يخضع لإشراف المرشد آية الله علي خامنئي. وكذلك الأمر بالنسبة العلاقة مع الغرب والملف النووي الإيراني. لذلك الأولوية الآن بالنسبة للرئيس والنظام الإيرانيين هي للمواجهة مع إسرائيل والانتقام من انتهاك سيادتها مجدداً واغتيال ضيفها إسماعيل هنية من أجل إيجاد توازن ردع مع إسرائيل، كي لا تكرر اعتداءاتها واغتيالاتها داخل إيران. فما الذي يمنع إسرائيل من اغتيال قادة إيرانيين كبار داخل البلاد مجدداً إن مر اغتيال هنية من دون رد.
أما مسألة العلاقة مع الغرب ورفع العقوبات فمرتبطان بالتفاوض حول إعادة إحياء الاتفاق النووي وسيكون ذلك من خلال رغبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعودة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق جديد أو إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
-كيف تعتقد أن اغتيال إسماعيل هنية سيؤثر على حركة حماس؟
*بالطبع إن استشهاد إسماعيل هنية خسارة كبيرة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية وهو سيترك فراغاً. لكن حركة حماس يمكنها ملء هذا الفراغ بسبب وجود قيادات أخرى كفوءة ومخلصة. كما أن اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة رسالة بأن حماس مستمرة في نهج المقاومة ولن تتنازل عن مبادئها وشروطها لإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار.
- هل سيدخل حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل في أي وقت في المستقبل؟ إذا لم يحدث ذلك، فلماذا؟
*حزب الله لا يريد الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل حالياً بسبب عواقبها على لبنان والمنطقة وإيران إذ يريد نتنياهو توريط أميركا في هذه الحرب. لكن إن شنت إسرائيل هذه الحرب فحزب الله جاهز لخوضها وسيجعل إسرائيل تدفع ثمناً كبيراً بسبب قدرات الحزب العسكرية المتطورة. ولا ينبغي أن تكون قيادة حزب الله والقيادة الإيرانية محكومتين بالضغوط الإعلامية والشعبية للرد بسرعة وكيفما كان على اغتيال هنية والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، خاصة أن إسرائيل قد تكون أرادت من هذين الاغتيالين توريط إيران وحزب الله في حرب شاملة مع الولايات المتحدة والغرب، فلماذا تستجيب إيران وحزب الله لتحقيق هدف نتنياهو. إنها حرب مفتوحة وطويلة والمواجهة جارية في الميادين المختلفة بين محور المقاومة والكيان الإسرائيلي والانتصار في الميادين هو خير انتقام للقائدين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: إسماعیل هنیة على إسرائیل مع إسرائیل إسرائیل فی مع الغرب
إقرأ أيضاً:
الزنداني: الحكومة اليمنية تأمل إنهاء الحرب عبر التفاوض لكنها مستعدة للخيار العسكري
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أكد وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني أن الحكومة اليمنية تأمل في إنهاء الحرب عبر التفاوض، لكنها إذا أُجبرت على العودة إلى الخيار العسكري، فستفعل ذلك.
وجدد الزنداني في مقابلة مع صحيفة “العربي الجديد”، التأكيد على أن خريطة الطريق الأممية لإنهاء الحرب في اليمن لا تزال صالحة، رغم المتغيرات السياسية والدولية التي أثرت على خريطة الطريق.
وأشار الزنداني إلى أن الحكومة اليمنية تبذل جهوداً للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب، لكنها مستعدة للخيار العسكري إذا لم يكن هناك خيار آخر.
وأكد على أن الحرب لا تخدم مصلحة اليمن أو اليمنيين، وإنما تخدم مصالح المليشيا الحوثية التي تتلقى دعمًا إيرانيًا.
وبشأن إمكانية وجود تدخل أميركي بشأن خارطة السلام اليمنية، وربط عودة المسار التفاوضي بتوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قال الزنداني، “إن الحكومة اليمنية، على تواصل مع الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، ومع بريطانيا وأيضاً مع دول التحالف، وبشكل عام تُبذل جهود، ولكن وُجدت أيضاً بعض الاختلافات وأصبحنا مثلاً نجد دول الاتحاد الأوروبي التي كان موقفها إلى حد ما ليّناً مع جماعة الحوثيين أصبح مختلفاً، وأيضاً بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية”.
وتابع: “لكن في المحصلة، التفكير بالانطلاق في أي عملية سياسية لتحقيق السلام يعتمد على سلوك الحوثيين بشكل أساسي، وهل لديهم الاستعداد للقبول بحل سياسي، وهل لديهم الاستعداد للتخلي عن السلاح وأن يكونوا مكوناً مثل بقية المكونات السياسية، وفي المحصلة السلام ليس مجرد رغبة فقط، ولكن هو أيضاً سلوك وممارسة”.
وأشار الزنداني إلى أن هناك تواصلاً مع المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، بخصوص إعادة إحياء خريطة الطريق، لكنه أكد على أن المبعوث الأممي لا يستطيع أن ينجز شيئاً بنفسه، وإنما يحتاج إلى إرادة سياسية قوية من قبل الدول المؤثرة على السياسة الدولية وفي مجلس الأمن.
وأفاد الزنداني أن الحكومة اليمنية تواجه أزمة اقتصادية خانقة، وإنها تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تعزيز كفاءة أجهزة الدولة ومؤسساتها، وزيادة المقدرة على تحصيل الموارد، وتحسين السياسات المالية.