صفحات مشرقة من تاريخ الفاو
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قبل اندلاع الحرب العراقية الإيرانية كنا عندما نقوم بزيارة القرى المتناثرة على ضفاف شط العرب نشعر اننا في رحلة خيالية إلى عالم ساحر مليء بالجمال والطبيعة الخضراء والمناظر الخلابة، اما إذا توفرت لنا الأسباب لزيارة قرى الفاو فإننا نشعر وكأننا تخلصنا من همومنا كلها، فنهيم على وجوهنا بين غابات النخيل السامقة، وبساتين الحناء والرمان وأشجار البمبر قبل ان تعبث بها الراجمات والقاصفات والمدفعية الثقيلة.
كنا قبل الحرب نشاهد العصافير تتقافز من غصنٍ إلى غصن فَرِحة تزقزق، نغترف من مياه الجداول المتغلغلة داخل كل حوز، والمنتشرة بين القرى الهادئة التي يسكنها فلاحون وملاحون يتّصفون بالطيبة والبساطة. قرى تختلف عن المدن المليئة بالضجيج وتعقيدات الحياة، فما تشاهده في الفاو من مناظر جميلة لن تشاهده في أي مكانٍ آخر. .
واليكم هذه الحكاية الحقيقية المطبوعة في ذاكرة الطين والماء. بطلها رجل من اليمن كان يعمل في سبعينيات القرن الماضي على متن سفينة خشبية في حوض الخليج العربي. تعرضت سفينته لحادث عند مقتربات السواحل العراقية، وكانت السفينة المعطوبة مهددة بالغرق بسبب تسرب المياه اليها. فهرعت قوارب الصيد العراقية لأنقاذهم من الموت المحتوم، وكانوا في حدود 11 بحارا. جميعهم يحملون الجنسية اليمانية. .
في تلك الحقبة كانت مديرية شرطة الفاو هي المكلفة بمهام خفر السواحل. فدونت تفاصيل الحادث، واتصل مدير ميناء الفاو الكابتن يوسف العامر بالسفارة اليمنية في بغداد، ثم جرى نقل الناجين إلى مستشفى الفاو لتلقي العلاج. نقلوهم بعد اكتمال العلاج إلى حسينية الحاج كاظم البغدادي لتقديم مستلزمات الكرم والضيافة العربية بإشراف الحاج البغدادي وعلى رأسهم نجله الشيخ عبد الحافظ البغدادي. فتوفرت لهم اسباب الراحة والنقاهة، وكان لرجال تلك القرية دورهم المشهود في توفير الملابس والسراويل والملاءات، وتقديم وجبات الطعام والقهوة والشاي بلا توقف وبلا تذمر لأكثر من عشرين يوما، شعر اليمنيون انهم بين اهلهم وبين ابناء قبيلتهم. وكانوا محط الاهتمام والتقدير والاحترام. حتى جاء اليوم الذي وصل فيه وفد من سفارتهم لنقلهم إلى بغداد تمهيدا لترحيلهم إلى ديارهم في اليمن السعيد. .
في الفاو كنا نرى الخيرات في كل مكان، فأرضها خصبة صالحة للزراعة، وأهلها يسارعون للاعتناء بها، فيغرسون مختلف أنواع الاشجار على امتداد شط العرب والسواقي المتفرعة منه. يهتمون بما تنتجه أرضهم من ثمارٍ. . يزرعون ويمارسون الصيد النهري والبحري. يأكلون من عمل أيديهم، فتطمئن قلوبهم بلذة الكسب الحلال. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أنواع الإحرام في الحج.. هل تعلمها ؟
يُعرَّف الإحرام بأنّه نيّة الدخول في نُسك الحجّ، أو العُمرة، ويتحقّق من الميقات المُحدَّد شَرعاً، ويُمكن للمسلم الذي يقصد الحجّ إلى بيت الله الحرام أن يعقدَ النيّة لذلك بثلاث صورٍ مُتنوّعةٍ؛ فإمّا أن يُفرد النيّة في الحجّ، أو يَقرنها مع العُمرة، أو يعقدَها لأداء العُمرة ثمّ الحجّ، وبيان كلٍّ منها فيما يأتي:
ففي الصورة الأولى، يكون الإفراد بالحج ويكون بعَقد النيّة على الحجّ فقط، وأداء مناسكه، وأعماله، فيقول الحاجّ: "لبّيك اللهمّ بحجٍّ".
دعاء ساعة الاستجابة يوم الجمعةأما الصورة الثانية، فهي القِران بالحج ويكون بعقد النيّة على أداء أعمال العُمرة والحج معاً، بقَوْل: "لبّيك اللهمّ حجّاً وعُمرةً"، بأداء نُسكٍ واحدٍ، أو بإدخال فريضة الحجّ على العُمرة قبل الطواف، ويكفي عند جمهور العلماء من المالكيّة، والشافعية، والحنابلة الطواف والسَّعي مرّةً واحدةً عن الحجّ والعُمرة، بينما خالفهم الحنفيّة؛ فقالوا بالطواف والسَّعي مرّتين؛ مرّةً عن الحجّ، وأخرى عن العُمرة، مع اتّفاقهم على وجوب تقديم الهَدْي على الحاجّ القارن.
لحظة السماء المفتوحة: دعاء ساعة الاستجابة في يوم الجمعةوالصورة الثالثة، هي، التمتُّع بالعُمرة إلى الحج وتكون بعَقْد النيّة على أداء مناسك العُمرة أولاً، ثمّ أداء مناسك فريضة الحجّ؛ فيبدأ المُحرم بالعُمرة، ويُنهي مناسكها في أشهر الحجّ، ثمّ يتحلّل من عُمرته، ويمكث في مكّة وهو مُتحلّلٌ من إحرامه إلى أن يحين وقت الحجّ، فيُحرم به، ويُؤدّي أعماله، ونُسكه، على أن يكون ذلك في عامٍ واحدٍ، كما أجمع العلماء أيضاً على وجوب الهَدْي في حقّ الحاجّ المُتمتِّع.