يمرّ "التيّار الوطنيّ الحرّ" بأزمة داخليّة غير مسبوقة تتمثّل باستقالة وطرد نواب بارزين منه هم: الياس بوصعب وآلان عون وأخيرا سيمون أبي رميا، وسط التوقّعات بأنّ ينضمّ أقلّه نائب إليهم في المستقبل القريب، الأمر الذي سيُؤدّي إلى تراجع عدد نواب تكتّل "لبنان القويّ" لصالح خصمه السياسيّ المسيحيّ "الجمهوريّة القويّة".


 
وكانت لافتة مهرجانات إهمج التي جمعت النواب المستبعدين الثلاثة من "التيّار"، ما رأت فيه أوساط سياسيّة أنّه مُقدّمة لالتقاء هؤلاء لتشكيل كتلة نيابيّة قرارها يختلف عن توجّهات "لبنان القوي" ورئيسه النائب جبران باسيل وخصوصاً في ما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسيّ. ويبقى السؤال الأبرز عن السياسية التي سيتّبعها بوصعب وعون وأبي رميا إذا شكّلوا تكتّلاً جديداً، وإذا ما كانوا سيلتقون مع من استبعدهم رئيس "الوطنيّ الحرّ" قبل الإنتخابات النيابيّة الأخيرة وبعدها ، وعن مدى قدرتهم على حشد التأييد الشعبيّ في الشارع المسيحيّ وبشكل خاصّ لدى "العونيين" القدماء والحاليين.
 
كذلك، هناك إمتحان صعبٌ يُواجه باسيل في إيجاد 3 شخصيّات مناسبة تسدّ الفجوة التي تركها بوصعب في المتن، وعون في بعبدا، وأبي رميا في جبيل نظراً لأنّ النواب المذكورين لديهم تمثيل جيّدٌ في الأقضيّة التي ينتمون إليها، وسبق وأنّ أمنّوا لـ"التيّار" على مدى سنوات التأييد الشعبيّ المطلوب وحافطوا لـ"لبنان القويّ" على 3 مقاعد مهمّة على الرغم من تراجع المؤيّدين المسيحيين لـ"الوطنيّ الحرّ" وتقدّم "القوّات اللبنانيّة" مسيحيّاً.
 
وبحسب مراقبين، فإنّ باسيل قد يخسر كثيراً في قضاء المتن بعد طرد بوصعب من "التيّار". في المقابل، يُشير المراقبون إلى أنّ المرشّح إدكار معلوف حصد أصواتا عام 2022 مجموعها يتخطّى ما حصل عليه بوصعب ونائب تكتّل "لبنان القويّ" الآخر، ولكن هناك خشية من أنّ لا تقدر ميرنا الشالوحي على الوصول إلى حاصلين إنتخابيين في المرّة المُقبلة، وخصوصاً وأنّ الإنتخابات الأخيرة أعطت المقعد المارونيّ والأرثوذكسيّ فقط لـ"العونيين" مقابل 6 لكلّ من "القوّات" و"الكتائب" ولائحة ميشال الياس المرّ والطاشناق.
 
أمّا في دائرة جبل لبنان الأولى، فيرى المراقبون أنّ "التيّار" قادرٌ على المُحافظة على مقعديه النيابيين بعد استقالة أبي رميا، وذلك نظراً لأنّ أصوات الناخبيين "العونيين" في كسروان تنصبّ لصالح ندى البستاني، وفي جبيل يُمكن تعويض أبي رميا إذا قرّر باسيل الإستمرار بترشّيح النائب السابق وليد الخوري، الذي قد يفوز في الإنتخابات المُقبلة مع الدعم الذي تناله لائحة الوطنيّ الحرّ – "الثنائيّ الشيعيّ من الناخبين الشيعة الذين أعطوا أغلبيّة أصواتهم لرائد برو في العام 2022، وتخطّى عددها في حينها الـ9500. في المقابل، يُشير المراقبون إلى أنّ لائحة النائبين منصور البون وفارس سعيد إنّ قرّرا الترشّح سويّاً، قد تحصل على حاصل نيابيّ، ومن المرجّح أنّ يكون في جبيل.
 
وفي ما يتعلّق بقضاء بعبدا، قد يُشكّل فصل آلان عون تقدّماً للائحة "التغييريين" إذا استمرّ اللبنانيّون يُؤمنون بقدرة المجتمع المدنيّ على تغيير الواقع السياسيّ في البلاد بعد الخيبة من طريقة عمل نواب "17 تشرين" الحاليين والإنقسامات في ما بينهم. ويلفت المراقبون إلى أنّ لائحة "نواب الثورة" كانت قريبة جدّاً في الـ2022 من بلوغ الحاصل، وقد تستفيد من الأزمة الداخليّة في "التيّار" وقد تفوز بمقعد نيابيّ، أو قد يخسر "الوطنيّ الحر" مقعده لصالح "القوّات" التي أظهرت الإحصاءات الأخيرة في الإنتخابات أنّ مرشّحها بيار بوعاصي حصد أصواتاً عددها قريب جدّاً من علي عمار مرشّح "حزب الله". ولكن يقول المراقبون إنّ التحالف بين باسيل و"الثنائيّ الشيعيّ" في بعبدا، قد يُبقي لتكتّله النائب المارونيّ، لأنّ آلان عون بحاجة الى الدخول في تحالفات مع أطراف حظوظها جديّة.
 
ويختم المراقبون بالقول إنّه من دون شكّ سيتأثّر "التيّار" باستقالات بوصعب وعون وأبي رميا، وقد يفقد في الإنتخابات النيابيّة المُقبلة مقاعد إضافيّة، في وقتٍ ليس من المستبعدّ أنّ تُحافظ "القوّات" على عدد نوابها وقد يزيد أعضاء "الجمهوريّة القويّة" إذا تراجع الداعمون لـ"المجتمع المدنيّ" و"الوطنيّ الحرّ".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أحمد حسن الزعبي: عودة القلم الحر من ظلال السجن إلى نور الحرية”

#سواليف

#أحمد_حسن_الزعبي: #عودة_القلم_الحر من #ظلال_السجن إلى #نور_الحرية”
بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة
نعم خرج الكاتب الوطني

أحمد حسن الزعبي من السجن، بعد تجربة مريرة وقاسية لا شك أنها تركت آثارًا عميقة في روحه وجسده وشخصيته. تجربة السجن ليست مجرد أيام يقضيها المرء خلف القضبان، بل هي امتحان صعب للإرادة والكرامة، وهي جرح غائر يترك بصماته في القلب والعقل. ومع ذلك، فإن أحمد حسن الزعبي، بقوة قلمه وصدق رسالته، أثبت أنه أكبر من كل القيود، وأنه يبقى رمزًا للكلمة الحرة والنضال من أجل الحق.

خروج أحمد من السجن كان لحظة وطنية مؤثرة، اجتمع خلالها الأردنيون من مختلف أرجاء البلاد ليهنئوه بالسلامة، معبرين عن حبهم الكبير واحترامهم العميق لهذا الصوت الحر الذي طالما عبّر عن آلامهم وآمالهم. كان استقبال أحمد بمثابة شهادة حيّة على مكانته في قلوب الناس، وعلى أن كل من يدافع عن قضايا الوطن والمواطنين لن يُنسى أبدًا، مهما كانت التحديات.

مقالات ذات صلة ارتفاع عدد الإصابات بعملية الطعن في تل أبيب إلى 4 / شاهد 2025/01/21

لكننا ندرك أن تجربة السجن ليست سهلة، وأنها قد أثرت على صحة أحمد وحيويته، وهو الآن بحاجة إلى وقت ليستعيد عافيته وقوته، ليعود كما عرفناه دائمًا، قلمًا شجاعًا ينقل هموم الأردنيين ويعبر عن معاناتهم بصدق وشفافية. غيابه عن الساحة ترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه ومتابعيه، الذين طالما وجدوا في كتاباته ملاذًا للتعبير عن مشاعرهم وأوجاعهم، وأملًا في أن صوت الحق لا يزال يسمع.

اليوم، وطننا يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصوات حرة وشجاعة كصوت أحمد حسن الزعبي، أصوات لا تخشى التعبير عن الحقيقة ولا ترضى بالصمت في وجه الظلم. أحمد ليس مجرد كاتب؛ هو رمز لوطن يحتاج إلى كل كلمة صادقة وكل قلم حر يحمل هموم الناس وآمالهم.

نحن على ثقة أن أحمد سيعود قريبًا إلى الكتابة، أقوى وأكثر إصرارًا على مواصلة رسالته النبيلة. نتمنى له كل الصحة والعافية، وأن يظل بيننا صوتًا حرًا وأيقونة للكلمة الشجاعة. عودته ليست فقط فرحة لمحبيه، بل هي فرحة لكل من يؤمن بأن الحرية هي روح هذا الوطن، وأن الكلمة الصادقة هي سلاحه الأقوى.

دعواتنا لأحمد حسن الزعبي بطول العمر ودوام السعادة، ليظل نورًا ينير درب الحقيقة، وحكاية فخر لكل من يسعى للحق في زمن التحديات.

مقالات مشابهة

  • لبنان ينتظر اتصالات دولية للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي دخلها 
  • ماغرو زار المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: من دون الأبحاث يستحيل أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم
  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • ميقاتي: الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان
  • القوي العاملة بالبرلمان تقر حظر تشغيل الأطفال دون ال18 عاما
  • بمناسبة انتخاب عون رئيساً.. إليكم ما فعله الاتحاد الوطني للمؤسسات اللبنانية البرازلية
  • الحصة الشيعية في الوزارات.. هذا ما يطالب به سلام وعون
  • «تناي 8 واي» يتصدر بطولة الإمارات الدولية للقفز الحر
  • منافسات «استثنائية» في أطول نفق هوائي بالعالم
  • أحمد حسن الزعبي: عودة القلم الحر من ظلال السجن إلى نور الحرية”