وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
حي وادي الجوز أحد أحياء مدينة القدس. يتميز بموقعه الإستراتيجي وقربه من البلدة القديمة في القدس، ويُعد من الأحياء التاريخية والتراثية في المدينة. ويضم عديدا من المرافق الخدمية مثل المدارس والمراكز الصحية.
الموقعحي وادي الجوز يقع في الجانب الشرقي من مدينة القدس. تحده من الجنوب البلدة القديمة، ومن الشرق جبل الزيتون، ومن الغرب حي الشيخ جراح، ومن الجنوب حي الطور.
يحتل الحي موقعا إستراتيجيا قريبا من عديد من المعالم التاريخية والدينية المهمة في القدس، مما يجعله منطقة حيوية ومهمة داخل المدينة.
ويبلغ طول وادي الجوز كيلومترا واحدا، وهو واد عميق شديد الانحدار. ويطلق عليه أحيانا الوادي الشرقي، لأنه يبدأ شرقي مدينة القدس ثم يتجه جنوبا حتى ينتهي بوادي قدرون، الذي يصب في البحر الميت، وهو يفصل بين مدينة القدس وجبل المشارف.
السكانحسب تحديثات بلدية القدس لعام 2017، يُقدر عدد سكان حي وادي الجوز في القدس بنحو 15 ألف نسمة.
وهم في الغالب من الفلسطينيين، ومعظمهم من المسلمين، مع وجود بعض العائلات المسيحية.
يحتفظ الحي بجذوره الثقافية الفلسطينية بشكل قوي، حيث يتحدث السكان اللغة العربية بشكل رئيسي، ويُعتبر من الأحياء التي تعكس الهوية الفلسطينية العريقة في القدس.
وادي الجوز احتُل مع الجزء الشرقي لمدينة القدس في حرب يونيو/حزيران 1967 (الأرشيف الهولندي الوطني) أهم معالم الحيمسجد عابدين: أول وأهم مسجد موجود في الحي، بني عام 1939، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسَيه الأخوين عبد المحسن وعمر عابدين. فقد بني المسجد بعد أن حاول الإنجليز بناء حي استيطاني يهودي في المنطقة، فتم إنشاء المسجد لحماية المنطقة وتشكلت البيوت حول المسجد.
مسجد حزير حجازي: يوجد في الجزء الجنوبي من الحي، ويعد من أقدم المساجد فيه، إذ بني عام 1935.
متحف فلسطين للآثار: وهو من أقدم متاحف الآثار في الشرق الأوسط، وافتتح عام 1938. يضم آثارا من العصر البرونزي وحتى العهد الصليبي، ومنذ افتتاحه حتى عام 1948، أي بعد احتلال إسرائيل ثلثي فلسطين، وهو المتحف الوحيد في فلسطين التاريخية المقسم بطريقة "كرونولوجية"، أي تقسم قاعاته حسب الترتيب الزمني للآثار الممتدة من العصر البرونزي المبكر (الفترة الكنعانية) وحتى الفترة الصليبية، ولا تدخل فيه الرواية الإسرائيلية. يأخذ بناء المتحف، الذي صممه المهندس أوستن هاريسون ونفذت بناءه الشركة الإيطالية ديفارو، شكلا سداسيا يحيط بساحة فضائية بنيت وسطها نافورة مياه.
قصر الشهابي: بناه نعمان الشهابي عام 1875، وقد كان في نية الجهات العربية الفلسطينية تحويل هذا المبنى إلى متحف يضم عديدا من الآثار والموسوعات والمؤلفات العربية والتاريخية، يعرف بقصر الحاج خورشيد الشهابي، وقد أزالته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1968 من أجل توسعة مباني الجامعة العبرية.
المنطقة الصناعية: وقد أنشئت في حي وادي الجوز في خمسينيات القرن العشرين، وتوارث الأحفاد المقدسيون العمل في مهن آبائهم وأجدادهم، وحافظوا على إرث عائلاتهم في مهن وحرف صناعية مختلفة، ولكنهم باتوا اليوم في مواجهة أكبر مشروع استيطاني في المدينة، مهددين بإخلاء منشآتهم تمهيدا للهدم.
شرطة الحدود الإسرائيلية تقف أمام الفلسطينيين في أثناء أدائهم صلاة الجمعة في حي وادي الجوز (رويترز) التاريخحسب الأرشيفات العائلية، بنت عائلة الخطيب المقدسية خلال القرن الـ16 مصيفا في منطقة وادي الجوز، تزامنا مع موجة خروج العائلات الثرية من داخل أسوار البلدة القديمة واستقرارها خارجها عام 1871.
في هذه الفترة، بدأ بناء البيوت الأوائل في المنحدر القادم من منطقة متحف فلسطين للآثار (متحف روكفلر). وآنذاك كان في منطقة وادي الجوز مع بداية الاحتلال البريطاني 15 بيتا، وكانت عائلة الهدمي العائلة الأولى التي تركت البلدة القديمة وبنت بيوتا في هذه المنطقة.
وكان ينتمي مؤسسو الحي إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة ومن بينهم: عائلة غوشة المقدسية وعائلة الأنصاري وعائلة نيروخ، التي هاجرت من الخليل، وبسبب وفرة الأراضي الفارغة وغير المأهولة، بدأ الحرفيون الانتقال إليها من داخل البلدة القديمة.
سُمِّيَ الحي بـ"وادي الجوز" نسبة إلى أشجار الجوز التي كانت تنتشر فيه، وذكر المؤرخ عارف العارف أن التسمية تعود إلى وجود قبر الشيخ محمد بن أبي الجوز، وأن الحي سمي على اسمه.
يوم 26 فبراير/شباط 1948، تراءى لقوات العصابات الصهيونية أن الحي أصبح سهل المنال بعد أن نزح عنه بعض سكانه، فشنت عليه في ساعة مبكرة هجوما كبيرا انطلاقا من "مستشفى هداسا" والجامعة العبرية.
وتمكنت القوات المهاجمة -التي كان عددها 150 مسلحا- من احتلال المنطقة المعروفة بـ"تل العفيفي"، ونسفت منزلين عربيين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 3 أطفال تحت الأنقاض، ثم حاولت متابعة التقدم داخل الحي، فتصدى لها المقاومون وشبان الحي، وكانوا نحو 70 رجلا وكبدوها خسائر أجبرتها على التوقف، وطارد السكان هذه القوات المهاجمة حتى أجلوها عن كامل الحي، بعد أن استشهد منهم 12 وأصيب 18.
جانب من اشتباكات الفلسطينين مع القوات الإسرائيلية بالقرب من حي وادي الجوز بالقدس الشرقية عام 2010 (رويترز)سارع المقاومون إلى إصلاح ما تهدم من تحصينات الحي وزادوا من متانتها فساعدهم ذلك على التصدي للهجوم الكبير الذي شنته قوات العصابات الصهيونية منتصف مارس/آذار الموالي، وبقي الحي فلسطينيا عربيا بعد استعصائه على الاحتلال.
واحتل وادي الجوز مع الجزء الشرقي لمدينة القدس في حرب يونيو/حزيران 1967، ومن ثم ضُم لاحقا لنفوذ بلدية الاحتلال في القدس، التي صنفته ضمن "المناطق الخضراء"، وقد أعاق هذا التصنيف إلى درجة كبيرة إمكانية التطوير العمراني والتجاري في المنطقة وساهم في انخفاض قيمة العقارات فيها.
مشاريع استيطانية داخل الحيتعمل بلدية الاحتلال في القدس على تنفيذ مشروعين ضخمين على أنقاض نحو 180 منشأة للمقدسيين بالمنطقة الصناعية في وادي الجوز، الأول امتداد لمشروع "مركز مدينة القدس الشرقية" والآخر سمي "وادي السيليكون".
ومشروع "وادي السيليكون" هو جزء من مبادرة حكومية مدتها 5 سنوات بقيمة 2.1 مليار شيكل (الدولار يعادل 3.77 شيكلات).
وقد أعلنت بلدية الاحتلال في يونيو/حزيران 2020 عن مخطط لبناء "حديقة تكنولوجية" مستوحاة من وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية.
وتحاول إسرائيل فرض مشروع "وادي السيليكون" على أنه "وجه مشرق" يحل محل المنطقة الصناعية ويقام على مساحة تقدر بـ200 ألف متر مربع، وهو عبارة عن أبراج وبنايات ضخمة وحدائق وفنادق ومراكز تجارية وشوارع حديثة.
وفي العام نفسه، وافقت لجنة التخطيط والبناء المحلية على المخطط، وفي نهاية العام بدأت البلدية بتوزيع الإنذارات والإخطارات على أصحاب 180 منشأة صناعية.
ومنذ المصادقة على المشاريع الاستيطانية في منطقة وادي الجوز، يتعرض أهالي الحي للتضييق ومحاولات الطرد والتهجير القسري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وادی السیلیکون البلدة القدیمة حی وادی الجوز مدینة القدس فی القدس
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال تقتحم جنوب نابلس.. وإصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة قصرة جنوب نابلس، فيما أصيب، عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.
وكشفت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة قصرة وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في المنطقة، وإصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق.
الخارجية الفلسطينية تُثمن موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لحظر عمل "الأونروا"
ثمنت وزارة الخارجية والمغتربين، تصريحات ومواقف الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، والتي أدانت فيها حظر حكومة الاحتلال أنشطة "الأونروا"، وعبرت عن قلقها إزاء العواقب الشاملة على عمليات "الأونروا" في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
كما أدانت الوزارة أي محاولات لإلغاء اتفاقية عام 1967 بين اسرائيل و"الأونروا"، وحذرت من مخاطر اية عراقيل امام تقديم "الأونروا" للخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدةً على ضرورة توفير كافة المناخات اللازمة لتمكين الأونروا من أداء كامل مهامها.
وطالبت الوزارة بترجمة الاجماع الدولي على إدانة قرار الحكومة الاسرائيلية بحظر "الأونروا" إلى خطوات واجراءات عملية تجبرها على التراجع عن قرارها.
"أونروا": تعطيل عملنا سيكون له عواقب كارثية على حياة اللاجئين الفلسطينيين
أكدت مديرة الاتصالات في الأونروا جولييت توما، أن أي تعطيل لعمل "أونروا"، سيكون له عواقب كارثية على حياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين، مشيرة إلى وصول الوكالة بشكل كبير إلى مجتمعات قدمت فيها الرعاية الصحية والتعليم المجاني لعقود من الزمن.
وأضافت، أن الأونروا تستمر في تقديم خدماتها، "ونحن ملتزمون بالبقاء وتقديم الخدمات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يشمل قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية".
وأشارت إلى أنه لم يتم تلقي أي اتصال رسمي من السلطات الإسرائيلية حول كيفية تنفيذ الحظر في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المسئولة الأممية "في غياب أي حل دائم سيستمر اللاجئون الفلسطينيون في الاعتماد على الأونروا للحصول على الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم وخاصة في غزة في أعقاب الدمار الذي خلفته الحرب من أجل بقائهم على قيد الحياة".
وأشارت إلى أن المراكز الصحية التابعة للأونروا استمرت في استقبال المرضى في القدس الشرقية في الضفة الغربية يوم الخميس، في حين من المتوقع إعادة فتح المدارس يوم الأحد.. وقالت "ستستمر فرقنا في توفير التعلم للأطفال، لدينا حوالي 50 ألف فتى وفتاة في جميع أنحاء الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية يذهبون إلى مدارس الأونروا".
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، استمرارها في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية؛ بما في ذلك القدس الشرقية الذين يعتمدون عليها من أجل بقائهم.
جاء ذلك بعد من دخول الحظر الذي فرضه البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على أنشطة (الأونروا) حيز التنفيذ، بحسب بيان أوردته الأمم المتحدة.
وأفاد عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة بأن سكان غزة بعد عودتهم إلى الشمال يستخدمون المجارف لإزالة الأنقاض وإقامة ملاجئ مؤقتة أو خيام حيث كانت منازلهم.