رئيس الوزراء الياباني يعلن نيته التنحي الشهر المقبل
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم الأربعاء عن نيته التنحي عن منصبه كرئيس للحكومة الشهر المقبل، وذلك تزامنا مع إجراء انتخابات داخلية في الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم لاختيار زعيم جديد. وجاء هذا الإعلان في خضم فضيحة تمويلات سياسية تورط فيها عدد من نواب الحزب، ما أدى إلى تدهور شعبيته بشكل حاد.
وأوضح كيشيدا، خلال مؤتمر صحفي عقده في طوكيو، أن قراره بالتنحي جاء نتيجة لرغبته في تحمل المسؤولية الكاملة عن فضيحة التمويلات السياسية التي هزت حكومته، وكذلك لإثبات أن حزبه الحاكم على استعداد لخوض عملية إصلاح شاملة بهدف استعادة ثقة المواطنين.
وشهدت شعبية كيشيدا تراجعا غير مسبوق خلال الأشهر الماضية، حيث انخفضت نسبة التأييد لحكومته إلى 20% فقط، وفقا لآخر الاستطلاعات.
ويعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها الفضائح السياسية المتكررة، إضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها اليابان مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وتحت تأثير هذه التحديات، بدأت ثقة الشعب الياباني في قدرة كيشيدا وحكومته على إدارة الأزمات تتراجع بشكل كبير.
تداعيات القرارقرار كيشيدا بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي يفتح الباب أمام منافسة شرسة على قيادة الحزب، وبالتالي على منصب رئيس الوزراء.
ويتولى الحزب الليبرالي الديمقراطي الحكمَ في اليابان منذ عام 1945، وقد شهد تغيرات في قيادته بشكل متكرر، ورغم ذلك، يأتي هذا التغيير في وقت حساس بالنسبة لليابان التي تواجه تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة.
ومن المتوقع أن تتركز الأنظار على من سيخلف كيشيدا في قيادة الحزب والدولة، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة وارتفاع تكاليف المعيشة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين اليابانيين.
كما أن خليفة كيشيدا سيواجه تحديا آخر يتمثل في احتمال عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة العام المقبل، وهو ما قد يؤثر على العلاقات الدولية والاقتصادية لليابان.
وتولى كيشيدا (67 عاما) منصب رئيس الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد فوزه بانتخابات داخلية في الحزب الليبرالي الديمقراطي.
وكان من المتوقع أن يستمر في منصبه لعدة سنوات، إلا أن الأزمات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها حكومته، بالإضافة إلى الفضائح المتكررة، أدت إلى تآكل شعبيته واضطراره لاتخاذ قرار التنحي.
ردود الفعل والتوقعاتوفي السياق ذاته، أفادت وسائل الإعلام اليابانية بأن كيشيدا أبلغ كبار المسؤولين في إدارته بنيته عدم الترشح لإعادة انتخابه، وهو ما يعني بشكل ضمني أنه سيتنحى عن منصب رئيس الوزراء بمجرد اختيار زعيم جديد للحزب.
ومن المتوقع أن يعقد كيشيدا مؤتمرا صحفيا إضافيا في الأيام القادمة لتوضيح المزيد من التفاصيل حول قراره وتوجهاته المستقبلية.
وفي المقابل، رفض متحدث باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي التعليق على قرار كيشيدا، إلا أن التحليلات تشير إلى أن هذا القرار قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار داخل الحزب، الذي يواجه بالفعل تحديات كبيرة.
ويشير محللون إلى أن الحزب قد يسعى إلى اختيار زعيم يتمتع بشعبية أكبر واستقرار سياسي أكبر لإدارة شؤون البلاد في هذه الفترة الحرجة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحزب اللیبرالی الدیمقراطی رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
كندا .. نتائج أولية تشير إلى تقدم الحزب الليبرالي في الانتخابات الفيدرالية
في انتخابات تُعد من الأكثر أهمية في تاريخ كندا الحديث، أظهرت النتائج الأولية تقدم الحزب الليبرالي بقيادة مارك كارني، حيث حصل على أكثر من 50% من أصوات الناخبين، بينما حصل حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفر على 43% من الأصوات.
تأتي هذه النتائج بعد حملة انتخابية شهدت تحولات كبيرة، حيث كان من المتوقع في البداية أن يتصدر المحافظون السباق. إلا أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي دعا فيها كندا للانضمام إلى الولايات المتحدة كـ"الولاية الـ51"، أثارت موجة من القومية الكندية وأثرت سلبًا على حملة بويليفر، الذي واجه انتقادات لعدم تبرؤه بشكل كافٍ من تلك التصريحات.
زعيم حزب في كندا يقلد ترامب: نريد طرد مؤيدي فلسطين
بسبب حظر الأسلحة.. نتنياهو يهاجم رئيس وزراء كندا
مارك كارني، الذي تولى قيادة الحزب الليبرالي بعد استقالة جاستن ترودو، ركز في حملته على الاستقرار الاقتصادي والسيادة الوطنية، مستفيدًا من خبرته السابقة كمحافظ لبنك كندا وبنك إنجلترا. وقد لاقت رسائله صدى لدى الناخبين، خاصة في ظل التوترات مع الولايات المتحدة.
شهدت الانتخابات إقبالًا كبيرًا من الناخبين، حيث بلغ عدد المصوتين مبكرًا 7.3 مليون شخص، وهو رقم قياسي.
مع استمرار فرز الأصوات، تشير التوقعات إلى إمكانية حصول الليبراليين على أغلبية في البرلمان، مما يمنحهم تفويضًا قويًا لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية المقبلة.
وفي انتظار النتائج النهائية، يترقب الكنديون مستقبل بلادهم في ظل قيادة جديدة، وسط تحديات داخلية وخارجية تتطلب قرارات حاسمة.