مقابلة ترامب مع ماسك.. هل تساعده على كسر موجة هاريس؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
قبل 83 يوما من موعد الانتخابات، حاول المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، من خلال حواره مع الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، الدفع بأجندته من أجل جذب الناخبين بعد الصعود المفاجئ لمنافسته المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس.
وتباينت ردود الفعل بشأن المقابلة التي أجراها ترامب مع مالك شركتي "تسلا" للسيارات الكهربائية، و"سبيس أكس" للصواريخ، والتي تأتي بعد زخم هائل شهدته حملة هاريس مدفوعة بتحول غير مسبوق في حماس الناخبين واستطلاعات الرأي التي أشار بعضها إلى تقدمها على ترامب بعد تفوقه لمدة طويلة.
وفي مقابلة امتدت لأكثر من ساعتين وشابتها أجواء ودية مع ماسك، تحدث الرئيس السابق الساعي للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر، عن محاولة اغتياله وأداء الإدارة الديمقراطية في الاقتصاد، والهجرة غير الشرعية، مجددا وعده بأنه سيقوم بأكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير النظاميين في تاريخ الولايات المتحدة.
ويلقي ماسك، الذي صوت سابقا للديمقراطيين، بثقله في هذه الانتخابات خلف المرشح الجمهوري بعدما أعلن دعمه له بعد محاولة اغتياله، الشهر الماضي،
وجاءت المقابلة أيضا بعدما عاد نشاط ترامب على منصة "أكس" التي يملكها ماسك، بعد أن كان قد تم حظره على المنصة التي كان يطلق عليها "تويتر"، في يناير 2021 على خلفية اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول.
وقالت شبكة "فوكس نيوز" إن الرئيس السابق أجرى مقابلة "مطولة وشاملة ومريحة" على "أكس" بينما تستمر نائبة الرئيس، كامالا هاريس، في تجنب وسائل الإعلام منذ ترشيحها للرئاسة.
وذكرت "فوكس" أن هاريس تجنبت وسائل الإعلام لمدة 22 يوما، وتجاهلت المؤتمرات الصحفية الرسمية أو المقابلات، بما في ذلك قصة لغلاف مجلة "تايم"، منذ باتت مرشحة الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، بعد انسحاب الرئيس، جو بايدن، من السباق، الشهر الماضي.
ومن جانبها، قالت شبكة "سي أن أن" إن ماسك حاول من خلال المقابلة "مساعدة ترامب" مع تمدد موجة هاريس، مشيرة إلى أنهما لم يختلفا مطلقا طوال المحادثة، واتفقا على كل شيء تقريبا، ولم يعترض ماسك على "أكاذيبه ونظريات المؤامرة بينما يحاول إبطاء صعود" هاريس.
في بعض الأحيان، خلال دردشتهم، بدا أن ماسك "استخدم تأثيره ومنصته لتوجيه ترامب بتقديم حجج أفضل ضد هاريس". واتفق ماسك مع ترامب على أن هاريس "يسارية راديكالية وأطرى ضيفه بالتلميح إلى أنه قوي وأن خصومه الديمقراطيين ضعفاء"، وقال ماسك له: "أنت الطريق إلى الرخاء. وأعتقد أن كامالا هي العكس".
وقال ناشطون جمهوريون لصحيفة واشنطن بوست إن المقابلة قد تساعد ترامب في الوصول إلى فئة انتخابية معروفة بميلها لترامب، وهي الشباب البيض.
والرجال البيض منذ فترة يشكلون جزءا أساسيا في قاعدة ترامب، ولكن حدثت بعض التصدعات في هذه الفئة، ففي عام 2016، فاز ترامب بأصوات الرجال البيض بفارق 30 نقطة على هيلاري كلينتون، وفقا لتحليل الناخبين الذي أجراه مركز بيو للأبحاث. لكن ترامب تغلب على بايدن بين الرجال البيض بفارق 17 نقطة فقط، في عام 2020.
وقالت المصادر لصحيفة واشنطن بوست إن ترامب "يحاول استغلال أهم فئة ديموغرافية مخلصة له من أجل كسب أصوات الناخبين الجدد واستعادة الناخبين الذين صوتوا له في عام 2016".
وإحدى الطرق التي يحاول بها القيام بذلك هي التحدث إلى المؤثرين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة بين الرجال الذين هم تحت سن 45 عاما.
وفي العام الماضي، أجرى ترامب عددا من المقابلات على وسائل الإعلام البديلة مع شخصيات لها أتباع كثر وتجذب الشباب البيض.
من جانبها، قالت نقابة عمال السيارات المتحدون الأميركية، الثلاثاء، إنها تقدمت بدعوى إلى المجلس الوطني لعلاقات العمل اتهمت فيها ترامب وماسك، بمحاولات تهديد وترهيب العمال.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن أثنى ترامب خلال المقابلة على قدرة ماسك على خفض التكاليف بقوله إنه لا يتسامح مع إضراب العمال. وقال ترامب خلال المحادثة "أنت أعظم مخفض (للوظائف)... أعني، أنا أرى ما تفعله. تدخل وتقول فحسب تريد الاستقالة؟... وحدث إضراب، لن أذكر اسم الشركة... ثم تقول لهم... لا بأس، أرحلوا جميعا".
وضحك ماسك لكنه لم يرد على تعليقات ترامب، ما يجعل من الصعب على المجلس الوطني لعلاقات العمل إثبات إنه مسؤول عن توجيه تهديدات غير قانونية للعمال في شركاته، بحسب ويلما ليبمان، رئيسة المجلس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، التي تحدثت إلى رويترز.
وقالت النقابة في بيان إنه بموجب القانون الاتحادي، لا يمكن فصل العمال بسبب الإضراب، والتهديد بذلك غير قانوني بموجب القانون الوطني لعلاقات العمال.
ولاحظت وسائل إعلام تغيرا في صوت ترامب خلال المحادثة، وهو ما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان أجرى عملية جراحية أو ما شابه في فمه أو أسنانه.
وعندما سُئل عن ذلك، قال المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونغ: "لابد أن لديك مشكلة في سمعك".
وتعرض مراسل صحيفة واشنطن بوست، كليف ووتسون، لهجوم شديد، بعدما اتهمه البعض بأنه طلب من المتحدثة باسم البيت الأبيض مراقبة خطاب الأميركيين.
وخلال المؤتمر الصحفي لها، الاثنين، قال المراسل إن المحادثة بين ترامب وماسك تضمنت "معلومات مضللة"، مشيرا إلى أنها ليست "قضية حملة" بل "قضية أميركية" أيضا، وسألها عما إذا كان بإمكان الإدارة التدخل لوقف ذلك..
WATCH: Washington Post 'journalist' asks the White House if they can stop Trump's interview with Elon Musk on ????
"I think that misinformation on Twitter is not just a campaign issue...it's an America issue...What role does the White House or the President have? Any sort of… pic.twitter.com/trGO1LnYXr
— Breaking911 (@Breaking911) August 12, 2024
وقوبل هذا التعليق بانتقاد البعض، وقال أحد المعلقين: "شيء مجنون أن يقول صحفي هذا". وكتب آخر: "أمر مؤسف حقا. أنت مراسل البيت الأبيض، وتعتقد أن وظيفتك هي التواطؤ مع المتحدثة الصحفية للبيت الأبيض لفرض الرقابة على الأميركيين الذين لا تتفق معهم؟".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
داخل البيت الأبيض.. كيف يدير ترامب يومه وسط زخم القرارات والمفاجآت؟
منذ اللحظة الأولى التي عاد فيها إلى البيت الأبيض، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسلوبًا إداريًا حيويًا، حيث يمزج بين الاجتماعات المتواصلة، واتخاذ القرارات المثيرة للجدل، والتفاعل المباشر مع المسؤولين وقادة العالم أسلوبه غير التقليدي حوّل البيت الأبيض إلى خلية نحل تعجّ بالحركة، في مشهد يعكس رغبته الجامحة في إعادة ترتيب الأولويات الوطنية بوتيرة غير مسبوقة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست.
جدول مزدحم حتى منتصف الليل
يبدأ ترامب يومه في السادسة صباحًا، ولا ينتهي إلا قبيل منتصف الليل بعد سلسلة من الاجتماعات والقرارات والمباحثات.
ورغم بلوغه 78 عامًا، يظهر ترامب طاقة غير مألوفة، متفوقًا في حيويته حتى على من هم أصغر منه بأربعة عقود، أول ما يخطر في باله عند الاستيقاظ هو "العمل، كل شيء عمل.. إنه عمل سياسي"، وفق ما ينقل عنه التقرير.
في المقابل، لا يفوّت ترامب الفرصة لانتقاد سلفه، الرئيس جو بايدن، معتبرًا إياه رمزًا للركود السياسي، حيث قال متهكمًا: "لا أفكر في الاستجمام أو الذهاب إلى الشاطئ مثل جو بايدن النائم، الذي غلبه النعاس أمام الصحفيين، كيف تغفو أمام الصحافة؟".
العلاقات الدولية
في غضون أسابيع قليلة فقط، ترك ترامب بصمته على الساحة السياسية الأمريكية والدولية.
فقد وقع على 500 إجراء تنفيذي، واستقبل في البيت الأبيض زعماء بارزين مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره الياباني شيغيرو إيشيبا، وأجرى محادثات مع عشرات القادة السياسيين الأمريكيين والعالميين.
على النقيض من بايدن، الذي فضّل اللقاءات الصحفية المحدودة، يحرص ترامب على عقد مؤتمرات صحفية حاشدة، يتفاعل فيها مع الصحفيين بشكل مباشر، ما يعزز حضوره السياسي في المشهد الإعلامي.
إيلون ماسك على خط المواجهة ضد الفساد
من أبرز الشخصيات التي يعتمد عليها ترامب في رؤيته لإعادة هيكلة الحكومة، الملياردير إيلون ماسك، الذي كلفه ترامب بمهمة القضاء على الهدر والفساد الحكومي، ما وفر بالفعل أكثر من تريليون دولار سنويًا لدافعي الضرائب.
ماسك يرأس فريقًا جديدًا يُدعى "إدارة الكفاءة الحكومية" (DOGE)، والذي يضم نخبة من الخبراء الشباب لإصلاح الهيئات الفيدرالية الكبرى.
وفي تطور لافت، أجرى ترامب مراجعة واسعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، معتبرًا أنها تعاني من مشاكل كبيرة، وقال صراحة: "أعتقد أنه يجب إغلاقها ودمجها ضمن وزارة الخارجية".
كما منح ماسك صلاحيات إضافية لتوظيف 45 شخصًا من شركاته التكنولوجية المختلفة للمساعدة في عمليات الإصلاح.
والخطوة التالية قد تشمل إعادة هيكلة وزارة الدفاع (البنتاغون)، وربما مراجعة دقيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA).
ترامب وماسك علاقة غير تقليدية
حسب التقرير، يتعامل ترامب مع ماسك بمودة أبوية، ويراه واحدًا من أكثر الأشخاص الذين أحدثوا تغييرًا جوهريًا في الولايات المتحدة، ويصفه قائلًا: "إنه شخص مختلف.. رجل جيد جدًا وذكي للغاية لطالما اعتقدت أنه انطوائي، لكنه أصبح اجتماعيًا بشكل مذهل إنه يشعر أن ما يفعله الآن هو أحد أهم الأمور التي يمكنه القيام بها".
وكان ماسك قد زار المكتب البيضاوي بصحبة الصحفي تاكر كارلسون، وكلاهما يرتدي قبعات "MAGA" الحمراء الشهيرة.
في المقابل، نشر ماسك على منصته "إكس" تعليقًا لافتًا، قال فيه: "أنا أحب دونالد ترامب بقدر ما يمكن لرجل مستقيم أن يحب رجلًا آخر".
إدارة ترامب بين الجرأة والجدل
لا شك أن أسلوب ترامب في الحكم يواصل إثارة الجدل، فهو يمزج بين الحزم والقرارات المفاجئة، ويعتمد على شخصيات غير تقليدية لإحداث تغييرات جذرية.
وبينما يرى أنصاره أنه القائد القادر على "إنقاذ البلاد"، يصفه منتقدوه بأنه رئيس لا يتردد في تجاوز الأعراف السياسية.