القدرات العسكرية اليمنية تحرج التكنولوجيا الغربية
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
الثورة نت../
يستمر العدو الأمريكي في الرهان على قطعه البحرية في حماية الكيان الصهيوني، بالرغم من التجارب المريرة لتلك القطع مع الأسلحة اليمنية، التي فاقتها في التكنولوجيا ودقة الإصابة.
بالتزامن مع إرسال واشنطن لقطع بحرية جديدة إلى المنطقة، خرج المسؤولون الأمريكيون والصحافة في واشنطن بتصريحات فشل كل الأسلحة أمام اليمن، وأن التعزيزات الأمريكية لن تمثل سوى مزيد من الخسائر المعنوية والمادية، فالتجارب أثبتت عجز الدفاعات الجوية في إسقاط التهديدات اليمنية حتى أسلحة الليزر لن تجدي فالمهمة محفوفة بالمخاطر، أما استبدال البارجات وحاملات الطائرات فهو دليل فشل يعززه الإقرار الأمريكي بأن انتاج السفن الحربية في يمر بأسوأ حالاته منذ 25 عاما، ويزيد من خاطره قدرة اليمن على تحديث وتطوير تقنياته العسكرية.
وبالرغم من المعطيات السابقة فإن واشنطن مستمرة في إرسال قطعها البحرية بعد إقرارها بالفشل، ما يكشف مدى تغلغل اللوبي الصهيوني في القرار الأمريكي.
“البنتاغون” الأمريكي، أعلن، أمس الأحد، أن وزير الدفاع، لويد أوستن، جدد في اتصال هاتفي لـ ” وزير الأمن” في الكيان الصهيوني “يوآف غالانت” التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن “إسرائيل”، معلنا “تعزيز وضعية القوات الأميركية وقدراتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط في ضوء التوترات الإقليمية المتصاعدة”.
وتعزيزاً لهذا الالتزام بحسب بيان “البنتاغون”، أمر أوستن مجموعة حاملة الطائرات الأميركية، “أبراهام لينكولن”، المجهزة بمقاتلات، F-35C ، بتسريع انتقالها إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية، لتضاف إلى القدرات التي توفرها مجموعة حاملة الطائرات، ثيودور روزفلت”، كما أمر “الغواصة الصاروخية الموجهة، جورجيا، بالتوجه إلى منطقة القيادة المركزية”.
حاملة الطائرات ” لينكولن” ستكون محفوفة بالمخاطر
وفور الإعلان الأمريكي ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن طاقم حاملة الطائرات الأمريكية “ابراهام لينكولن” يحاولون الاستعداد ذهنياً “لاشتباك طويل” في الشرق الأوسط وأن البحارة والطيارين على متن الحاملة يستعدون نفسياً لمواجهة عمليات بحرية معقدة قد تجر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي أوسع، في وقت يرى فيه العديد من المحللين أن هذه العمليات العسكرية لا تحقق سوى القليل من الردع، وتعرّض القوات الأمريكية لخطر كبير دون تحقيق أهداف استراتيجية واضحة.
وأشارت الوكالة إلى إنه في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تواجه البحرية الأمريكية تحديات نفسية كبيرة، حيث يحاول طاقم حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” التأقلم مع فكرة “اشتباك طويل” في المنطقة، رغم الشكوك الكبيرة حول فعالية وجودهم هناك.
ومما يثير التساؤل حول جدوى إرسال حاملة الطائرات الأمريكية تقول الصحيفة “إن حاملة الطائرات السابقة “روزفلت” لم تقترب حتى من منطقة العمليات طيلة فترة تواجدها، مما يثير التساؤلات حول جدوى هذه التحركات العسكرية، خاصة وأن “جاكسون”، الخبير في العلاقات الدولية، وصف نشر حاملة الطائرات بأنه خطوة محفوفة بالمخاطر وغير فعالة في ردع الخصوم فالتدخلات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط لم تحقق أي فوائد ملموسة، مما يعزز الشعور بأن البحرية الأمريكية تجد نفسها في موقف ضعيف ومعرض للخطر في منطقة مليئة بالتهديدات والتعقيدات.
استبدال القطع البحرية مؤشر ضعف
وقبل أيام ذكرت مجلَّةُ “ناشيونال انترست” الأمريكية أن اضطرارَ البحرية الأمريكية لاستبدال حاملتَي الطائرات (آيزنهاور) وَ(روزفلت) على التوالي، يكشفُ حالةَ الاستنزاف التي تواجهُها الولاياتُ المتحدةُ في القدرات البحرية، ويسلِّطُ الضوءَ على عدم وجود ما يكفي من هذه السفن الحربية، لمواجهة كُـلّ التهديدات، مشيرة إلى أن تمديدَ نشر حاملات الطائرات كما حدث مع (آيزنهاور) يؤدِّي إلى تكاليفَ باهظة للصيانة.
وقالت المجلةُ في تقرير: إن “حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس أبراهام لينكولن) تتجه من المحيط الهادئ إلى البحر الأحمر، حَيثُ ستحل محل حاملة الطائرات الشقيقة لها (يو إس إس ثيودور روزفلت) والتي وصلت قبل أسابيعَ قليلة إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس، لتحل محل حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت دي آيزنهاور)”.
وأضافت أن “تناوُبَ حاملات الطائرات يسلط الضوء على مدى استنزاف الولايات المتحدة في الوقت الحالي، فقد شهدت حاملةُ الطائرات (آيزنهاور) تمديدَ فترة انتشارها مرتَين، وتم اتِّخاذُ القرار بإرسال حاملة الطائرات (ثيودور روزفلت) إلى المنطقة لمنع تمديدها للمرة الثالثة”.
وقالت: إن “نشرَ حاملة الطائرات (روزفلت) في الشرق الأوسط كشف عن نقطة ضعف في البحرية الأمريكية، وهي عدم وجود عددٍ كافٍ من السفن الحربية وحاملات الطائرات، وقد أَدَّى تمديدُ نشر الحاملة (آيزنهاور) عدة مرات لضغوط شديدة”.
وأكّـدت أن “مدى استنزاف أُسطول حاملات الطائرات التابع للبحرية الأمريكية لم يتضح إلا مع اضطرار الخدمة البحرية إلى التعامل مع تهديدات متعددة في نفس الوقت؛ فحتى مع عودة حاملة الطائرات (آيزنهاور) إلى الوطن من البحر الأحمر، ستظل حاملة الطائرات (روزفلت) في المنطقة لبضعة أسابيعَ أُخرى، في حين ستعمل حاملة الطائرات (لنكولن) كحَلٍّ مؤقَّتٍ إلى أن تصل حاملة الطائرات (يو إس إس هاري إس ترومان) إلى المنطقة”.
وأضافت أن “البحريةَ الأمريكيةَ مضطرة الآن إلى ممارسة لُعبة الكراسي الموسيقية المعقَّدة على نحوٍ متزايدٍ مع حاملات الطائرات العاملة لديها، فبالرغم من أنها تديرُ إحدى عشرة حاملة طائرات، فَــإنَّه من النادر أن تزيدَ حاملات الطائرات المنتشرة في البحر عن خمس أَو ست في وقت واحد”.
ومن الجدير ذكره، أنّ حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت” وصلت في 12 يوليو الفائت إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي في البحر الأحمر، بعد مغادرة حاملة الطائرات “آيزنهاور” ومجموعتها.
وأتى وصول هذه المجموعة عقب مغادرة المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “داويت آيزنهاور” البحر الأحمر في 22 يونيو الماضي، بعد مرور 7 أشهر على نشرها في المنطقة وجاء انسحاب “آيزنهاور” بعد تعرّضها لعدّة هجمات عبر الصواريخ والمسيّرات من قبل القوات المسلحة اليمنية.
وفي الأسبوع الأول من أغسطس الجاري أعلنت الولاياتُ المتحدة، عدمَ وجود أية قطعة حربية لها في سواحل البحر الأحمر، وذلك إثر استمرار الحظر اليمني المفروض على الملاحة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.
وأقرت نائبة المتحدثة الرسمية باسم البنتاغون “سابرينا سينغ” ، بخلو البحر الأحمر من أية سفن حربية أمريكية، للمرة الأولى منذ أُكتوبر 2023 ، وبحسب مواقعَ متخصصة في تتبع حركة السفن، فقد أظهرت البيانات انعدام تام لحركة السفن الأمريكية والبريطانية وكذا انعدام حركة السفن الإسرائيلية أَو المرتبطة بالكيان الصهيوني، على امتداد البحرَينِ الأحمر والعربي وخليج عدن؛ بسَببِ العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية؛ دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني.
دفاع مكلف وهزيمة رخيصة
وتواصلت الاعترافات الأميركية بقوة اليمن العسكرية مؤكدة إن التقنيات الغربية المتطورة فشلت في مواجهة الجبهة اليمنية المساندة لغزة، حيث ذكرت “مجلة جاكوبين- jacobin “ إن التقنيات العسكرية الغربية المتطورة أثبتت فشلاً واضحاً في الحرب غير المتكافئة، وإن المواجهة مع الجيش اليمني في البحر الأحمر أظهرت ذلك.
وتحت عنوان “عدم كفاءة سادة الحرب” نشرت المجلة، الأحد، تقريراً جاء فيه أن “شركات الدفاع الغربية العملاقة تتباهى بالتكنولوجيا المتطورة، لكن أنظمتها المتطورة غالباً ما تفشل في الحرب غير المتكافئة، بدءاً من أنظمة الدفاع الصاروخي المعيبة إلى حاملات الطائرات باهظة الثمن، والشيء الوحيد الذي يعمل باستمرار هو آلة الربح”.
وذكر التقرير أنه “عندما بدأت الحركة السياسية والعسكرية اليمنية (أنصار الله) في إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ على السفن التجارية في مضيق باب المندب، تضامناً مع غزة، وبدلاً من معالجة الأهداف المعلنة للحوثيين، رد الغرب بالقوة المسلحة”.
وأضاف أنه “بعد ثمانية أشهر من أعنف المعارك البحرية التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحت الحقيقة غير المقصودة وراء التهويل الأمريكي الفارغ أكثر وضوحاً مما كان مؤلفوه يقصدون على الإطلاق”.
وأشار إلى أنه “في يونيو، انسحبت حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت دي أيزنهاور) وهي مثال بارز للقوة الصلبة الأمريكية، من مياه البحر الأحمر المتاخمة لليمن، وظهرت تقارير متضاربة حول ما إذا كان الجيش اليمني قد نجح بالفعل في ضرب السفينة وإتلافها، أو ما إذا كانت السفينة قد استنفدت ببساطة صواريخها الاعتراضية في مواجهة وابل الطائرات بدون طيار التي أطلقها الجيش اليمني”.
واعتبر أنه “بغض النظر عن السبب الدقيق، فقد أظهر الموقف أن نشر أقوى بحرية في التاريخ ــ وربما خسارة أقوى سفنها ــ كان أكثر تكلفة بشكل كبير، من الناحية المالية البحتة، من التكلفة التي قد يتحملها خصومها في حالة الهجوم”.
واعتبر التقرير أن “انتشار الأسلحة الرخيصة والفعّالة من حيث التكلفة بين خصوم الغرب غير المتكافئين أدى إلى إضعاف قوة أنظمة الأسلحة التقليدية بشكل كبير، والتصرف العقلاني الذي ينبغي لنا أن نفعله هو قبول هذا وإعادة توجيه هذه المئات من المليارات من الدولارات المهدرة إلى البرامج الاجتماعية والبنية الأساسية، إن أي شيء تقريباً سيكون أكثر قابلية للدفاع عنه من الوضع الراهن”.
عجز أمريكي عن تحديث أسطوله البحري
وكشفت المعركة البحرية عن العجز الأمريكي عن ابتكار أو تطوير أسلحته البحرية، واكتفى بالمبادلة بين القطع البحرية، وهو ما سهل للجيش اليمني الوصول لأغلب القطع البحرية الأمريكية واستهدافها.
وفي هذا الجانب ذكرت وكالة The Associated Press إن البحرية الأمريكية تواجه تحديات في بناء سفن حربية منخفضة التكلفة تتضمن قدرة على إسقاط صواريخ “الحوثيين” في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن انتاج السفن الحربية في الولايات المتحدة يمر بأسوأ حالاته منذ 25 عاما حيث تعتمد قدرة البحرية الأمريكية على بناء سفن حربية منخفضة التكلفة في البحر الأحمر على مجموعة عمال يبلغون من العمر 25 عامًا كانوا يصنعون في السابق قطع غيار لشاحنات القمامة.
وذكر تقرير وكالة The Associated Press ان ” نقص العمالة يعد أحد التحديات التي لا تعد ولا تحصى والتي أدت إلى تراكم إنتاج السفن وصيانتها في وقت تواجه فيه البحرية تهديدات عالمية متزايدة، وإلى جانب الأولويات الدفاعية المتغيرة، وتغييرات التصميم في اللحظة الأخيرة، وتجاوز التكاليف، فقد جاءت الولايات المتحدة خلف الصين في عدد السفن المتاحة لها والفجوة آخذة في الاتساع”.
وقال المحلل المخضرم في مكتب الميزانية بالكونغرس إريك لابز إن ” بناء السفن الحربية يمر بحالة رهيبة وهي الأسوأ منذ ربع قرن ولا أرى طريقة وسهلة للخروج من ذلك واشعر بقلق كبير”.
وأضاف ان ” شركة مارينت مارينز ابرمت عقدا لبناء ست فرقاطات ذات صواريخ موجهة وهي أحدث السفن الحربية السطحية التابعة للبحرية الأمريكية مع خيارات لبناء أربع فرقاطات أخرى، لكن لم يوجد لديها من العمال ما يكفي لإنتاج فرقاطة واحدة فقط سنويًا”.
وأوضح التقرير ان ” إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجهها الصناعة هي النضال من أجل توظيف العمال والاحتفاظ بهم للقيام بالعمل الصعب المتمثل في بناء سفن جديدة ومع تقاعد العمال القدامى فهم يأخذون معهم عقودًا من الخبرة”.
وأشار التقرير الى ان ” الكثير من اللوم عن المشاكل الحالية التي تواجه بناء السفن في الولايات المتحدة يقع على عاتق البحرية، التي تغير المتطلبات بشكل متكرر، وتطلب ترقيات وتعديل التصميمات بعد أن بدأت شركات بناء السفن في البناء، ويظهر ذلك في تجاوز التكاليف والتحديات التكنولوجية ؛ والتقاعد المبكر لبعض السفن القتالية الساحلية المدرعة بشكل خفيف التابعة للبحرية، والتي كانت عرضة للانهيار.
حتى أسلحة الليزر لا يمكنها هزيمة أسلحة اليمن
بعد إقرار الولايات المتحدة بعجزها التام أمام أسلحة اليمن، بدأت بالبحث عن أسلحة خارج المألوف للتغلب على أسلحة اليمن، فقد أوضحت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في تقرير لها، الأحد، أن أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبديل لتخفيف تكلفة الصواريخ الدفاعية باهظة الثمن التي تستخدمها البحرية لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، لن تكون في الحقيقة بديلاً فعالاً أو حتى متاحاً في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب، لأنها تتطلب طاقة كهربائية عالية لا يمكن توفيرها على متن السفن الحربية، كما أن مداها محدودا جداً، وحتى يتم إدخالها مستقبلاً فستكون ضمن الطبقات الدفاعية الموجودة أصلاً وليست بديلاً عنها.
ونشرت المجلة، تقريرا جاء فيه إن “الحوثيين نجحوا في استهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطائرات بدون طيار، فهل تستطيع البحرية الأمريكية استخدام الليزر للدفاع عن نفسها؟”.
وأوضحت أن “أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبدائل فعالة من حيث التكلفة، تعتبر في مرحلة التطوير ولكنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك متطلبات الطاقة العالية والمدى المحدود”.
وأشار التقرير إلى أن “أنظمة الليزر الحالية، مثل نظام الدفاع الليزري الطبقي من إنتاج شركة لوكهيد مارتن ونظام دراجون فاير من إنتاج المملكة المتحدة، تعتبر واعدة ولكنها غير قادرة بعد على استبدال أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية”.
واشنطن تقر رسمياً بالفشل
بعد 10 أشهر من المواجهات البحرية التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية نصرة لغزة، يظهر قائد الأسطول الأمريكي ليقر بالفشل في وقف الهجمات اليمنية أو الحد منها، حيث أقر قائد الأسطول الخامس الأمريكي، نائب الأدميرال جورج إم. ويكوف، بحدوث تحول نوعي في المشهد العسكري باليمن، فقد أصبحت القوات المسلحة اليمنية، قادرة على تطوير قدراتها الهجومية بشكل مستقل، متجاوزة بذلك الاعتماد التقليدي على الدعم الإيراني، مؤكدا أن هذه التطورات الملحوظة في قدرات القوات المسلحة اليمنية قد وضعت البحرية الأمريكية في موقف دفاعي، حيث باتت عاجزة عن فرض ردع فعال في مواجهة الهجمات المتكررة التي تستهدف الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وقال ويكوف في مقابلة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: إن المشكلة في اليمن تتطلب جهدا عالميا لحلها، مؤكدا أنه من الصعب الحديث عن ردع “الحوثيين” فلا تزال عملياتهم مستمرة ومنذ بضعة ليال هاجموا السفن الحربية الأمريكية كما استهدفوا السفينة Groton، ومن المثير للضحك أن هذا التصريح أتى من شخص طالما تباهي بالقدرات العسكرية الأمريكية، وأن واشنطن ستنهي المقاومة في اليمن بغضون أيام.
وبالفعل وكما قالت القوات المسلحة اليمنية بداية العدوان الأمريكي على البلد، بأن واشنطن بدأت الحرب، لكن مسألة إيقافها لن يكون بيد واشنطن بل القرار سيكون في صنعاء، وهذا قائد الأسطول الأمريكي الخامس يؤكد وعيد القوات المسلحة اليمنية، حيث أقر ويكوف بعدم القدرة على إيقاف الهجمات اليمنية، قائلا: “لقد نجحنا في إضعاف قدرات الحوثيين، ولكن هل أوقفناهم؟ لا، هذا خيار الحوثيين، وهم قادرون على إيقاف هذا في أي يوم يريدونه”، كما أقر ويكوف” أن القوات الأمريكية تخوض الحرب الأكثر استدامة وكثافة منذ الحرب العالمية الثانية وأن البحارة الأمريكيين يقاتلون في بيئة مرهقة.
تهديد السفن مستمر
بعد عشرة أشهر من تبني واشطن عملية الدفاع عن السفن التجارية من النيران اليمنية، ها هي اليوم تعلن فشل مهمتها التي راهنت على حسما مهما كلف الأمر، وبالرغم من حشد عدة تحالفات دولية لتحقيق هذا الغرض، إلا أن المحصلة، اعترف بها قائد الأسطول الأمريكي الخامس قائلا: “الحوثيون” نجحوا في ثني السفن عن المرور عبر باب المندب، حيث ترفض شركات الشحن المرور عبر باب المندب قبل تحقيق مزيد من الاستقرار في المنطقة، وأضاف: “نحاول الاستمرار في الحفاظ على المكان الذي نحن فيه الآن للسماح للأذرع الأخرى المحلية والدولية بالضغط على الحوثيين لوقف ما يفعلونه في البحر الأحمر” .
قائد أسطول أمريكا “ويكوف” أضاف أن هناك نقاشا حول إمكانية أن يصبح “الحوثيين” مصدرين قادمين للتكنولوجيا العسكرية، وأن ما تحتاج إليه واشنطن هو حل دبلوماسي حتى لا تضطر إلى القلق بشأن محاولة الدفاع عن السفن التي تمر عبر المنطقة، فما تعتمد عليه حقا هو وجود جهات فاعلة عقلانية في المنطقة تتصرف بعقلانية”.
وتطرق ويكوف إلى أن “الحوثيين” مسلحون جيدا، وما يحتاجونه هو أن يصل سلاح واحد من أسلحتهم إلى سفينة حربية أمريكية أو من سفن التحالف وحينها سيكون الأمر صعبا وخطيرا للغاية، ولهذا تحتاج البحرية الأمريكية إلى دفاعات بنسبة 100%. وفقا لما نقله موقع “انصار الله”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة حاملات الطائرات فی الشرق الأوسط فی البحر الأحمر حاملة الطائرات السفن الحربیة ثیودور روزفلت أسلحة اللیزر الأمریکیة فی قائد الأسطول أسلحة الیمن فی المنطقة إلى منطقة یو إس إس إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرواية اليمنية لحادثة سقوط طائرة “F-18”
يمانيون/ كتابات/ علي ظافر
في حادثة غير عادية أعلنت البحرية الأميركية سقوط وغرق طائرة حربية من نوع f18 في البحر الأحمر، وتعد هذه الطائرة من أحدث أنواع الطائرات الأميركية وأكثرها تطوراً وتعدداً في المهام، كما تبلغ قيمتها أكثر من 67 مليون دولار، فإن سقوطها أو إسقاطها على اختلاف الروايات والفرضيات، يمثل في الحقيقة قيمة استراتيجية وتطوراً هو الأهم والأحدث في مسار المعركة البحرية المستمرة منذ أكثر من أربعين يوماً بين القوات الأميركية من جهة والقوات المسلحة اليمنية.
أمام هذا التطور تبرز الكثير من التساؤلات. ماهي الثغرات في الرواية الأميركية تجاه حادثة سقوط طائرة f18 من على متن حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان؟ وسواء سقطت الطائرة أو أسقطت … لماذا سارعت البحرية الأميركية إلى الاعتراف بتلك الحادثة رغم ما تمثله من فضيحة مدوية لقوة صورت وسوقت نفسها منذ زمن بعيد على أنها “سيدة البحار” من دون منازع أو منافس و”القوة التي لا تقهر”.!
وما دلالة الاعتراف الأميركي بـ “سقوط الطائرة” بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية عن “عملية اشتباك مشتركة… ضد حاملة الطائرات هاري ترومان والقطع المرافقة لها وإجبارها على التراجع والابتعاد” إلى شمال البحر الأحمر رداً على جريمتي العدوان الأميركي اللتان تسببتا باستشهاد ثمانية مدنيين بينهم نساء وأطفال في بني الحارث بالعاصمة صنعاء، و125 شهيداً وجريحاً في مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات أفريقية في صعدة.
وفي المقابل لماذا لم تصدر قوات صنعاء حتى اللحظة أي تعقيب أو رواية بخصوص الأسباب والملابسات التي أدت إلى غرق الطائرة الأميركية في البحر الأحمر؟ وقد أعلنت خلال الأسبوع المنصرم على لسان الرئيس مهدي المشاط “خروج هاري ترومان عن الجاهزية في الأيام الأولى من العدوان الأميركي”.
ارتباك وتناقض في الرواية الأميركية
الرواية الأولى صدر بيان عن البحرية الأمريكية في المنامة عن وقوع حادثة على متن حاملة طائرات، وإن أحد البحارة أصيب بجروح طفيفة، جراء سقوط الجرار وطائرة من نوع f18 في البحر من على متن حاملة طائرات. وفي هذه الرواية المضللة حاولت البحرية الأمريكية فصل وسلخ الحادثة عن سياقها، إذ لم تذكر الحاملة التي سقطت الطائرة من على متنها مع الإشارة السريعة إلى الطائرة غرقت وأنها يجري التحقيق في الحادثة وكأنها حادث عرضي أو حادث مروري!، والملاحظة الأهم أن البحرية الأميركية تعمدت تماماً عدم الإشارة إلى “النيران اليمنية”، وبأن الطائرة سقطت أثناء عملية الاشتباك بين ترومان والقطع المرافقة لها في البحر الأحمر من جهة، والقوات اليمنية من جهة أخرى.
وفي انعطافة حادة على صعيد الرواية، نقلت وسائل إعلام أميركية وأخرى عربية عن مسؤولين أميركيين اعترافهم بأن “الطائرة سقطت من على متن حاملة الطائرات هاري ترومان أثناء مناورتها أو انعطافها الحاد تفادياً لنيران الحوثيين” هذه الرواية كشفت بعضاً مما حاولت البحرية الأميركية إخفاءه، ووضعت الحادثة في سياقها بأنها وقعت أثناء عملية الاشتباك بالإشارة إلى “نيران الحوثيين” وأكدت على خلاف الرواية السابقة بأن الحادثة ليست “عرضية”.
الرواية الثانية وإن كانت لاتزال محاطة ببعض الشكوك، إلا أنها أكثر إقناعاً من سابقتها وأكثر احتراماً لعقول الجماهير والمتابعين في الداخل الأميركي وعلى مستوى العالم، وربما تعكس الخشية من الفضيحة أمام الرواية اليمنية بناء على تجربة مماثلة حصلت في 22 -12 – 2024 حينما سقطت طائرة من النوع ذاته f18، وكانت الرواية حينها أنها “أسقطت عن طريق الخطأ بنيران صديقة، مع إصابة طفيفة لأحد قائدي الطائرة”، لتؤكد الرواية اليمنية حينها على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع بأن الطائرة الأميركية “أسقطت” بنيران يمنية.
أما لماذا سارعت البحرية الأميركية بهذا الاعتراف المنقوص والمجترئ للحقيقة فلأن إدارة ترامب بما فيها البحرية الأمريكية لا تستطيع أن تخفي الحقيقة كاملة عن الرأي العام الأميركي هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المسارعة بالاعتراف المنقوص والمرتبك والمضلل، يأتي استباقاً للرواية اليمنية، ويرى البعض أن الاعتراف بهذه الفضيحة بمثابة قنبلة دخانية للتعمية على الجريمة الوحشية التي ارتكبها العدوان الأميركي بحق المهاجرين الأفارقة في صعدة وراح ضحيتها 125 شهيداً وجريحاً، بهدف صرف الرأي العام عن هذه الجريمة، وهذا الرأي محترم إلا أنه لا يمنع من الحديث عن السقوط الأخلاقي والإنساني لواشنطن من خلال التركيز على جريمة العدوان الأميركي بحق المهاجرين الأفارقة وما سبقها من جرائم، إلى جانب الحديث عن السقوط العسكري لأميركا ورهاناتها، ويكون الأمرين والقضيتين ضمن الأجندة الإعلامية والسياسية في آن معاً.
الرواية اليمنية لحادثة “سقوط طائرة f18”
الاعتراف الأمريكي بسقوط الطائرة جاء بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية عن عملية اشتباك مع حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان والقطع العسكرية المرافقة لها، واستهدافها ضمن عملية مشتركة بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة وإجبار الحاملة على التراجع والابتعاد عن مكان تمركزها إلى أقصى شمال البحر الأحمر، ووضعت عملية الاشتباك والمطاردة تلك في إطار الرد على جريمتي العدوان الأمريكي في صنعاء وصعدة والتي راح ضحيتهما العشرات معظمهم من المهاجرين الأفارقة.
هذا التزامن وهذا السياق العسكري (الاشتباك) دليل كاف لأي متابع بالربط بين النيران اليمنية وسقوط الطائرة الأمريكية، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر نتيجة حالة الرعب والاجهاد والارهاق الذي يعيشه فريق حاملة الطائرات “ترومان”.
وفي هذا السياق نقلت قناة المسيرة عن مصدر في وزارة الدفاع اليمنية معلومات جديدة عن عملية الاشتباك اليمنية مع ترومان والقطع المرافقة لها في أقصى البحر الأحمر كجزء من الرد على الرواية الأميركية.
المصدر الدفاعي اليمني، لم يستبعد “إصابة ترومان بشكل مباشر في عملية الاشتباك الأخيرة”، ورجح أن “ترومان قد تغادر مسرح العمليات في أي وقت”، وكشف المصدر أن عملية الاشتباك الأخيرة تميزت عن سابقاتها بـ “تكتيكات جديدة” وبزخم ناري كبير استمر لعدة ساعات، وأجبر ترومان “تحت الضغط المتواصل بالصواريخ والمسيرات” على التراجع والابتعاد عن مكان تمركزها السابق.
هذا التصريح يحمل عدة رسائل ضمنية، أولاها، أن حملة الضغط العسكري بالعدوان على المدنيين وتكثيف الجرائم بحقهم، كوسيلة ضغط على القوات المسلحة اليمنية وأدائها، يأتي بنتائج عكسية ضاغطة ومؤلمة ومؤثرة على العدو ضمن الرد على تلك الجرائم كما أشار العميد سريع في بيان الاشتباك.
الأمر الثاني، تكشف حادثة إسقاط الطائرة الأميركية فاعلية وتأثير العمليات اليمنية، بالقدر الذي أجبرت ترومان على “التفحيط في البحر” والإنعطاف الحاد خشية من النيران اليمنية، وهذا اعتراف بقوة التهديد.
كما أن العملية تحمل دلالات واضحة على أن قدرات اليمن لم تتأثر، وأن مفاجآتها تتكشف الواحدة تلو الأخرى، وأن العملية الأخيرة لم تقتصر أضرارها على طائرة واحد، بل على حاملة الطائرات وما حملت، كما تعكس حجم الإرهاق والإعياء والإجهاد الذي وصل اليه طاقم حاملة الطائرات، نتيجة الاستنزاف والضغط على مدى أكثر من أربعين يوماً.
وهذا مؤشر آخر بأن القوات اليمنية تَستنزف ولا تُستنزف، وتَردع ولا تُردع. وعلى إدارة ترامب أن تراجع حساباتها في هذه المغامرة بالنيابة عن “إسرائيل” وتوقف نزيف خسائرها الذي يترواح – على اختلاف الروايات الأمريكية – بين مليارين وثلاثة مليارات دولار.
وعلى الإدارة الأميركية أن تدرك أن اليمن لن يتوقف، وأن مفتاح الحل كما نكرر دائماً في غزة وهي قادرة عليه بالضغط لوقف العدوان ورفع الحصار، بغير هذا فإن أفق المعركة يبدو طويلاً والخسارة في نهاية المطاف ستكون أميركية.