جنيف و حل تناقضات القوى السياسية
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الفكرة التي كانت وراء كتابتي للمقالات الثلاثة التي كتبتها في الثلاث أيام الماضية، و تناولت فيها تطور تمظهرات "الحركة الإسلامية" بعد توقيع اتفاقية المصالحة في بورتسودان بين الجبهة الوطنية و نظام مايو في 1977م، هي محاولة لتبيان الفروق المؤسسية بين الإسلاميين و القوى السياسية الأخرى، و التعرف على كيف استفادت الحركة الإسلامية من نظام مايو في بناء تنظيمها، و توسيع قاعدتها في القطاع الشعبي، إضافة لإستقطاب الصفوة.
كان المتوقع؛ أن يلعب المثقفون دورا توعويا في مرحلة الانتقال، و يعكفوا على ممارسة النقد لكشف الخلل قبل وقوعه، و تدفع في اتجاه الممارسات الصحيحة التي تعبد طريق عملية التحول الديمقراطي، و لكن للأسف أن المثقفين هم أنفسهم في حاجة لتوعية، عندما تقرأ كتاباتهم لا يجد المرء فارقا بينهم و بين سلوك العامة في تعكير الجو السياسي.. أن مجتمع خارج من حكم شمولي استمر ثلاثة عقود، كان يحتاج إلي قراءة موضوعية تبعده من حالة الشحن و الصدام بين تياراته المختلفة، و كان المتوقع أن يفتح المثقفون منافذا عديدة من أجل ممارسة الحوار الهاديء، حتى يتحكم العقل في الحوار و ليست العاطفة.. و كانت الحكمة مطلوبة من أجل الوصول للهدف بعيدا عن التحديات الخشنة و التشنجات التي تسببها العواطف السالبة، لكن للأسف أن الكل سلك طريق عاطفة الضد، و هي عاطفة لا يستطيع المرء أن يتنبأ بعواقبها، و أثرها السالب على عملية التحول الديمقراطي..
أن التجارب السابقة كان من المفترض أن تكون دروسا للقوى السياسية، حتى لا تعيدها مرة أخرى.. كانت الفترة تحتاج إلي حكماء في السياسة، يدفعون الكل للحوار في أي قضيية خلافية قبل أن تبرز على السطح، و لكن الكل بات غير راغبا في أي حوار، و تغير سلم الأولويات بعد ما كان الهدف عملية التحول الديمقراطي، قدمت قوى الحرية و التغيير السلطة على عملية التحول، و هي غير مدركة أن " السلطة" تعني فتح باب الصراع على مصرعيه، و الذي يفتح بابا من جل صراع السلطة لا يستطيع أن يتحكم في الأدوات التي سوف تستخدم فيه.. و القضايا الملفته للنظر أن قوى سياسية تفتح بابا للصراع و تكون غير مدركة للتحديات التي سوف تواجهها من جراء ذلك.. كل ذلك يعود لآن القوى السياسية لم تشرع في تبصر الطريق الذي تريد أن تسلكه، و أغلبية القيادات كانت تجربتهم السياسية محدودة.
الغريب في الأمر: أن أغرمائهم "قيادات الحركة الإسلامية" كانوا مراقبين و قارئين للساحة السياسية و مدركين لتناقضاتها، و أتذكر مقولة الدكتور غازي صلاح الدين و هو يتحدث عن الوضع السياسي، و الهجوم المكثف على الإسلاميين.. قال دكتور غازي نحن نراهن على الزمن و هو كفيل أن يأتي بمتغيرات، و شهور قليلة حدث الصراع بين المكونين العسكري و المدني، و حدث الانقلاب و خرجت " قحت" من السلطة، و جاء مسعى " الإتفاق الإطاري" كان المتوقع أيضا في معركة "الاتفاق الإطاري" أن تعيد القوى السياسية ترتيب سلم الأولويات مرة أخرى و أن تقدم عملية التحول الديمقراطي على " السلطة" لآن تعديل سلم الأولويات سوف يغير طريقة التفكير التي كانت سائدة، و يتحول الصراع إلي حوار. و الصراع يتبني دائما على الثقافة الشمولية التي خلفها النظام السابق، و الحوار يفتح بابا للثقافة الديمقراطية، و التي تركز على أداتين فقط الحوار و التفاوض.. و لكن للأسف أصرت "قحت المركزي" على تقديم فكرة "السلطة" في أجندتها على فكرة التحول الديمقراطي، كان لابد أن تأتي بأدوات أشد عنفا عن التي كانت من قبل.. الغريب في الأمر؛ لقد ثبت لقيادات "قحت" أنها لا تستطيع أن تربح معركة السلطة لوحدها، على الرغم من تدخل "الرباعية و الثلاثية" لصالحها، و لكنها فشلت في إدراة الإزمة لأسباب عديدة، منها عندما كانت في السلطة خسرت الشارع، و رفضت الإصغاء إليه.. فقدها للشارع جعلها تفقد أهم شيء في المعاركة السياسية " توازن القوى" و أيضا انقسمت قحت لعدة مجموعات أضعفت دورها داخل المجتمع، و تدير معركتها بإندفاع صبياني دون الحكمة و إنتقاء كلمات الخطاب..
بعد الحرب ضعف دور " قحت المركزي" و عجزت عن إدارة الصراع، و اقتنعت القوى الخارجية أن " قحت المركزي" فاقدة للكسب الشعبي، و لابد من التغيير و بروز قيادات جديدة، بهدف فتح منافذ للحوار مع الشارع السوداني، لذلك كانت فكرة " تقدم" و كان الاعتقاد أن قيادة حمدوك سوف تعطي دفعة قوية للتحالف بسبب التأييد الذي كان قد وجده بعد تعينه رئيسا للوزراء، لكن اخطأ حمدوك، عندما ذهب و وقع على "الإعلان اديس أبابا السياسي" مع الميليشيا، التوقيع جعل " تقدم " الجناح السياسي للميليشيا.. الغريب في الأمر: أن " تقدم و قبلها قحت" لم تقيما التجربة السابقة و تنقد الممارسة الخاطئة.. و أصبحت " تقدم" تتحرك وفقا لإملاءات الخارج و تصوراته، و لكنها لا تملك هي رؤية تستطيع أن تقدمها للآخرين..
بادرت القاهرة بتحريك الساكن من خلال مؤتمر القاهرة، ثم بادر الاتحاد الأفريقي بجمع القوى المدنية في أديس أبابا. و أخيرا جاء دور أمريكا و إعلان مفاوضات جنيف بهدف الإغاثة و وقف إطلاق النار.. و بدأت " تقدم و قحت المركزي" تملأ كل " Social Media " السلطة في السودان أن تقبل بالحضور و التفاوض.. فهي لا تملك غير التشجيع فقط، و لكن لم يصبح لها دور رئيس في المسرح السياسي.. فالخارج هو الاعب الرئيس في المسرح من خلال تقديم المبادرات.. و رفض الجيش الذهاب يوم عيده بالضرورة سوف يخلق إحباط لهم.. لكن لا اعتقد أمريكا هدفها وقف الحرب و إغاثة السودانيين، و لكن مسعاها أن تخرج الأمارات من مواجهة السودان في المحاكم الدولية و مجلس الأمن.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى السیاسیة کان المتوقع قحت المرکزی
إقرأ أيضاً:
مخرج الحفل: الختام دون مظاهر احتفالية بسبب الظروف السياسية
يقام الليلة حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ45، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بعد مرور 9 أيام على فعاليات المهرجان المليئة بالأنشطة السينمائية.
ويبدأ حفل الختام بكلمة رئيس المهرجان حسين فهمى، والذى يدعو فيها أعضاء لجان التحكيم لتوزيع جوائز المسابقات المختلفة بالدورة الجديدة.
وكشف المخرج محمد حمدى، عن الترتيبات والتجهيزات الأخيرة لحفل ختام المهرجان، وقال: «نعتمد فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى على البساطة ولا يوجد به أى أنواع من البهرجة»، موضحا: «سنبدأ الحفل بفقرة فنية قصيرة مدتها بين 4 دقائق و5 دقائق لن تزيد على ذلك، ثم يصعد الفنان حسين فهمى لإلقاء كلمته ويقوم بتوزيع الجوائز الخاصة بلجان المهرجان ورؤسائها».
تابع: «ثم يقوم الفنان حسين فهمى بدعوة معالى وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ليلقى كلمته، ثم يبدأ معالى الوزير مع الفنان حسين فهمى بتوزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة الرسمية الدولية الجوائز الكبرى».
تتنافس الأفلام فى المسابقة الرسمية على جوائز الهرم الذهبى لأحسن فيلم، والهرم الفضى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج، وجائزة الهرم البرونزى وجائزة نجيب محفوظ وأحسن ممثل وممثلة وجائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى.
وسيتم دعوة أعضاء لجنة التحكيم على المسرح لإعلان الجوائز وأسباب اختيارها، ففى المسابقة الدولية يترأسها المخرج العالمى دانيس تانوفيش، والمونتبير أحمد حافظ والمخرج الإيطالى أندريا بالورو، والإسبانية انجيلا مولينا والتايلاندية أنوشا سويتاكور نبونج، والمنتجه سيلفى بيالا والنجمة التونسية عائشة بن أحمد.
وفى لجنة تحكيم جوائز السينما العربية يترأسها المنتج الإيطالى إنزو بورسلى والموسيقى تامر كروان والمخرجة السعودية هند الفهاد، وفى لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد الدولية يترأسها جراين هومفريز مدير مهرجان دبلن السينمائى، والمغربية نسرين الراضى والمخرج خالد الحجر.
وجائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، تترأسها المخرجة ساندرا نشأت والألمانية سيلفانا سانتاماريا والناقدة كلير دياو، وفى مسابقة لجنة تحكيم جائزة افضل فيلم افريقى طويل، تترأسها لمياء بلقايد ومن بوركينا فاسو فرنسوا بودا والمخرج مراد مصطفى، ولجنة تحكيم جائزة أفضل فيلم آسيوى طويل يشارك فيها أن ديمى جيروى، ورامان تشاولا من الهند وسلمى مبارك، وفى لجنة النقاد – الفيبرسى – يشارك كيارا سبانيولى جاباردى والناقد الالمانى شايلن رياز، وأحمد عزت، وفى لجنة تحكيم أفضل فيلم وثائقى يحكم اليونانى ديميتريس كيركينوس، والفلسطينى رائد انضونى والمخرجة نادية كامل.
كما توزع جوائز مسابقتان للأفلام الفلسطينية، ويترأس لجنة تحكيم أفلام غزة المنتج جابى خورى بعضوية الفنانة كندة علوش والناقد أحمد شوقى، ولجنة تحكيم جائزة الفيلم الفلسطينى يترأسها د. عمرو الليثى بعضوية المنتجة ليالى بدر والفنان مصطفى شعبان.
تنافس على الجائزة الأساسية للمهرجان 16 فيلما، بينها التركى إيشا، والأمريكى قصر الشمس الزرقاء، ومن بنجلاديش عزيزتى مالوتى، ومن المجر 2 يناير، والفرنسى مالدورور، والبرازيلى مالو، والفرنسى قابل البرابرة، ومن استراليا مذكرات حلزون، ومن تونس نوار عشية، والروسى طوابع بريد، واليابانى زهرة الثلج، ومن مصر دخل الربيع يضحك للمخرجة نهى عادل، واللبنانى موندوف لكريم قاسم، ومن رومانيا العام الجديد الذى لم يأت أبدا، والايطالى فيكتوريا والأمريكى عندما رن الهاتف بالإضافة لفيلم الافتتاح لرشيد مشهراوى.
عرض 11 فيلما خارج المسابقة الرسمية و14 فيلما فى مسابقة آفاق عربية، و7 أفلام فى مسابقة أسبوع النقاد، و33 فيلما فى مسابقة الفيلم القصير، و11 فيلما فى البانوراما الدولية، و12 فيلما فى العروض الخاصة، و7 أفلام فى عروض منتصف الليل، واهتم المهرجان هذا العام بقسم كلاسيكيات القاهرة بالاحتفال بمئوية ساتياجرى راى الهندى بـ3 أفلام، ومئوية سيرجى باراجانوف، وأفلام 4kK، و14 فيلم فى كلاسيكيات مصرية مرممة.
وتحت عنوان «حدود الصين السينمائية»: الخيال العلمى والدراما وما بعدها، بالتعاون مع مهرجان بكين السينمائى الدولى، عرض 7 أفلام صينية، و10 أفلام ضمن بانوراما الفيلم المصرى القصير، كما يعرض 3 أفلام تحت عنوان «صنعت فى مصر» وهى أفلام جرى تصويرها فى مصر مؤخرا وحققت نجاحا. وأفلام كيبيك المختارة تعرض 6 أفلام.
كل هذه الأفلام عرضت بدور العرض السينمائى مسارح دار الأوبرا المصرية، الكبير والصغير والهناجر 1، 2، ومركز الإبداع بالإضافة إلى سينما الزمالك 1، 2، وقاعة ايورت بالجامعة الأمريكية، وسينما ڤوكس (VOX) 1،2 – مول سيتى سنتر ألماظة، وسينما ڤوكس (VOX) 1،2 – مول مصر.