بداية التغيير الجذري نهاية لاستمرار التقصير والفشل
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
محور المقاومة هو ببساطة من يواجه المشروع الإسرائيلي الأمريكي، وبالطبع فالجمهورية الإسلامية في إيران هي على رأس محور المقاومة في مواجهة المشروع الإسرائي
أن حُسن أو سوء المعاملة والسلوك والتصرف مع الآخر هي التي تصنع مواقف الحق والباطل بين الناس ، لذلك لا توجد نسخة واحدة منا تظل ثابتة، نحن نتبدل كل يوم على حسب ذلك ، فالشخص الذي أكونه اليوم مختلف بالضرورة عن الشخص الذي كنته بالأمس، وعن ذلك الذي كنته أول أمس، كل يوم يموت فينا شيء مما نريد أو لا نريد ، ويولد شيء آخر مما نريد أو لا نريد ، و الوعي الفردي الذي يفرّق بين الحق والباطل هو وعي نادر جداً، لأن الأهم منه هو الوعي الجمعي بذلك ، و لا يمكن أن يكون الوعي الذي يفرق بين الحق والباطل وعياً مجتمعياً وشعبياً وبشكل جماعي إلا إذا استقاه الناس ولمسوه من تصرفات وممارسات ومعاملة النُخب المسئولة و الحاكمة له ، التي تدرك في معاملتها وسلوكها وتصرفها أن الواجب ليس وظيفه والدور ليس أفضلية والمسؤولية ليست سلطة، وأن الواعي باداء الواجب والدور والمسؤولية، سوف يكون هو صاحب وظيفة وأفضلية وسلطة عليا ، لكن للأسف بعض المقصرّين والفاشلين قد حولوا الدور والواجب والمسؤولية إلى سلطة وأفضلية ووظيفة بلا وجه حق ولا منطق ولا عقل .
بعد إعلان رئيس جديد لحكومة التغيير والبناء، نحن اليوم أمام اختبار كبير ، وتقييم كبير ، أمام الله ورسوله والشهداء والسيد القائد والعالم كله ، فالوعي اليوم سواء كان وعياً شخصياً فردياً أو وعياً مجتمعياً شعبياً هو عدم التأثر بكل ما سيعود على المطبعين مع الصهيونية المثلية من إغراءات الرخاء والأمن والسلام والانفتاح والتبادل التجاري والاستثمارات.. الخ ، وعدم التأثر هذا هو أحد عناصر مواجهة التطبيع اليوم ، أما الاستسلام و التأثر والدهشة واللهفة من عائدات التطبيع فهو فخ لا يستدرج إليه إلا المغفلون والفاشلون ، فالبعض يعتقد أن الصهيونية الآن ومن يطبّع معها يعيشون أفضليه تاريخية ، مع أن اسرائيل ومن طبّع معها للآن ليسوا إلا دولاً لقيطة على التاريخ نفسه ، والاعتقاد هذا مبنى على وهم ترويجي وإعلاني ، مثله مثل الترويج والإعلانات عن أدوية العجز الجنسي ، أما الحقيقة الثابتة والصحيحة والحقيقية هي أن من يعيش افضل مراحل التاريخ هو من يمتلك وعي التاريخ والجغرافيا ، ومن يواجه من خلال تراكماتهما كل أنواع التطبيع مع الصهيونية المثلية والدول اللقيطة على التاريخ والجغرافيا..
إن التقصير والمقصرين والفشل والفاشلين هم من يزرع الاعتقاد الوهمي عند الشعوب اليوم أن إسرائيل والمطبعين معها ومع الصهيونية المثلية في العالم في قمة تاريخهم ، التقصير والفشل يجعلان المجتمعات خالية من القيم ولا تمتلك مشروعاً، ولا تؤمن بالقيادة الحقيقية ، فالمقصر النخبوي والمسؤول الفاشل صاحب السلطة اليوم وفي هذه المرحلة أشبه بالجرح السرطاني ، إن تركته يتوغل وينتشر ، وإن تعاملت معه بمشرط الجراح تسارع انتشاره وازدادت شراسته وخطورته ، والتقصير والفشل عاملان من عوامل توسع وانتشار التطرف في الصراع المجتمعي ، وكلما رأيت تقصيراً وفشلاً سوف ترى تطرفاً وصراعاً مجتمعياً سواء كان يمينياً أو يساريا أو حتى صراعا ممنهج ومدروسا استخباراتيا، حينها اعرف إنك لا تقف أمام أفكار نخبة واعية أو مسؤولين واعين ، بل تقف أمام نخبه مقصرة و مسئوليات فاشلة ، تمارس صراع الثيران لا أكثر ولا أقل ، وهذا لن يؤدي لشيء سوى لمزيد من تكسير عظام مشروع القيادة الواعية للتغيير والبناء وتكبيل أطراف قيم ووعي ومشروع المجتمع ، ولن يخطو أحد معهم للأمام خطوة واحدة..
إن الوعي المجتمعي والشعبي الحقيقي في عملية التغيير والبناء لا يعرف إلا بذل الجهد المؤمن بالله و بنفسه وبقيادته من أجل العزة والكرامة والسيادة والاستقلال والتحرر بشكل كلي جماعي ، لا فضل لأحد فيه على آخر ، يعرف أن احتمالية الخطأ قائمة ، يعرف أن التورط والتأثر بالتطبيع والمطبيعين خيانة وعمالة وخزي وعار وذلّ في الدنيا والآخرة، وهذا إن دل على شيئ فانه يدل على أن التقصير والفشل لا يستنزف غير أطرافه لا أكثر ولا أقل ، ويعمل على تجهيل مجتمعه ، ما يعني غياب العلم والمعرفة والقيم والأخلاق ، وهذا الغياب يعني أن الجماهير لن تلجأ إلا لقواميس صراعات الجهل ومعاجم التفاهة والذل والتبعية والإرتهان ، لهذا لا يمكن أن يؤدي تقصير المقصرين أو فشل الفاشلين إلى أي نوع من أنواع التأثر المجتمعي في التغيير بالسياسات والانحيازات والتوجهات ، إلا للأسوأ ، وبالتالي كل من يرى أن المقصرين والفاشلين ليسوا العامل الرئيسي في دفع الناس والمجتمعات للتأثر بترويج التطبيع والمطبعين فهو إما ساذج أو انتهازي أو متواطئ ، يعمل على خداع الجماهير وتزييف وعيهم ، بغض النظر عن الراية التي يرفعها والانتماء الذي يدّعيه، ولو كانت صرخته تقطع ألف جاكيت في اليوم..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المستشفيات ترفع الصوت: نريد ممرضين!
كتبت راجانا حميّة في "الاخبار": تواجه غالبية المستشفيات أزمة في الطواقم التمريضية ولا سيما في الأقسام الرئيسية التي تحتاج إلى متابعة مكثّفة، ما يضطر بعض هذه المؤسسات إلى البحث عن بدائل مقبولة غير مكلفة. الأزمة بدأت مع الانهيار الاقتصادي وهجرة نحو 3500 ممرّض وممرّضة من أصحاب الخبرة والكفاءة، قبل أن تكمل الحرب ما بدأته الأزمة المالية، إذ اضطر كثر من الممرّضين والممرّضات إلى النزوح مع عائلاتهم إلى مناطق بعيدة نسبياً، ما أدى إلى انقطاعهم عن مراكز عملهم، إضافة إلى عدد آخر تركوا أعمالهم قسراً بسبب إقفال المؤسسات الصحية التي يعملون فيها، خصوصاً في المناطق المصنّفة خطرة (الجنوب والبقاع مثالاً). ولم يسع هؤلاء، تالياً، لمعاودة أعمالهم ضمن المستشفيات في المناطق التي نزحوا إليها، ما أثّر سلباً على سير العمل في عدد من الأقسام الأساسية في عددٍ كبير من المؤسسات الصحية. ورغم بروز هذه الأزمة، إلا أن أحداً لا يملك أرقاماً دقيقة بسبب استمرار حركة النزوح. لذلك، وضعت نقابة الممرّضات والممرّضين استمارة خاصة بالعاملين في القطاع لمعرفة ظروفهم، ووصل عدد المشاركين في تعبئتها إلى 911 ممرّضاً وممرّضة «منهم 750 نزحوا مع عائلاتهم»، وفق نقيبة الممرّضين والممرّضات الدكتورة عبير علامة. وقدّرت عدد الذين يعملون في مؤسسات صحية ضمن المناطق الخطرة أو المعرّضة بحوالى 2000، «ربما انقطعت غالبيتهم عن العمل».
مع إدراكها لمضاعفات حركة النزوح على العاملين الصحيين، إلا أن المشكلة بالنسبة إلى علامة تكمن «في الخبرات لا العدد»، إذ إن هناك عدداً كافياً من الخرّيجين والممرّضين الذين يمكنهم العمل، «لكنّ المشكلة هنا أن الممرّضين والممرّضات الجدد يحتاجون إلى تدريب وممارسة للوصول إلى ما نريده». وتعطي مثالاً على ذلك، العاملين في أقسام العناية الفائقة أو غسيل الكلى أو الطوارئ، «فلكي تصبح لديهم الخبرات الكافية والكفاءة، يحتاجون بالحد الأدنى إلى عام من التدريب والممارسة. وهذا ما نفتقده، إذ إن النقص لدينا في الخبرات»، ما ينعكس بشكل كبير على آليات تدريب الخرّيجين الجدد الذين يضطر من توفر منهم في المستشفى إلى العمل والتدريب معاً، ما يطيل أمد التدريب ويرهق المدرّب بشكلٍ عام. لذلك، تعمد النقابة اليوم إلى مساعدة المستشفيات ودعمها عبر قيامها بتدريب الممرّضين والممرّضات الجدد وتسهيل دمجهم في المؤسسات الصحية. وينعكس هذا النقص «النوعي» في المستشفيات، خصوصاً في «الأقسام الثقيلة»، وفق نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون، وهي أقسام العناية الفائقة والطوارئ وغسيل الكلى وغرف العمليات وغيرها. ويقدّر هارون الحاجة في هذه الأقسام إلى ذوي الخبرة ما بين 15 و20% لتعويض ما تحتاج إليه.