منتج جديد تسلّل الى لبنان في الفترة الأخيرة، دخل الى أسواقنا كبديل "مثالي" عن منتجات التبغ التقليدية.. خيار عصري يُزعم أنه أقلّ ضرراً من السجائر والـ"vape" ويستهدف الشباب بشكل خاص؛ انه النيكوتين "باوتشيز" أو أكياس النيكوتين المنكّهة التي تكتسب شهرة وشعبية لدى الجيل الجديد لكونها بلا دخان أو رائحة وبنكهات "جذابة" مختلفة.

. وهنا تكمن خطورتها!
 
على عكس السجائر أو الفايب أو مضغ التبغ، لا تستدعي أكياس النيكوتين عملية الاحتراق أو تتطلب البصق وهي لا تنتج الدخان، ما يجعل استخدامها سريا، إذ أنها مغلفات صغيرة تحتوي على النيكوتين ومكونات أخرى كالمنكهات توضع مباشرة في الفم بين الشفة العليا واللثة. كما ان حجمها الصغير يجعلها سهلة الحمل والاستخدام.. والتوضيب والاخفاء! منتج قد يصبح "الترند الأول" قريباً ويكتسح أسواقنا بلا منازع لما يقدّمه من إغراءات ونكهات فريدة تعد من يتذوّقها بتجربة حسيّة ممتعة وتصطاده "عاللسّ" الى هوة إدمانها.  
 
 الخطر كبير والحل قيد البحث
 
كلّ الأرقام والمؤشرات تؤكد أن لبنان من أعلى الدول التي تعاني من سرطان الرئة، سرطان المثانة، سرطان البروستات وسرطان الثدي.. هذه الأنواع من أكثر مسببات بها هو الدخان على أنواعه والنيكوتين طبعاً. والمسألة تزداد خطورة وتتفاقم من جيل الى جيل خاصة مع انتشار الاراغيل التي غزت المقاهي والبيوت، وفقاً لرئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله، الذي يؤكّد في حديثه لـ"لبنان 24" ان "هذا الموضوع يجب ان يكون موقع نقاش دقيق لاتخاذ كل الأمور المطلوبة لمكافحته من تشريعات وإجراءات وقرارات".
 
 عبدالله الذي حذّر من خطر دخول هذا المنتج الى لبنان، شدّد على أن كل الدراسات العلمية والدراسات التي أجريت في لبنان من قبل البرنامج الوطني للحد من التدخين والجامعات الاكاديمية أثبتت ان هناك ضررا صحيا كبيرا وان أمراض القلب والشرايين والاورام يسببها التدخين والنيكوتين بشكل أساسي.       View this post on Instagram      

A post shared by PUFFZONE (@puffzonelb_)



 
غير أن منع استيراد هذا المنتج لن يكون ممكناً في ظلّ اقتصاد لبنان "الحرّ" حيث لا حسيب ولا رقيب، بحسب قول عبدالله. كما انه لا يوجد أي قانون يمنع استيراد الدخان او منتجات التبغ بالرغم من مضاره.
 
وبهذا الشأن، يشير عبدالله الى أن "هناك دولا قليلة جداً تمنع التدخين"، مضيفاً: "لا أعتقد ان باستطاعتنا ان نتجه بهذا المنحى اليوم ولكن يجب التضييق والتوعية واعتماد حسن الآداب بهذا الملف".
 
أمّا عن سبل مكافحة انتشار هذه "الترندات النيكوتينية- الآفة"، فيقول رئيس لجنة الصحة النيابية: "نحضّر مجموعة إجراءات بالتنسيق مع وزارة الصحة وكل المعنيين بالتوعية والصحة العامة لمكافحة هذه الآفات التي تغزو مجتمعنا وتستهدف شبابنا"، موضحاً أن "الإجراءات التي يمكن ان نقترحها قد تحدّ بالحد الأدنى بالقليل من أضرار هذه الآفة لناحية استخدامها وصعوبة الحصول عليها خاصة من شريحة الشباب ومن ناحية آخرى تسعى لمكافحة الامراض التي قد تسببها".
 
ويلفت عبدالله الى اننا "نحاول قدر الإمكان معالجة المسألة بإطار المعايير الدولية المعتمدة وسيكون لنا موقف قريب بهذا الموضوع بعد انهاء النقاش بلجنة الصحة النيابية بالتنسيق مع وزارة الصحة".  
 
 
لا تنغشّوا بـ"النكهة"!
صحيح أنها قد تبدو أقل ضرراً من السجائر التقليدية، إلا أن أكياس النيكوتين تحمل مخاطر صحية لا يجب تجاهلها! فهذه المادة الكيميائية، المقدمة بشكل عصري ونكهات جذّابة، تقود الى إدمانها نظراً لما تمنحه من شعور متعة ورضى لدى تناولها واستجابة الدماغ لتأثيرها مطلقاً مادة الدوبامين.
 
ومع مرور الوقت، يتسبب الاستخدام المستمر لهذه المادة المضرة بتغييرات دائمة في الدماغ خاصّة لدى الشباب والمراهقين وهم الأكثر عرضة للانجرار خلف "الترندات". فوفقاً للأبحاث، يؤثّر تعاطي النيكوتين خلال فترة المراهقة في بنية الدماغ وأجزائه التي تتحكم في الانتباه والتعلم، اذ أنه يزيد من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
 
بالإضافة الى ذلك، يؤدي تناول النيكوتين الى زيادة ضربات القلب وضغط الدم، مما يضاعف خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية، النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
 
كذلك، يرتبط النيكوتين بمشاكل ضعف الجهاز المناعي، مشاكل في الخصوبة، تسوس الأسنان، وفقدان العظام. كما أنه يزيد من مستويات التوتر والقلق على المدى الطويل.
 
 
 
متى بدأ "ترند" أكياس النيكوتين؟ ومن أين أتى؟
 
قد تكون صيحة أكياس النيكوتين جديدة بالنسبة للسوق اللبنانية، حيث لا "غنى عن السيجارة والأركيلة" في كلّ الجلسات والسهرات لكنّها قديمة وتعود الى سبعينيات القرن الماضي. وقد طُرحت لأول مرة في السويد حيث لاقت شعبية واسعة حتى أنها باتت متجذرة في التقاليد السويدية وتعرف بـ"سنوس".
 
وهذا المنتج السويدي العريق هو تبغ رطب موضب بأكياس، تم استخدامه لعدة قرون، وأتت فكرة أكياس النيكوتين منه، إلّا أنها وعلى عكس الـ"snus"، لا تحتوي على أوراق التبغ بل يتم تعبئة المغلّفات بأملاح النيكوتين والمنكهات والألياف النباتية بطريقة متناغمة لتقديم تجربة تمنح جرعة مضبوطة من النيكوتين تشبع رغبة المستخدمين من دون الحاجة إلى الاحتراق أو الاستنشاق.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

يبحث عن الترند.. القطة اقتربت منه ليقدم لها طعاما فألقاها بالبحر

الرحمة انعدمت، كلمة على لسان أهالي مطروح ورواد موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بعد انتشار فيديو لظهور شخص  يجلس بالقرب من أحد شواطئ مدينة  مرسى مطروح، قبل أن تقترب منه قطة ليمسكها بيده ويلقيها في البحر.

بدأت القصة عندما كان يجلس شخص على شاطئ كورنيش مدينة مرسى مطروح أمام الشاطئ  لتقترب منه قطة ظنا منها أنه سيعطف عليها ويقدم لها طعاما.

ولكن لم تكن محاولة الشخص أن يدفع القطة آلية ليس من باب العطف ولكن بحثا عن الشهرة والترند والتى أصبحت آفة فى مجتمعنا لتعصف بقيمنا وتعاليم الأديان التي تدعو للرحمة والرفق بالحيوان.

وما هي إلا لحظات لتقترب منه القطة ليمسك بها من رأسها ويلقيها داخل البحر  وينظر إليها بدون اهتمام .

وقد أثار مقطع الفيديو غضبا شديدا على موقع التواصل الاجتماع الفيس بوك  بين المستخدمين، الذين وصفوه بالقاسي القلب قليل الرحمة.  وطالبوا الجهات الأمنية بالتدخل والقبض على المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.

وقال عبد الله محمود: حسبي الله ونعم الوكيل إن شاء الله تترمي رميتها دي في جهنم قلة رحمة  بيعملوا تريند على حساب أرواح ضعيفة وتحسبونه عند الله هينا.

وأضاف أن هذه الحوادث  تُظهر  أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الرفق بالحيوان، وتطبيق القوانين الرادعة ضد منتهكي حقوق الحيوانات، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأفعال التي تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية.

مقالات مشابهة

  • وفاء بنيامين: القومي لحقوق الإنسان يُعد المؤسسة الوطنية التي تعمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان
  • يبحث عن الترند.. القطة اقتربت منه ليقدم لها طعاما فألقاها بالبحر
  • حركة لبنان الشباب أقامت قداسا على نية رئيس الجمهورية
  • الشبكة تصطاد نتنياهو في أكاديمية فبركة الانتصارات
  • ما أبرز المراسيم التي وعد ترامب بتوقيعها بيومه الأول؟
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • "النواب اللبناني" يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي لا تزال تحتلها
  • الأوامر التنفيذية التي يعتزم ترامب تنفيذها في اليوم الأول من رئاسته
  • ظهور أكياس تحت العينين يشير إلى مشاكل في القلب
  • ريجيم البرتقال.. الترند البارز والحقيقة العلمية