صحيفة البلاد:
2025-02-02@01:58:14 GMT

القراءة والمقارنة

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

القراءة والمقارنة

حينما تريد أن تقرأ، لا تقارن نفسك بغيرك فتنظر ماذا يقرأ فتفعل مثلما يفعل؛ لأنك شخص مختلف عنه، فما يصلح له قد لا يصلح لك، وما يناسبه قد لا يناسبك أبدًا، فلكلٍّ ما يناسبه من مواد قرائية. تمامًا كما الرياضة البدنية؛ إذ بعضها يناسب شريحة من الناس دون غيرهم، ولو أن الكل مارس التمارين جميعها دون اختلاف لاختل الأمر، وربما أصبحت الرياضة في حيص بيص.

فلو أن شخصًا مبتدئًا بها مثلًا مارس أشد أنواعها، فلربما أصيب بتمزق في عضلاته أو في أربطته، وربما ترك بعدها الرياضة إلى الأبد.

فلا يغرنك انكباب الناس على كتاب معين، ولا يستهوينَّك منه فقط شكله وحجمه والبريق الذي أثير حوله، فالكتب التي تقرؤها يجب أن تقرأها بقناعة، وبعد معرفة أنها تصلح لك وتناسب مستواك وتوجهك الفكري والثقافي والديني، أو أنك تميل إليها على الأقل حتى إن خالفت بعض توجهاتك.
فالكتب تثمر كما النباتات؛ ففي بعض الأراضي تكون ثمارها غزيرة، وقد لا يكون ذلك في أراض أخرى، رغم استخدام بذور أو فسائل من نفس المصدر.
حتى في سرعة القراءة ومساحة الاستيعاب لا ينبغي المقارنة فيهما.

وكما يقال إن كان لا بد من المقارنة، فليقارن المرء نفسه اليوم بنفسه قبل مدة حتى يعرف كم تطور. ولكي يحدث ذلك، ربما احتاج القارئ أن يعيد قراءة كتابٍ ما مرة ثانية بعد مدة، حيث قد يشعر أنه يقرأ كتابًا جديدًا لكونه قد تطور فكريًّا فتغير مستواه القرائي. ولكي يبقى القارئ في حال تطور دائم: فإن عليه أن يضع لنفسه مقاييس واضحة في كل مرحلة زمنية من أجل معرفة موقعه ومستواه في تلك المرحلة، ثم يلزم نفسه بإجراء مقارنة لأدائه بعد انتهاء هذه المرحلة. فقراءة عشر كتب في هذا العام مع فهمها، يجب أن يتبعه ملاحظة كم قرأ وفهم من كتب في العام الذي سبقه، ثم وضع أهداف، ثم خطط لأعداد ما سيقرأ ويفهم في العام التالي. فإذا قام بذلك، فهو بذلك قد أخذ إيجابيات المقارنة حين قارن نفسه اليوم بنفسه في فترة سابقة، بعيداً عن المقارنة مع الآخرين التي لا نتيجة منها سوى استنزاف الوقت والجهد، وربما التحسر والغيرة، وهو ما لا فائدة حقيقية منه. وتبقى الفائدة من ذلك في التنافس الشريف حين تساعد في الاندفاع للأمام من أجل تحقيق أهداف إيجابية.

سمعت من قراء، أنهم كانوا مأخوذين ببعض الكتب في مرحلة عمرية ما، لكنهم حين عادوا لقراءتها بعد مدة، تغيرت نظرتهم إليها لما يصل إلى 180 درجة، وهو أمر طبيعي راجع إلى تطور مستويات الناس بمرور الوقت.

yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

خير صديق (2).. محمود حامد يكتب: هل أعطينا الكتاب الورقى حقه؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا توجد لدينا إحصائيات جادة وموثقة على أساس علمى توضح نسبة من يقرأون

هل أعطينا الكتاب حقه؟ ووضعناه فى مكانته اللائقة؟ ورددنا له اعتباره؟.. كانت هذه الأسئلة تتداعى بيننا طوال فترة امتدت لأكثر من أسبوعين، حاولنا خلالها تقديم عددين خاصين عن الكتاب وأهميته بمشاركة متميزة من كتيبة "البوابة" وشبابها الرائع.. ذلك أن مياهًا كثيرة جرت فى سلم الأولويات والاهتمامات خاصةً بين قطاع عريض من النشء والشباب الذى ابتعد عن التعامل مع الكتب الورقية إلا فى إطار كتبه المدرسية، وإن كان قد اتجه كثيرون منهم إلى نوع آخر جديد من القراءة عبر استخدام وسائط إلكترونية عديدة على الشبكة العنكبوتية.

ورغم أهمية القراءة الإلكترونية ودورها فى تشكيل وعى الأجيال الجديدة، فإن الكتاب الورقى يظل خير صديق وله رونقه الخاص الذى لا يمكن أن يتأثر بالتطورات المتسارعة.. فى الزمن الماضى، فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، كانت هناك ضمن الجدول المدرسى حصة للمكتبة، نتوجه خلالها إلى مكتبة المدرسة.. وكنا نتسلم فى المرحلة الثانوية كراسة خاصة بذلك، نفتحها فنجد أعلى كل صفحة من صفحاتها مجموعة سطور علينا استكمالها، وهى عبارة عن: اسم الكتاب، المؤلف، دار النشر، ثم مساحة وافية نكتب فيها ملخص الكتاب.. وأعتقد أن تلك الحصة أسهمت بشكل أساسى فى تنمية عادة القراءة لدى اجيال عديدة وجعلتها فعلًا محببًا إلى نفوسنا فى سن مبكرة واستمرت معنا حتى الآن.. كما ظلت المكتبات العامة التابعة للأحياء والمدن منتشرة فى معظم الأماكن حتى السبعينيات إلى أن بدأت تتلاشى واحدةً بعد الأخرى حتى اختفت تمامًا رغم دورها فى تشكيل وعى شباب المدن والأحياء المختلفة، بينما كان من الممكن تطويرها وفق مستجدات العصر.

وإذا كان الإقبال الرائع على معرض القاهرة الدولى للكتاب مؤشرًا طيبًا للغاية، إلا أن الملاحظ أننا فى مصر لا نملك إحصائيات جادة وموثقة على أساس علمى توضح لنا نسبة من يقرأون وماذا يقرأون، على عكس دول كثيرة تهتم بهذا الأمر وترى فيه علامة على مدى تفتح عقلية مواطنيها وتوسيع مداركهم فى مجالات متعددة.. ومن المؤكد أن جهة ما عليها أن تهتم بالبحث فى كيفية إجراء مثل هذه الاستطلاعات سواء كانت وزارة الثقافة أو مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أو بالتعاون بينهما وبين الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء مع ملاجظة أن المؤشرات التى أعلنها الجهاز، فى أبريل ٢٠٢٣ لا تفى بالغرض المنشود.. فقد لفت أنظارنا فى الاستطلاع الذى أجراه زميلنا الشاب شادى مشرف مع المواطنين فى الشارع بالعدد الخاص الماضى، أن طالبًا فى المرحلة الثانوية لا يقرأ إلا كتبه المدرسية، وطالبًا جامعيًا لا يقرأ إلا الكتب المنتشرة على الإنترنت.

نعم.. لماذا لا يكون لدينا مثل هذا الاستطلاع؟.. على سبيل المثال، أظهرت دراسة روسية أن ثلاثة أرباع الروس (بالتحديد ٧٦٪ منهم) يفضلون الكتب الورقية. في الوقت نفسه، يقرأ ثلث المستطلعين (٣٤٪) من شاشة جهاز الكومبيوتر أو الهاتف الذكي، و٧٪ آخرين لا يرون الفرق بين التنسيقات الإلكترونية والورقية. وتشعبت الدراسة لرصد مدى انتظام القراءة وعدد الساعات فى الأسبوع ونوعية الكتب وما إلى ذلك.

وأشارت دراسة فرنسية إلى أن ٨٩٪ من الفرنسيين يقرأون ولو كتابًا واحدًا فى العام، ورصدت تنوع القراءات ما بين كتب الخيال العلمي والفانتازيا والقصص المصورة والأدب الكلاسيكي والتاريخ والكتب العملية والقواميس أو الموسوعات وغير ذلك.. فمتى نسمع عن استطلاع مبنى على أسس علمية موثقة فى مصر المحروسة بإذن الله؟.. وكل معرض كتاب وأنتم بخير.

مقالات مشابهة

  • كيف تطور مصر البحث العلمي؟ آليات تحسين جودة الأبحاث والتكنولوجيا بمناقشات الشيوخ
  • آخر خبر عن الحكومة.. تطورٌ بارز حصل!
  • تطور الحلول المصرفية مع سنقل فيو.. خدمات مبتكرة للشركات والأفراد
  • وكيل نقابة المهندسين: الشعب الهندسية تشهد تطورًا كبيرًا في الأداء
  • خير صديق (2).. محمود حامد يكتب: هل أعطينا الكتاب الورقى حقه؟
  • معرض الكتاب يناقش «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام»
  • تطور لافت مهنيا.. برج الأسد وحظك اليوم الجمعة 31 يناير 2025
  • وزير الثقافة: تطبيق كتاب يهدف لتعزيز القراءة الرقمية ومواجهة تكاليف الطباعة المرتفعة
  • بدء توزيع الكتب على المؤسسات المشاركة في تحدي القراءة العربي
  • القراءة بين الإبداع والاستهلاك