التوتر في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية يتسببان في رفع أسعار النفط والذهب
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
ارتفعت أسعار النفط الخام والذهب بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط والصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا. مما يبقي الذهب ملاذا آمناً للمتداولين في الأسواق ، بالتزامن مع مخاوف من نقص المعروض من النفض في ظل خفض إنتاجة من قبل منظمة "أوبك" .
ارتفعت أسعار النفط والذهب على حد سواء، في الآونة الأخيرة، بسبب تصاعد التوتر في الشرق الأوسط والصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن خطط لنشر غواصة صاروخية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لتلقي هجوم عسكري محتمل من قبل إيران في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على بالعاصمة الإيرانية.
وقد ارتفعت العقود الآجلة للذهب في بورصة كومكس بنسبة 1.2% اليوم الثلاثاء، لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق عند أكثر من 2,500 دولار للأونصة والتي تم تسجيلها في 2 أغسطس. ويعكس هذا الارتفاع زيادة الطلب على "الأصول الآمنة" وسط تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل. وبالمثل، أدت المخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة على خطوط الإمداد ،إذا وقعت حرب في المنطقة، إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3% لتصل إلى 81.77 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى لها خلال الثلاثة أسابيع الماضية.
هذا وقد شهدت كل من أسعار الذهب والنفط تراجعًا طفيفًا خلال الجلسة الآسيوية يوم الأربعاء الفائت، وذلك مع انتعاش أسواق الأسهم في جميع أنحاء آسيا، وخاصة في اليابان. وعلى الرغم من هذا التراجع، فمن المرجح أن تشهد أسعار السلعتين الرئيسيتين نسباً من التصاعد بسبب بيئة الاقتصاد الكلي الضاغطة .
ويبقى الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرينمن جانب آخر ارتفع سعر الذهب إلى 2,473 دولارًا للأونصة اليوم الثلاثاء قبل أن يتراجع إلى 2,464 دولارًا للأونصة في الساعة 8 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا هذا الصباح، ويعد هذا المستوى أقل بقليل من أعلى مستوى له على الإطلاق والذي تم تسجيله منذ شهر، إلا أن زيادة الطلب على المعدن النفيس قد تؤدي إلى رقم قياسي جديد.
وأخيرًا، فإن هناك توقعات في أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وعلى نطاق واسع في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما يزيد الضغط على الدولار الأمريكي بشكل أكبر، مما يدعم بدوره أسعار الذهب. بالإضافة إلى ذلك، أدت المخاوف المتزايدة من الركود في ضوء البيانات الاقتصادية الأمريكية على مدار الشهر الماضي إلى جعل الذهب استثمارًا أكثر جاذبية كخيار آمن.
ارتفاع أسعار النفط على خلفية مخاوف نقص المعروض في السوقهذا وقد ازداد الطلب على النفط في الأسواق بأكثر من 4% اليوم الثلاثاء، مقارنة بالأسبوع الماضي. ويُعد هذا الطلب المتزايد وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط هما السببان الرئيسيان لارتفاع أسعار النفط.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) ، فمن المتوقع أن تؤدي قرارات دول منظمة "أوبك" وحلفائها بخفض الإنتاج إلى التأثير سلباً على مخزونات النفط العالمية خلال الأشهر التسعة المقبلة، وبالتالي دفع أسعار النفط إلى الأعلى.
واتفقت دول "أوبك" في يونيو الفائت، وحلفاؤها على تمديد خفضها للإنتاج البالغ 3.66 مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2025. وتعمل المنظمة، التي تمثل أكثر من 37% من إجمالي إمدادات النفط العالمية، على خفض الإنتاج منذ عام 2022، مما أدى إلى انخفاض إجمالي قدره 5.86 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل 5.7% من الطلب العالمي.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزير الدفاع الروسي: نواجه "الغرب كله" في أوكرانيا وننتصر عليه بالتطور التكنولوجي والمسّيرات اغتيال إسماعيل هنية يذكي التوتر في الشرق الأوسط ويؤثّر على المستثمرين ويشعل أسعار النفط في العالم مع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط...ارتفاع مستمر في أسعار الذهب الشرق الأوسط الذهب أوبك أسعار النفط الحرب في أوكرانيا إرتفاع الأسعارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا روسيا الحرب في اليمن إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا روسيا الحرب في اليمن الشرق الأوسط الذهب أوبك أسعار النفط الحرب في أوكرانيا إرتفاع الأسعار إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا روسيا الحرب في اليمن السياسة الإسرائيلية الحرب في أوكرانيا مجاعة تهديد بالموت مرضى سوء التغذية السياسة الأوروبية التوتر فی الشرق الأوسط تصاعد التوتر یعرض الآن Next أسعار النفط الطلب على النفط ا
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الأحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.
فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأمريكية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أمريكية؟
بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.
أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.
ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.
ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.
أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.
أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أمريكية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:
مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أمريكياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أمريكية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أمريكي أكيد.
أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.
أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أمريكي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.