محور المقاومة هو ببساطة من يواجه المشروع الإسرائيلي الأمريكي، وبالطبع فالجمهورية الإسلامية في إيران هي على رأس محور المقاومة في مواجهة المشروع الإسرائي
أن حُسن أو سوء المعاملة والسلوك والتصرف مع الآخر هي التي تصنع مواقف الحق والباطل بين الناس ، لذلك لا توجد نسخة واحدة منا تظل ثابتة، نحن نتبدل كل يوم على حسب ذلك ، فالشخص الذي أكونه اليوم مختلف بالضرورة عن الشخص الذي كنته بالأمس، وعن ذلك الذي كنته أول أمس، كل يوم يموت فينا شيء مما نريد أو لا نريد ، ويولد شيء آخر مما نريد أو لا نريد ، و الوعي الفردي الذي يفرّق بين الحق والباطل هو وعي نادر جداً، لأن الأهم منه هو الوعي الجمعي بذلك ، و لا يمكن أن يكون الوعي الذي يفرق بين الحق والباطل وعياً مجتمعياً وشعبياً وبشكل جماعي إلا إذا استقاه الناس ولمسوه من تصرفات وممارسات ومعاملة النُخب المسئولة و الحاكمة له ، التي تدرك في معاملتها وسلوكها وتصرفها أن الواجب ليس وظيفه والدور ليس أفضلية والمسؤولية ليست سلطة، وأن الواعي باداء الواجب والدور والمسؤولية، سوف يكون هو صاحب وظيفة وأفضلية وسلطة عليا ، لكن للأسف بعض المقصرّين والفاشلين قد حولوا الدور والواجب والمسؤولية إلى سلطة وأفضلية ووظيفة بلا وجه حق ولا منطق ولا عقل .

.
بعد إعلان رئيس جديد لحكومة التغيير والبناء، نحن اليوم أمام اختبار كبير ، وتقييم كبير ، أمام الله ورسوله والشهداء والسيد القائد والعالم كله ، فالوعي اليوم سواء كان وعياً شخصياً فردياً أو وعياً مجتمعياً شعبياً هو عدم التأثر بكل ما سيعود على المطبعين مع الصهيونية المثلية من إغراءات الرخاء والأمن والسلام والانفتاح والتبادل التجاري والاستثمارات.. الخ ، وعدم التأثر هذا هو أحد عناصر مواجهة التطبيع اليوم ، أما الاستسلام و التأثر والدهشة واللهفة من عائدات التطبيع فهو فخ لا يستدرج إليه إلا المغفلون والفاشلون ، فالبعض يعتقد أن الصهيونية الآن ومن يطبّع معها يعيشون أفضليه تاريخية ، مع أن اسرائيل ومن طبّع معها للآن ليسوا إلا دولاً لقيطة على التاريخ نفسه ، والاعتقاد هذا مبنى على وهم ترويجي وإعلاني ، مثله مثل الترويج والإعلانات عن أدوية العجز الجنسي ، أما الحقيقة الثابتة والصحيحة والحقيقية هي أن من يعيش افضل مراحل التاريخ هو من يمتلك وعي التاريخ والجغرافيا ، ومن يواجه من خلال تراكماتهما كل أنواع التطبيع مع الصهيونية المثلية والدول اللقيطة على التاريخ والجغرافيا..
إن التقصير والمقصرين والفشل والفاشلين هم من يزرع الاعتقاد الوهمي عند الشعوب اليوم أن إسرائيل والمطبعين معها ومع الصهيونية المثلية في العالم في قمة تاريخهم ، التقصير والفشل يجعلان المجتمعات خالية من القيم ولا تمتلك مشروعاً، ولا تؤمن بالقيادة الحقيقية ، فالمقصر النخبوي والمسؤول الفاشل صاحب السلطة اليوم وفي هذه المرحلة أشبه بالجرح السرطاني ، إن تركته يتوغل وينتشر ، وإن تعاملت معه بمشرط الجراح تسارع انتشاره وازدادت شراسته وخطورته ، والتقصير والفشل عاملان من عوامل توسع وانتشار التطرف في الصراع المجتمعي ، وكلما رأيت تقصيراً وفشلاً سوف ترى تطرفاً وصراعاً مجتمعياً سواء كان يمينياً أو يساريا أو حتى صراعا ممنهج ومدروسا استخباراتيا، حينها اعرف إنك لا تقف أمام أفكار نخبة واعية أو مسؤولين واعين ، بل تقف أمام نخبه مقصرة و مسئوليات فاشلة ، تمارس صراع الثيران لا أكثر ولا أقل ، وهذا لن يؤدي لشيء سوى لمزيد من تكسير عظام مشروع القيادة الواعية للتغيير والبناء وتكبيل أطراف قيم ووعي ومشروع المجتمع ، ولن يخطو أحد معهم للأمام خطوة واحدة..
إن الوعي المجتمعي والشعبي الحقيقي في عملية التغيير والبناء لا يعرف إلا بذل الجهد المؤمن بالله و بنفسه وبقيادته من أجل العزة والكرامة والسيادة والاستقلال والتحرر بشكل كلي جماعي ، لا فضل لأحد فيه على آخر ، يعرف أن احتمالية الخطأ قائمة ، يعرف أن التورط والتأثر بالتطبيع والمطبيعين خيانة وعمالة وخزي وعار وذلّ في الدنيا والآخرة، وهذا إن دل على شيئ فانه يدل على أن التقصير والفشل لا يستنزف غير أطرافه لا أكثر ولا أقل ، ويعمل على تجهيل مجتمعه ، ما يعني غياب العلم والمعرفة والقيم والأخلاق ، وهذا الغياب يعني أن الجماهير لن تلجأ إلا لقواميس صراعات الجهل ومعاجم التفاهة والذل والتبعية والإرتهان ، لهذا لا يمكن أن يؤدي تقصير المقصرين أو فشل الفاشلين إلى أي نوع من أنواع التأثر المجتمعي في التغيير بالسياسات والانحيازات والتوجهات ، إلا للأسوأ ، وبالتالي كل من يرى أن المقصرين والفاشلين ليسوا العامل الرئيسي في دفع الناس والمجتمعات للتأثر بترويج التطبيع والمطبعين فهو إما ساذج أو انتهازي أو متواطئ ، يعمل على خداع الجماهير وتزييف وعيهم ، بغض النظر عن الراية التي يرفعها والانتماء الذي يدّعيه، ولو كانت صرخته تقطع ألف جاكيت في اليوم..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الصحفيين الفلسطينيين: الاحتلال الإسرائيلي لايزال يبيت النية لاستمرار عدوانه وجرائمه بحق شعبنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل، "إن الاحتلال الإسرائيلي لايزال يبيت النية لاستمرار عدوانه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من حرب الإبادة الجماعية، لذلك يتحجج بمظاهر الأسرى". 
وأضاف الأسطل في مداخلة لقناة "النيل" للأخبار، اليوم السبت أن "الوضع الذي ظهر به المحتجزون الإسرائيليون المفرج عنهم طبيعي نتيجة لاعتقال دام ما يقرب من سنة ونصف السنة، ومن يتحمل مسئولية وضع الأسرى الفلسطينيين أو المحتجزين الإسرائيليين هي حكومة اليمين المتطرف التي رفضت كل المحاولات السابقة وعرقلة كل المحاولات التي تبذلها مصر من أجل وقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء معاناتهم".
وأضاف: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يرفض ويعرقل كل المفاوضات السابقة من أجل الاستمرار في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتدمير المدن وكل مناحي الحياة في قطاع غزة، ويريد للعالم أن يتقبل تلك الكارثة الإنسانية ويتعامل معها.
وشدد على أن من يتحمل مسئولية الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية في غزة وجرائم هدم المدن والمستشفيات والبنية التحتية وهدم مئات الآلاف من المنازل وتشريد آلاف الأسر، هي دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية التي وفرت السلاح لارتكاب تلك الجرائم التي نفذت بحق الأبرياء والمدنيين العزل.
وتساءل الأسطل "هل يستطيع رئيس الحكومة الإسرائيلية التحدث عن ما يلقاه أسرانا من جرائم في المعتقلات والسجون الإسرائيلية؟"، موضحا أن هناك أكثر من 15 ألف أسير فلسطيني يعيشون في ظروف غاية في الخطورة والصعوبة ويتعرضون لأقصى أنواع التنكيل التي لا يمكن قبولها.
وتابع: أن "الاحتلال اعتمد منذ اللحظة الأولى للعدوان على قطاع غزة على تنفيذ حملة لتضليل الرأي العام عن الجرائم التي ترتكب في غزة، وتبرير ما يحدث من قتل وتهجير قسري وتجويع، بالإضافة إلى تدمير أغلب المؤسسات الصحفية واستهداف الصحفيين في الميدان حتى لا ينقل حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ولكن نقابة الصحفيين الفلسطينيين عملت مع الطواقم الصحفية الموجودة في الميدان من أجل مواجهة الدعاية الإسرائيلية المغلوطة وتصحيحها".
وفي تصريح لـ"النيل" أيضا، أكدت عضو هيئة العمل الوطني والأهلي بالقدس رتيبة النتشة أن حجم الضغط على الحكومة الإسرائيلية يدفعها باتجاه الاستمرار في اتفاق وقف إطلاق النار، قائلة: "نحن اعتدنا على بعض التأخير بحجج مختلفة إسرائيلية وانتهاكات خلال الفترة السابقة، سواء كان بإطلاق النار أو تأخير الانسحاب من المحاور أو تفكيك النقاط العسكرية، ولذلك ربما يكون هناك بعض التأخير".
وأضافت: أن "حجم الضغط المتواجدة على الحكومة الإسرائيلية تدفع باتجاه الاستمرار في هذا الاتفاق، وبالأخص مع صورة المحتجزين الإسرائيليين اليوم الذين كانوا نوعا ما يعانون من بعض التعب، وليس كالمحتجزين السابقين الذين كانوا يتمتعون بكامل صحتهم وعافيتهم، وهذا ما أثار الكثير من الجدل في الشارع الإسرائيلي وأعاد القلق لعائلات المحتجزين، الذين خرجوا بمطالب واضحة للحكومة من أجل تسريع إتمام الاتفاق".

مقالات مشابهة

  • ترامب للرئيس الأوكرانى: نريد 300 مليار دولار دفعناها لكم خلال الحرب
  • تبادل أدوار الإدارات الأمريكية.. تصريحات “ترامب” تعزز الطموحات الصهيونية في المنطقة
  • الصحفيين الفلسطينيين: الاحتلال الإسرائيلي لايزال يبيت النية لاستمرار عدوانه وجرائمه بحق شعبنا
  • ترامب للرئيس الأوكراني: نريد 300 مليار دولار دفعناها لكم خلال الحرب
  • ما هو التاريخ القبطي اليوم؟ نهاية «طوبة» وبداية «أبو الزعابيب الكتير»
  • ياسمين عز: الزواج ليس نهاية الطريق بل بداية تحديات جديدة
  • رفضت قرار المتعجرف ترامب بتصنيف أحرار اليمن بالإرهاب:القرار يخدم الأجندة الصهيونية.. وموقف اليمن المناصر للمقدسات وسام شرف في سجل التاريخ
  • سعر الذهب في نهاية تعاملات اليوم الخميس 6-2-2025.. آخر تحديث للبيع والشراء
  • كاريكاتير.. تصريحات ترامب الصهيونية تستفز العالم
  • أردوغان يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئوليات لاستمرار وقف إطلاق النار بغزة