صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-11@01:04:55 GMT

ذكرى وأطماع!!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

ذكرى وأطماع!!

طيف أول:

والرغبة تصب في نهاية الحرب

في وقت يهطل فيه مطر الزوال

والحلم يملأ الأمكنة بالنور

وينبت الشعور الذي لا يموت

قد يسقط ألف حاكم، ولكن لن يسقط وطن سيما أنه لم يعرف الانحناء..

وسبعون عاما تمر على تأسيس قوات الشعب المسلحة بعظمتها وجبروتها وسيرتها المشرفة وضباطها الأوفياء سيرة عطرة خلدها التاريخ في مؤسسة عسكرية تصّدر جيشها قائمة أفضل الجيوش إفريقيا، ووقفت شامخة عندما قال قائدها (أرضا ظرف) وقتما سلمت حكومة الكويت حوافز للضباط السودانيين.

حتى جاءت الإنقاذ، ونخرت عظمها واعتلى قيادتها الفريق عبد الفتاح البرهان أسوأ الجنرالات الذين كتبوا اسمهم من دم الشعب السوداني.

ووقف على منصة الذكرى بالأمس بخطاب مرتبك متناقض سيطرت على كلماته المعلبة صبغة سياسية واضحة، وتلاشت فيه مظاهر الهيبة، وكشفت تفاصيله أنه لا يمثل لا الجيش ولا الشعب السوداني، ولكنه يجسد صورة حاكم أغراه بريق السلطة للحد الذي جعله بنية استمراره في الحرب يسيء، لشعبه ولقواته في آن واحد.

ويلقي القائد كلمة مكررة ضعيفة أظهرته وكأنه مقيد تنقصه الحرية، مارس فيها الشكوى كما فعل ذلك في أول يوم حرب حدث الناس فيها عن الغدر الذي مارسته قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو، ولكنه عجز عن كشف ملامح الحل الذي يخرج الناس من ظلمات هذا الغدر فالمواطن لا ينقصه أن يعيد له البرهان “حدوته” ما فعله الدعم السريع به، ولكن تنقصه كلمة وقرار يخرجه من هذا الجحيم.

وظهر البرهان وكأنه يتوارى من جيشه، ومن فلوله ولم يخاطب جنوده وضباطه في قلعة عسكرية، واكتفى بخطاب أكد فيه ملامح المرحلة البائسة التي أوصل بها الجيش والشعب إلى هذا الدرك السحيق

سبعون عاما كان ينتظر الشعب فيها أن يحتفل مع جيشه في قلب الخرطوم، ويرتدي الأطفال الزي العسكري ليعبروا فيه عن فرحتهم بالانتصار والعودة إلى الديار، ولكن استحى البرهان أن يواجه قواته، ويخرج إلى الملأ ليقول كلمته.

فالمؤسسة العسكرية تظل واقفة شامخة، ولكن يظل البرهان هو العود الذي أعوج فانحنى معه ظله.

ليخسر، كل شي من حوله أنصاره ومعارضيه، ليس بسبب خذلانه المتكرر للمؤسسة العسكرية أو للشعب السوداني، ولكن لأنه أصبح القائد الذي لا قيمة لحديثه ولا طعم.

ولأن اللسان كلمة وقرار، لذلك لم يعد أحد مهتما بما يقوله سيما أن الجميع ينتظره لأكثر من عام ليفعل شي من أجل الوطن والمواطن فلا حقق نصرا، ولا استجاب للسلام.

ولكنه ظل أسيراً في مربع الهلامية التي يعيش فيها طوال فترة حكمه يظن أنها المنطقة الآمنة التي تقيه شر الفتن التي يتحدث عنها، ويقول أنها تحيق بالسودان، ولو أراد البرهان أن يقطع الطريق أمام الطامعين في البلاد كما يقول.

لخرج معلنا موافقته التامة للسلام دون نقصان، ووافق على خيار التفاوض، ولكنه يريد أن تكون البلاد قبلة لأطماع الطامعين الذين ما كانوا ليظهروا أطماعهم إلا عندما أظهر الحكام ضعفهم، ولو أن قول الحقيقة يشفع فالبرهان هو أكثر الطامعين في البلاد!!

والقادة الأقوياء في العالم كله الذين أجبرتهم الخيارات، ذهبوا إلى الموت، ومنحوا شعبهم الكرامة، إلا الجنرال السوداني منح شعبه الموت، وطفق يبحث عن الكرامة التي لن يحصل عليها، وهو يجدد إصراره على حرب خلفت ملايين النازحين وآلاف اللاجئين الذين يصارعون الجوع في دور الإيواء، حتى إن البرهان لم يذكرهم في كلمته، ولم يوجه لهم أي رسالة؛ لأنه لا يعرف عن معاناتهم شي

ولكن هل ما عادت كلمة البرهان وخطاباته ساحرة لافتة لها آذان صاغية!! فالرجل بعد أن كانت تلاحقه دعوات النصر أصبحت تطارده لعنات الشعب بعد أن أدرك الناس أنه ما زال يقتل فيهم الأمل يوميا فرجل استباح دماء شعبه في حرب لم يحقق فيها ربحا، لن يهمه إن ماتت بداخل المواطن الف أمنية، وانتحر بداخله الف حلم وعشم.

فكم من المواطنين الذين يقتلهم البرهان معنويا يوميا، دون أن تحصي عددهم الأمم المتحدة، وليتها كانت هناك منظمات تحصي ضحايا القتل المعنوي!!

وقائد يرهن التفاوض بالالتزام ببنود اتفاق جدة الاتفاق الذي لم يلتزم به لا الدعم السريع ولا الجيش فكلاهما خرقه، ومارس انتهاكات واضحة لبنوده، فإن كان البرهان يريد تنفيذ الاتفاقيات لسلامة شعبه لذهب إلى التفاوض.

لأنه يعلم الحقيقة أن الحرب لن تجعل الدعم السريع يلتزم بالاتفاقيات باعتباره قوة فوضوية متمردة، ولكنها قابضة فلطالما أن السلاح لن يؤديها وينزع قوتها، فإن التفاوض هو الحل للسيطرة عليها.

ولكن البرهان لا يريد السلام وحده. يريد السلطة معه!!

وتتزامن أعياد الجيش مع انطلاق مباحثات جنيف، والتي من المتوقع أن تأتي بقدرات ستقع كالصاعقة على رؤوس فلول النظام البائد، فكل الفاعلين في ملعبها أكدوا أنهم سيحررون هدفا في مرمى السلام.

لذلك أن خطاب البرهان لا ينظر إليه العالم سوى أنه قرص تخدير للمهوسين في الميدان الذين كلما جاءت الأخبار تحكي عن التفاوض مارسوا أبشع ما عندهم على الأرض انتقاما من المواطن، وشهدت أمس الميادين معارك جنونية متفلتة في عدد من المدن استهدفت المواطنين الأبرياء.

ولكن مهما بلغت الحاجة إلى مزيد من الدماء فإن القادم سلام لا يفصلنا عنه سوى قرار.

طيف أخير

الممرات الآمنة لهروب فلول النظام البائد عبر بورتسودان هي التي سيفتحها الجنرال قريبا

فما زالت الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت إن لم تكن الساعات.

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

من هم الذين يريدون انهاء دور القضاء العراقي؟

‫ بقلم‬ : د. سمير عبيد ..

‫تمهيد .. مهم جدا‬!
‫أ‬:قبل ان يتحامل علينا البعض، وقبل ان تنهشنا الجيوش الإلكترونية التابعة لخصوم القضاء والعدل والقانون نُثبت الحقائق وبكل حيادية ومهنية . فالقضاء العراقي مؤسسة رسمية تعمل في العراق وضمن هيكلية النظام الجديد في العراق .وبالتالي هو ليس مكاناً للملائكة لانه يعمل في بلدٍ تعرض ويتعرض إلى أزمات داخلية بحتة,وازمات مرتبطة بأزمات اقليمية ودولية انعكست وتنعكس على جميع مفاصل الدولة والمجتمع” ثم القضاة بشر” يصيبون ويخطئون ولدى بعضهم نقاط ضعف مثل جميع البشر .وبالتالي فالقضاء العراقي فيه خروقات وفيه ثغرات وفيه نفوس ضعيفة على مستوى القضاة والمحققين ناهيك ان (الادعاء العام ليس بالمستوى المطلوب أبدا) ولكن القيادة القضائية بقيادة القاضي الدكتور فائق زيدان عمل ويعمل في مشروع تجديد وتنقية القضاء وقطع شوطاً كبيرا ويحتاج الدعم من الشعب ومن الإعلام ومن الحكومة.
‫ب‬:ولكن على المستوى العام هو مؤسسة قانونية وعدلية عليا وقامت بادوار جبارة لصالح بقاء الدولة وتماسك المجتمع .وفيه قامات قضائية تخجل النزاهة من نزاهتها .وقدمت هذه المؤسسة “القضاء”تضحيات جسيمة طيلة ال21 سنة الماضية .ولعب القضاء دورا مهما في منع انهيار المجتمع والدولة(وللامانة لم يبق للعراقيين ملاذاً وحائطاً يحمي ظهورهم غير القضاء)فحذاري من التهاون في مخطط اسقاط القضاء والمؤسسة القضائية.ففي هذه الحالة ( لا سمح الله) سوف يدخل العراق في مرحلة “الصوملة أو الأفغنة”وحينها ستعم ثقافة القتل وفوضى في القيم والأعراف والاخلاق وفي المنظومة الاخلاقية داخل المجتمع!
‫من‬ هم اعداء القضاء العراقي؟
مثلما أسلفنا فالقضاء العراقي تعرض ويتعرض إلى عملية تشويه محلية ودولية مُنسّقه لإفشاله وتسقيطه وتسقيط رموزه ،ومن ثم تحويله لقضاء متقاعس وفاشل. ولكن من هم الذين يريدون افشال القضاء العراقي؟
‫أولا‬:هناك دول ومؤسسات مالية وبنوك في المنطقة “في دول” هُربت لها اموال ضخمة عائدة للفاسدين في العملية السياسية فتعمل على افشال وتعويم القضاء العراقي لكي يتوقف عن مشروع استرداد الاموال المنهوبة سواء كانت تابعة للنظام السابق او لنظام اللصوص مابعد عام ٢٠٠٣.فهذه الجهات بذخت وتبذخ اموال طائلة وهدايا لصحفيين وإعلاميين ولحيوش إلكترونية لتسقيط القضاء ورموز القضاء والهاء القضاء
‫ثانيا‬:هناك جهات سياسية داخل العراق ومعهم شبكة فاسدين” ساسة ،ورجال دين ،ونواب، وإعلاميين، ومقاولين، وقادة عسكريين وامنيين” نافذين عملوا ويعملون على تعويم القضآء باختلاق عشرات القضايا الفرعية لإشغال القضاء ،وخلق ازمات وخروقات امنية متعمدة لإلهاء القضاء عن فتح ملفات الفساد.وحال ما يتحرك القضاء بهذا الاتجاه يحاولون تعطيله بخلق الأزمات للقضاء او تسقيط قضاة او شراء ذمم بعض القضاة والمحققين،او خلق ازمات بين الجهات الرقابية لتعطيل عملها وتشويه القضاء .او تهريب المتهمين لاحراج القضاء ومثلما حصل مع المتهم نور زهير ( رأس الحربة بسرقة القرن ) .. الخ !
‫ثالثا‬:هناك جهات سياسية لازالت لديها صلات مع تنظيمات ارهابية ومع دول داعمة للتنظيمات الارهابية وحتى مع تنظيمات محظورة مثل تنظيم حزب البعث تعمل سراً على نشر الفوضى من جهة ، والانتقام من القضاء ورموزه من جهة اخرى لان القضاء ومثلما اكدنا الحصن المتبقي للشعب والدولة. وتلك الجهات تعتبر القضاء ورموزه اعداء وخصوم لانهم وقفوا بوجه الأرهاب ولانهم اصدروا احكام ثقيلة ضد الأرهابيين وقادة التنظيمات الأرهابية وضد قادة تنظيمات حزب البعث. وهناك سياسيين ونواب دخلوا العملية السياسية بدعم سري من تنظيمات أرهابية ودعم جهات محظورة مثل حزب البعث وللاسف (بمساعدة شيعة بريمر) لديهم واجبات افشال النظام السياسي من جهة ولديهم ملفات سوداء في القضاء من جهة اخرى فيحاولون تسقيط وتشويه وتعطيل القضاء لكي لا تفتح تلك الملفات السوداء ولكي يسقط آخر حصن متبقي للعراقيين!
‫الكرة‬ بملعب القضاء نفسه!
نعتقد هي فرصة تاريخية للقضاء العراقي ان يوقف ويُسقط جميع المجاملات والمحسوبيات مع رموز النظام السياسي الذي باتَ يترنح ومعزول عن الشعب. ويستعد القضاء من الآن لمرحلة جديدة عنوانها ( الضرب بيد من حديد ضد الفساد وضد الفاسدين، وضد من اخترق ويخترق القضاء، وضرب القضاة والمحققين الذين سقطوا في فخ المجاملات والمحسوبيات والفساد).. فالقضاء العراقي وقفت عند بابه هذه الايام الفرصة التاريخية، ووقفت امام مكتب رئيسه القاضي الدكتور فائق زيدان فرصة تاريخية لن تتكرر وعليه اغتنامها برفع شعار الضرب بيد من حديد ليكون بطلا قوميا ويكون هو رمز من رموز الإصلاح والتغيير ومثلما فعل ( القاضي عدلي منصور ورفاقه القضاة في مصر ) والذين دخلوا التاريخ الوطني وخلدوا للأبد!
——
(حفظ الله العراق والعراقيين )
سمير عبيد
٧ ايلول ٢٠٢٤

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • في ذكرى تأسيسه.. “الإصلاح اليمني” يؤكد على الشراكة الجمهورية في إطار وطني جامع
  • السامعي يتفقد مدرسة عائشة للبنات التي قصفها العدوان
  • الجيش سيد التفاوض والسلام
  • بالفيديو.. الناشط الذي اشتهر بتقليد أفراد الدعم السريع يسخر من “روبوت” حميدتي بعد ذهاب البرهان للصين (أشتروا بطارية جديدة لحميدتي وجيبوا لينا إن شاء الله في الصينية اللفة وأكتبوا فوكا الصين)
  • عاجل| من هم التجار الذين رفعوا أسعار البيض لمستويات قياسية؟
  • السوداني يؤكد على أهمية إنجاز المشاريع التي تعمل فيها الشركة في العراق
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • الصحة تكشف نسبة الأطفال الذين تلقوا لقاح شلل الأطفال في غزة
  • الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان
  • من هم الذين يريدون انهاء دور القضاء العراقي؟