أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية، الأربعاء، حال الطوارئ في ظل وضع "بالغ الصعوبة" في المنطقة الحدودية التي تتعرض للقصف الأوكراني.

وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف، على تطبيق تلغرام "لا يزال الوضع في منطقة بيلغورود بالغ الصعوبة ومتوترا بسبب القصف الذي تقوم به القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرا إلى "منازل دمّرت ومدنيين قتلوا وجرحوا".

وتابع "لتأمين المزيد من الحماية للسكان وتقديم دعم أكبر للضحايا، سيتم فرض حال الطوارئ على المستوى الإقليمي" اعتبارا من الأربعاء.

وأفاد غلادكوف عن هجمات بواسطة مسيّرات أوكرانية على قريتي شيبيكينو وأوستينكا في المنطقة، كما ذكرت سلطات مناطق كورسك وفورونيج وبريانسك أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيرات قادمة من أوكرانيا خلال الليل.

وتشن أوكرانيا منذ السادس من أغسطس هجوما ضخما في منطقة كورسك المجاورة لفورونيج، وأعلنت السيطرة على أكثر من ألف كلم مربع من الأراضي الروسية.

واقتحم حوالي ألف جندي أوكراني الحدود الروسية في الساعات الأولى من صباح السادس من أغسطس آب بالدبابات والمركبات المدرعة.

من جانبها، أقرت السلطات الروسية، الإثنين، بأن القوات الأوكرانية توغلت في المنطقة على عمق 12 كيلومترا على الأقل وعرض 40 كيلومترا، وسيطرت على 28 بلدة.

وأظهر تحليل أجرته وكالة "فرانس برس" لبيانات نشرها "معهد دراسة الحرب" ومقره واشنطن استنادا الى مصادر روسية، فإن القوات الأوكرانية سيطرت حتى الإثنين على 800 كيلومتر مربّع على الأقل من الأراضي الروسية.

ومنذ شنت الغزو في فبراير 2022، سيطرت روسيا على مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا، فيما تعرضت المدن الأوكرانية لوابل من الضربات بالصواريخ وبالمسيّرات.

وبحسب تحليل لـ"فرانس برس"، سيطرت القوات الروسية على 1360 كلم مربع من الاراضي الأوكرانية منذ الأول من فبراير 2024.

وقدمت الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا لأغراض دفاعية إلى حد كبير إذ تحاول كييف صد الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022، وفق وكالة "رويترز".

والثلاثاء، قال مسؤول أميركي إن هدف التوغل الأوكراني في كورسك يبدو أنه إجبار روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا للدفاع عن الأراضي الروسية ضد الهجوم عبر الحدود.

وفي مايو أيار الماضي، سمح الرئيس الأميركي، جو بايدن، لكييف بإطلاق أسلحة أمريكية على أهداف عسكرية داخل روسيا تدعم هجوما ضد مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا.

وقال البيت الأبيض إن أوكرانيا لم تبلغه مسبقا بتوغلها في منطقة كورسك.

ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أي دور لواشنطن في العملية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

ما وضع القوات الأوكرانية في كورسك وهل تملك تنفيذ هجوم مضاد؟

تواجه القوات الأوكرانية في كورسك وضعا عسكريا بالغ الصعوبة، إذ لم تعد تسيطر إلا على جزء محدود من الأراضي التي كانت بحوزتها سابقا، بعد أن فقدت معظم مواقعها لصالح الجيش الروسي.

وتخوض هذه القوات قتالا عنيفا على أطراف الإقليم، وسط تفوق ناري روسي يمنعها من إعادة التمركز بسهولة أو الاحتفاظ بمعداتها الثقيلة.

ووفقا للخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن الوضع الميداني يعكس تضييق الخناق على القوات الأوكرانية، حيث تفرض روسيا حصارا تدريجيا على وحداتها بالمنطقة، مع تكثيف الضربات الجوية لمنع أي انسحاب منظم.

وأوضح الخبير العسكري أن القادة الروس يصرحون بأن الانسحاب بالمعدات الثقيلة غير ممكن، مما يضع القوات الأوكرانية أمام خيارات محدودة.

وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار المعارك المحتدمة على عدة جبهات، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية، كما أكدت تحرير بلدتي روبانشينا وزاوليشينكا في مقاطعة كورسك.

وفي المقابل، أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من بعض المواقع لإعادة التموضع، بينما تستمر المعارك في خاركيف وسط ضغط روسي متزايد.

تخفيف الضغط

ويرى الفلاحي أن كييف كانت تراهن على معركة كورسك كوسيلة لتخفيف الضغط على خاركيف التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة.

إعلان

ويشير إلى أن أوكرانيا دفعت قواتها باتجاه كورسك لإشغال الجيش الروسي الذي لم ينجر إلى المعركة، بل واصل ضغطه على الجبهات الأخرى مما أدى إلى تراجع الأوكرانيين.

وبحسب الفلاحي، فإن خسائر أوكرانيا في هذه المواجهات مرتفعة، إذ تشير تقديرات روسية إلى سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وتدمير مئات الدبابات والآليات المدرعة الأوكرانية، كما أن نقص الإمدادات الغربية وعدم قدرة كييف على تعويض خسائرها يزيدان من صعوبة موقفها.

وفيما يتعلق بإمكانية شن هجوم مضاد، يؤكد الفلاحي أن الأوكرانيين يعتمدون على إستراتيجية الضربات الخلفية، مثل استهداف الجسور والمطارات وسكك الحديد، إلى جانب عمليات التوغل البري.

غير أن هذه التكتيكات لم تحقق نجاحا ملموسا بسبب القدرات الدفاعية الروسية المتفوقة، لا سيما في مجال الحرب الإلكترونية والتشويش على المسيرات والصواريخ.

وفي ظل توقف الدعم الأميركي، يروج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،  لفكرة تطوير صواريخ محلية لكنه يواجه عقبات تقنية ولوجستية تجعل تنفيذ هذه الخطط في المدى القريب صعبا.

وفي هذا السياق، يرى الفلاحي أن أي هجوم مضاد واسع النطاق يحتاج إلى دعم عسكري كبير، وهو ما تفتقر إليه كييف حاليا.

مقالات مشابهة

  • القوات الأوكرانية تنسحب من منطقة كورسك الروسية بعد سبعة أشهر من القتال
  • أوكرانيا تنسحب من كورسك الروسية وزيلينسكي يقيل رئيس أركان الجيش
  • روسيا تخوض معركة لطرد آخر قوات أوكرانية من منطقة كورسك
  • عاجل. أوكرانيا تخسر سودزها أكبر مدينة كانت تحتلها في منطقة كورسك الروسية
  • روسيا تخوض معركة لاستعادة منطقة كورسك
  • "الدفاع الروسية": تدمير عدد من الآليات الأوكرانية في مقاطعة كورسك خلال 24 ساعة
  • ما وضع القوات الأوكرانية في كورسك وهل تملك تنفيذ هجوم مضاد؟
  • زيلينسكي يدلي بتصريح عن القوات الأوكرانية في كورسك
  • بوتين يدعو القوات الأوكرانية إلى الاستسلام وزيلينسكي يقر بوضع بالغ الصعوبة
  • روسيا تعلن استعادة قريتين إضافيتين في كورسك من أوكرانيا