إحياء التراث وتنمية الوعي ضمن فعاليات ملتقى "أهل مصر" بالإسكندرية
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
انطلقت فعاليات ملتقى "أهل مصر" السابع عشر لثقافة وفنون المرأة والفتاة بمحافظة الإسكندرية، تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.
يأتي الملتقى هذا العام تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ويستمر حتى 14 أغسطس الجاري، مستهدفًا تعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن من خلال برنامج ثقافي متنوع.
ضمن أنشطة الملتقى، قام المشاركون بجولة ميدانية في حديقة أنطونيادس التاريخية بسموحة، حيث تفقدت الفتيات المشاركات من المحافظات الحدودية أرجاء الحديقة.
استعرضت الجولة الأشجار الفريدة والنادرة التي تزدان بها الحديقة، إلى جانب مجموعة التماثيل الرخامية التي تضمنت تماثيل لشخصيات بارزة مثل فينوس، فاسكو دي جاما، كريستوفر كولومبس، وماجلان.
اختتمت الجولة بالتقاط بعض الصور التذكارية، ليظل هذا اليوم محفورًا في ذاكرتهم.
يعود تاريخ الحديقة إلى عصر محمد علي باشا، وقد شهدت توسعات كبيرة في عهد الخديوي إسماعيل، حيث تم إضافة النباتات النادرة إليها، وبلغت مساحتها 50 فدانًا.
في عام 1860، انتقلت ملكية الحديقة إلى البارون اليوناني جون أنطونيادس، الذي سميت الحديقة باسمه فيما بعد.
مناقشات حول إدارة الضغوط الحياتية
وفي قصر ثقافة الأنفوشي، استضاف الملتقى لقاءً توعويًا بعنوان "كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية"، أدارته الدكتورة هاجر مرعي، استشاري العلاقات الأسرية وعضو المجلس القومي للمرأة.
تناول اللقاء أشكال الضغوط النفسية المختلفة التي قد يواجهها الفرد في حياته اليومية، مثل العنف، والإحساس بالفشل، والتعرض للنقد وعدم التقدير.
وأوضحت "مرعي" أن هذه الضغوط قد تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالإحباط، مشيرة إلى أهمية التعرف على أسباب هذه المشاعر والتعامل معها بطرق فعالة.
قدمت الدكتورة مرعي مجموعة من النصائح القيمة حول كيفية تجاوز الأزمات النفسية، مؤكدة على ضرورة تقبل الواقع ومعايشة الأزمة بدلًا من الهروب منها، والبحث عن المشورة من أشخاص ذوي تجارب ناجحة.
كما أكدت على أهمية تنظيم الوقت وتحديد الأولويات لمواجهة التحديات اليومية بفعالية.
دور ملتقى "أهل مصر" في تعزيز الانتماء الوطني
يُعد ملتقى "أهل مصر" جزءًا من جهود وزارة الثقافة لتعزيز الوعي الثقافي والانتماء الوطني بين أبناء المحافظات الحدودية.
ويمثل هذا الملتقى إحدى أبرز الفعاليات التي تسهم في تحقيق العدالة الثقافية، من خلال توفير الفرص للفتيات والنساء من هذه المحافظات للمشاركة في أنشطة ثقافية متنوعة.
شارك في الملتقى هذا العام 120 سيدة وفتاة من محافظات شمال وجنوب سيناء، أسوان، البحر الأحمر، الوادي الجديد، مطروح، بالإضافة إلى فتيات من محافظة القاهرة.
كما شهد الملتقى مشاركة فتيات من جمعية "أصداء" للصم والبكم، وعدد من رواد قصور الثقافة، ووحدة مناهضة العنف بجامعة الإسكندرية.
تنوع الأنشطة الثقافية والتوعوية
لم يقتصر الملتقى على الجولات الميدانية فقط، بل شهد أيضًا العديد من اللقاءات التوعوية التي تناولت قضايا متنوعة تخص المرأة والفتاة.
كما تضمن ورشًا فنية، وورش حكي عن العادات والتقاليد في المحافظات الحدودية، إضافة إلى مناقشات حول دور المرأة في الحفاظ على التراث.
برنامج ثقافي شامل لتعزيز الوعي والانتماء
يأتي مشروع "أهل مصر" ضمن البرنامج الرئاسي الذي يهدف إلى تشكيل الوعي وتعزيز قيم الانتماء للوطن، من خلال رعاية الموهوبين وتقديم الدعم الثقافي للمناطق الحدودية.
يسعى المشروع إلى تحقيق العدالة الثقافية وتوفير الفرص لأبناء هذه المناطق للمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية التي تنظمها وزارة الثقافة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: إحياء التراث أحمد فؤاد هنو التراث الهيئة العامة لقصور الثقافة الصور التذكارية المحافظات الحدودية أهل مصر
إقرأ أيضاً:
عادات وتقاليد الاحتفال برمضان.. ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب
نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية، ندوة ثقافية متميزة بعنوان «عادات وتقاليد الاحتفال برمضان» تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب.
شهدت الندوة مشاركة نخبة من المتخصصين في التراث والمعتقدات الشعبية، من بينهم الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، والدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، وأدارت الندوة الدكتورة سحر حسن، الباحثة بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب.
استعرضت الندوة التطور التاريخي لعادات وتقاليد الاحتفال برمضان في مصر، بدايةً من العصر الفاطمي وحتى اليوم، مشيرة إلى الأهمية الثقافية والاجتماعية لهذا الشهر الكريم، حيث لا يقتصر على كونه شهرًا للعبادة، بل يعد موسمًا اجتماعيًا وثقافيًا يعكس روح التلاحم بين المصريين.
وأشارت الدكتورة سحر حسن إلى أن رمضان ليس مجرد أيام للصيام والعبادة، بل هو لوحة فنية تنبض بالحياة، حيث تزين الشوارع بالمصابيح والفوانيس، وتجتمع العائلات في أجواء من الألفة والمودة، مما يعكس خصوصية الاحتفال بهذا الشهر في مصر.
وأكدت الدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، أن شهر رمضان حظي بمكانة خاصة في كتب التراث الإسلامي، حيث وثّقت صفحاته فضائل هذا الشهر وما شهده من أحداث دينية وتاريخية مهمة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن.
وأوضحت أن المسلمين استقبلوا رمضان عبر العصور بفرحة واستعداد خاص، تجلى في تزيين المنازل والشوارع، وإقامة موائد الإفطار للفقراء والمحتاجين، وهو ما يعكس روح التكافل والإحسان التي تميز الشهر الكريم.
وأشارت إلى أن مظاهر الاحتفال برمضان شهدت تطورات كبيرة عبر العصور، منذ العهد النبوي والخلفاء الراشدين، مرورًا بالعصور الأموية والعباسية والفاطمية، حيث حرص الحكام على رعاية الفقراء ونُظمت المواكب الرمضانية الفخمة، كما انتشرت أسمطة الطعام في المساجد والميادين. كذلك برزت عادات خاصة بالسحور وصلاة التراويح، التي وإن اختلفت من بلد لآخر، إلا أنها اجتمعت على تعظيم الشهر الفضيل.
وشددت على أن رمضان، رغم تغير الأزمنة، يظل شهر الرحمة والمغفرة، حيث يحرص المسلمون على تكثيف العبادة، وإخراج الزكاة والصدقات، تحقيقًا لمقاصد الإسلام، وترقبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وأوضحت الدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، أن الفانوس الرمضاني يعد أحد أبرز الرموز البصرية المرتبطة بشهر رمضان، حيث يجمع بين الجمال الفني والدلالة التاريخية.
وأشارت إلى أن ظهور الفانوس في مصر يعود إلى العصر الفاطمي، وتحديدًا إلى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (953-975م).
وأضافت أن هناك عدة روايات حول بداية استخدام الفانوس في رمضان، أشهرها أن المصريين خرجوا لاستقبال الخليفة المعز عند دخوله القاهرة ليلًا، وهم يحملون الفوانيس المضاءة بالشموع، ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس رمزًا ملازمًا للشهر الكريم. كما استخدمت الفوانيس لاحقًا لإنارة الشوارع خلال رمضان، حيث كان الجنود الفاطميون يطلبون من أصحاب المتاجر والمنازل تعليقها خارج بيوتهم لإنارة الطرقات.
وأشارت إلى أن الأطفال كانوا يحملون الفوانيس أثناء تجولهم مع المسحراتي وقت السحور، مرددين الأغاني الرمضانية، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم. ومع مرور الزمن، لم يعد الفانوس مجرد أداة للإضاءة، بل تحول إلى رمز احتفالي يصنع بأشكال وألوان متنوعة، ليزين البيوت والشوارع، خاصة في مصر والدول العربية، مما يعكس أهمية الفن الشعبي في التعبير عن الهوية الثقافية والتراثية للمجتمع.
وتابعت: زينة رمضان تعد واحدة من أبرز العادات الاحتفالية التي تعكس روح الشهر الكريم، وقد تطورت عبر العصور، بدءًا من العصر الفاطمي، حين كانت الشوارع تُضاء بالفوانيس الملونة احتفالًا بقدوم رمضان. ومع مرور الزمن، بدأ الناس في تعليق الأقمشة المزخرفة والمشغولات اليدوية ذات الطابع الإسلامي على جدران المساجد والمنازل. في العصر العثماني، ازدادت مظاهر الزينة، حيث كانت الساحات تزين بالمشاعل والأنوار، وبدأت العائلات تستخدم النقوش العربية والفوانيس المصنوعة يدويًا. أما في العصر الحديث، فقد أصبحت الزينة أكثر تنوعًا، حيث انتشرت الأنوار الكهربائية، والفوانيس الملونة بأشكالها المختلفة، والزينات الورقية التي تملأ الشوارع، مما يضفي أجواءً احتفالية مميزة تعكس فرحة المسلمين بحلول الشهر الفضيل.
أكد الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، أن شهر رمضان يحمل بُعدين أساسيين: روحي ومادي، حيث تمتزج فيه العبادات بالقيم الأخلاقية، مما يجعله موسمًا روحانيًا واجتماعيًا مميزًا.
وأوضح أن الاستعداد لرمضان لا يقتصر على الصيام فقط، بل يمتد إلى تهذيب النفس، مشيرًا إلى أن صيام يومي الإثنين والخميس قبل الشهر الفضيل يعد وسيلة روحانية لتهيئة النفس، إلى جانب أهمية تصفية القلوب من الضغائن والحسد واستحضار النية الصادقة لاستقبال هذا الشهر المبارك.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد أشار إلى أن رمضان يرتبط بعادات مميزة، سواء من خلال الأطعمة التقليدية أو الأجواء الاحتفالية، لافتًا إلى ظاهرة «الطبق الدوّار» الذي يرمز إلى روح المشاركة بين العائلات والجيران، إلى جانب الألعاب والرموز الرمضانية مثل الفانوس، التي تضفي بهجة خاصة على ليالي الشهر الكريم.
جاءت هذه الندوة في إطار الفعاليات الثقافية للمعرض، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث المصري الأصيل وعاداته المتوارثة في شهر رمضان الكريم، من خلال نقاشات علمية متخصصة تلقي الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل.