التهريج الأمريكي في عالم متغير!!
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
ثنائية أمريكا وإسرائيل وثنائية الرأسمالية والصهيونية صاغوا وصنعوا ما يسمى الإرهاب في منطقتنا أو أي منطقة في العالم..
والثنائيتان قامتا بنشر واستعمال هذا الإرهاب عالمياً كاستراتيجية، ولذلك فكل من يخالف أمريكا أو يختلف معها فهو الإرهاب، ومخطط مسبقاً لمنظمة التحرير الفلسطينية أو حماس أو الجهاد إن ساروا في خيار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي فسيتم إدانتهم بالإرهاب ومن خلال هذا التوصيف تعطل كل المعايير والقوانين الدولية.
ولهذا فالواضح وضوح الشمس هو أن الإرهاب هو كل ما يمارس إسرائيلياً في غزة والضفة فيما هجوم السابع من أكتوبر هو حق مشروع كمقاومة لاحتلال، وأمريكا هي الأساس والشريك في جرائم الإبادة للشعب الفلسطيني..
الإرهاب هو ما يمارس أمريكياً إسرائيلياً في لبنان وسوريا واليمن وإيران، ولكن أمريكا توصم ضحايا الإرهاب الصهيوني بأنهم هم “الإرهاب”، ولذلك فأمريكا لا تريد اغتيال “هنية” في قطر مثلاً لكنها تريد ذلك في لبنان أو سوريا أو اليمن أو غيرها والهدف استهداف البلدان التي يتم فيها الاغتيال..
ولهذا فإنه حين تتحرك إيران ومحور المقاومة للرد القانوني والمشروع على إجرام وجرائم إسرائيل فإن أمريكا تحرك كل أساطيلها الجوية والبحرية وكل أسلحتها الفتاكة ـ بما في ذلك النووي ـ لتدافع عن الإرهاب والإجرام الإسرائيلي والأمر يصل إلى تهديد بقصف إيران إذا جاء ردها غير ملتزم بشروط أمريكا..
الإرهاب والإجرام بوضوح هو ما يمارس في غزة وتجاه الشعب الفلسطيني وإرهاب الإرهاب هو ما تمارسه أمريكا في المنطقة..
لم يعد العالم يقبل بإرهاب أمريكا ذاتها ولا بالتفعيل الذي صنعته ومولته كأداة عالمية لها، وربطاً بذلك إرهاب الكيان الإسرائيلي المحتل هو الأكثر جرماً وإجراماً في التاريخ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية..
في تصريح لوزير الخارجية الصيني قال إن لإيران الحق وكامل المشروعية في أن ترد وتنتصر لانتهاك سيادتها ولكرامتها، وهذا يعني أن الصين وروسيا وشعوب العالم وغالبية الدول ترفض المعايير والألاعيب الأمريكية التي عطلت الأمم المتحدة وصادرت صلاحياتها..
فإذا أمريكا ـ كما تزعم ـ لا تريد حرباً إقليمية ولا عالمية فكل ما كان عليها هو إيقاف حرب الإبادة والتجويع على غزة، أما أن تسير فيما مارسته وتمارسه طيلة قرابة العام من أبشع الإجرام والجرائم تجاه الشعب الفلسطيني ثم تقول إنها لا تريد حرباً إقليمية فذلك هو الهراء والاهتراء بعينه..
إذا كانت أمريكا تعتقد أنها بهذا الحشد لأساطيلها في المنطقة ستمنع رد محور المقاومة وعلى رأسه إيران فإنها خاطئة وواهمة..
أياً كان سقف رد محور المقاومة فأقصى ما تستطيعه أمريكا هو الحماية والدفاع عن الكيان الإجرامي الصهيوني، فيما قصف إيران هو نقلة تلقائية إلى حرب عالمية ستكون أمريكا هي الخاسر الأكبر إن لم تكن المنهزمة..
المنطقة لم تعد في وهن وارتهان ما بعد اندثار السوفييت والمسألة ليست فقط ما للصين وروسيا من مصالح فيه، ولكن الأمن القومي للصين وروسيا بات في تموضع إيران ووضعها بأكثر مما هو حتى في تايوان أو حتى أوكرانيا، وهذا ما تعرفه وتعيه أمريكا وإن لم تبد اهتماماً ظاهرياً بهذا الأمر لحاجية الوصول إلى ما يسمونه “ضغوط قصوى” على إيران لتحجيم الرد الإيراني تحديداً..
رد محور المقاومة وعلى رأسه إيران هو الذي سيأتي بأعلى سقف فوق توقع أمريكا وإسرائيل ولن تقصف أمريكا إيران كما تهدد ولن تحدث حرباً إقليمية ولا عالمية..
أمريكا ببساطة ليست على استعداد ولا في جاهزية لحرب إقليمية أو عالمية وهي تمارس فقط أنواع الحروب الإعلامية والنفسية والاستخباراتية، وهي تعرف أن كل هذه الحروب تفقد تأثيرها وتفقد أي جدوى بمجرد اشتعال حرب إقليمية ربطاً بالعالمية..
هذا الحشد الأمريكي للأساطيل والمدمرات هدفه بسقف “ضغوط قصوى”، وعلى محور المقاومة أن يسير في الرد القوي والسريع وحينذاك ستفاجأون بأمريكا أخرى في البحث عن كيفية وآلية لمنع أي حرب إقليمية وليس عالمية..
الحرب الإقليمية أو العالمية ستدفع أمريكا، هي تعي ذلك وفي حالة تحقق من يقينه وحتميته وهي لذلك سارت في خيار ما تسمى “ضغوط قصوى” ولو كانت في جاهزية لأقلمة أو عولمة الحرب ما كانت بحاجة للكثير مما يحدث في المشهد.!!
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: محور المقاومة
إقرأ أيضاً:
تقرير: إيران تُحصّن مواقع نووية مدفونة مع استمرار المحادثات مع أمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفاد تقرير صدر، الأربعاء الماضى، بأن إيران تُطوّق مجمعين أنفاق مدفونين بعمق بمحيط أمنى ضخم متصل بمنشآتها النووية الرئيسية، وسط تهديدات أمريكية وإسرائيلية بشن هجوم.
المواقع النووية الإيرانيةأصدر معهد العلوم والأمن الدولى تقريره استنادًا إلى صور أقمار صناعية حديثة، فى الوقت الذى تستعد فيه الولايات المتحدة وإيران لعقد جولة ثالثة من المحادثات نهاية هذا الأسبوع بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران النووي.
وهدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووى المبرم عام ٢٠١٥ والهادف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية، بقصف إيران ما لم يتم التوصل بسرعة إلى اتفاق يضمن نفس الهدف.
دفع انسحاب ترامب إيران إلى خرق العديد من قيود الاتفاق وتشتبه القوى الغربية فى أنها تسعى إلى امتلاك القدرة على تجميع سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.
وقال ديفيد أولبرايت، رئيس المعهد، إن المحيط الجديد يُشير إلى أن مجمعات الأنفاق، التى لا تزال قيد الإنشاء تحت جبل كولانج جاز لا منذ عدة سنوات، قد تصبح جاهزة للعمل قريبًا نسبيًا، مضيفا أن طهران لم تسمح لمفتشى الأمم المتحدة النوويين بالوصول إلى المجمعات.
وأضاف أن ذلك أثار مخاوف من إمكانية استخدامها لتخزين مخزون إيران من اليورانيوم عالى التخصيب أو المواد النووية غير المعلنة، وأجهزة طرد مركزى متطورة قادرة على تنقية ما يكفى من اليورانيوم لصنع قنبلة بسرعة.
محطة نطنز النوويةمحطة نطنز النوويةوأعلنت إيران أنه سيتم تجميع أجهزة طرد مركزى متطورة فى مجمع واحد بدلًا من منشأة فى محطة نطنز القريبة، التى تُعدّ محور برنامجها النووي، والتى دُمرت جراء أعمال تخريب عام ٢٠٢٠.
وأضاف أولبرايت أن المجمعات تُبنى على أعماق أكبر بكثير من منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية المدفونة فى فوردو، بالقرب من مدينة قم المقدسة.
وأفاد التقرير بأن صور الأقمار الصناعية التجارية الملتقطة فى ٢٩ مارس أظهرت مداخل مُحصّنة للمجمعات، وألواحًا عالية الجدران مُنصّبة على طول حواف طريق مُدرّج يُحيط بقمة الجبل، وحفريات لتركيب المزيد من الألواح.
وذكرت أن الجانب الشمالى من المحيط ينضم إلى حلقة أمن محطة نطنز.
يبدو أن أعمال البناء الجارية فى المجمعات تؤكد رفض طهران للمطالب بأن تؤدى أى محادثات مع الولايات المتحدة إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، مؤكدةً حقها فى التكنولوجيا النووية السلمية.
ولم تستبعد إسرائيل توجيه ضربة إلى المنشآت النووية لطهران فى الأشهر المقبلة، بينما يُصر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على أن أى محادثات يجب أن تؤدى إلى التفكيك الكامل للبرنامج النووى الإيراني.
وفى إشارة إلى المخاوف بشأن هشاشة البرنامج النووى للبلاد، بدا أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، يوم الثلاثاء، يشير إلى مشاريع مثل بناء محيط أمنى جديد حول مجمعات الأنفاق.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن إسلامى قوله فى فعالية بمناسبة ذكرى تأسيس الحرس الثورى الإيراني: "الجهود جارية" لتوسيع نطاق الإجراءات الوقائية فى المنشآت النووية.
المفاوضات الإيرانية الأمريكيةالمفاوضات الأمريكية الإيرانيةوستنتقل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووى سريع التطور إلى ما يُعرف بـ"مستوى الخبراء" - وهى إشارة، بحسب المحللين، تُظهر أن المحادثات تتقدم بسرعة.
وفيما يتعلق بالمحادثات النووية بين واشنطن وطهران، قالت كيلسى دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار النووى فى جمعية الحد من الأسلحة، والتى درست البرنامج النووى الإيرانى لفترة طويلة: "إن الموافقة على المحادثات الفنية تُشير إلى أن كلا الجانبين يُعبّران عن أهداف عملية وواقعية للمفاوضات ويرغبان فى استكشاف التفاصيل".
قال ريتشارد نيفيو، الزميل المساعد فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، والذى عمل على العقوبات المفروضة على إيران أثناء عمله فى وزارة الخارجية الأمريكية خلال المفاوضات حول ما أصبح يُعرف بالاتفاق النووى لعام ٢٠١٥: "يكمن أهم عامل فى تحديد قيمة محادثات الخبراء فى مدى وجود التزام سياسى للقيام بشيء ما، وعلى الخبراء فقط تحديد ماهيته".
وأضاف أنه "إذا اضطر الخبراء أيضًا إلى مناقشة مفاهيم كبرى، دون اتفاق سياسي، فقد يؤدى ذلك إلى نتائج عكسية".
شهد الاتفاق النووى لعام ٢٠١٥ مشاركة خبراء كبار من كلا الجانبين، وبموجب اتفاق عام ٢٠١٥، وافقت إيران على تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء ٣.٦٧٪ فقط والاحتفاظ بمخزون لا يتجاوز ٣٠٠ كيلوجرام (٦٦١ رطلًا).
واليوم، تُخصب إيران بعض اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى ٦٠٪ - وهى خطوة تقنية قصيرة تفصلها عن مستويات الأسلحة البالغة ٩٠٪ .
وقد حدد آخر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مخزون اليورانيوم الإجمالى لإيران فى فبراير عند ٨٢٩٤.٤ كيلوجرام (١٨٢٨٦ رطلًا).