تحقيق استقصائي يدحض مزاعم إسرائيل بشأن مجزرة التابعين
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أجرت مؤسسة فلسطينية تحقيقا استقصائيا أوليا بشأن القصف الذي استهدف مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة، كشف أن الباحثين الميدانيين من المؤسسة لم يتعرفوا على أي معدّات أو مواد تدعم ادعاءات الاحتلال بوجود مركز قيادة داخل مُصلى المدرسة أو احتمالية توظيفها مقرا نشطا للمقاومة.
وتتبعت جمعية "الحق" المعطيات الميدانية والعسكرية المتعلقة بالمجزرة الإسرائيلية في مدرسة التابعين، في تحقيق استقصائي أولي، للكشف عن ملابسات تلك المجزرة، وتقول إنه بحلول الساعة الرابعة و50 دقيقة من فجر السبت العاشر من أغسطس/آب وردت أنباء تفيد باستهداف مدرسة التابعين في حي الدرج، وتضيف أن التقارير الأولية أشارت لاستشهاد العشرات من النازحين داخل المبنى المستهدف.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكب مجزرة مروعة في مدرسة التابعين فجر السبت الماضي، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 شهيد وإصابة العشرات، فضلا عن عشرات المفقودين.
وبحسب تقرير لسلام خضر بثته قناة الجزيرة، فقد حققت المؤسسة الفلسطينية في المعلومات والصور التي قدمها الجيش الإسرائيلي لتبرير الاستهداف، حيث نشر على صفحته الرسمية في منصة إكس تدوينة قال فيها إنه حصل على معلومات استخبارية تؤكد أن 20 عنصرا من بينهم قيادات في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، يستخدمون المدرسة كمقر نشط ونقطة انطلاق للهجمات.
ثم نشر الجيش الإسرائيلي صورًا جوية للمبنى المستهدف، قبل الضربة، تظهر الصور وجود تجمعات للنازحين على سطح المبنى قبل الضربة، وقرب الموقع الذي ادعى الجيش أنه تجمع للمقاتلين.
وتقول المنظمة التي حققت ميدانيا في الذخائر وموقع الاستهداف، إنها حددت وجود فتحتين تشيران لموقع الاستهداف، تقع الأولى بالقرب من المدخل الخاص بمبنى المصلى بينما تقع الفتحة الثانية بالقرب من أحد الأعمدة التي تتوسط المكان.
استهداف بقنبلتين
وتضيف أن القنبلتين أصابتا سطح المصلى بزاوية منخفضة، واخترقتا أرضية الطابق الأول نحو الطابق الأرضي.
وعبرَ محققيها الميدانيين، جمعت المنظمة الفلسطينية بقايا الذخائر من موقع الاستهداف، وتقول إنها تشير إلى أن الجيش استهدف المصلى بقنبلتين من طراز "جي بي يو 39" (GPU 39)، مشيرة إلى أن الشظايا التي رفعتها من موقع الاستهداف تتطابق مع هيكل القنبلة التي حددتها المنظمة، وكشفت أيضا عن صور تظهر بقايا من ذيل القنبلة والأجنحة والرأس الحربي وأجزاء أخرى مسؤولة عن القوة التفجيرية.
وتزن كل قنبلة حوالي 100 كلغ وتحدث مساحة تدميريّة نصف قطرها يتراوح بين 20 – 30 مترا، وتحتوي كل قنبلة على متفجرات معدنية خاملة كثيفة لزيادة تأثير التفجير، وتوليد ضغط عال دون انفجار كيميائي، لكنها ترفع من جحم كتلة وكثافة الانفجار.
وتشكك المنظمة الفلسطينية بمجموعة من الادعاءات التي نشرتها قوات الاحتلال، ابتداء بادعاء دقة الاستهداف لتقليل الضحايا المدنيين، وتقول إن اختيار توقيت الضربة، بالتزامن مع صلاة الفجر يعني أن قرارا اتخذ بإيقاع أكبر عدد من الشهداء عند اصطفافهم للصلاة، فكل من يقف عند مسافة تتراوح بين 20 – 30 مترا سيقتل حتما في الضربتين.
كما توثق أن آثار الدمار الناتجة عن الهجوم تغطي مساحة المصلى كاملا، وتُلحظ آثار ناتجة عن القصف على أشجار النخيل بمحاذاة مدخل المصلى والمباني المحيطة التي تبعد على الأقل 20 مترا عن مكان الاستهداف.
وتقول المنظمة إن الاحتلال لا يقدم أي سند لزعمه وجود مسلحين في المبنى المستهدف، مؤكدة أن باحثيها الذين حققوا ميدانيا أو اطلعوا على المقاطع المصورة من المصادر المفتوحة لم يتعرفوا على أي معدّات أو مواد تدعم ادعاءات الاحتلال بوجود مركز قيادة داخل المُصلى أو احتمالية توظيفه مقرا نشطا للمقاومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التقارير الإخبارية مدرسة التابعین
إقرأ أيضاً:
المنظمة العربية لحقوق الإنسان تدين العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بشدة العدوان الواسع الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 يناير 2025 على الضفة الغربية، خاصة في شمالها، مستهدفًا مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنين وطولكرم وطوباس، مؤكدة أن هذه العمليات تنذر بجرائم تهجير قسري ممنهج، في إطار مخطط واضح لإبعاد سكان الضفة الغربية والقدس المحتلة نحو الأردن.
اجتياحات متواصلة وجرائم ضد المدنيينوأوضحت المنظمة أن قوات الاحتلال اجتاحت جنين ومخيمها منذ 21 يناير، ثم وسعت عملياتها العسكرية إلى طولكرم منذ 27 يناير، وأخيرًا إلى طوباس منذ 2 فبراير، فيما أطلقت إسرائيل على هذا العدوان اسم الجدار الحديدي، وشهدت هذه الاجتياحات قصفًا جويًا مكثفًا، وفرض حصار شامل، ونزوحًا قسريًا لعائلات بأكملها، إلى جانب هدم عشرات المنازل والمنشآت المدنية، وقطع الكهرباء بالكامل عن بعض المناطق.
كما وثقت المنظمة اعتقال العشرات من الفلسطينيين، وتدمير واسع للبنية التحتية في طولكرم ومخيم نور شمس، إذ أجبرت قوات الاحتلال مئات السكان على الفرار تحت تهديد السلاح.
وتابعت: «وفي طوباس، لا يزال حظر التجوال مفروضًا، ويعاني السكان من أزمة نقص المياه بسبب تدمير شبكات الإمداد، بينما شهدت مناطق بلدة طمون ومخيم الفارعة هجمات عنيفة أسفرت عن سقوط ضحايا بينهم امرأتان؛ إحداهما حامل».
إعدامات ميدانية وتوسيع لسياسات القتلوأعربت المنظمة عن قلقها العميق إزاء الأوامر الجديدة التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 10 فبراير 2025، التي تسمح بإطلاق النار وقتل أي فلسطيني، سواء كان مسلحًا أم لا ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أسفرت العمليات العسكرية حتى 6 فبراير عن استشهاد 39 فلسطينيًا، فيما رفع المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الحصيلة إلى 44 شهيدًا حتى 8 فبراير، إضافة إلى أكثر من 200 مصاب في ظل عرقلة الاحتلال لجهود الهلال الأحمر الفلسطيني في إيصال الغذاء والدواء والإغاثة الطبية.
هدم المنازل والتهجير القسري سياسة ممنهجةوأشارت المنظمة إلى أن عمليات هدم المنازل والإخلاء القسري تصاعدت بشكل غير مسبوق، إذ وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال الفترة من 28 يناير حتى 3 فبراير 2025، هدم 38 مبنى في المنطقة (ج)، و5 في القدس الشرقية، ما أدى إلى تهجير 79 فلسطينيًا، بينهم 44 طفلًا، كما تم هدم عشرات المنازل في طولكرم وقلقيلية وبيت لحم، ما أدى إلى تشريد العائلات الفلسطينية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
مطالب عاجلة للمجتمع الدوليونوهت أنه في ظل التصعيد المستمر والانتهاكات الجسيمة، جددت المنظمة مطالبتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وإلزام إسرائيل بالامتثال لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، كما دعت الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية إلى إدراج هذه الجرائم ضمن أولويات تحقيقاته؛ تمهيدًا لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.