تغير مشهد الذكاء الاصطناعي تغيرًا جذريًا خلال العام الماضي، وذلك بعد تسارع جهود تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يزيد من صعوبة تحمل المؤسسات المسؤولية عن هذه التقنية الحديثة ويشكل ضغطًا على برامج الذكاء الاصطناعي المسؤول لمواكبة التطورات المستمرة، وفقًا للبحث الجديد الصادر عن مجلة كلية سلوان للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا و شركة بوسطن كونسلتينغ جروب الذي تلقت " الأسبوع" نسخة منها وتنشر أهم مضامينه وبعوده فيما يلي:

ويستند التقرير، الذي يحمل عنوان «بناء برامج قوية للذكاء الاصطناعي المسؤول مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية»، إلى دراسة استقصائية عالمية شملت 1، 240 مشاركًا يمثلون مؤسسات تبلغ إيراداتها السنوية ما لا يقل عن 100 مليون دولار على مستوى 59 قطاعًا و87 دولة حول العالم.

ووفقاً لنتائج الدراسة، تتبع 16% من المؤسسات في الشرق الأوسط سياسات و/أو عمليات و/أو منهجيات معنية بالذكاء الاصطناعي المسؤول المطبقة على مستوى الشركة بأكملها.

وقال إلياس بالتاسيس، شريك ومدير لدى وحدة بناء وتصميم التقنيات التابعة لشركة بوسطن كونسلتينغ جروب (BCG X): "لقد تغير المشهد العام للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط تغيرًا جذريًا من المنظور التقني والتنظيمي. وقد أدى التبني السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تعزيز مكانة الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، ومع ذلك، لا تزال أساسيات الذكاء الاصطناعي المسؤول أمراً جوهرياً لضمان استمرارية هذا المشهد وازدهاره. وتؤكد دراستنا لهذا العام على الحاجة الملحة للمؤسسات في الشرق الأوسط للاستثمار في برامج الذكاء الاصطناعي المسؤول وتوسيع نطاقها لمعالجة الاستخدامات والمخاطر المتزايدة للذكاء الاصطناعي في منطقة تتبنى مسار التحول الرقمي على نحو فريد ومتزايد".

وتشمل مكونات برامج الذكاء الاصطناعي المسؤول في الشرق الأوسط المبادئ العامة (43%)، والسياسات (49%)، والحوكمة (76%)، والمراقبة والمتابعة (49%)، والأدوات والتنفيذ (51%)، وإدارة التغيير (43%). كما تشمل الاعتبارات الفردية ضمن برامج الذكاء الاصطناعي المسؤول الشفافية وقابلية التفسير (62%)، والأثر الاجتماعي والبيئي (59%)، والمساءلة (57%)، والإنصاف (54%)، والسلامة والأمن ورفاهية الإنسان (68%)، وأمن البيانات والخصوصية (86%).

الدور الحيوي لجميع أصحاب المصلحة في تعزيز الذكاء الاصطناعي المسؤول

بحسب الدراسة الاستقصائية التي شملت منطقة الشرق الأوسط، تصل نسبة المؤسسات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول إلى 25%، في حين تتخلف 75% من المؤسسات عن دعم هذا التوجه، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى مضاعفة جهود معظم المؤسسات في المنطقة للاستثمار في هذا الإطار. وتشير البيانات إلى المزايا التي يوفرها الذكاء الاصطناعي المسؤول لمؤسسات المنطقة، بما في ذلك تحسين المنتجات/الخدمات (43%)، وتمييز العلامة التجارية (27%)، وتعزيز مستويات الاحتفاظ بالعملاء (43%)، وتحسين معدلات الربحية على المدى الطويل (30%)، وتسريع مسار الابتكار (41%)، وتحسين عمليات التوظيف والاحتفاظ بالكفاءات (16%).

تنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي توفره جهات خارجية

تعتمد الغالبية العظمى (78%) من المؤسسات التي شملتها الدراسة الاستقصائية العالمية اعتمادًا كبيرًا على أدوات الذكاء الاصطناعي التي توفرها الجهات الخارجية، ما يعرضها لمجموعة من المخاطر، بما في ذلك الإضرار بسمعتها، وفقدان ثقة العملاء، وتكبد الخسائر المالية، والتعرض للعقوبات التنظيمية، ومواجهة تحديات الامتثال، والخضوع للتقاضي. ومع ذلك، تفشل 1/5 المؤسسات في تقييم مخاطرها على النحو المطلوب عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الجهات الخارجية.

مشهد تنظيمي سريع التطور

أظهرت 38% فقط من المؤسسات استعدادها للالتزام باللوائح التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، ما يسلط الضوء على ضرورة تعزيز الوعي والاستعداد لتبني التقنيات الحديثة. كما يتطور المشهد التنظيمي بنفس سرعة تطور الذكاء الاصطناعي تقريبًا، حيث تطبق العديد من اللوائح التنظيمية الجديدة الخاصة بالذكاء الاصطناعي بصورة مستمرة.

تعتبر معظم المؤسسات (84%) الذكاء الاصطناعي أحد أهم أولوياتها، وتمثل المؤسسات التي تلتزم بالقوانين والأنظمة ذات الصلة 13% من المؤسسات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول، مقارنة بالمؤسسات التي لا تلتزم بهذه اللوائح والقوانين. كما أظهرت هذه المؤسسات عدداً أقل من حالات فشل الذكاء الاصطناعي مقارنة بنظرائها غير الملتزمة بنفس المعايير التنظيمية (32% مقابل 38%).

خمس توصيات لمشهد الذكاء الاصطناعي سريع التغيير

يحدد التقرير خمس توصيات للمؤسسات في مسيرتها نحو التبني السريع للذكاء الاصطناعي المسؤول وتجنب المخاطر الكامنة المرتبطة به:

1. الانتقال بسرعة لاعتماد البرامج الناضجة للذكاء الاصطناعي المسؤول

2. تقييم أدوات الجهات الخارجية على نحو صحيح

3. اتخاذ الإجراءات اللازمة للاستعداد للوائح التنظيمية الناشئة

4. إشراك الرؤساء التنفيذيين في جهود الذكاء الاصطناعي المسؤول لتحقيق أقصى قدر من النجاح

5. مضاعفة الجهود والاستثمار في الذكاء الاصطناعي المسؤول

الدور الحيوي للرؤساء التنفيذيين في تأكيد التزام المؤسسات للذكاء الاصطناعي

يلعب الرؤساء التنفيذيون دورًا رئيسيًا في تأكيد التزام المؤسسات باعتماد الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الاستثمارات اللازمة. حيث تتمتع المؤسسات التي يرأسها مدير تنفيذي يتولى دورًا عمليًا في تعزيز جهود الذكاء الاصطناعي المسؤول (مثل المشاركة في قرارات التوظيف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المسؤول أو المناقشات على مستوى المنتجات أو تحديد مستهدفات الأداء المرتبطة بالذكاء الاصطناعي المسؤول) بمزايا تجارية أكبر بنسبة 58% مقارنة بالمؤسسات التي لديها رئيس تنفيذي أقل اهتماماً بهذا المجال، بغض النظر عن ريادتها.

اقرأ أيضاً4 وظائف بعيدة عن بطش الذكاء الاصطناعي.. تعرف عليها

كل ما تريد معرفته عن كلية الذكاء الاصطناعي 2023 لطلاب الثانوية العامة

التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والذكاء الاصطناعي أهم ما تميزت به أفكار مشاريع التخرج بهندسة المنيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأسبوع بوابة الأسبوع الذكاء الاصطناعي استخدام الذكاء الاصطناعي أدوات الذکاء الاصطناعی بالذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی فی الشرق الأوسط المؤسسات التی من المؤسسات المؤسسات فی على مستوى

إقرأ أيضاً:

اكتتابات جديدة بقيمة 6 مليارات دولار في «إكس إيه آي» للذكاء الاصطناعي

 

باريس(أ ف ب) 
أعلنت شركة «إكس إيه آي» المتخصصة بالذكاء الاصطناعي والتابعة للملياردير إيلون ماسك الاثنين أنها اختتمت عملية اكتتاب جديدة بقيمة 6 مليارات دولار، من أجل «تسريع تطويرها».وأشارت الشركة التي تبتكر منتجات قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتسعى إلى أن تكون منافسا مباشرا لـ«أوبن ايه آي»، مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي»، إلى أنّ هذا المبلغ سيُستخدم تحديدا لتعزيز «البنية التحتية المتطورة» للشركة.
في منشور عبر منصة «اكس»، قال رئيس «تيسلا» و«سبايس اكس» «إن القدرة الحسابية الكبيرة ضرورية».
وترغب الشركة في زيادة قدرة حاسوبها العملاق المخصص للذكاء الاصطناعي «كولوسوس»، عن طريق مضاعفة عدد شرائح الرسوميات التي تصنعها شركة «نفيديا» الرائدة في القطاع، من 100 ألف إلى 200 ألف شريحة، وذلك من أجل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مثل «غروك».
أُطلقت شركة «اكس ايه آي» في يوليو 2023، وقد جمعت 6 مليارات دولار في مايو الفائت، فيما تبلغ قيمتها حاليا نحو 50 مليار دولار، بحسب قناة «سي ان بي سي» الأميركية.
وكانت «اوبن ايه آي» أنهت في أكتوبر عملية اكتتاب بقيمة 6,6 مليار دولار. وتُقدّر قيمة الشركة بـ157 ملياراً.

أخبار ذات صلة "الإمارات للدواء" توصي بتبني الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التصنيع والتوزيع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطرح ماجستير الذكاء الاصطناعي التطبيقي

مقالات مشابهة

  • قبل طرح Galaxy S25.. سامسونج تطلق ابتكارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • مسؤول أمريكي: مؤشرات أولية على احتمال إسقاط طائرة أذربيجان بصاروخ روسي
  • 5 ميزات بالذكاء الاصطناعي على أجهزة ويندوز.. لا تفوتها
  • "روبوتو".. أول مسرحية لهند البلوشي بالذكاء الاصطناعي
  • جوجل تطرح ميزة حديثة للذكاء الاصطناعي في محرك البحث
  • سعره رخيص.. فيفو تطلق هاتفا مميزا بكاميرا بالذكاء الاصطناعي
  • اكتتابات جديدة بـ6 مليارات دولار في "xAI" للذكاء الاصطناعي
  • اكتتابات جديدة بقيمة 6 مليارات دولار في «إكس إيه آي» للذكاء الاصطناعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطرح ماجستير الذكاء الاصطناعي التطبيقي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطرح برنامج الماجستير في الذكاء الاصطناعي التطبيقي