يمانيون – متابعات
في تدهور اقتصادي جديد يأتي نتيجة لتصاعد وتراكم تداعيات الحرب، بما في ذلك تأثيرات جبهات الإسناد الإقليمية في لبنان واليمن والعراق وخصوصاً في ظل الرد العسكري المرتقب، انخفض التصنيف الائتماني للكيان الصهيوني للمرة الثالثة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، وذلك على وقع ارتفاع جديد في عجز الموازنة، الأمر الذي يؤكد أن كل المؤشرات الاقتصادية للعدو تتجه بشكل سلبي، برغم محاولاته للتكتم على ذلك.

وأعلنت وكالة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني، عن خفض تصنيف الكيان الصهيوني من فئة (إيه +) إلى فئة (إيه)، مع إبقاء نظرة مستقبلية سلبية وهو ما يعني إمكانية خفض التصنيف مرة أخرى.

وأرجعت الوكالة ذلك إلى “تزايد المخاطر الجيوسياسية مع استمرار الحرب في غزة” و”مخاطر امتداد الصراع إلى جبهات أخرى”.

وهذه هي المرة الثالثة التي ينخفض فيها التصنيف الائتماني للكيان الصهيوني منذ بدء هذه الحرب، ففي وقت سابق من العام الجاري، قامت وكالتا “موديز” و”ستاندرد آند بورز” بتخفيض تصنيف كيان العدو مع إبقاء نظرة مستقبلية سلبية، بسبب المخاطر الجيوسياسية للحرب.

وبعبارات مبسطة، يعني انخفاض التصنيف الائتماني أن كيان العدو لم يعد منطقة اقتصادية آمنة، وأنه سيضطر لدفع فوائد كبيرة على أي قروض تبعا لذلك، وهو ما سيترتب عليه زيادات في الضرائب وتقليص للخدمات وارتفاع للأسعار التي لم تتوقف عن الارتفاع أصلا منذ بدء الحرب.

ويترتب على خفض التصنيف الائتماني أيضا هروب المزيد من المستثمرين، لأن التصنيف يمثل تقييما للوضع الاقتصادي بأكمله، وانخفاضه يعني أن كيان العدو لم يعد بيئة صالحة للاستثمارات والعمل، وهو ما تؤكده العديد من التقارير العبرية الاقتصادية.

وقبل أيام قليلة كانت وزارة المالية الصهيونية قد أعلنت عن قفزة جديدة في عجز الموازنة، حيث وصل معدل العجز إلى 8.1% متجاوزا الحد الذي توقعته حكومة العدو للعام بأكمله والذي يبلغ 6.6%.

وقد جاء ذلك على وقع هبوط في مؤشرات البورصة “الإسرائيلية” وفي قيمة عملة الشيكل بسبب المخاوف من الرد الإقليمي القادم على اغتيال الشهيدين الكبيرين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وقصف خزانات الوقود في محافظة الحديدة، وهو ما يعكس التأثير المباشر “للمخاطر الجيوسياسية” التي ذكرتها وكالة التصنيف الائتماني.

ويعكس الانخفاض الجديد لتصنيف العدو أن خسائره نتيجة الحرب، وتأثير جبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق، قد تراكمت بشكل كبير، إلى درجة أنها جعلت مجرد الترقب لتصعيد جديد يشكل بحد ذاته ضربة لاقتصاد العدو، فضلا عن التصعيد نفسه.

وبحسب وكالة رويترز فقد واصلت عملة الشيكل الهبوط أمس الاثنين، وخسرت 1.7% من قيمتها أمام الدولار، فيما أغلقت سوق الأسهم بانخفاض، بسبب “قلق المستثمرين من هجوم محتمل على إسرائيل” حسب ما نقلت الوكالة.

ونقلت رويترز عن وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني قولها إن تزايد التوترات بين كيان العدو من جهة وإيران وقوى محور المقاومة من جهة أخرى، يعني “إنفاقا عسكريا إضافيا كبيرا وتدمير البنية التحتية وإلحاق الضرر بالنشاط الاقتصادي والاستثمار”.

ووفقا لذلك، من المتوقع أن يحدث الرد الحتمي القادم لمحور المقاومة (بغض النظر عن طبيعته وأهدافه) تأثيرا اقتصاديا كبيرا على العدو الصهيوني، وسيشمل ذلك مؤشرات الأسهم والعملة وربما المزيد من تخفيضات التصنيف، فضلا عن الخسائر المباشرة التي لا يزال أفقها مفتوحا على كل الاحتمالات.

وفيما حاول وزير المالية الصهيوني التقليل من شأن قرار خفض التصنيف الجديد، ردت صحيفة يديعوت أحرونوت على تصريحاته بالقول إن “الاقتصاد يتلقى ضربة، وعجز الميزانية الحكومية يرتفع إلى مستويات قياسية جديدة، والتضخم لا يزال هنا، والنمو منخفض، وليس ذلك فحسب، فإن المستثمرين، الذين يفهمون جيدا ما يحدث في الاقتصاد الإسرائيلي، أنفقوا بالفعل 50 مليار شيكل من البورصة الإسرائيلية، التي تتخلف عشرات النقاط المئوية عن البورصات العالمية”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: التصنیف الائتمانی خفض التصنیف کیان العدو وهو ما

إقرأ أيضاً:

مخططات العدو الصهيوني للمرحلة القادمة

يمانيون../
في خضم التوترات المتزايدة والمخططات الصهيونية المعقدة، يبقى مصير الكيان الصهيوني متأرجحاً بين وهم القوة والحقائق الماثلة على الأرض. إن التحديات التي يواجهها العدو تتطلب منه استراتيجيات متجددة، لكن الأساليب القديمة التي اعتمد عليها، مثل اختلاق الأزمات والفتن الطائفية، لم تعد تنطلي على شعوب المنطقة أو على المجتمع الدولي.

ونتذكر كيف أن أحداث سبتمبر 2001 وذريعة مكافحة الإرهاب قد نجحن نسبياَ في التغطية على هزيمة الكيان في لبنان واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي كانت كفيلة بإحداث زعزعة كبيرة لو لم يلجأ إلى خدعة ضرب البرجين وتأجيج مشاعر العالم ضد العرب والمسلمين. ومن المحتمل أن تتكرر مثل هذه الخدع قريباً في ظل الأزمات الكارثية التي يواجهها منذ أكثر من عام.

قد نشهد ضربة مفتعلة في دولة غرب، أو ربما أكثر، تليها حرب شاملة ضد المسلمين. وبهذا سيستخدم الصهاينة كل أساليب الخداع لإقناع العالم بالانخراط في صراع مفتوح مع خصومهم. لكن مردود هذه الخطة قد يستغرق وقتاً طويلاً، وقد لا تظهر نتائجه إلا بعد تكبد خسائر فادحة، خاصةً مع إدراك العالم الحالي لحقيقة الأوضاع في المنطقة وكيفية إدارة الصهاينة للأحداث لتغطية جرائمهم بحق الإنسانية في غزة.

إضافةً إلى أن “إسرائيل” تواجه أيضاً صعوبة في التصعيد العسكري، حيث تحتاج إلى فترة طويلة من الهدوء النسبي حتى تتمكن من حسم المعركة في غزة، فوقف إطلاق النار دون تحقيق انتصار عسكري يُعتبر بمثابة هزيمة، خاصةً مع استمرار التهديد من جبهة الإسناد اليمنية التي تثير قلق العدو.

من جهة أخرى، يلجأ الإسرائيليون إلى خيار الفتنة الطائفية، وهو ما نجحوا في تنفيذه سابقاً في العديد من الدول الإسلامية، وسيظهر دعاة الفتنة من شيوخ الوهابية وجماعة الإخوان ليدعوا الناس إلى قتال أعداء الصحابة، رغم أن هذه الذريعة فقدت فعاليتها بعد تراجع الأنظمة العميلة عن دعم مسلمي غزة.

كما أن خيار الطائفية قد فشل فشلاً ذريعاً في اليمن وقبل طوفان الأقصى، ولا قيمة لتفعيله ضد صنعاء بعد اليوم. سيكون ذلك بمثابة فضيحة للأنظمة الراعية له، وسيُظهر عمالاتها بشكلٍ مفضوح خاصة النظام السعودي الذي تخلى عن الإسلام ورفع راية القومية بدلاً من راية التوحيد، ولم يعد يحظى بأي قيمة طائفية في واقعه السياسي.

لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن محاولات إشعال الفتن في الدول الإسلامية، مثل اليمن وسورية قد باءت بالفشل، وأظهرت قوة الوعي الشعبي وقدرته على كسر الحواجز الطائفية وفضح المخططات الرامية إلى تفتيت المنطقة. إن المجتمعات العربية والإسلامية اليوم أكثر إدراكًا لما يحدث ولديها القدرة على استيعاب الحقائق، مما يجعلها أقل عرضة للانخداع بمخططات العدو.

كما أن الوضع في غزة على الرغم من المعاناة الشديدة، يمثل رمزًا للمقاومة والصمود. إن أي محاولة جديدة للعدوان أو لإشعال فتنة طائفية ستقابل بمقاومة شرسة، مما يزيد من تعقيد الأمور بالنسبة للكيان الصهيوني.

يمكن القول إن الاستراتيجيات الصهيونية مهما كانت محكمة، لن تنجح في التغلب على إرادة الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية والعدالة. ومع استمرار تصاعد الوعي الشعبي والمقاومة، فإن فرص سقوط الكيان الصهيوني تزداد، حتى في ظل كل محاولات التآمر والدعم الخارجي. إن المستقبل يحمل في طياته آمالًا جديدة لشعوب المنطقة، وآفاقًا من الممكن أن تقود إلى تحقيق العدالة والسلام.

السياسية : محمد الجوهري

مقالات مشابهة

  • مخططات العدو الصهيوني للمرحلة القادمة
  • كتلة الوفاء: في اليوم الـ61 بعد الهدنة سنكون في موقع نذيق فيه العدو صهيوني بأسنا
  • العدو الصهيوني يسجل ألف إصابة شهريًا بين جنوده جراء حربه على غزة
  • العدو الصهيوني يعترف بإصابة 8 جنود في شمال قطاع غزة
  • معاناة إنسانية ومجاعة تهدد السودان وسط استمرار الحرب
  • ظروف مناخية صعبة تزيد من معاناة النازحين في غزة
  • معاناة الطلاب في ظل الحرب وتهميش التعليم
  • اليمن في مواجهة العدوّ الصهيوني
  • التقديراتُ الخاطئة تحاصرُ العدوّ الصهيوني في مواجهة اليمن
  • جيش العدو الصهيوني يقصف المستشفى “المعمداني” في غزة