صلالة- العمانية

تشكل المواقع الأثرية في سلطنة عُمان الضاربة في عمق تاريخ الحضارة الإنسانية عامل جذب إضافي لأفواج من الزوار والسياح المهتمين بسياحة الآثار والسياحة الثقافية.

وفي محافظة ظفار، التي تشهد اهتماما متزايدًا من الجهات الحكومية المعنية بتنشيط حركة السياحة فيها على مدار العام، تبرز سياحة الآثار على سطح اهتمامات قطاع كبير من الزوار والسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها فتأتي المفردات الأثرية ومواقعها كعامل جذب إضافي يقود السائح لاكتشاف مكونات وأسرار المواقع الأثرية المنتشرة عبر ولايات المحافظة .

وتمثل المواقع الأثرية والمزارات التاريخية عامل استقطاب مهمًا للزوار والسياح للتعرف على التاريخ الثقافي المادي كالقلاع والحصون وشواهد الحواضر والأسواق والمنازل القديمة التي توفر للباحث فرصا لدراسة روعة البناء التقليدي في ولايات محافظة ظفار واكتشاف دورها في الفعل الحضاري في المنطقة عبر الحقب الزمنية كمواقع ومحميات سمهرم والبليد وشصر وخور روري ووادي دوكة وخور خرفوت التي تعد متاحف مفتوحة أمام الزوار والمهتمين، إضافة إلى ما تقوم به المؤسسات الحكومية في الحفاظ على الإرث الثقافي غير المادي ودور المتاحف كأرض اللبان وحصن مرباط وحصن طاقة في هذا المجال دون أن نغفل الدور الرائد لمبادرات المجتمع وأفراده في الحفاظ على الموروث الشفهي والعمل على تدوينه وضمان بقائه من فنون وأشعار وحكايات أسطورية وحرف وعادات مرتبطة بالمواسم والمناسبات الاجتماعية والدينية وغيرها.

وتعظيم عائد الاستفادة من المواقع الأثرية والتاريخية والطبيعية بمحافظة ظفار بات واقعًا يتطور ويتشكل في صناعة قائمة بذاتها من خلال استراتيجية محافظة ظفار السياحية بشكل خاص واستراتيجية سلطنة عُمان السياحية بشكل عام ويستهدف فئات متنوعة من المهتمين من المواطنين والمقيمين وطلبة المدارس والكليات والجامعات وعلماء الآثار وأفواجا من السياح الأجانب على مدار العام.

ويُشير الكاتب والمحلل الاقتصادي خلفان بن سيف الطوقي إلى أن السياحة التراثية معتمدة في الكثير من الدول لما لها دور في تعظيم العوائد المالية والاقتصادية، فهناك دول تأتي مواردها الأساسية من السياحة، وتعمل على تعظيم هذه العوائد عامًا بعد آخر، بشكل مباشر من الناحية المالية، وغير مباشر كتوظيف الشباب وتشغيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وظهور الخدمات المساندة لهذا القطاع. وقال الطوقي إن سلطنة عُمان ليست بمعزل عن اللحاق بركب الدول السياحية الكبرى؛ كونها تمتلك مقومات سياحية تاريخية وطبيعية خاصة تميزها عن الكثير من الدول، فقلَّ أن تجد بلدًا يجمع ما تجمعه سلطنة عُمان من أودية خلابة، وجبال شاهقة، وصحارٍ ذهبية بكر، وشواطئ طويلة هادئة ونظيفة، وأجواء متنوعة، وتضاريس نادرة، أضف إلى ذلك تاريخها الأصيل الذي يعرفه القاصي والداني، والعادات والتقاليد الغنية، وتراثها الثري، وآلاف الشواهد من القلاع والحصون والأبراج والحواضر القديمة، إضافة إلى كرم العماني الذي عرف عنه التّرحاب والضيافة والانفتاح على الآخر. وأوضح أن ما يميز سلطنة عُمان هو تنوع كل محافظة من محافظاتها الإحدى عشرة بمزايا تنافسية عامة وسياحية، وهذا ما يجعل رحلة السائح إلى عُمان غنية وجذابة، فعلى سبيل المثال هناك من يعتقد أن محافظة ظفار مميزة بأجوائها في فصل الصيف فقط ، ولكن الحقيقة هي أكثر من ذلك بكثير، فهي مميزة في كل الفصول، فالعمانيون والخليجيون وكثير من الزوار العرب وغير العرب يفضلون زيارتها في فصل الصيف أو ما يُسمى بخريف ظفار، وفي المقابل هناك موسم آخر هو الفصل الشتوي الذي يجذب الأفواج السياحية من أوروبا، لذلك تجد أن الرحلات الشتوية من العديد من المدن الأوروبية إلى مدينة صلالة لا تتوقف خلال هذا الموسم.

من جانبه، قال الدكتور سالم بن سهيل الكثيري إعلامي ومهتم بالسياحة الأثرية إن التاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة تُعزِّز السياحة الأثرية في محافظة ظفار وتقدمها كوجهة سياحية متميزة، بالنظر إلى العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخها العريق وحضاراتها القديمة.

وأشار إلى أن المواقع الأثرية تعد عامل جذب رئيسيًا للسياح من مختلف أنحاء العالم وخاصة السياح المهتمين بالتاريخ والثقافة، مما يزيد من عدد الزوار ويسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، مضيفا أن تنشيط السياحة الأثرية يسهم في إيجاد فرص عمل جديدة للشباب في مجالات متعددة، مثل الإرشاد السياحي، والضيافة، والصناعات التقليدية بجانب تعزيز دخل فئات من المجتمع كالحرفيين ومقدمي الخدمات اللوجستية للقطاع. ويرى الكثيري أن السياحة الأثرية تقوم بدورٍ حيوي في الحفاظ على المواقع التاريخية؛ حيث يمكن الاستفادة كذلك من العائدات السياحية في توفير التمويل اللازم للحفاظ على هذه المواقع وترميمها .

وأكد أن نمو القطاع السياحي يواكبه بالتوازي نمو في تطوير البنية الأساسية حول المواقع الأثرية وتطوير الخدمات والطرق والمرافق لضمان تجربة مريحة وآمنة للسياح، وهذا أمر لاشك أن الجهات الحكومية المعنية تضعه في صلب خططها لتطوير القطاع السياحي، كما يواكب هذا النمو والاهتمام زيادة الوعي في المجتمع ولدى السائح بالحفاظ على هذه المزارات من العبث و التدهور البيئي .

من ناحيته، يشير الدكتور أشرف مُشرّف، رئيس كرسي غرفة تجارة وصناعة عمان للدراسات الاقتصادية بجامعة السلطان قابوس، إلى أهمية الدور المنتظر من القطاع السياحي في سلطنة عُمان الذي يعد أحد أهم ركائز تحقيق رؤية "عمان 2040"، للإسهام في تنويع الاقتصاد الوطني وخفض الاعتماد على النفط ورفد الموازنة العامة للدولة وإيجاد فرص لوظائف جديدة أمام الشباب العُماني.

ويرى الدكتور مشرف أن تطور هذا القطاع الحيوي يعتمد على القدرة على تنفيذ استراتيجية استثمارية طموحة ترفع مساهمة قطاع السياحة إلى 10% في الناتج المحلي الإجمالي وجذب ما يقارب 6 ملايين سائح خلال العشر سنوات المقبلة، وهذا يتطلب التركيز على فتح القطاع أمام المزيد من الاستثمار المحلي والأجنبي، والترويج للحوافز والتسهيلات التي تقدمها سلطنة عمان للمستثمرين، إضافة إلى تنويع الفرص الاستثمارية في مجالات السياحة الأثرية، والسياحة الترفيهية، والسياحة العلاجية، وسياحة المهرجانات، وسياحة المؤتمرات، وسياحة السفن البحرية، وغيرها.

وأشار إلى أنه يمكن تعزيز تحقيق أهداف الاستراتيجية السياحية لمحافظة ظفار من خلال التركيز على السياحة المستدامة التي تدر موارد مالية كبيرة على مدار العام من أجل تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعظيم الاستفادة من الأنشطة السياحية الموسمية كموسم خريف ظفار والمهرجانات والفعاليات التي تشهدها المحافظة وكذلك محافظات سلطنة عُمان طوال العام.

من جانبه، يقول الدكتور محمد بن عوض المشيخي أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الأكاديمي إن المواقع الأثرية لها دور كبير في تنشيط السياحة الاقتصادية لما لها من بعد تاريخي وثقافي يهم كثيرًا من الزوار والسياح، موضحًا أهمية العناية بتطوير الخارطة الأثرية بشكل مستمر ووضعها ضمن أولويات مختلف الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة والأهلية في سلطنة عُمان .

وأضاف أن شواهد الإرث الحضاري والثقافي في المحافظة يمكن تسويقها كمنتج سياحي عبر حملات تسويقية منظمة داخل سلطنة عُمان وخارجها، مشيرا، على سبيل المثال، إلى جاذبية الأسلوب العمراني والمباني الأثرية والحصون القديمة في المحافظة للباحثين ودارسي العمارة التاريخية، ناهيك طبعا عن تكثيف الترويج للسياحة في الطبيعة الخلابة والأجواء المعتدلة خلال الخريف.

وقال مبارك بن سالم المعشني، أحد نشطاء التواصل الاجتماعي، إنه في ظل العولمة التي تجتاح العالم يمكننا رؤية العالم بصورة أفضل و أن نتفاعل معه بصورة أسرع وبالتالي يمكننا دائمًا استخدام السياحة كسبيل لجعل العالم يرانا بشكل أفضل وتقديم صورة جاذبة عن عمان وعن تاريخنا وحاضرنا وسعينا نحو مستقبل زاهر. وأكد المعشني دور الإعلام الحديث الممثل بالشخصيات الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي والدور البارز لهم في الترويج لسلطنة عُمان وتحفيز الزوار على زيارتها.

وأضاف المعشني: "لمحة لبضع ثوانٍ من فيديو من مكان ما من العالم قد تكون سببًا كافيًا لكي يكتظ المكان المعني بالبشر، وبالتالي نحن جميعًا أمام مسؤولية للتسويق لسلطنة عُمان".

 

واختتم مبارك المعشني حديثه بالقول: "نحن محظوظون للغاية لأننا نملك تاريخًا عظيمًا يسهل تسويقه، وأماكن يحلم الغير بزيارتها، وشعب لطيف كريم ومضياف، وعلينا أن نخبر العالم عن ذلك ونسوق لبلادنا كأحد أهم الخيارات الجاذبة على خارطة السياحة العالمية".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المواقع الأثریة السیاحة الأثریة محافظة ظفار من الزوار

إقرأ أيضاً:

مختصون لـ"اليوم": حماية الطفل مسؤولية مجتمعية وحقوقه ركيزة لبناء المستقبل

كشفت وزارة الصحة أن التحولات الديموغرافية الحالية ستُعيد تشكيل أنماط السكان في المستقبل القريب، وستنعكس بعمق على حياة الأطفال حتى عام 2050م، مؤكدة أن ثلاثة اتجاهات عالمية رئيسية سيكون لها الأثر الأكبر، تشمل: التحولات الديموغرافية، وأزمات المناخ والبيئة، والتقنيات الرائدة، بوصفها عوامل حاسمة ستحدد جودة حياة الأجيال المقبلة، وتوجّه سياسات الصحة والتنمية حول العالم.
وأكدت الصحة أن التحولات الديموغرافية المتسارعة، وتغيّر توزيع السكان، وارتفاع متوسط الأعمار، وتغيّر أنماط الهجرة، ستعيد رسم ملامح المجتمعات خلال العقود القادمة، ما يستدعي تطوير سياسات صحية وتعليمية واجتماعية أكثر تكيفًا مع احتياجات أجيال 2050.
أخبار متعلقة اتفاقيات بـ 270 مليار دولار.. أبرز ما جاء في بيان ختام زيارة ولي العهد لأمريكاصور.. أجواء معتدلة تعزز الإقبال على المماشي والواجهات البحرية بجدةكما نبّهت إلى أن أزمات المناخ والبيئة ستبقى من أبرز التحديات المؤثرة على صحة الأطفال، بدءًا من جودة الهواء والمياه، وصولًا إلى المخاطر المرتبطة بالكوارث المناخية، مما يتطلب مضاعفة الجهود الدولية لحماية الأجيال الناشئة. وفي الاتجاه الثالث، أوضحت الوزارة أن التقنيات الرائدة—بما فيها الذكاء الاصطناعي، والطب الدقيق، والروبوتات، والابتكار الصحي—ستحوّل حياة الأطفال بشكل جذري، عبر تحسين جودة الرعاية الصحية، وتمكين الوصول إلى التعليم، وخلق فرص جديدة للنمو والابتكار.
وفي سياق متصل، أجمع مختصون في الطفولة والصحة والسلوك على أن حقوق الطفل تُعد أساسًا راسخًا في الشريعة الإسلامية والأنظمة الوطنية، وتشكل الإطار الأهم لضمان نشأته في بيئة آمنة وصحية، مؤكدين أن التعليم المبكر، والرعاية النفسية، والحماية من الإيذاء، والرعاية الصحية المتكاملة، هي مفاتيح بناء جيل واثق قادر على الإسهام في مستقبل الوطن.تكامل الحماية وبناء الثقةأكدت أخصائية الاضطرابات السلوكية والانفعالية سلمى الدريس، أن حقوق الطفل في سياقنا القيمي ترتقي إلى مرتبة الفرائض الأخلاقية والمجتمعية، وتشمل الحياة والبقاء، والرعاية الصحية الشاملة، والتعليم النوعي، والحماية من الإيذاء بكل أشكاله، والحق في اللعب والتعبير.سلمى الدريس
وأوضحت أن التعليم المبكر والرعاية النفسية يشكلان مسارين متلازمين لبناء الطفل معرفيًا وانفعاليًا، فلا يتحقق التعلم الأمثل دون إشباع احتياجات الأمان والانتماء.
وتبرز الاحتياجات الصحية في التطعيمات، والتغذية السليمة، والرعاية النفسية، مع دور مجتمعي متكامل يبدأ من الأسرة ببناء الثقة والمرونة، وتستكمله المدرسة بسياسات واضحة للتعامل مع التنمر، ومراقبة فعالة، وتوفير الدعم المتخصص.التعليم المبكر وصحة الطفلوبيّنت خبيرة الطفولة المبكرة ريم القرشي، أن أبرز حقوق الطفل تتمثل في الحماية من الإهمال والعنف الجسدي أو النفسي أو الرقمي، والحصول على تعليم مبكر عالي الجودة، ورعاية صحية ونفسية مستمرة، وبيئة آمنة للّعب والتعبير.ريم القرشي
وأكدت أن التعليم المبكر المنظم يثري لغة الطفل وتفكيره ومهاراته الاجتماعية، فيما تمنح الرعاية النفسية الطفل شعورًا ثابتًا بالأمان والانتماء، وهو ما يبني شخصية قادرة على التكيف وتحمل المسؤولية. وأشارت إلى أهمية المتابعة الصحية منذ الحمل، مرورًا بالتطعيمات الأساسية، والتغذية المتوازنة، والنوم الكافي، والحركة اليومية، والفحوصات الدورية.
وفي جانب الحماية، شددت على أهمية الحوار المفتوح مع الطفل وملاحظة التغيرات السلوكية، ودور المدرسة في خلق بيئة تحترم الاختلاف وتطبيق سياسات واضحة ضد التنمر. واختتمت برسالة أكدت فيها أن الطفل يجب أن يكون نقطة الانطلاق في كل قرار أسري وتعليمي.حقوق الطفل محور الشريعةوأوضحت استشارية طب طوارئ الأطفال د. مشاعل العمري، أن حقوق الطفل مثل التعليم الجيد والرعاية الصحية المتكاملة والحماية من الإيذاء، محميّة شرعًا ونظامًا، وعززتها المملكة عبر تشريعات متقدمة مثل نظام حماية الطفل ونظام الحماية من الإيذاء، بالإضافة إلى مبادرات وزارتي الصحة والتعليم لضمان تقديم الرعاية والخدمات الأساسية.د. مشاعل العمري
وأكدت أن التعليم المبكر والدعم النفسي يعززان ثقة الطفل بنفسه ومهاراته الاجتماعية، فيما تشمل الاحتياجات الصحية التطعيمات، والتغذية السليمة، والمتابعة الطبية المنتظمة. وشددت على أن حماية الطفل من التنمر مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة من خلال التوعية والمتابعة وتوفير قنوات آمنة للتبليغ. وأكدت أن حماية الطفل واجب وطني لبناء جيل قوي يسهم في نهضة الوطن.الرعاية أساس جودة الحياةوذكرت أستاذ الشخصية وعلم النفس الاجتماعي المشارك د. أماني الدوسري، أن حقوق الطفل الأساسية هي الركيزة لنموه النفسي والاجتماعي السليم، مشيرة إلى أن التعليم المبكر والرعاية النفسية يسهمان في تعزيز الوظائف التنفيذية وبناء شخصية قادرة على التكيف الإيجابي.د اماني الدوسري
ولفتت إلى أن الرعاية الصحية المتكاملة والتطعيمات، والتغذية السليمة، والكشف المبكر، والصحة النفسية—مرتبطة مباشرة بجودة حياة الطفل. وأكدت أن الأسرة والمدرسة تتحملان مسؤولية مشتركة في الوقاية من التنمر من خلال سياسات حماية واضحة ومناخ عاطفي داعم، موضحة أن تمكين الطفل التزام مجتمعي واستثمار في رأس المال البشري.حقوق الطفل لحياة مستقرةوأوضحت طبيبة الأطفال د. أميرة الشمري أن أبرز حقوق الطفل تتضمن الأمان، والرعاية الصحية، والغذاء الكافي، والتعليم، واللعب، والحماية من العنف، وهي حقوق تضمن بيئة مستقرة تمنح الطفل الطمأنينة.د أميرة الشمري
وبيّنت أن التعليم المبكر ينمّي قدرات الطفل اللغوية والمعرفية، فيما تعزز الرعاية النفسية ثقته بنفسه وتساعده على بناء شخصية متوازنة. وتشمل الاحتياجات الصحية تطعيمات منتظمة، وغذاءً متوازنًا، وماءً نظيفًا، ونومًا كافيًا، بالإضافة إلى متابعة طبية دورية.
وفي جانب الحماية، أكدت أن الأسرة والمدرسة تصنعان معًا بيئة آمنة تقوم على المتابعة الدائمة وتعليم الاحترام وتشجيع الإبلاغ عن الإيذاء. واختتمت رسالتها مؤكدة أن كل لحظة يُمنح فيها الطفل الأمان والحب تُعيد تشكيل مستقبل أقوى للجميع.حماية الطفل التزام شرعي ونظاميوقالت المحامية وجدان الزهراني إن المملكة عززت التزامها الراسخ بحماية الأطفال وضمان رفاهيتهم من خلال نظام حماية الطفل السعودي، الذي جعل مسؤولية الحماية واجبًا مشتركًا بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع.وجدان الزهراني
ويكفل النظام للطفل جملة من الحقوق الأساسية، أبرزها: الحماية من العنف والإيذاء، والرعاية الصحية والتعليمية المجانية، والعيش في بيئة آمنة تحفظ كرامته دون أي تمييز، مع التأكيد على أن مصلحة الطفل الفضلى هي الأساس في جميع القرارات والإجراءات المتعلقة به.
وأوضحت أن الأسرة والمؤسسات التعليمية تتحملان واجبًا شرعيًا ونظاميًا مباشرًا في حماية الطفل، يشمل متابعة حالته الصحية والنفسية، وتوفير بيئة آمنة، ورصد أي سلوكيات تنطوي على خطر، إلى جانب الإبلاغ الفوري عن أي اشتباه بالإيذاء. كما يلتزم منسوبو المدارس بتوثيق أي مؤشرات تستوجب التدخل بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وأضافت أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير قنوات رسمية وسرية للإبلاغ عن حالات الإيذاء عبر الرقم الموحد (1919) لوحدة الحماية الأسرية، إضافة إلى تقديم الرعاية اللاحقة والمتابعة النفسية والاجتماعية لضمان إعادة تأهيل الطفل واستعادة توازنه.
وبيّنت الزهراني أن النظام، وبموجب المرسوم الملكي رقم (م/72) بتاريخ 8/6/1443هـ، نصّ على عقوبات مشددة بحق مرتكبي إيذاء الطفل، تصل إلى السجن لمدة سنتين وغرامة تصل إلى 100 ألف ريال، مع مضاعفة العقوبة عند تكرار المخالفة، وتشمل العقوبة كل من شارك أو حرّض أو ساعد على ارتكاب الإساءة.

مقالات مشابهة

  • بعد تصريحات وزير السياحة عن أعداد السياح الألمان في شهر أكتوبر.. نواب: لدينا أكثر من نمط لجذب 30 مليون سائح سنويا
  • 873 مليون ريال القيمة المضافة المباشرة لقطاع السياحة
  • هآرتس: إسرائيل غير قادرة على المنافسة في الشرق الأوسط الجديد لترامب
  • السياحة: ارتفاع أعداد السياح البولنديين لمصر بنسبة 37% خلال 2025
  • وزير السياحة؛ ارتفاع أعداد السياح في مصر خلال 10 أشهر بنسبة 21% مقارنة بعام 2024
  • وزير السياحة يتابع آخر مستجدات المنظومة الجديدة للتأشيرة السياحية
  • السياحة: سيتم تطبيق منظومة التأشيرة السياحية في مطار القاهرة أولًا
  • وزير السياحة والآثار يتابع آخر مستجدات الأعمال بالتأشيرة السياحية عند الوصول استعدادًا للتشغيل التجريبي بمطارات مصر
  • مختصون لـ"اليوم": حماية الطفل مسؤولية مجتمعية وحقوقه ركيزة لبناء المستقبل
  • نعمت الله اليعقوبية: تطوير المواقع السياحية بعُمان يفتح آفاقًا للاستثمار مع مصر