اعتمدت ماكينة الإعلام الإمبريالي، وأبواقها النفاقية العميلة، على الكثير من أساليب التضليل والخداع والزيف والكذب، عند تقديم الغرب الاستعماري، “القاتل الإمبريالي” الهمجي المتوحش، إلى الشعوب العربية والإسلامية، في صورة غاية في المثالية والإنسانية، بوصفه صديقا مخلصا ودودا متواضعا، لم يستنكف – رغم علو مكانته – من مصادقة شعوب العالم الثالث، والعمل على انتشالها، من مستنقعات تخلفها، وإلحاقها بركب مشروعه الحضاري، دفعة واحدة، وإذا كانت الشعوب، قد سهلت مهمة الإعلام الإمبريالي، وتواطأت ضمنيا مع سياسة حكامها العملاء، في قبول خداع صورة “القاتل المثالي”، فلأنها كانت تبحث عن أنموذج حكم مؤسسي إنساني، لم تجده في أنظمتها الحاكمة، التي سعت – بدورها – إلى إثبات فشل النموذج الإسلامي والنموذج القومي، لتفتح أنظار الشعوب على اتساعها، نحو أنموذج الحكم الرأسمالي المادي النفعي، بما يخدم مصالح ومشروع القوى الاستعمارية، في صورة مقززة من الانبطاح والخضوع والعمالة، أوصلت الشعوب إلى اليأس المطلق، من احتمال صلاح أو زوال حكامها، وبالتالي عدم جدوى الحلم، بالتغيير نحو مستقبل مشرق، لذلك مارست التواطؤ الضمني عمدا، ضد نفسها، من أجل تسهيل عملية “خداع العقل الجمعي”، وتنفيذ مشاريع الهدم المجتمعي، خطوة بخطوة، بهدف تعجيل الوصول إلى النهاية، مهما كانت نتائجها كارثية، على وجود واستقرار الكيان البشري، وتداعياتها عالية الخطورة، بحجم التهديدات الكبرى، التي تلحق بنية المجتمع البشري، في أصل تكوينها، بعد زرعها بمعطيات المشروع الحداثي الغربي، بوصفه بوابة الوصول، إلى المستقبل الحضاري المنشود، عن طريق اجتراح ثقافة الرفض والاختلاف، وتعزيز السلوكيات الأنانية والتسلطية، وتعليب المصلحة الشخصية، والنظرة المادية النفعية، كمبدأ أساس في الحياة.


علاوة على إشاعة حالة من السخط الشعبي، وتحويله إلى إعصار مدمر، في جميع الاتجاهات، وشحن الوجدان العام، بمشاعر الاستعلاء والحقد والكراهية، ونزعة العداوات والانتقامات البينية، والميل نحو الإجرام والتوحش والبهيمية، وصولا إلى تشجيع حالات التمرد والعصيان، والمجاهرة بالكفر بالله سبحانه وتعالى، ونسف كل الثوابت والمبادئ والقيم والأخلاق، واعتناق مشروع “الحداثة الغربية” نهجا وعقيدة، في سبيل الوصول إلى المشروع الحضاري الخاص، وتحقيق حلم الخلاص، القادم من الغرب، الأمر الذي جعل معظم الشعوب، تتحول إلى فريسة سهلة بين أنياب النفعية الإمبريالية، والتسلط والطغيان الاستعماري.
لم ولن تكون الأنظمة الحاكمة، هي سبيل الخلاص المنتظر، وإنما التعويل على صحوة الشعوب، التي بدأت تتنامى يوما بعد يوم، لإسقاط هذا المشروع الإمبريالي التسلطي الهدام في عقر داره.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مدير FBI ينشر صورة قاضية أمريكية أثناء اعتقالها.. لا أحد فوق القانون

نشر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" (FBI)، كاش باتيل، صورة تظهر قاضية محكمة مقاطعة ميلواكي في ولاية ويسكونسن، هانا دوغان، أثناء اقتيادها مكبلة اليدين إلى سيارة شرطة.

جاء ذلك بعد توجيه اتهامات إلى القاضية البالغة من العمر 65 عاما، بمساعدة مهاجر غير نظامي على الهروب من قاعة المحكمة.

وعلق باتيل على الصورة التي نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، مساء الجمعة، قائلا "لا أحد فوق القانون"، دون مزيد من التفاصيل.

No one is above the law pic.twitter.com/TSrQ4GNMdA — FBI Director Kash Patel (@FBIDirectorKash) April 26, 2025
وتظهر دوغان في الصورة دون أن يظهر وجهها وهي تُقتاد إلى سيارة الشرطة مكبلة اليدين وسط حضور ثلاث من عناصر إنفاذ القانون.

وأكد مساعد مدير الشؤون العامة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، بن ويليامسون، أن الصورة المنشورة على منصة "إكس" تعود إلى القاضية دوغان، حسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.


وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي ألقى القبض على دوغان حيث وُجهت إليها تهمتان هما "عرقلة العدالة" و"إخفاء الشخص عن الاعتقال"، قبل أن يتم الإفراج عنها لاحقا الجمعة.

وبحسب شكوى جنائية قدمتها وزارة العدل الأميركية، فإن القاضية دوغان رفضت تسليم الرجل المطلوب بعد حضور مسؤولي الهجرة لاعتقاله داخل قاعة المحكمة بتاريخ 18 نيسان  /أبريل الجاري.

كما قامت القاضية بمساعدة المهاجر غير النظامي على التهرب من الاعتقال من خلال السماح له بالخروج عبر باب هيئة المحلفين، وفقا للشكوى.

وقال محامي دوغان خلال جلسة المحاكمة، إن "القاضية تأسف بشدة وتعترض على القبض عليها"، وفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس"، الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • غضب في الليكود بسبب “قطع” رأس نتنياهو (صورة)
  • صورة متداولة لاشتباكات بين الجيشين الهندي والباكستاني.. ما صحتها؟
  • مدير FBI ينشر صورة قاضية أمريكية أثناء اعتقالها.. لا أحد فوق القانون
  • ولي عهد لوكسمبورج يشكر الحكومة السعودية على دعم “رسل السلام”
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • منى زكي توضح حقيقة البوستر المتداول لفيلم “الست” عن أم كلثوم
  • دزيري: “كانت تنقصنا اللمسة الأخيرة للفوز أمام وفاق سطيف”
  • هنا الزاهد ضيفة شرف “المشروع X”.. زوجة كريم عبد العزيز
  • أقوى تلسكوب شمسي في العالم يلتقط أدق صورة للشمس
  • صورة قديمة لـ جدة في الأربعينات الميلادية