الجزيرة:
2024-09-11@00:36:43 GMT

العلماء يكشفون عن تهديد ثلاثي خطير لمحيطات الأرض

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

العلماء يكشفون عن تهديد ثلاثي خطير لمحيطات الأرض

توصف المحيطات بأنها أفضل حليف للعالم ضد التغيرات المناخية، باعتبارها أكبر أداة لتصريف الحرارة على هذا الكوكب، فهي تمتص 90% من الحرارة الزائدة ، وأداة ذات كفاءة عالية في امتصاص 23% من الكربون الناتج عن فعل البشر، وتنتج 50% من الأكسجين الذي نحتاجه.

ومع ذلك بدأ الباحثون بدق ناقوس الإنذار المبكر بسبب تهديد كبير لسلامة المحيطات على مستوى العالم، وهو تهديد يضاف إلى التهديدات المستمرة الأخرى الناجمة عن الأنشطة البشرية، وهي التغيرات البيئية التي تسببها الأنشطة البشرية.

لم تعد تقتصر المخاطر على ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات بفعل التغير المناخي، بل باتت تعاني المحيطات من كارثتين إضافيتين، وهما انخفاض مستويات الأكسجين وارتفاع مستويات الحموضة، لتصبح هذه العوامل "تهديدا ثلاثيا" متزامنا لنحو 20% من سطح المحيطات على كوكبنا، وفق دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة "إيه جي يو أدفانسز".

المحيطات ازدادت حرارتها وأصبحت أكثر حموضة مع فقدانها الأكسجين نتيجة التغير المناخي (بيكساباي) تهديد ثلاثي للأرض

تغير المناخ يعني تغييرا جذريا في المحيطات، إذ كشفت الدراسة عن أن المحيطات ازدادت حرارتها وأصبحت أكثر حموضة مع فقدانها الأكسجين نتيجة التغير المناخي، وأن هذه التأثيرات ليست فقط خطيرة، ولكنها تستمر لفترات أطول بـ3 مرات، وتكون أشد بـ3 مرات، مقارنة بما كانت عليه في أوائل ستينيات القرن الماضي.

ويضيف الباحثون في دراستهم أن تلك التأثيرات تميل إلى الحدوث في المناطق ذات خطوط العرض المرتفعة والاستوائية، يعمل ذلك على تقليل المساحات الصالحة للسكن البحري بنسبة تصل إلى 75%.

من جهته، يقول مدير المركز العربي للمناخ في الأردن أحمد العربيد -في تصريحات للجزيرة نت- إن زيادة حموضة المحيطات تقلل من تركيز أيونات الكربونات في الماء، مما يجعل البقاء والتكاثر صعبا على الكائنات الحية التي تحتاج إلى كربونات الكالسيوم لبناء هياكلها وأصدافها الخارجية، كما تؤثر هذه الزيادة إلى ضعف نمو الشعب المرجانية مما يساهم في تدميرها، إذ أظهرت بعض الدراسات أن زيادة حموضة المحيطات يمكن أن تؤثر على سلوك الكائنات البحرية، مثل القدرة على التكاثر أو الحصول على الطعام أو التفاعل مع الكائنات البحرية الأخرى.

ويضيف العربيد في حديثه للجزيرة نت أن "لكل عامل من هذه العوامل الثلاثة تداعيات خطيرة في حال كانت منفردة، فعندما تكون هذه العوامل مجتمعة ومتزامنة تكون بالمحصلة عاملا مترابطا شديد الخطورة ذا تأثير مرتفع ومباشر على النظم والكائنات البحرية، ممثلا في 3 ضغوط بيئية عالية الشدة، مما يفاقم الأضرار بشكل كبير، وينتج عن ذلك بيئة بحرية غير مستقرة وصعبة للعيش وتكون النتيجة انهيارا في المنظومة البيئية البحرية وخسائر مرتفعة في التنوع البيولوجي البحري".

أما من الناحية الفيزيائية، فيؤكد العربيد أن ارتفاع حرارة مياه المحيطات تؤدي إلى تقليل قدرة الماء على الاحتفاظ بالأكسجين، فكلما ارتفعت درجة حرارة الماء انخفضت كمية الأكسجين المذاب فيه، ويضيف "تمتص مياه المحيطات حوالي 30% من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي المنبعث بفعل الأنشطة البشرية، وتعني أي زيادة في كميات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو زيادة في عملية امتصاص المحيطات لهذا الغاز، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة أيونات الهيدروجين في الماء، مما يسبب زيادة في حموضة المحيطات" .

التهديد الثلاثي يشكل ضغطا شديدا على الكائنات البحرية، مما ينعكس سلبا على قدرتها على التكيف السريع مع هذه الظروف المتغيرة (بيكساباي) الكائنات البحرية لم تعد تتكيف

يشكل التهديد الثلاثي ضغطا شديدا على الكائنات البحرية، مما ينعكس سلبا على قدرتها على التكيف السريع مع هذه الظروف المتغيرة، وفق الدراسة، وعن ذلك يقول العربيد إنه "منذ ملايين السنين تتكيف الكائنات الحية التي تعيش داخل مياه المحيطات على نظم بيئة شبه مستقرة ساهمت في بقائها حتى يومنا هذا، إلا أن أي اختلال مفاجئ في هذه النظم سيكون له تأثير مباشر على الكائنات الحية وقدرتها على التكيف".

ويضيف: "ساهمت التغيرات المناخية السريعة في إحداث تحولات كبيرة أشبه بالقفزات على التركيبة الكيميائية في مياه المحيطات، مما انعكس سلبا على البيئة البحرية ككل، وأدى إلى عدم قدرة الكائنات الحية على التكيف مع البيئة المتغيرة بتسارع مرتفع".

ويسبب انخفاض نسب الأكسجين في المحيطات تأثيرات خطيرة للغاية على البيئة البحرية، نتيجة عدم قدرتها على التكيف لنفوق الكائنات البحرية بأعداد كبيرة مما يزيد من احتمالية حدوث انقراض وتغييرات لبعض الأنواع، وقد يؤدي ذلك إلى إحداث اختلالات في التنوع البيولوجي نظرا لحساسية البيئة البحرية لأي تغييرات، خصوصا أن الاختلالات في نسب الأكسجين في المحيطات تساهم بشكل مباشر في تغيير أنماط التيارات المحيطية العمودية (من السطح إلى الأعماق) مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في المناطق العميقة، على حد وصفه.

ويتابع أن "مشكلة نقص الأكسجين لها تأثيرات مباشرة على معظم الكائنات البحرية التي تحتاج إلى مستويات معينة للبقاء على قيد الحياة، ومن الممكن أن تؤدي إلى هجرة الكائنات البحرية إلى مناطق ذات مستويات أكسجين أعلى، مما يساهم في اختلال التوازن البيئي".

الأنشطة البشرية تفاقم المشكلة

أكدت الدراسة أن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، هي المسبب الرئيسي لهذا التهديد الثلاثي المتزامن، ويتفق العربيد مع ذلك، إذ يرى أن الوقود الأحفوري يلعب دورا رئيسيا في إحداث الاختلالات البيئية، نظرا لتأثيراته الشاملة والواسعة عالميا، ويكون ذلك نتيجة حرق كميات هائلة من هذا الوقود الذي ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون، فاستنادا إلى تقرير وكالة الطاقة الدولية فإن أكثر من 35 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون تم إطلاقه في الغلاف الجوي خلال العام 2023 فقط .

وهذا -بدوره- يفاقم أزمة الاحتباس الحراري على مستوى الكوكب، مما يساهم في ارتفاع حرارة مياه البحار والمحيطات عالميا ويؤدي من خلال العمليات الفيزيائية والكيميائية إلى نقص في كميات الأكسجين وزيادة الحموضة في مياه المحيطات .

ومن أبرز السلوكيات البشرية التي قد تفاقم هذا الخطر الثلاثي الإفراط في استهلاك الموارد البحرية، وزيادة معدلات التلوث في المحيطات، مثل إدخال المواد الكيميائية التي تؤثر على جودة المياه، والصيد الجائر وتوسع المدن نحو السواحل وإلقاء النفايات، خصوصا الخطرة منها، داخل مياه المحيطات وتدمير المواطن البحرية مثل الشعاب البحرية والأنشطة الصناعية.

التغير المناخي تحد كبير يواجه البشرية (أسوشيتد برس) آثار اجتماعية وغذائية وخيمة

وتمتد تلك التأثيرات على المجتمعات وفق المديرة التنفيذية لمنظمة أوراق للتنمية البيئية زينة حمدان، خاصة على المجتمعات التي تعتمد في اقتصادها على الموارد البحرية والاقتصادات التي تعتمد عليها، وتنعكس على إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، مما يؤثر بدوره على الغذاء العالمي وتزايد البطالة وهبوط في التنمية المستدامة للبلدان بشكل عام، فمثلا توفر مهنة الصيد أكثر من 1.7 مليون وظيفة و253 مليار دولار من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة كل عام وتوفر الموائل الساحلية خدمات مهمة، بما في ذلك مناطق الحضانة للأسماك والأنواع المحمية وحماية الأشخاص والممتلكات من العواصف والفيضانات.

وتضيف في حديثها للجزيرة نت أن "تغير المناخ له تأثيرات عميقة وبعيدة المدى على المحيطات، مع عواقب كبيرة على مهنة الصيد والسياحة وأزمة الغذاء العالمية، وهذا يعرض للخطر سبل عيش الملايين من الناس الذين يعتمدون على الصيد، حيث تصبح مناطق الصيد التقليدية أقل إنتاجية وتواجه بعض الأنواع خطر الانقراض".

بالنسبة إلى صناعة السياحة، وخاصة في المناطق التي تعتمد على عوامل الجذب البحرية والساحلية، فإن تدهور الشعاب المرجانية وزيادة وتيرة الأحداث الجوية المتطرفة يؤدي إلى انخفاض أعداد السياح والخسائر الاقتصادية. إن تبييض المرجان وفقدان الحياة البحرية النابضة بالحياة يقلل من جاذبية الأنشطة تحت الماء، مثل الغطس والغوص، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في عائدات السياحة البيئية، وفق حديثها.

وعلاوة على ذلك، فإن تأثير تغير المناخ على المحيطات يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية، ومع تناقص مخزونات الأسماك، تواجه المجتمعات التي تعتمد بشكل كبير على المأكولات البحرية كمصدر أساسي للبروتين انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد. وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في البلدان النامية، حيث قد تكون مصادر الغذاء البديلة نادرة أو باهظة الثمن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ثانی أکسید الکربون الکائنات البحریة الأنشطة البشریة التغیر المناخی الکائنات الحیة میاه المحیطات على الکائنات فی المحیطات على التکیف التی تعتمد یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

هل السهر يسبب مرض السكري؟ أطباء يكشفون

كشف فريق من الباحثين عن السبب الكامن وراء زيادة خطر إصابة الأشخاص الذين يسهرون لساعات متأخرة من الليل بمرض السكري من النوع الثاني.

لطالما اعتٌقد أن السهر لساعات متأخرة من الليل "يجعل الأشخاص أكثر عرضة للتدخين وتناول الطعام غير الصحي مع ارتفاع مؤشر كتلة جسم لديهم"، وكلها عوامل مرتبطة بتطور السكري النوع الثاني.

ولكن فريق البحث من المركز الطبي لجامعة Leiden في هولندا، أوضح أن خطر الإصابة بمرض السكري قد لا يرجع إلى نمط الحياة وحده، وقال إن الأمر قد يرجع أيضا لكون ساعة جسم الشخص الذي يسهر لساعات متأخرة من الليل "غير متزامنة مع بقية أفراد المجتمع".

أدوية مرض السكري الشائعة تغير الميكروبيوم الموجود في بكتيريا الأمعاء متى يتفاقم مرض السكري؟ طبيبة تحذر

وفي الدراسة، تتبع الفريق توقيت النوم ومحيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم لأكثر من 5000 شخص، حيث خضع 1576 مشاركا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس الدهون الحشوية والكبدية، بينما تم استخدام السجلات الصحية الإلكترونية للتحقق من عدد الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.

وتم تصنيف المرضى إلى 3 مجموعات، أو "أنماط زمنية"، تبعا لميل الفرد إلى النوم في وقت معين خلال فترة 24 ساعة (متأخر ومبكر ومتوسط).

وتم متابعة المشاركين لمدة 6.6 سنوات في المتوسط، وتم خلالها تشخيص إصابة 225 مريضا بمرض السكري من النوع 2.

وعند أخذ العمر والجنس وإجمالي الدهون في الجسم وعوامل نمط الحياة في الاعتبار، مثل ممارسة الرياضة والنظام الغذائي والتدخين، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يفضلون البقاء مستيقظين حتى وقت متأخر "ما زالوا معرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 46% أعلى من الأشخاص في المجموعة المتوسطة".

وقال الدكتور جيروين فان دير فيلدي، الباحث الرئيسي في الدارسة: "إن التفسير المحتمل هو أن الإيقاع اليومي أو الساعة البيولوجية في النمط الزمني المتأخر، غير متزامن مع جداول العمل والأنشطة الاجتماعية التي يتبعها باقي أفراد المجتمع. ويمكن أن يؤدي هذا إلى اختلال الساعة البيولوجية، والذي نعلم أنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات التمثيل الغذائي وفي النهاية مرض السكري من النوع 2".

ووجد الباحثون أيضا أن الأشخاص الذين يسهرون لوقت متأخر من الليل "لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى ومحيط خصر أكبر ودهون حشوية أكثر ومحتوى دهون كبد أعلى".

وأضاف فان دير فيلدي: "الأشخاص الذين لديهم نمط زمني متأخر هم على الأرجح أكثر عرضة لتناول الطعام حتى وقت متأخر من المساء. وبينما لم نقيس هذا في دراستنا، هناك أدلة متزايدة على أن تناول الطعام المقيد بالوقت، وعدم تناول أي شيء بعد وقت معين، مثل الساعة 6 مساء، قد يؤدي إلى فوائد أيضية. لذا، قد يرغب محبو السهر الذين يشعرون بالقلق بشأن زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في تجربة هذا، أو على الأقل محاولة الامتناع عن تناول الطعام في وقت متأخر من المساء".

موضحا: "لم تتوفر الأدلة بعد، ولكن مع مرور الوقت، نهدف إلى تقديم نصائح محددة فيما يتعلق بتوقيت سلوكيات نمط الحياة".

ستُقدم الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في مدريد.

 

مقالات مشابهة

  • هل السهر يسبب مرض السكري؟ أطباء يكشفون
  • سعر أول هاتف ثلاثي الطي من هواوي يبدأ من 2800 دولار
  • العلماء يكشفون عن مقدار النوم الذي يحتاجه الإنسان يوميًا حسب العمر؟
  • زعيم كوريا الشمالية يتعهد بزيادة قوة بلاده النووية.. حذر من تهديد خطير
  • العلماء يكشفون: هل القهوة صديق أم عدو؟
  • أخيرًا .. علماء يكشفون لغز اختفاءات مثلث برمودا
  • الصين تذهل العالم بهاتف Mate XT ثلاثي الطي هو الأول من نوعه عالميا
  • «هواوي» ثلاثي الطيات يسرق الأضواء من «آيفون 16» بطلبات شراء بقيمة 2.7 مليون دولار
  • ينتظره الملايين.. هواوي تتلقى 2.7 مليون طلب مسبق لحجز هاتف Mate XT ثلاثي الطي
  • الاتحاد يضم ثلاثي سلة الهلال