حينما تريد أن تقرأ، لا تقارن نفسك بغيرك فتنظر ماذا يقرأ فتفعل مثلما يفعل؛ لأنك شخص مختلف عنه، فما يصلح له قد لا يصلح لك، وما يناسبه قد لا يناسبك أبدًا، فلكلٍّ ما يناسبه من مواد قرائية. تمامًا كما الرياضة البدنية؛ إذ بعضها يناسب شريحة من الناس دون غيرهم، ولو أن الكل مارس التمارين جميعها دون اختلاف لاختل الأمر، وربما أصبحت الرياضة في حيص بيص.
فلو أن شخصًا مبتدئًا بها مثلًا مارس أشد أنواعها، فلربما أصيب بتمزق في عضلاته أو في أربطته، وربما ترك بعدها الرياضة إلى الأبد.
فلا يغرنك انكباب الناس على كتاب معين، ولا يستهوينَّك منه فقط شكله وحجمه والبريق الذي أثير حوله، فالكتب التي تقرؤها يجب أن تقرأها بقناعة، وبعد معرفة أنها تصلح لك وتناسب مستواك وتوجهك الفكري والثقافي والديني، أو أنك تميل إليها على الأقل حتى إن خالفت بعض توجهاتك.
فالكتب تثمر كما النباتات؛ ففي بعض الأراضي تكون ثمارها غزيرة، وقد لا يكون ذلك في أراض أخرى، رغم استخدام بذور أو فسائل من نفس المصدر.
حتى في سرعة القراءة ومساحة الاستيعاب لا ينبغي المقارنة فيهما.
وكما يقال إن كان لا بد من المقارنة، فليقارن المرء نفسه اليوم بنفسه قبل مدة حتى يعرف كم تطور. ولكي يحدث ذلك، ربما احتاج القارئ أن يعيد قراءة كتابٍ ما مرة ثانية بعد مدة، حيث قد يشعر أنه يقرأ كتابًا جديدًا لكونه قد تطور فكريًّا فتغير مستواه القرائي. ولكي يبقى القارئ في حال تطور دائم: فإن عليه أن يضع لنفسه مقاييس واضحة في كل مرحلة زمنية من أجل معرفة موقعه ومستواه في تلك المرحلة، ثم يلزم نفسه بإجراء مقارنة لأدائه بعد انتهاء هذه المرحلة. فقراءة عشر كتب في هذا العام مع فهمها، يجب أن يتبعه ملاحظة كم قرأ وفهم من كتب في العام الذي سبقه، ثم وضع أهداف، ثم خطط لأعداد ما سيقرأ ويفهم في العام التالي. فإذا قام بذلك، فهو بذلك قد أخذ إيجابيات المقارنة حين قارن نفسه اليوم بنفسه في فترة سابقة، بعيداً عن المقارنة مع الآخرين التي لا نتيجة منها سوى استنزاف الوقت والجهد، وربما التحسر والغيرة، وهو ما لا فائدة حقيقية منه. وتبقى الفائدة من ذلك في التنافس الشريف حين تساعد في الاندفاع للأمام من أجل تحقيق أهداف إيجابية.
سمعت من قراء، أنهم كانوا مأخوذين ببعض الكتب في مرحلة عمرية ما، لكنهم حين عادوا لقراءتها بعد مدة، تغيرت نظرتهم إليها لما يصل إلى 180 درجة، وهو أمر طبيعي راجع إلى تطور مستويات الناس بمرور الوقت.
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
طبع كتاب تاريخي بعنوان "القليوبية من وهج الحضارة إلى ضوء الحاضر"
أعلنت محافظة القليوبية عن قرب الانتهاء من إنشاء وطبع كتاب وثائقي شامل يتناول تاريخ المحافظة العريق تحت عنوان "القليوبية من وهج الحضارة إلى ضوء الحاضر".
وأوضح بيان صادر عن المحافظة، اليوم الأربعاء، أنه يجري التنسيق الوثيق لإنجاز هذا العمل الهام بين محافظة القليوبية وجامعة بنها برئاسة الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس الجامعة، وذلك للاستفادة من الخبرات الأكاديمية والموارد البحثية التي تزخر بها الجامعة لإثراء محتوى الكتاب وتقديم رؤية علمية دقيقة وشاملة لتاريخ القليوبية.
يهدف هذا العمل الهام إلى توثيق وإبراز الدور التاريخي والحضاري لمحافظة القليوبية عبر مختلف العصور، وتسليط الضوء على إسهاماتها في شتى المجالات ويتضمن الكتاب مجموعة متنوعة من الموضوعات الهامة، تشمل مقدمة عن محافظة القليوبية وموقعها الجغرافي المتميز وأهميتها الاقتصادية والزراعية والسكانية باعتبارها محافظة ذات ثقل إنتاجي وتجاري هام وتشتهر بأراضيها الزراعية الخصبة وكثافتها السكانية التي تمثل جزءًا حيويًا من نسيج مصر.
كما يتناول الباب الثاني محافظة القليوبية عبر العصور ولمحات عن القليوبية في العصور الفرعونية ودورها التاريخي تأثير الحضارتين اليونانية والرومانية على أرض القليوبية ودور القليوبية المحوري في الفتح الإسلامي وإسهاماتها في الحضارة الإسلامية وتطور القليوبية في العصر الحديث والمعاصر وإسهامات أبنائها في نهضة الوطن.
وأيضا يتناول الكتاب المعالم السياحية والأثرية وستعراض لأهم المواقع الأثرية والمعالم السياحية التي تزخر بها المحافظة والتعليم والجامعات ونظرة على دور المؤسسات التعليمية وعلى رأسها جامعة بنها في إثراء الحركة العلمية والثقافية في المحافظة.
كما يتناول الكتاب، أعلام ومشاهير القليوبية عبر العصور وعرض شخصيات بارزة من مصر القديمة كان لها صلة بالقليوبية وعلماء ومفكرون كان لهم إسهام في العصر الإسلامي والوسيط ورموز وشخصيات مؤثرة في العصر الحديث والمعاصر وقامات في التلاوة والقرآن الكريم من أبناء المحافظة ونجوم في مجالات الرياضة والفن رفعوا اسم القليوبية عاليًا وتكريم لشهداء حرب أكتوبر 1973 الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن وتقدير لشهداء الحرب على الإرهاب الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن أمن مصر واستقرارها.
ومن المتوقع أن يمثل هذا الكتاب مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بتاريخ مصر عامة وتاريخ محافظة القليوبية خاصة، بالإضافة إلى كونه إضافة قيمة للمكتبة المحلية والعربية.
وسيتم الإعلان عن موعد صدور الكتاب وتفاصيل الحصول عليه في وقت لاحق من قبل محافظة القليوبية.