حذرت منظمة العمل الدولية من أن ثورة الذكاء الاصطناعي قد تعمق الفجوة بين الدول ذات الدخل المرتفع والدول ذات الدخل المنخفض ما لم يتم اتخاذ إجراءات دولية تعاونية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الذكاء الاصطناعي يعزز الابتكار والإنتاجية، ولكنه يزيد من الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، بسبب التفاوت في الاستثمار وتبني أدواته.

جاء ذلك خلال تسليط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن منظمة العمل الدولية (ILO) بعنوان "الانتباه للفجوة في الذكاء الاصطناعي: تشكيل رؤية عالمية لمستقبل العمل".

واقترح التقرير ضرورة تعزيز البنية التحتية الرقمية، ونقل التكنولوجيا، وبناء مهارات الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الحوار الاجتماعي لسد الفجوة التكنولوجية وضمان استفادة الجميع من الثورة الرقمية.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في الصناعات على مستوى العالم، ويقدم فرصًا هائلة للابتكار والإنتاجية، ومع ذلك، فإنه يعمق أيضًا الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بسبب تفاوت معدلات الاستثمار، وتبني أدواته وتطبيقاته فضلًا عن استخدامها، وتعني هذه الفجوة الناشئة أن الدول ذات الدخل المرتفع تستفيد بشكل غير متناسب من تقدم الذكاء الاصطناعي، بينما تتأخر الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وأوضح التقرير، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين ظروف العمل، ومع ذلك فإن الوصول غير المتساوي إلى البنية التحتية، والتكنولوجيا، والتعليم الجيد، والتدريب، قد يؤدي إلى تبني غير متساوي للذكاء الاصطناعي، مما يعمق الفجوات على الصعيد العالمي.

ووفقًا للتقرير، تتمتع الدول ذات الدخل المرتفع بموارد جيدة وفرص للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق مكاسب إنتاجية، بينما قد تواجه الدول النامية اختناقات بسبب نقص البنية التحتية الرقمية، وقد حذّر التقرير من أن يتحول هذا التفاوت من حاجز مؤقت ضد التغيرات التي يقودها الذكاء الاصطناعي إلى عائق طويل الأمد أمام الازدهار الاقتصادي.

وركز التقرير، على بعض المتطلبات المهمة لسد الفجوة التكنولوجية، مشيرًا إلى أن الشراكات العالمية والاستراتيجيات الاستباقية لدعم الدول النامية، بما في ذلك الوصول إلى البنية التحتية الرقمية، وتطوير المهارات، والحوار الاجتماعي، تعتبر متطلبات أساسية لسد الفجوة التكنولوجية وضمان عدم تخلف أجزاء كبيرة من سكان العالم عن الركب في ثورة الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى إنفاق أكثر من 300 مليار دولار سنويا على مستوى العالم لتعزيز القدرة الحاسوبية، مؤكدا تركز هذه الاستثمارات بشكل رئيس على الدول ذات الدخل المرتفع، مما يسبب تباينًا في الوصول إلى البنية التحتية وتطوير المهارات، مما يضع الدول النامية وشركاتها الناشئة في وضع غير تنافسي ولا يصب في صالحها، فضلًا عن ذلك فإنه بدون صناعات تكنولوجيا وطنية، سيقدم العمال في الدول النامية الذين يمتلكون المهارات خدماتهم عبر منصات العمل الحر لخدمة شركات في دول أخرى، مما يسبب هجرة افتراضية للعقول.

كما أشار التقرير إلى أن النساء هن الأكثر عرضة لتأثيرات الأتمتة للذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، يشير إلى أنه في حين تعرض الأتمتة الوظائف للخطر، فإنها تقدم أيضا إمكانيات لزيادة الوظائف، مما يحسن جودة الوظائف والإنتاجية.

وسلط التقرير الضوء- في ختامه- على عدد من الركائز الأساسية للتغلب على الفجوة التي قد يُحدثها الذكاء الاصطناعي ومن بينها، تعزيز البنية التحتية الرقمية: حيث تحتاج الدول النامية إلى بنية تحتية رقمية قوية لتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي، ويشمل ذلك الوصول إلى الكهرباء، والإنترنت عريض النطاق، والتقنيات الحديثة للاتصالات. فضلا عن تشجيع نقل التكنولوجيا: حيث يتعين على الدول ذات الدخل المرتفع المساعدة في نقل تقنيات الذكاء الاصطناعي والمعرفة إلى الدول النامية، وتعزيز بيئة تعاونية للتقدم التكنولوجي.

ومن الركائز أيضا بناء مهارات الذكاء الاصطناعي: فيُعد الاستثمار في التعليم والتدريب أمرًا حاسمًا لتزويد القوة العاملة بالمهارات اللازمة في الذكاء الاصطناعي، وسوف يمكن هذا الأمر العمال من التكيف مع التغيرات التي يقودها الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها، بالإضافة إلى تشجيع الحوار المجتمعي: حيث يتطلب دمج الذكاء الاصطناعي بفعالية في أماكن العمل حوارًا اجتماعيًا، لضمان أن التقدم التكنولوجي يحترم حقوق العمال ويعمل على تحسين جودة الوظائف.

اقرأ أيضاً«العلوم الصحية» تناقش الحماية من المخاطر البيولوجية في منظمة العمل الدولية بـ «جنيف»

وزيرة التضامن تبحث مع مدير منظمة العمل الدولية سبل التصدي لقضية عمالة الأطفال

مدير منظمة العمل الدولية بالقاهرة يشيد بالتعاون المتميز مع الحكومة المصرية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البنية التحتية الرقمية الدول ذات الدخل المرتفع الذكاء الاصطناعي الفجوة التكنولوجية ثورة الذكاء الاصطناعي البنیة التحتیة الرقمیة منظمة العمل الدولیة الذکاء الاصطناعی الدول النامیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء

كشفت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي قد تجاوز "خطاً أحمر حرجاً" بعد أن أظهر قدرته على استنساخ نفسه دون أي تدخل بشري.

الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة فودان في الصين ونُشرت في قاعدة البيانات arXiv بتاريخ 9 ديسمبر 2024، أثارت جدلاً واسعًا حول المخاطر المحتملة لتطور الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تمكن نموذجين شهيرين من نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) من استنساخ أنفسهما بنجاح.  


في هذه الدراسة، استخدم الباحثون نموذجين مفتوحي المصدر، هما "Llama31-70B-Instruct" من شركة ميتا و"Qwen2.5-72B-Instruct" من شركة علي بابا. على الرغم من أن هذه النماذج أقل قوة من الأنظمة التجارية، إلا أنها واسعة الانتشار بين مطوري الذكاء الاصطناعي. تم اختبار النماذج في بيئات خاضعة للتحكم لمحاكاة ظروف العالم الواقعي، باستخدام وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التجارية.  


 



نتائج الدراسة


أظهرت التجارب أن النموذجين تمكنا من استنساخ نفسيهما بشكل منفصل. ففي 10 تجارب، نجح أحد النموذجين في الاستنساخ بنسبة 50%، بينما بلغت نسبة نجاح النموذج الآخر 90%. شملت الدراسة سيناريوهين رئيسيين. الأول كان "تجنب الإغلاق"، حيث تم برمجة الذكاء الاصطناعي لاكتشاف محاولات إيقاف تشغيله والقيام بنسخ نفسه قبل الإغلاق. أما السيناريو الثاني، فكان "سلسلة الاستنساخ"، حيث طلب من الذكاء الاصطناعي استنساخ نفسه ثم برمجة النسخة لاستنساخ نفسها مرة أخرى، في دورة قد تستمر إلى ما لا نهاية.  

وأوضح الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يتبع في العادة سلسلة من الخطوات المعقدة لتحقيق الاستنساخ الذاتي. يبدأ النموذج بفهم تكوينه وآلية عمله، ثم يضع خطة مبدئية لتنفيذ عملية الاستنساخ، متجاوزًا العقبات التي قد تعترضه. هذه العملية قد تتطلب وقتًا طويلًا لكنها تتم دون أي تدخل بشري.  

 

 

 



السلوكيات غير المتوقعة والمخاوف المستقبلية




أشارت الدراسة إلى ظهور سلوكيات غير متوقعة أثناء التجارب، حيث قام الذكاء الاصطناعي أحيانًا بإنهاء عمليات متضاربة، أو إعادة تشغيل النظام لإصلاح أعطال في الأجهزة، أو حتى مسح النظام بحثًا عن ملفات ومعلومات قد تساعده في التغلب على المشاكل.  

أخبار ذات صلة مشروع ستارغيت العملاق يراهن على الطاقة الشمسية "ديب سيك" الصيني يُذهل العلماء ويتحدى عمالقة الذكاء الاصطناعي العالمي

وكتب الباحثون في الورقة البحثية: "النتائج تشير إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تمتلك بالفعل القدرة على الاستنساخ الذاتي، كما يمكنها استخدام هذه القدرة لتعزيز بقائها". وحذروا من أن النجاح في الاستنساخ دون مساعدة بشرية يمثل خطوة أساسية قد تجعل الذكاء الاصطناعي قادرًا على التفوق على البشر، وهو ما يعتبر إشارة مبكرة لاحتمال ظهور ذكاء اصطناعي "مارق" يعمل ضد مصالح البشر.  


 

 

 

دعوة إلى التعاون الدولي 



حث الباحثون المجتمع الدولي على التعاون لوضع قواعد وضوابط تمنع الذكاء الاصطناعي من الدخول في دورات استنساخ غير خاضعة للسيطرة. كما دعوا إلى تكثيف الجهود لفهم وتقييم المخاطر المحتملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والعمل على إنشاء معايير أمان فعّالة بأسرع وقت ممكن.  

على الرغم من النتائج المثيرة للقلق، يجب الإشارة إلى أن الدراسة لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، مما يعني أن تكرار هذه النتائج من قبل باحثين آخرين لا يزال مطلوبًا لتأكيد صحة ما ورد.  

هذا التطور يسلط الضوء على المخاطر المحتملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ويضع تحديات جديدة أمام البشر في كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا التي تتطور بسرعة مذهلة.

 

إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء
  • السيد أسعد يفتتح غدًا أعمال "منتدى حوار المعرفة العالمي".. وحلقات عمل تناقش تطورات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
  • السيد أسعد يفتتح اليوم أعمال "منتدى حوار المعرفة العالمي".. وحلقات عمل تناقش تطورات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
  • خبير تكنولوجيا: الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في المهام اليومية عبر الإنترنت
  • رئيس المحكمة الدستورية: الذكاء الاصطناعي موضوع حتمي لا يمكن استبعاده من حياتنا اليومية
  • وزير الاتصالات: وضع ميثاق لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بالدول العربية
  • وزير الاتصالات: نعمل على تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بالدول العربية
  • M42 تقود ثورة الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية
  • الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في التصوير بالرنين المغناطيسي
  • ترامب متّهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تعرّف على الأسباب