بن زير: نحن في حاجة لرجال تهون عندهم الصغائر عند وجود الكبائر قبل فوات الأوان
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
نشر الدكتور رمضان بن زير أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان بجامعة ناصر سابقا والأمين العام المفوض للمركز العربي الأوروبي للقانون الدولي وحقوق الإنسان، مقالا تحليليا حول قرار رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بإنشاء المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام الوطني تتبع المجلس الرئاسي وتتولى إجراء استفتاءات ملزمة.
ويرى د. بن زير أن هذا القرار هو إحدى الاختصاصات للمجلس الرئاسي المقررة في الاتفاق السياسي الليبي الصادر في ديسمبر 2015 والذي تم تضمينه في الاعلان الدستوري 2016.
وأضاف أن هذه الخطوة تعد مهمة ومبررة في ظل ارتباك المشهد السياسي الليبي بسبب عدم التوافق بين مجلسي النواب والدولة الذي انقسم أخيرا إلى نصفين متنازعين معتبرا ذلك أمراً خطيرا قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباة على بلادنا.
وأشار د. بن زير إلى أن إضفاء صفة الاستقلالية على الهيئة يعد تطورا إيجابيا نحو ضمان نزاهة العمليات الاستفتائية وهذا يتماشى مع الاتفاق السياسي الليبي.
ونوه إلى أنه يعاب على هذا القرار صدوره من رئيس المجلس الرئاسي منفردا وهذا عيب جسيم يبطل القرار لكن تم تلافي الأمر بدعم وموافقة العضوين الآخرين موسى الكوني وعبد الله اللافي.
وأكد د. بن زير أن قرار سحب صفة القائد العام للجيش من قبل مجلس النواب الذي جاء كردة فعل على ما قام به رئيس المجلس الرئاسي بإنشاء المفوضية الوطنية للاستفتاء قرار غير مدروس وانفعالي ويعد قرارا معدوماً، وخاصة أن هذا القرار قدم تم اتخاذه من قبل 20 عضوا من مجلس النواب حسب ما ذُكِر ودون الحصول على توافق مع المجلس الأعلى للدولة فإن هذا الأمر يشكل خرقا صارخا للإعلان الدستوري قد يؤدي إلى زيادة ارتباك المشهد السياسي.
وأردف د. بن زير في مقاله أن شرعية المجلس الرئاسي لم يكتسبها من مجلس النواب بل من الاتفاق السياسي الليبي 12/2015، وأن أي تعديل لصلاحيات الرئاسي يتطلب التوافق بين أطرافه وأن الامم المتحدة تعتبر هذا الاتفاق الأساس للعملية السياسية في بلادنا، مشيرا إلى أن أي تعارض مع هذا الاتفاق لن يلق اعترافاً أو دعما دوليا بل يزيد الأمر تعقيدا.
ودعا د. بن زير رجال القانون والمهتمين إلى الاطلاع على التعريف الدستوري والقانوني للمحكمة العليا بخصوص مجلس النواب المؤقت الذي ورد في الطعن الدستوري 5/70 ق لسنة 2023 والذي جاء فيه أن كل وظائف السلطة التشريعية المؤقتة، المتمثلة في مجلس النواب المؤقت تظل مرتبطة بمتطلبات المرحلة، ولا تتعداها التزاما بالمسار الدستوري المحدد، وليس لمجلس النواب أن يمارس اختصاصات تشريعية في غير الموضوعات المنصوص عليها صراحة.
وتابع د. بن زير: “ولهذا قضت الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا 26/11/2014 بعدم دستورية الانتخابات التي انبثق عنها مجلس النواب وللأسف فقد تجاهل مبعوث الامم المتحدة في ذلك الوقت هذا الحكم معتبرا أن الصراع في ليبيا سياسي وليس قانوني واستمر في مسعاه إلى أن جاء الاتفاق السياسي الليبي ديسمبر 2015 ليعيد مجلس النواب إلى المشهد من جديد كطرف من أطراف الصراع”.
وأوضح د. بن زير أن الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا قضت في تفسيرها لوظيفة مجلس النواب الحالية بالمؤقتة ومحدودة مرتبطة بقوانين الانتخابات ولا يتعداها إلى وظائف أخرى، وأقر الاتفاق السياسي الليبي في المادة 15 أن على مجلس النواب التوافق مع المجلس الأعلى للدولة بخصوص شاغلي المناصب القيادية في المؤسسات السيادية.
واختتم الدكتور رمضان بن زير مقاله بأن كل ما يقوم به مجلس النواب منذ الاتفاق السياسي الليبي من إصدار القوانين، وتعديل الإعلان الدستوري، وتغير مجلس الإدارات السيادية بشكل أحادي ودون التوافق مع المجلس الأعلى للدولة وفق الاتفاق السياسي باعتباره القاعدة الدستورية والقانونية لهذه المرحلة هي (قوانين غير دستورية وغير شرعية) ومطعون فيها، وهي سبب رئيسي في عدم الاستقرار السياسي واستمرار نهج المغالبة وفرض الأمر الواقع من قبل مجلس النواب في ظل الانقسام النصفي للمجلس الأعلى للدولة وانتهاجه نهج السلبية وعدم الاكتراث تجاه تجاوزات مجلس النواب المستمرة الأمر الذي يهدد التوازن ومستقبل العملية السياسية في ليبيا.
وقال د. بن زير: “ما حاولت تقديمه ليس انحيازا لطرف ضد طرف آخر وإنما وجهة نظر قانونية مجردة، ولهذا ادعو كل الأطراف للجلوس على طاولة مستديرة لحل كل المشاكل العالقة في أقرب وقت، وقبل فوات الأوان،، نحن في حاجة ماسة لرجال تهون عندهم الصغائر عند وجود الكبائر في مرحلة مفصلية من تاريخ ليبيا المعاصر”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المجلس الرئاسي المحكمة العليا بن زير ليبيا مجلس النواب المجلس الرئاسی الأعلى للدولة مجلس النواب إلى أن بن زیر
إقرأ أيضاً:
القحّاتة ما عندهم مشكلة مع حميدتي القديم ????، مشكلتهم مع كيكل بس!
كيكل مخاطباً الحشد الجماهيري في الفاو [١]!
نفس الصورة ممكن الناس تشوفها من زوايا مختلفة؛
القحّاتة بشوفوا حميدتي جديد بتطوّر؛
رغم إنّهم ما عنده مشكلة مع حميدتي القديم ????، مشكلتهم مع كيكل بس!
والعنده مشكلة مع الجيش بشوف ميليشيا جديدة بتتكوّن، وداير الجيش يحارب براه وينهزم بشرف ويبصق فوق قبره وقبر السودان؛
وفي المقابل، فأبناء الجزيرة والبطانة وعموم الوسط ممكن يشوفوا في الصورة دي صمّام أمان للمنطقة في وجه النزعات الجهويّة المتصاعدة على هامش الحرب؛
رغم تحفّظات بعضهم على كيكل؛
“البيت الما فيه صايع حقو ضايع
حنطبل للقائد كيكل لي يوم القيامة”
هكذا كتب أحد الأصدقاء اللفتني أصلاً للمقطع دا [٢]!
داير أضيف بعد مختلف للصورة دي، وممكن تحضر المقطع [١] شان تحس بيها أكتر؛
بعد بيظهر بمقارنة المقطع دا مع مقطع حضرته لكيكل نفسه “أيّام الجاهليّة” على قوله، لمن كان مع الميليشيا وبعبّر عن أحلامها [٣]؛
ما كان قدّامه حشد كبير؛
ودا استنتاج منّي، لأنّه الكاميراً أصلاً ما قبّلت على الحشد، وإنّما كانت موجّهة نحوه هو بس؛
وهنا يكمن الفرق كلّه؛
كيكل الفي الفاو دا مستمد قيمته من خلال تمثيل رغبة القاعدة الجماهيريّة المحتشدة أمامه دي؛
كيكل الأمس بمثّل العصابة المشغّلاه، وجايي يفرض كلامه على الجماهير الما عندها رغبة تسمع صوته وللا تشوف خلقته؛
كيكل، من دون الكثيرين، أتيحت ليه فرصة يشوف الفرق بين الحق والباطل، ويعي معنى “الجاهليّة” البتعبد الطاغوت، و”الإسلام” المافيه كبير غير الله؛
يكتمل المعنى دا باستحضار تجربة حميدتي المشى في الاتّجاه المعاكس؛
حميدتي بدا يلقى قبول بعد انحيازه الإسمي للثورة، رغم إنّه ما أطلق ولا رصّاصة في سبيل الحق؛
وحتّى بعد ليلة الغدر في ٢٩ رمضان، الناس قدرت تتجاوز بعد توسّل القوى المدنيّة العفو ليهم، ورحّبت بالاتّفاق في ١٧ أغسطس، وأكلت الحلاوة الوزّعوها الجنجويد، وكانت مستعدّة تفتح صفحة جديدة؛
وفعليّا الناس بقت تستلطف حميدتي وتستخدم عباراته؛
لكن هو من جانبه ما كان مضمر ليهم غير الغل، زي ما ظهر في خطابه الأخير، اللي يمكن يكون آخر خطاب ليه قبل أن يختفي للأبد؛
فماذا كانت النتيجة؟!
بينما بلغت قوّة حميدتي ما لم تبلغه قوّة أيّ فرد في تاريخ البلد، إلّا إنّه بقى عاجز تماماً عن مواجهة الجماهير؛
وتدرّج الأمر سريعاً من مخاطبة الجنود على الأرض في السوق العربي، ومحاورة القنوات عبر التلفون، لبث مقاطع ڤيديو مسجّلة من داخل مكتب مغلق في مكان مجهول!
كان بتجوّل بين الرؤساء الاشتراهم في أفريقيا، ويستقبلوه استقبال الملوك، لكن فشل تماماً يلقى أيّ استقبال علني في أيّ شبر داخل الأراضي السودانيّة، حتّى الواقعة تحت سيطرته؛
لأنّه ما عنده أيّ قاعدة يثق فيها ويستند عليها، رغم الآلاف من جنوده البحلفوا بي حياته؛
والحقيقة إنّه ضحّى بي كلّ أولئك المخلصين من أمثال جلحة، من أجل إرضاء الطاغوت المسيطر عليه؛
فباختصار شديد؛
#حميدتي_انتهى؛
في البداية حميدتي اتنفى، بقى عايش ملك خارج مملكته؛
بعدين حميدتي اتسجن، وبقى يتكلّم من مكتب مغلق في مكان مجهول، وتسجيلاته نفسها بتتمنتج وتتقصقص وتتعالج؛
ثمّ أخيراً ..
حميدتي اختفى!
ما حضر اللقاء التأسيسي للمملكة القضى عمره في بناها؛
ولا حتّى رسّل تهنئة من داخل سجنه البسجّل منّه؛
ولاااا حتّى واحد من رعاياه فقده أو تشاغل بغيابه؛
لأنّه، زي ما قلنا، باع كلّ رعاياه المخلصين البنتقدوه لو مشى غلط، واشترى البضحكوا ليه ويضحكوا عليه!!
نرجع تاني لي كيكل؛
فما قلناه عن كيكل بنطبق برضو على البرهان؛
الناس شتمته في وجهه لمن حاول يخاطب الجماهير في ام بدّة عقب الانقلاب، لو ما خانتي الذاكرة؛
واليوم يتجوّل بكلّ ثقة بين الجماهير البتتدافع لاستقباله في أيّ منطقة يزورها؛
العطا؛
هتفوا ضدّه في عطبرة زمان؛
وقال عبارة مشهودة إنّه “ح يجي يوم وتشكروني”، أو كما قال، لو فيه زول متذكّر؛
واهو جا اليوم الشكرناه فعلاً؛
زي ما جا اليوم اللعنّا حمدوك بعد ما كلنا بنقول #شكرا_حمدوك؛
عقّار، شتمناه لمن ازدرا شباب الثورة الوصل لمنصّة الحكم بفضل نضالهم؛
واليوم بنفخر بيه كرمز سيادة وهو بعبّر فعلاً عن سيادتنا في وجه الصلف الأمريكي؛
منّاوي، ياما ضحكنا عليه وسخرنا منه لمن كان بخاطب الجماهير المصطنعة في حفل التنصيب واعتصام الموز؛
واليوم اكتسب احترامنا ومحبّتنا وتقديرنا لمن بقى بعبّر عن إرادتنا ورفض عروض حميدتي وأولياؤه؛
وهكذا؛
ممكن تعدّد مئات الأمثلة؛
لحدّي “نجوم” الثورة الانطفت لمن آثرت النخبة على الجماهير، ولمعت مكانها نجوم جديدة بمواقفها المشرّفة في محكّات الحرب؛
الخلاصة ..
“خير الناس أنفعهم للناس”؛
نفعك للناس هو البيحدّد قيمتك:
﴿أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَدًا رابِيًا وَمِمّا يوقِدونَ عَلَيهِ فِى النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتٰعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذٰلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالبٰطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِى الأَرضِ كَذٰلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ﴾ [الرعد ١٧]
عبد الله جعفر
إنضم لقناة النيلين على واتساب