“ما يُدبّر سراً وعلانيةً في غياب الجيش عن مفاوضات جنيف”
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
زهير عثمان
تشير التصريحات الأخيرة والتطورات المتعلقة بالأزمة السودانية إلى تعقيد الوضع العسكري والسياسي في البلاد، وتسلط الضوء على تدخل المجتمع الدولي في محاولة لوقف النزاع وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. إليك تحليل لما تعنيه هذه التصريحات والجهود الدولية الحالية:
مفاتيح التصريحات والجهود الدولية ووصدي المهلة الأميركية للجيش السوداني , التصريح: الإدارة الأميركية قدّمت للجيش السوداني "مهلة لا تتجاوز ثلاثة أيام" للمشاركة في مفاوضات سويسرا لوقف الحرب.
التفاصيل: هذا التصريح يعني أن هناك ضغطاً دولياً على الجيش السوداني للمشاركة في المحادثات. المبعوث الأميركي الخاص، توم بيريللو، أشار إلى أن الحكومة الأميركية لم تتلقَّ رداً من قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، حول مشاركته في المفاوضات.
عدم مشاركة الجيش السوداني
بهذا التصريح تم الإشارة إلى أن وفد الحكومة السودانية في بورتسودان لم يتطرق للأجندة الإنسانية والترتيبات لوقف إطلاق النار، بل ركز على الترتيبات السياسية.
التفاصيل هذا يشير إلى أن الحكومة السودانية ربما تكون غير منسجمة مع أولويات المجتمع الدولي أو غير متجاوبة بشكل كافٍ مع القضايا الإنسانية الملحة.
مشاركة قوات الدعم السريع , وفد من قوات الدعم السريع وصل إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات، حيث أعربوا عن رغبتهم في وضع حد لمعاناة الشعب السوداني.
التفاصيل: وصول قوات الدعم السريع، بقيادة عزي الدين الصافي، إلى جنيف يعني أن هناك طرفاً في النزاع السوداني يظهر استعداداً للتفاوض وإيجاد حل للأزمة. هذا قد يشير إلى محاولة المجتمع الدولي لتشجيع جميع الأطراف على الانخراط في عملية السلام.
الجهود الدولية المرتبطة بالسلام والمساعدات الإنسانية
أن هناك جهود من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك تفويض الاتحاد الأفريقي في التعاطي مع مسألة تكوين قوات أممية للتدخل في السودان وتحقيق مسألة مسار الأمان للغذاء والمساعدات الإنسانية.
التفاصيل و هذا يشير إلى محاولة من المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة السودانية بشكل شامل، من خلال تدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. هذا التدخل يمكن أن يشمل فرض قيود على الطيران العسكري (كما هو مقترح في مشروع قرار حظر الطيران) لضمان عدم استخدام الطائرات في الهجمات على المدنيين وتسهيل العمليات الإنسانية.
التوقعات والتداعيات , الضغط على الأطراف السودانية , التوقع و من المتوقع أن يمارس المجتمع الدولي ضغطاً متزايداً على الأطراف السودانية، بما في ذلك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، للانخراط في مفاوضات جادة والامتثال للمبادرات الدولية لوقف القتال.
دور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي
و من المرجح أن يلعب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة دوراً بارزاً في التنسيق لوقف النزاع وتسهيل تقديم المساعدات. تدخلهم قد يتضمن تعزيز البعثات الإنسانية وتوفير الدعم للجهود السياسية لحل الأزمة.
ما هي التحديات والفرص
التحديات ليس من الممكن التوصل إلى اتفاق شامل قد يكون صعباً في ظل تباين المواقف بين الأطراف السودانية وصعوبة التنسيق الدولي.
الفرص: إذا نجحت المفاوضات، يمكن أن تؤدي إلى تحسن كبير في الوضع الإنساني وبدء عملية بناء السلام في السودان.
التصريحات والتطورات الأخيرة تشير إلى مستوى عالٍ من التفاعل الدولي مع الأزمة السودانية، مع محاولة لتشجيع المفاوضات وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. تتطلب الأزمة تعاونا دوليا مكثفا وحلاً شاملاً لضمان تحقيق السلام وحماية المدنيين.
ومن المتوقع أيضا صيغة مشروع قرار حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية لحراسة دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية وهي خطوة نحو استقرار السودان
في ظل هذا التصعيد العسكري والأزمات الإنسانية المستمرة في السودان، تسعى المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد. من بين أبرز هذه الخطوات، يجري العمل على صياغة مشروع قرار لحظر الطيران في العمليات العسكرية، بالإضافة إلى استكشاف خيارات لتمويل القوات الأفريقية للتدخل في السودان. يعكس هذان الجهدان التحرك الدولي الطموح للحد من تأثير النزاع العسكري وضمان تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.
مشروع قرار حظر الطيران , الأهداف والمبررات وقف الهجمات الجوية:
الهدف الرئيسي: يهدف مشروع قرار حظر الطيران إلى منع استخدام الطائرات في الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية. تأتي هذه الخطوة استجابة للتقارير التي تشير إلى استخدام الطائرات في قصف المناطق السكنية والمرافق الإنسانية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني.
تأمين الحماية للمدنيين
الهدف الثانوي حماية المدنيين من الأضرار الناتجة عن النزاع. من خلال فرض حظر على الطيران العسكري، يهدف المجتمع الدولي إلى تقليل الخسائر البشرية وتجنب المزيد من الدمار الذي يهدد حياة المدنيين.
التحديات والآثار المتوقعة
تنفيذ الحظر , التحديات: يتطلب تنفيذ حظر الطيران تعاوناً من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأطراف العسكرية السودانية، والمراقبة الدقيقة لضمان الالتزام بالقرار. قد يواجه الحظر صعوبات في التطبيق الفعلي، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة.
التأثيرات الإنسانية:
الآثار المتوقعة: من المتوقع أن يسهم حظر الطيران في تحسين الوضع الإنساني، من خلال تقليل عدد الضحايا وإتاحة المجال للمساعدات الإنسانية للوصول إلى المناطق المتضررة بشكل أكثر أماناً.
تمويل القوات الأفريقية:
الأهداف والمبررات
تعزيز دور الاتحاد الأفريقي:
الهدف الرئيسي: يسعى المجتمع الدولي إلى تعزيز دور الاتحاد الأفريقي في معالجة الأزمة السودانية من خلال تمويل قوات أفريقية للتدخل في السودان. يتضمن هذا التمويل توفير الدعم اللوجستي والمالي للقوات الأفريقية لمساعدتها في تنفيذ مهامها.
مساندة جهود السلام والاستقرار
الهدف الثانوي , هو دعم جهود الاتحاد الأفريقي في بناء السلام وتعزيز الاستقرار في السودان. يشمل ذلك تأمين الحدود، حماية المدنيين، وتقديم الدعم اللازم للجهود الإنسانية.
التحديات والآثار المتوقعة
تأمين التمويل تمويل قوات حراسة الغذاء والمساعدات الإنسانية
ومن التحديات تأمين التمويل الكافي للقوات الأفريقية قد يكون معقداً، نظراً لتعدد الجهات المانحة والتحديات المالية العالمية. يتطلب الأمر تنسيقاً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والدول المانحة لضمان توفير الموارد اللازمة.
تأثير القوات الأفريقية والآثار المتوقعة: إذا تم تمويل القوات الأفريقية بشكل كافٍ، فإنها يمكن أن تلعب دوراً مهماً في توفير الحماية وتعزيز جهود السلام. قد تسهم هذه القوات في تحسين الوضع الأمني، مما يسهل وصول المساعدات الإنسانية ويساعد في تنفيذ اتفاقيات السلام.
التفاعل بين حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية
تنطوي الجهود الرامية إلى حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية على تفاعل وثيق. من خلال تنفيذ حظر الطيران، يتم تقليل التهديدات المباشرة التي قد تواجهها القوات الأفريقية أثناء تنفيذ مهامها. في الوقت نفسه، يوفر التمويل للقوات الأفريقية الدعم اللازم لضمان تنفيذ القرار بشكل فعّال وتحقيق الأهداف الإنسانية والسياسية المرجوة.
وعلي حكومة الامر الواقع والجيش الاخذ في الاعتبار التعقيد القادم , وتعتبر مبادرات حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية خطوات هامة في معالجة الأزمة السودانية. يهدف حظر الطيران إلى حماية المدنيين من الهجمات الجوية، بينما يسعى تمويل القوات الأفريقية إلى تعزيز قدرة الاتحاد الأفريقي على تحقيق الاستقرار وبناء السلام في السودان. يتطلب نجاح هذه المبادرات تعاوناً دولياً مكثفاً والتزاماً من جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق الأهداف الإنسانية والسياسية
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: والمساعدات الإنسانیة المساعدات الإنسانیة قوات الدعم السریع الاتحاد الأفریقی الأزمة السودانیة تقدیم المساعدات المجتمع الدولی الجیش السودانی فی السودان من خلال
إقرأ أيضاً:
“يديعوت أحرونوت” .. أزمة غير مسبوقة في الجيش الإسرائيلي
#سواليف
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تصاعد #أزمة داخل #الجيش_الإسرائيلي على خلفية تطبيق “الأمر 77″، الذي يقضي بتمديد خدمة #الجنود_النظاميين لمدة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء فترة تجنيدهم.
ووصفت الصحيفة أزمة الأمر “77” بأنها ” #قنبلة_موقوتة “، في ظل استمرار #الحرب في #غزة و #التوترات مع #لبنان.
ووفقا للتقرير، تسبب القرار في موجة من #الاستياء_الشديد في صفوف الجنود الذين يخوضون #معارك منذ أكثر من عام ونصف، وسط شعور بالإنهاك والاستغلال وفقدان الثقة بقيادة الدولة والجيش. ونقلت الصحيفة عن ضابط بارز قوله: “المعنويات في الحضيض.. المقاتلون يسعون للهرب من المواقع القتالية إلى وظائف أخرى”.
مقالات ذات صلة مجزرة أميركية في اليمن .. عشرات القتلى والمفقودين باستهداف مركز توقيف مهاجرين أفارقة 2025/04/28وأفاد الجنود بأنهم فوجئوا بإبلاغهم بتمديد خدمتهم دون سابق إنذار. الرقيب أول “ريشون أ.”، من لواء ناحال، الذي كان يفترض أن يسرح الأسبوع الماضي، قال إنه تم إخطاره عشية تسريحه بتمديد خدمته أربعة أشهر إضافية. وأضاف: “الدولة تستغلنا بلا رحمة.. أشعر أن حياتي الشخصية لا تعني لهم شيئًا”.
وأشار “ريشون” إلى أن الراتب الجديد الذي يبلغ 8 آلاف شيكل لا يعوض عن الإحباط: “بإمكاني كسب هذا المبلغ كنادل، لكنني كنت أفضّل أن أستيقظ كل صباح حرا، لا مجندا بالقوة”.
تحدث جنود آخرون عن النقص الحاد في القوات المقاتلة داخل الجيش، مما دفعهم إلى أداء مهام غير قتالية مثل العمل في المطابخ، وهو ما اعتبروه دليلا على “عجز الجيش عن أداء مهامه الأساسية”.
وأعرب الرقيب “س.”، مقاتل مدرعات خدم لمدة 14 شهرا، عن شعوره بالخذلان قائلا: “إذا غادرت، من سيملأ مكاني؟ لا أحد. نحن عالقون”.
كما أبدى الجنود استياءهم من استمرار الإعفاء الكامل للحريديم (اليهود المتشددين دينياً) من الخدمة العسكرية، معتبرين أن ذلك “يمثل ظلما فادحا”، ما زاد من شعورهم بالتمييز وفقدان الثقة بالدولة.
ضباط كبار أكدوا أن قرار تمديد الخدمة ألحق أضرارا بالغة بروح الجيش القتالية وبالرغبة في مواصلة الخدمة، خصوصًا في الوحدات القتالية. وأوضح أحد الضباط أن التوجيه نفذ بشكل غير عادل بين الوحدات، مما تسبب في إحباط عميق بين الجنود.
وقال الضابط: “المقاتلون يدركون أن العبء لا يوزع بالتساوي.. يشعرون أن المجتمع يتركهم وحدهم في الميدان”، محذرا من أن استمرار الوضع بدون حل سياسي لقضية تجنيد الحريديم قد يؤدي إلى “انهيار المعنويات بالكامل”.
بالتوازي، أعلنت حركة “الأم المستيقظة”، التي تضم أمهات الجنود، عن بدء إجراءات قانونية ضد تمديد الخدمة “بطريقة التفافية على القانون”، تمهيدا لتقديم التماس عاجل إلى المحكمة العليا.
وأكدت الحركة أن قرار تمديد الخدمة يمثل “انتهاكًا فاضحًا للحقوق القانونية للجنود”، خاصة مع غياب تشريع رسمي من الكنيست.
يأتي ذلك وسط فشل الكنيست حتى الآن في تمرير قوانين لحل الأزمة، حيث توقفت مناقشات مشاريع القوانين المتعلقة بتمديد الخدمة ورفع سن الإعفاء، بسبب الخلافات حول تجنيد الحريديم.
وأكد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، أن لا تقدم يُذكر في هذا الملف، محذرًا من أن الجيش يعاني نقصًا خطيرًا في القوى البشرية.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الأزمة تتفاقم مع تراجع الشعور بالإجماع الوطني تجاه العمليات العسكرية، ما يزيد من مشاعر الإحباط واليأس بين الجنود.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديا داخليا خطيرا قد يؤثر على قدراته العملياتية مستقبلا، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة وشاملة لمعالجة مشكلة تمديد الخدمة وعدم المساواة في تحمل أعباء الدفاع عن الدولة.