دراسة لـ «تريندز» تكشف تغير خرائط النفوذ في الساحل الأفريقي لصالح روسيا
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
كشفت دراسة بحثية أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، عن تغير خرائط النفوذ في الساحل وغرب أفريقيا بين روسيا و«المعسكر الغربي»، مؤكدة وجود تحولات نفوذ بالساحل الأفريقي لصالح روسيا، وذلك إثر سلسلة من التحولات على صعيد النخب الحاكمة، وجراء انقلابات عسكرية بشكلٍ أساسي في إقليم الساحل الأفريقي، فضلاً عن مجموعة من الانسحابات العسكرية للقوات الفرنسية والأمريكية من مالي وتشاد وبوركينا فاسو، والنيجر.
وذكرت الدراسة، التي تحمل عنوان «تغير خرائط النفوذ في الساحل وغرب أفريقيا بين روسيا والمعسكر الغربي»، وأعدها محمد جمعة، الخبير في قسم الدراسات الاستراتيجية، ونوف يعقوب السعدي، الباحثة في إدارة البحوث بـ«تريندز»، أنه في الوقت الذي تغادر فيه القوات الفرنسية والأمريكية إقليم الساحل الأفريقي، تحل قوات روسية من «فيلق أفريقيا» محلها، لتقوم بمهام التأمين ومكافحة الإرهاب وحركات التمرد هناك.
وأشارت إلى أن روسيا تعمل على إنشاء كتلة موالية لها لتحقيق جميع أهدافها العسكرية والاقتصادية والسياسية بأفريقيا، بالتعاون مع تحالف دول الساحل الذي يتألف من المجالس العسكرية الثلاثة في بوركينافاسو ومالي والنيجر، كما تسعى روسيا إلى تعزيز المشاركة الاقتصادية مع أفريقيا في مختلف القطاعات، للتخفيف من تأثير التوترات مع الدول الغربية، من خلال توظيف مصادر الإيرادات الجديدة وأسواق التصدير.
وأكدت الدراسة، أن روسيا تسعى إلى تعزيز صادراتها الزراعية إلى أفريقيا لزيادة الإيرادات، حيث حاولت الحصول على حصة أكبر من سوق القمح في أفريقيا منذ أواخر عام 2010، واستخدمت الحرب في أوكرانيا لدعم هذه الجهود من خلال استهداف إنتاج الحبوب الأوكرانية وعرقلة تصديرها.
وتوصلت الدراسة إلى أن الوجود العسكري الروسي المتنامي في أفريقيا ربما يمكّن الكرملين من تهديد الغرب وإفشال سياساته، خاصة مع وجود قاعدة بحرية روسية في ليبيا، كما أن الانتشار الروسي في قاعدة الطائرات الأمريكية بدون طيار في شمال النيجر؛ قد يخلق الفرصة لروسيا لتهديد عمليات “الناتو” في البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن احتمالية استخدام روسيا لبصمتها العسكرية المتزايدة على طول طرق المهاجرين الرئيسية عبر الصحراء الكبرى، لتعزيز تدفقات المهاجرين التي تشكل خطراً على استقرار أوروبا.
في المقابل، وعلى الرغم من الجهود المستمرة التي تبذلها روسيا لبناء علاقات تجارية واقتصادية أقوى مع القارة الأفريقية ومنطقة الساحل، فإن ارتباطات الكرملين الاقتصادية في أفريقيا متواضعة مقارنة مع تلك التي كانت للاتحاد السوفييتي، حيث تمثل استثمارات روسيا أقل من 1% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر المتجه إلى القارة الأفريقية، وبالتالي فإن الميزة التنافسية الرئيسية لموسكو ضد الغرب تنحصر حتى الآن في قدرتها على تقديم خدمات أمنية وعسكرية رخيصة نسبياً، بما في ذلك نقل الأسلحة، والتدريب والخدمات الاستشارية لمكافحة التمرد، بحسب الدراسة.
وبينت الدراسة أيضاً، أن روسيا تفتقر إلى القدرة على زيادة التنمية أو الاستثمار العسكري بشكل كبير في أفريقيا بسبب القيود الاقتصادية المفروضة عليها، ومع ذلك رجحت الدراسة تعزيز روسيا لنفوذها أكثر فأكثر في الساحل الأفريقي على المديين المنظور والمتوسط.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«حكاية أفريقيا» تستقبل 10 آلاف زائر في «الشارقة للأدب الأفريقي»
الشارقة (الاتحاد)
على مدى أربعة أيام، وبعد أن تحولت الساحة الخارجية لقاعة المدينة الجامعية في الشارقة إلى كرنفال أدبي وفني عكس شعار مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي «حكاية أفريقيا»، اختتم المهرجان مساء أمس (الاثنين) فعاليات دورته الأولى، مستقبلاً أكثر من 10 آلاف زائر من عشاق الأدب والفنون، ومستضيفاً 29 أديباً من الإمارات وأفريقيا، شاركوا في تقديم برنامج ثقافي غني اشتمل على 8 حلقات نقاشية، و3 ندوات ملهمة، إضافة إلى 12 ورشة عمل تفاعلية للأطفال، وسلسلة من العروض الفنية والغنائية والموسيقية وورش الطهي، التي سلطت الضوء على التراث الأفريقي وثقافته الغنية.
وشهد اليوم الأخير من المهرجان جلسات حوارية غنية بالمضامين، ناقشت إحداها رواية «بحر اليعسوب» للروائية الكينية إيفون أوور، التي استعرضت فيها عمق العوالم الثقافية في شرق أفريقيا. كما تميزت جلسة «صياغة شخصيات متحررة من قيود الزمان»، بمشاركة عدد من الكتاب البارزين الذين تحدثوا عن تعقيدات التمثيل الثقافي في الأدب. إلى جانب ذلك، قدمت الكاتبة الأوغندية جينيفر ماكومبي رؤى حول روايتها «المرأة الأولى».
وكان مسك ختام الجلسات أمسية شعرية تلاقت فيها الكلمة الإماراتية مع نظائرها من عدة دول أفريقية، تحت عنوان «أصوات صادحة»، واستضافت نخبة من الشعراء الإماراتيين والأفارقة، وهم: وانا أودوبانغ، علي العبدان، مريم بوكار، محمد الحبسي، ديبورا جونسون، دامي أجاي، بإدارة الشاعرة شيخة المطيري، الذين أنشدوا قصائد عابرة للحدود الزمانية والمكانية والثقافية.
وفي تعليقه على ختام مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي، أكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن المهرجان شكّل جسراً حضارياً بين دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافات غنية ومتنوعة في القارة الأفريقية، وقال: «أثبت المهرجان أن الثقافة كنز لا يقدر بثمن، وأن أدوات وممارسات بسيطة مثل الحكايات الشعبية، والموسيقى التقليدية، والحرف اليدوية، يمكن أن تحكي الكثير عن تاريخ الشعوب وتسرد قصصاً تلهم العالم».
وأضاف العامري: «جسد المهرجان رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تجعل الأدب محوراً للحوار الثقافي العالمي، وأسهمت توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، وجهودها الدؤوبة في تحويل المهرجان إلى منصة تجمع بين الأدب والفن والتراث والترفيه، مما يعزز مكانة الشارقة كمركز عالمي للإبداع. وسنواصل العمل على ترسيخ دور المهرجان في جمع المبدعين وإبراز القيم الثقافية الأصيلة التي توحد الشعوب وتثري التواصل الإنساني».
وكرمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب - خلال المهرجان - الروائي النيجيري وولي سوينكا الحاصل على جائزة نوبل للآداب، بجائزة «الشارقة للتقدير الأدبي»، الذي تحدث في جلسة خاصة عن فلسفته في الكتابة. كما استعرض الروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح، الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 2021، في جلسة أخرى، التقاطعات الثقافية بين أفريقيا والعالم العربي، مؤكداً أن تجارب الاستعمار المشتركة ساهمت في بناء ذاكرة أدبية جماعية تُثري الأدب العالمي.
وأثرت جلسات المهرجان برنامج الفعاليات، مسلطة الضوء على قضايا هامة عرفت الجمهور على إنجازات القارة الأفريقية الأدبية والتراثية والثقافية.