هل ينجح هوكشتاين في اقناع حزب الله بتأجيل ردّه؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
تزامن وصول الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت مع حدثين مفصليين بالنسبة إلى مآل الحرب في غزة، وبالتالي في جنوب لبنان. الأول الاجتماع الثلاثي الأميركي – المصري – القطري، الذي سيعقد غدًا، والذي سيخصص حصرًا لمسألتي وقف إطلاق النار في كل القطاع ولإطلاق الأسرى والمحتجزين لدى حركة "حماس".
بالاجتماع الرباعي عبر الفيديو، بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضمه والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسي الحكومة الألماني أولاف شولتز والبريطاني كير ستارمر، تجاوبًا مع مبادرة الرئيس الأميركي بعدما كان قادة الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) المعنية بشكل خاص، أوروبياً، بالملف الإيراني منذ مشاركتها في التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني - الدولي في صيف عام 2015، يتحركون منفردين في إطار السعي لمنع اشتعال أوسع للحرب في الشرق الأوسط منذ الاغتيالين اللذين نفذتهما إسرائيل، في 27 تموز بفارق ساعات قليلة، واللذين راح ضحيتهما القائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
فهوكشتاين المعروف عنه بأنه "إطفائي" من الطراز الأول سيحاول بما لديه من قوة إقناع بألا يأتي ردّ إيران وحزب الله" لينسف المفاوضات الجارية بين طهران والقاهرة والدوحة لبلورة حل يضمن وقفًا نهائيًا للنار في غزة، واستتباعًا في الجنوب اللبناني، بعدما قطعت الاتصالات الديبلوماسية شوطًا مهمًا سعيًا لإقناع "حزب الله" بضرورة فصل أي ردّ له على اختراق إسرائيل لأمن الضاحية الجنوبية لبيروت عن المحادثات الثلاثية. إلا أن "حارة حريك"، التي لم توصد الباب في وجه الذين تواصلوا معها بالطرق الديبلوماسية المعهودة، تركت هذا الباب مفتوحًا نصف فتحة، ولم تعطِ كعادتها جوابًا شافيًا، تاركة جميع الذين تواصلوا معها في حيرة من أمرهم. وهذا الأسلوب يعتمده "حزب الله" في مفاوضاته لإبقاء الطرف الآخر في حال من الترقب لما سيكون عليه القرار النهائي، الذي بات يتراوح بين الميدان والعمل الديبلوماسي، خصوصًا أن أي ردّ من قِبل "الحزب" لن يكون غير منسَّق مع إيران، التي تخضع بدورها لعملية اقناع واسعة، وبالأخص من قِبل الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي. بصرف النظر عمّا إذا كان رد "الحزب" سيسبق الرد الإيراني أو يعقبه، ويعود له التقدير السياسي في ضوء النصائح التي أُسديت له، والتي تتناغم مع التحذيرات الأميركية لطهران التي يُفترض أن تأخذ في الاعتبار المواقف التي صدرت عن المملكة العربية السعودية والأردن بعدم السماح لأي طرف بخرق مجالهما الجوي الذي يشكل اعتداء على سيادتهما، وذلك في رسالة واضحة لطهران وتل أبيب على السواء تؤكدان فيها وقوفهما على الحياد.
ما فهمه المتصلون بـ "حارة حريك" هو أن القرار النهائي بالردّ لم يُتخذ بعد، خصوصًا بعدما أجمعوا في اتصالاتهم على ضرورة تهيئة الأجواء أمام استئناف المحادثات لوقف النار في غزة بعدم مبادرتها إلى توقيت الرد قبل انعقادها لتفادي اتهامها بتعطيلها، بدلاً من أن تشكّل فرصة قد لا تتكرر لحشر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في الزاوية، خصوصاً أن للحزب مصلحة في التوصل إلى وقف الحرب على القطاع، وهو بادر إلى مساندة "حماس" للضغط على تل أبيب لوقف عدوانها.
أمّا البيان المشترك للدول الغربية فتضمن ثلاث نقاط: الأولى، دعم جهود الرئيسين الأميركي والمصري وأمير قطر من أجل استئناف فوري للمفاوضات بين إسرائيل و"حماس". والثانية، التأكيد على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق جميع الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق. والثالثة تناولت إيران وشركاءها، وجاء فيها ما حرفيته: "إننا نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد التوترات في المنطقة ونحن متحدون في التزامنا بالتهدئة والاستقرار الإقليمي. وفي هذا السياق، وعلى وجه الخصوص، ندعو إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن شنّ هجمات من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات الإقليمية وتقوض إمكانية تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وسوف يتحملون المسؤولية عن الأعمال التي من شأنها أن تعرّض هذه الفرصة للسلام والاستقرار للخطر. ولن يستفيد أي بلد أو دولة من المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مغردون: أين الرد اللبناني على قصف إسرائيل للنبطية؟
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "استهدف شاحنة ومركبة تابعتين لحزب الله خلال نقلهما أسلحة ووسائل قتالية في منطقتي الشقيف والنبطية"، زاعما أنه مصمم على العمل وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان "على الرغم من محاولات حزب الله العودة لنشاطه جنوب لبنان".
ومن جهتها، أكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارتين تسببتا في إصابة 24 شخصا وألحقت دمارا بالمواقع المستهدفة، وأدت لاندلاع حريق تمكنت فرق الإطفاء من محاصرته.
ووصف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الغارتين الإسرائيليتين بأنهما تشكلان عدوانا وانتهاكا إضافيا للسيادة اللبنانية وخرقا لترتيبات وقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701.
ووفقا لوسائل إعلام تابعة لحزب الله، فإن القصف الإسرائيلي على النبطية هو الأول من نوعه منذ اتفاق وقف لإطلاق النار أواخر نوفمبر/كانون الثاني الماضي، ووصفت القصف بالخرق الواضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
ورصدت حلقة (2025/1/29) من برنامج "شبكات" بعض تعليقات المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على قصف النبطة والخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال جمال في تعليقه "قصف النبطية لا يظهر إلّا حالة التخبط ومحاولة من محاولات قادمة يائسة لتغيير النتيجة النهائية".
إعلانووفق زياد، فإن "العدو قصف النبطية.. للمرة المليار يتم خرق الاتفاق ولا يوجد أي رد".
أما ليلى فتساءلت عن دور الدولة اللبنانية "ما هذه الدولة؟ أعطوا مهلة حتى 18 فبراير/شباط (المقبل) ليكملوا القصف والقتل وهم يتفرجون، إذا رددنا مصيبة وإذا ما رددنا مصيبة".
ويقول خالد "رغم الألم من قصف النبطية، فإن غدر الصهاينة كان يتطلب إعطاء الحق لحزب الله -الذي آثر الامتثال للرغبة الوطنية وقرار الدولة- للرد على الخروقات، إلا إذا كان الجيش اللبناني قادرا على الرد".
يذكر أن القصف الإسرائيلي جاء بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة تمديد الاتفاق بين إسرائيل ولبنان حتى 18 فبراير/شباط المقبل. بينما طالب الأمين العالم لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إسرائيل بالانسحاب، مؤكدا أن الحزب لن يقبل "بأي مبرر لتمديد مهلة الستين يوما".
29/1/2025