كشفت رواية طبيب عمل لشهرين متتالين ضمن فريق طبي يتبع لمنظمة "أطباء بلا حدود" في غزة عن مشاهد من الكوارث التي يرزح تحتها الفلسطينيون بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع المحاصر، بما في ذلك النزوح المتكرر وقصف المناطق التي يدعي الاحتلال أنها "آمنة".

وقال الطبيب جاويد عبد المنعم في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، في معرض حديثه عن قصف الاحتلال: "رد فعلي هو شعور بالاشمئزاز.

أشعر بالاشمئزاز. كانت هذه حربي السابعة مع أطباء بلا حدود، وكانت فريدة من نوعها. عدد القتلى من المدنيين وعدد الأطفال، وحقيقة عدم قدرتهم على الانتقال إلى مكان آمن كانت فريدة بالنسبة لي".

وأضاف أن "هذا شيء أريد أن يفهمه الناس حقا. لأنه عندما تكون هناك، في المواصي، في خانيونس، يمكنك رؤية السفن البحرية في البحر، ويمكنك رؤية مروحيات أباتشي والطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار بشكل مستمر. تعرف أصوات الطائرات الرباعية. تتعلم بسرعة كبيرة، طوال اليوم، التمييز بين القصف من السفن الحربية أو الطائرات الرباعية أو مدافع أباتشي. وهذا يحدث طوال الوقت. وبعد ذلك تكون في العمل وتجد ضحايا جماعية تلو الأخرى من الناس الذين يعيشون في ما يسمى بالمنطقة الآمنة".

وحول إجبار الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين على النزوح من مكان إلى آخر، قال الطبيب "زملائي وحدهم، بعضهم نزحوا قسراً بهذه الطريقة 4 مرات خلال الأسابيع 8 التي قضيتها هناك، وهؤلاء عاملون في مجال الرعاية الصحية".

وتابع أنه "شكل من أشكال المضايقة وعدم الاستقرار، وهناك نقص في الأمان للأطفال والناس. في بعض الأحيان تأتي أوامر الإخلاء ويبدأ العنف والعمل العسكري على الفور. لذا فإن الخدمات في تلك المناطق ليست مناسبة. النظافة والصرف الصحي، كل هذه الأمور تؤدي إلى أمراض وعلل لا ينبغي أن تحدث. لذا هناك شح في الأمان وهناك شح في النظافة والصرف الصحي".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، حمل الناس على النزوح من جديد في عدد من الأحياء والمناطق وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع، وذلك في ظل استهدافه عددا من الأماكن التي يتجمع فيها النازحون خلال هذه الأسبوع.

وشدد عبد المنعم على أنه "لم ير مسلحين  داخل الخيام أو بينها أو في المستشفى"، وذلك في إشارة إلى مزاعم الاحتلال التي يسوق لها حين يقصف مراكز الإيواء والمدارس التي تؤوي النازحين في قطاع غزة.

وفجر السبت، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددا مجزرة مروعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 100 شخص وأصيب العشرات بجراح مختلفة جراء استهداف مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة.

وفي شهادته على أوضاع الأطباء والمسعفين في قطاع غزة في ظل العدوان، قال الطبيب في حديثه مع "سي إن إن": "عدد المرات التي رأيتهم فيها يرتجفون أو تتوسع فيها بآبئ أعينهم بسبب خوفهم من أمر الإخلاء أو القصف بالقرب من المكان الذي يعيشون فيه، هذا يعني أن عليهم النزوح والانتقال إلى مكان آخر بحثًا عن الأمان في إحدى الليالي، وفي اليوم التالي يأتون إلى العمل".


وأضاف "على سبيل المثال، في منتصف أمر الإخلاء، في 22  تموز /يوليو مثلا، كان هناك أمر إخلاء كبير للأجزاء الشرقية من خانيونس، كان هناك عدد كبير من الضحايا طوال اليوم. عندما رفعت نظري عن ضحية إصابات جماعية وجدت زميلا أعرف أنه لا ينبغي أن يكون هناك. سألته لماذا أنت هنا؟ وتبيّن أن شقيقه وأطفاله ومنزلهم تعرضوا للقصف في ذلك اليوم. أو عندما عدت إلى الجناح ووجدت المعالج الطبيعي والمستشار يبكيان. سألت: ماذا حدث؟ ليردا: تتصل بنا عائلاتنا من منطقة الإخلاء تلك. لا يمكنهم الخروج من المبنى. يمكنهم رؤية الدبابات الإسرائيلية، ولا يشعرون بالأمان للمجيء".

ولليوم الـ313 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية ومراكز الإيواء.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ39 ألف شهيد، وأكثر من 91 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الفلسطينيون الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: عدوان الاحتلال ضد التعليم الفلسطيني لن يفلح في طمس هويته

قالت حركة حماس، إنه مع بدء العام الدراسي في الضفة والقدس دون قطاع غزَّة، بسبب عدوان الاحتلال ضدّ التعليم الفلسطيني إجرامٌ صهيوني، لن يفلح في كسر إرادة شعبنا وطمس هُويته وتغييب حقوقه الوطنية.

وأعلنت حركة حماس في بيان عبر حسابها:  يأتي الدخول المدرسي هذا العام، في ظل حرب إبادة جماعية مستمرة ومتصاعدة، يمارسها الاحتلال الصهيوني في كل أراضينا المحتلة، منذ أكثر من أحد عشر شهراً، حُرم فيها أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقّهم في التعليم منذ السابع من أكتوبر 2023م، وما يقارب 48 ألفاً كان يفترض أن يلتحقوا بمقاعد الدراسة في هذا العام الدراسي الجديد، ونحو 39 ألفاً لم يتمكنوا من تقديم امتحان الثانوية العامَّة.

 

الرئيس الإماراتي ووزير الخارجية يبحثان جهود وقف إطلاق النار في غزة مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: مجلس الأمن فشل بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

 

وأضافت حماس، أن الإجرام الصهيوني والانتهاك المتعمّد لكل الحقوق المشروعة التي كفتلها المواثيق والقوانين الدولية، يضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام مسؤولية حقوقية وإنسانية لوضع حدّ لهذه الجرائم الصهيونية ضد التعليم والمؤسسات التعليمية في فلسطين، وتمكين شعبنا من ممارسة حقّه المشروع في التعليم على أرضه.

 

و مع بدء العام الدراسي في الضفة والقدس دون قطاع غزَّة، أكدت  حركة حماس على ما يلي:

 

1- إنَّ حرب الاحتلال ضدَّ المدارس والكوادر والمؤسسات التعليمية في كل من قطاع غزَّة والضفة والقدس، لن تفلح في كي وعي الأجيال، وطمس الهُوية الفلسطينية وارتباطهم بالأرض والمقدسات والحق في الحرية والعودة.

 

2- هذه المخططات الدنيئة للاحتلال وحكومته الفاشية ستواجه من قبل شعبنا الفلسطيني بمزيد من تعزيز الوحدة والصمود، بما يحقّق أهدافنا الوطنية وحقنا في الحرية والاستقلال والتعليم والحياة الكريمة.

 

3- نستذكر بكل فخر واعتزاز كلّ الشهداء من الطلبة والمدرّسين والأساتذة، وشهداء شعبنا الذين ارتقوا بفعل العدوان الصهيوني في قطاع غزَّة والضفة والقدس المحتلة والمخيمات والشتات، ونترحّم على أرواحهم الطاهرة، وندعو الله تعالى بالشفاء العاجل للجرحى.

 

4- نشيد بكل الجهود والتضحيات التي يبذلها المعلّمون والطلبة في مواجهة مخططات العدو الصهيوني للنيل من صمودهم وكسر إرادتهم، ونبعث بالتحيَّة لكل القائمين على المؤسسات التعليمية والتربوية، ومواصلة دورهم التربوي والتعليمي رغم إجرام الاحتلال و عدوانه.

 

مقالات مشابهة

  • “التعاون الإسلامي” تُدين بشدة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة
  • مجزرة مروعة ضد النازحين.. عشرات الشهداء بقصف خيم في مواصي خانيونس (شاهد)
  • محلل سياسي: تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة هدف أساسي للاحتلال الإسرائيلي
  • محلل سياسي: الاحتلال الإسرائيلي يعمل على ضرب النسيج الاجتماعي في غزة
  • سياسي فلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المرافق كافة في قطاع غزة
  • حماس: عدوان الاحتلال ضد التعليم الفلسطيني لن يفلح في طمس هويته
  • 20 شهيدا بغزة وغارة إسرائيلية تودي بحياة مسؤول بالصحة
  • سقوط عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال جراء هجمات الاحتلال الإسرائيلي بغزة اليوم
  • مجازر جديدة ومروحية تنقل جنودا إسرائيليين أصيبوا بغزة
  • منذ بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع.. “الصحة الفلسطينية”: استشهاد وإصابة 135733 فلسطينيًا بـ”غزة”