في تطور جديد للأزمة السياسية في ليبيا، أعلن مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح، عن إنهاء ولاية المجلس الرئاسي وحكومة "الوحدة" المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وذلك في خطوة منفردة من شأنها تأجيج الصراع على السلطة.

عبد الحميد الدبيبة 

 جاء هذا القرار بعد تصويت مجلس النواب بالإجماع خلال جلسة عقدت في بنغازي على إنهاء ولاية السلطة التنفيذية الحالية، واعتبار حكومة "الاستقرار" برئاسة أسامة حماد الحكومة الشرعية إلى حين تشكيل حكومة جديدة موحدة.

جزء من أعضاء البرلمان الليبي 

كما أقر المجلس بالإجماع أن يكون عقيلة صالح هو القائد الأعلى للجيش، وفقًا للإعلان الدستوري. هذا القرار ينزع من المجلس الرئاسي صلاحياته كقائد أعلى للجيش، ويعتمد العودة إلى الإعلان الدستوري لعام 2011.

تصريحات رئيس النواب الليبي

وأكد عقيلة صالح خلال الجلسة أن حكومة الدبيبة انتهت صلاحيتها منذ أكثر من خمس سنوات بسبب فشلها في تنظيم الانتخابات، ودعا إلى تقسيم الثروة بين الأقاليم كحل للأزمة. كما شدد على ضرورة إنهاء المركزية وتسمية المحافظات لتحقيق سلطة واحدة عادلة بين الشعب.

 

رئيس البرلمان الليبي المجلس الرئاسي

في المقابل، لم يصدر المجلس الرئاسي بيانًا رسميًا، لكن رئيسه محمد المنفي عقد اجتماعًا طارئًا لمناقشة الوضع، بينما وصف مستشار المجلس تصريحات صالح بأنها تحتوي على مغالطات قانونية.

محمد المنفي المجلس الأعلى للدولة

ومن جانبه، اعتبر خالد المشري، الذي يقترب من رئاسة "المجلس الأعلى للدولة"، أن قرار سحب صفة القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي غير قانوني ويخالف الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات عام 2015.

خالد المشري انتقادات للبرلمان 


هذه التطورات تأتي وسط انتقادات مجلس النواب للمجلس الرئاسي بإنشاء هيئات مستقلة تتجاوز صلاحياته، وهو ما اعتبره البرلمان خطوة خطيرة وغير مبررة.

 

 

من جانبه قالت مروة محمد، المتخصصة في الشأن الليبي، إن قرار البرلمان الليبي اليوم سيؤدي إلى استمرار تجزئة ليبيا على كافة المستويات مشيرة إلى أن التخوف الحقيقي من أنه خلال الفترة المقبلة قد يعلن أي طرف أو جسم سياسي في ليبيا عن خطوات منفردة غير محسوبة، ما يعزز في النهاية من فكرة الانقسام ويعرض استقرار وأمن البلاد للخطر.

واضافت «محمد» في تصريحات خاصة لـ « الفجر»، أن  عدم تمكن الأمم المتحدة من السيطرة على الأمور سريعًا وإفساح المجال لعملية سياسية جديدة قد يدفع ليبيا باتجاه التفكك على كل المستويات، وعلى مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني خوري، تسريع جهودها أكثر من ذلك في الملف الليبي والإعلان عن خطة واضحة لإدارة الأزمة في البلاد تقود لمرحلة الانتخابات التي تلاشى الحديث عنها تقريبًا حتى على المستوى الدولي.


أكملت حديثها قائلة:" حان الوقت لأن تنحي كل الأطراف الليبية الخلافات جانبًا وأن تجتمع من أجل توحيد السلطة ومشاركة الجميع والوصول إلى توزيع عادل للثروة وتوفير فرص المشاركة الحقيقة في صناعة القرار ليتمتع سكان ليبيا والأقاليم الثلاثة بحقوق متساوية".

أكدت المتخصصة في الشأن الليبي، أن المثير للقلق أيضًا أن الانقسامات السياسية جاءت في وقت يتزايد فيه القلق الدولي بشأن التعبئة العسكرية في ليبيا مع إرسال قوات الجيش الليبي تعزيزات عسكرية إلى منطقة فزان جنوب غرب البلاد، ما دفع حكومة الوحدة في طرابلس إلى رفع حالة التأهب وهو ما أثار مخاوف جدية في المجتمع الدولي من التصعيد وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أكتوبر عام 2020.


على صعيد آخر أكد الكاتب والمحلل السياسي في الشأن الليبي أحمد عرابي، أن قرار مجلس النواب سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات في المشهد الليبي.

وأضاف «عرابي» في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن قرار مجلس النواب عبر عن قنبلة موجهة نحو المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة ليلغيهم من المشهد باعتبارهم بلا ولاية، كما سيعيد النظر في الاتفاق السياسي في جنيف.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اخبار ليبيا الأزمة الليبية ليبيا البرلمان الليبي مجلس النواب الليبي رئيس مجلس النواب الليبي المجلس الرئاسی مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

هيئة رئاسة مجلس النواب تدين دعوات ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني

وأكدت الهيئة، في اجتماعها المنعقد اليوم الاثنين، برئاسة رئيس المجلس الشيخ يحيى علي الراعي، أن تصريحات ترامب ونتنياهو تتجاهل حقيقة عمر أمريكا الذي لا يتجاوز 250 عامًا، وعمر الكيان الإسرائيلي المحتل الذي يبلغ 77 عامًا، بينما أرض العرب وفلسطين لها تاريخ يسبق ذلك بكثير.

وأشادت الهيئة بمواقف الشعبين المصري والأردني الرافضة لتصريحات ترامب، ودعت جميع الدول العربية إلى رفض هذه التصريحات العنصرية والتنديد بها.

وطالبت البرلمانات العربية والإسلامية والدولية، وكذلك دول العالم وأحراره، بإدانة ورفض هذه التصريحات والتحركات العنصرية المخالفة للقانون الدولي.

وحثت على متابعة محكمتي الجنايات الدولية والعدل الدولية لرفع شكاوى ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتهاكه القانون الدولي والتحريض المباشر على ارتكاب جريمة حرب جديدة ضد الشعب الفلسطيني.

وأشارت هيئة رئاسة المجلس إلى أن "ليس كل ما يتمناه ترامب سيدركه، ولا كل ما يسعى إليه سيبلغه"، لافتة إلى أهمية أن تستفيد الإدارة الأمريكية من فشلها في أفغانستان والعراق، واستخلاص الدروس والعبر من ذلك.

وأكدت أن العالم لن يظل ساحة مفتوحة لعبث ترامب وتنفيذ نزواته، وسد نهمه إلى المال والنفوذ والمجد الزائف على حساب حقوق ومقدرات الشعوب.

وشددت على أن اليمن يدرك أبعاد ومرامي المخططات الصهيونية الأمريكية البريطانية في المنطقة، وأن الأمن القومي والإقليمي لا يتحقق بالتخاذل والتهاون، بل بالعمل على حماية موارد الأمة وسيادة أراضيها ومصالحها ومقدساتها.

وأكدت أن الكرامة لا تُوهب، والسيادة لا تُشترى، وأن أبناء الشعبين اليمني والفلسطيني يعرفون كيف يحافظون على أرضهم وحقوقهم المشروعة.

كما أكدت أن الانتماء الحقيقي للعروبة لن يتجسد إلا من خلال إسناد ودعم الشعب الفلسطيني.

وترحمت هيئة رئاسة المجلس على روح الشهيد القائد محمد الضيف ورفاقه الشهداء، وكافة الشهداء الذين قضوا في معركة طوفان الأقصى.

وحثت كافة فصائل المقاومة الفلسطينية على المحافظة على الإنجاز الذي تحقق بتوفيق الله، كثمرة عظيمة لتضحيات الشهداء وتوحيد كافة الجهود.

ودعت كافة المجاهدين من فصائل المقاومة الفلسطينية ودول الإسناد والدعم في محور المقاومة إلى المزيد من الصمود والثبات ووحدة الصف في مواجهة مخططات العدو الصهيوني حتى تحقيق النصر الكامل والحاسم.

وبمناسبة الذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد، ترحمت هيئة رئاسة المجلس على روحه، مؤكدة على أهمية استلهام الدروس الحية في التضحية والفداء من هذه الذكرى.

وأشارت إلى أن الشهيد الصماد كان شخصية ملهمة في التوجه الإيماني وتأثيره الواسع، واهتمامه بالشأن العام، وعلاقته الطيبة بالناس والمجتمع الفلسطيني وقضيته العادلة، وقضايا ومقدسات الأمة العربية والإسلامية.

وأكدت أن اليمن يقف اليوم على أعتاب مرحلة مستقبلية سيتمكن فيها من استعادة كامل استقلاله ودوره التاريخي والحضاري والريادي على مستوى المنطقة والعالم.

وشددت على أن اليمن لن يكون ساحة للفوضى والتشظي، ولن يسمح باستمرار نهب وتدمير ثرواته ومقدراته وانتهاك سيادته الوطنية.

وحيّت الأحرار في المحافظات اليمنية المحتلة الرافضين للظلم والوصاية الخارجية. مشيدة بدور الأحرار في محافظة المهرة وتحركاتهم الرافضة للمحتلين وأذنابهم ومخططاتهم.

واستهلت الهيئة اجتماعها باستعراض محضرها السابق، وناقشت العديد من المواضيع الخاصة بمهام المجلس وأمانته العامة، واتخذت إزاءها القرارات المناسبة.

 

مقالات مشابهة

  • “الشؤون الخارجية” بالبرلمان لوفد بريطاني: هناك ارتباط وثيق بين أمن واستقرار ليبيا وأوروبا
  • قيادي إصلاحي يدعو إلى عودة الرئيس هادي وانتاج حامل وطني جديد يتجاوز فشل المجلس الرئاسي
  • هيئة رئاسة مجلس النواب تدين دعوات ترمب التحريضية لتهجير الفلسطينيين
  • هيئة رئاسة مجلس النواب تدين دعوات ترمب التحريضية لتهجير الشعب الفلسطيني
  • هيئة رئاسة مجلس النواب تدين دعوات ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني
  • الرئاسي: المنفي ونائبه اللافي يناقشان  مع الدبيبة تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا
  • الرئاسي: المنفي بحث التعاون الأمني والعسكري بين ليبيا وبريطانيا
  • الرئاسي: المنفي اعتمد عدد 8 سفراء جُدد لدى ليبيا
  • «المنفي» يتلقى أوراق اعتماد سفراء عدة دول لدى ليبيا
  • مجلس الأمن: من المتوقع عقد جلسة حول ليبيا خلال فبراير الجاري