قالت سيخريد كاخ، الممثلة الأممية للشؤون الإنسانية، إن الحرب في قطاع غزة تدمر الأرواح والمستقبل، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة والاعتداءات على مدارس النازحين.

وأشارت الممثلة الأممية للشؤون الإنسانية، إلى أن أكثر من نصف مليون طالب لم يؤدوا امتحاناتهم في قطاع غزة، حبسما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل منذ قليل.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين جيش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

هنادي: ضوءٌ لا يطفئه الغياب!!!

إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.”
تبكي العين، ويحزن القلب، ويعتصر الفؤاد ألماً، لكننا لا نقول إلا ما يرضي الله، فالصبرُ عند الفاجعة الأولى هو مقام الرضا، ونحن راضون بقضائه، مستسلمون لحكمته، واثقون أن من رحل في سبيل الحق، قد نال مقاماً لا يبلغه إلا الخالدون. ارتقت اليوم هنادي شهيدةً، لكنها لم تكن مجرد طبيبة تسعف الأجساد، بل كانت قلباً نابضاً بحب الوطن، تضمد جراحه كما تُضمّد أمٌّ جرح ابنها، وتثبّت أركانه في زمنٍ تُقلع فيه الأوتاد وتتداعى الجدران. لم تختر أن تكون مجرد عابرة في ممرات الألم، بل سارت فيه كما تسير الأرواح العظيمة: رفيقةً للجرحى، أختاً في الحزن، وأمّاً في الحنان. كانت هناك، لا لتشاهد، بل لتمنح مما تملك، من قلبها، من وقتها، ومن روحها.

هنادي… ما كان هذا المقام لغير الفرح، لكنّ اليوم يوم حزن، لأن قلبكِ – الصامد كالجبال، كان سَند الأبطال حين تهاوت من حولهم الحوائط، وكنتِ سراجاً يتّقد في محنةٍ أطفأت أنفاس الأمل، ضوءاً لا يهادن العتمة، ولا يلين أمام الريح، كأنكِ جئتِ لتقولي إن في القلب ما يكفي لينير ظلام العالم، وصوتَ طمأنينةٍ يتردد في أروقةٍ امتلأت بالخوف. اليوم، ارتقى الجسد… لكنّ الأرواح العظيمة لا تُقاس بالغياب، بل تسكن من أحبّوها في هيئة ضوء، تتوزعين فينا نوراً، وتبقين في الذاكرة سيرة لا تنطفئ. أنتِ بيننا كما الأنهار في جوف الأرض،قد يجفُّ المجرى، لكن الماء لا يفنى، والأثر لا يغيب. ولا تُنسى الأرواح التي وهبت للحياة معناها.

هنادي… يا من ارتقيتِ وفي يدك رسالة، وفي قلبكِ عهدٌ لا يخون، ارقدي مطمئنةً، فقد كتب الله لكِ أن تُختم المسيرة بالشهادة، وما هي إلا ميلادٌ آخر، في رحابٍ لا وجع فيها ولا خوف رحلتِ وأنت تؤدين رسالتك في أنبل الميادين فاشر السلطان، فسُجلتِ في دفاتر الخلود كما يحب الأحرار أن يُكتب لهم الرحيل: واقفين.

نسأل الله أن يتقبلكِ في عليين، حيث الأرواح التي لم تتلوث بالخذلان، مع النبيين والصديقين والشهداء… ونسأله أن يُسدل سكينةً على قلوب أحبّتك، ويمسح على حزنهم بحكمةِ الصبر.

أيّتها الراحلة عن ضجيج الدنيا… كيف طاوعكِ القلب أن تتركي الحياة بهذا الصمت المهيب؟ كيف مضيتِ ونحن بعدُ لم نُشبِع أرواحنا من ضحكتك، من عينيك، من ظلّك؟ نامِي قريرةَ العين، يا من أيقنتِ أن الجسد ليس كل الحكاية، وأن الأرواح تمرُّ من الحياة كما النسيم، لا يُرى… لكن يُحسُّ أثره في كل مكان. لقد عرفتِ قلوبنا أن الطمأنينة لا تُطلب من أرضٍ تتقلب فيها المعاني، بل تُولد في سماء الغياب، حيث لا يخون الضوء ولا يخفت اليقين.

إنه ليس موتاً يا هنادي، بل امتدادٌ آخر للنبض، فأمثالك لا ينطفئون، بل يتوهّجون في ذاكرتنا، كلما ضاقت علينا الأرض.
سلامٌ على روحك الطاهرة،
وسلامٌ على كل من سار في دربك، يحمل ضوءك دون أن يخاف العتمة.
وداعاً هنادي… يا أيقونة النبل والشرف والشجاعة،
وداعاً أيتها النبيلة يا من تركتِ لنا بصمةً من نور السماء، لنتمسك بها حين يضيق بنا هذا العالم المُتعب، ودّعتِنا جسداً، لكنكِ زرعتِ فينا ما لا يُفنى…وهكذا يرحل الكبار، يُودّعون الحياة وهم أكثر حضوراً في الغياب.

د. الهادي عبدالله أبوضفائر

abudafair@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • أونروا تصف الأوضاع في غزة بـالجحيم.. وتحذر مع تفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأونروا تصف الأوضاع في غزة بـالجحيم.. وتحذر مع تفاقم الأزمة الإنسانية
  • هنادي: ضوءٌ لا يطفئه الغياب!!!
  • البعثة الأممية: تيته تلتقي شركاء إقليميين ودوليين بشأن ليبيا على هامش منتدى أنطاليا
  • إسرائيل تدمر المستشفى المعمداني في قطاع غزة..ما مصير المرضى؟
  • ليبيا ضمن الدول المتأثرة بتقليص عمليات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
  • دعوات أممية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة
  • وزيرة فلسطينية تشيد بالمبادرات الإنسانية لوكالة بيت مال القدس دعما لصمود الفلسطينيين
  • خبراء يحذرون: الحرب التجارية الأمريكية على الصين قد تدمر إفريقيا
  • الأونروا تدعو لاتخاذ إجراءات فورية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية بغزة