ماذا بعد مقتل هنية؟!!
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أغسطس 13, 2024آخر تحديث: أغسطس 13, 2024
محمد حسن الساعدي
ربما تعتبر إسرائيل أن قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “أسماعيل هنية” والرجل الثاني في حزب الله “فؤاد شكر” أعلان نصر على محور المقاومة في المنطقة، وربما يسعى من خلال هذا النصر الى التحرك نحو إنهاء الحرب، أو الذهاب نحو التصعيد وجر الولايات المتحدة الى هذا الصراع بفتح حرب ومنافسة إقليمية مع إيران وحزب الله، وهو الامر الذي أستوعبته طهران،والتي ما زالت تحت الضغط الهائل من أجل الرد والذي بالتأكيد سيفتح احتمالات التصعيد وإدخال المنطقة في دوامة من الحروب لا تنتهي لا بدمار المنطقة ككل .
بعد عملية الاغتيال كثرت الاسئلة والتكهنات حول الخطط الاستراتيجية التي يعمل عليها “بنيامين نتنياهو” والتي بحسب القراءات الاولية تتركز حول اساسين:
الاول: ان عمليات الاغتيال هو البداية لعمليات أخرى سيقوم بها نتنياهو لاغتيال قادة حماس وحزب الله،وكذلك العمل على إيجاد ضربة لطهران وبيروت في نفس الوقت وذلك لإطلاق رسالة اننا متماسكون أمام العالم، وكذلك عكس صورة الصلابة أمام المجتمع الاسرائيلي الذي يرى انه تورط في هذه الحرب التي لن تنتهي الا بنهايته، وهذا ما عبر عنه الحزب المعارض داخل الليكود والانتهاء من اعلان النصر وإنهاء الحرب في غزة من موقع القوة لا الضعف.
الثاني: التصعيد بشكل كبير ضد حزب الله وإيران وذلك من أجل إشعال حرب اكبر في المنطقة، وإيجاد مبرر منطقي من أجل القيام بعمل واسع ضد حزب الله من خلال الاجتياح البري “المحدود” وفي نفس الوقت التصعيد مع طهران، ما يجعل واشنطن مجبرة على الدخول في هذه الحرب لصالح تل أبيب، ويبدو أن هذا الامر قد تم مناقشته فعلاً أثناء زيارة نتنياهو لواشنطن، ولكن دون تحديد توقيت محدد، وبغض النظر عن قبول الاخيرة من عدمه فان واشنطن بالتأكيد ستكون وراء قرار ضرب طهران وبيروت.
الزيارة التي قام بها نتنياهو الى واشنطن والتي حظي بها باستقبال وترحيب من قبل الكونغرس الامريكي حظيت باهتمام، خصوصاً مع الاهتمام الكبير الذي قدمه الرئيس الأمريكي جوبايدن لتل أبيب في حربها ضد حماس وباقي الفصائل المسلحة، على العكس من موقف نائبة الرئيس كامالا هاريس التي لها موقف مغاير لموقف بادين من الحرب على غزة، بينما في حال فوز المرشح دونالد ترامب فان الموقف من الصراع سيتغير تماماً خصوصاً وان موقف الاخير كان واضحاً بان في حال تسنمه لمنصبه في كانون الثاني 2025 فان سيعمل على إنهاء الحرب في غزة فوراً.
يدرك نتنياهو ان الوقت ضيق لديه وان عليه الاسراع في حسم المعركة وتحقيق النصر على حماس وحزب الله قبل فوز ترامب بالانتخابات الامريكية، وبدأ يستشعر أن لا خيار امام واشنطن سوى الوقوف مع إسرائيل في أطلاق الصاروخ الاول، مايعني ان طهران وبيروت لن تقف مكتوفة الايدي وسترد بقوة أستثنائية على هذا التصعيد، خصوصاً وان التقرير تشير ان بشار الاسد قد زود حزب الله بصواريخ جو متطورة جداً،ما يعني أن احتمالية أستخدام اسرائيل للطائرات امر ضئيل جداً.
الضربة الاسرائيلية”الوقحة” على طهران والتي راح ضحيتها القائد أسماعيل هنية خطمت كل الاحتمالات لتعزيز أي نصر قد يحققه الكيان الصهيوني على غزة ولبنان،كما هو الحال بالنسبة لمحادثات وقف اطلاق النار في غزة والتي بالتأكيد تأثر كثيراً بعد عملية الاغتيال،خصوصاً وان اغتيال هنية احرج واشنطن كثيراً والتي أتت بتوقيت زيارة نتنياهو الى واشنطن والتي أنتهت بإعلان بايدن أن “إنهاء الصراع في غزة هو من اولى اولوياته”وهذا ما يعني ان المنطقة عموماً دخلت في منعطف جديد وتحول خطير قد يسبب صراع جديد فيها سيكون الخاسر الاكبر فيها نتنياهو.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
عراقجي: طهران مستعد لعقد اتفاق نووي جديد مع واشنطن مقابل رفع العقوبات
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده من شأنه أن يفتح آفاقا اقتصادية تُقدّر بنحو تريليون دولار، مؤكدا أن الشركات الأمريكية يمكنها الاستفادة من هذه الفرص.
وجاءت تصريحات عراقجي في خطاب كان من المقرر أن يُلقيه الثلاثاء عبر تقنية الفيديو في مؤسسة كارنيغي بولاية نيوجيرسي، ضمن ندوة حول "السياسة النووية الدولية"، قبل أن يتم إلغاء الكلمة تحت ضغط من مجموعات ضغط موالية للاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما أفاد به عبر منصة "إكس".
وأكد عراقجي في نص خطابه، أن أي "مواجهة عسكرية محتملة مع إيران ستُكلّف الاقتصاد الأمريكي ثمناً باهظاً"، مشدداً على "أهمية البُعد الاقتصادي في أي اتفاق مرتقب مع الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن "إيران لم تكن يوماً عائقاً أمام التعاون العلمي أو الاقتصادي مع واشنطن، بل كانت السياسات الأمريكية المتأثرة بدوائر نفوذ معينة هي المعرقل الأساسي".
ولفت الوزير الإيراني إلى إمكانية تطوير العلاقات التجارية بين البلدين في المجال النووي أيضا، قائلا: "لدينا حاليا مفاعل نووي فعّال في بوشهر، وخطتنا طويلة الأمد تشمل بناء ما لا يقل عن 19 مفاعلاً إضافياً، وهو ما يعني وجود عقود بمليارات الدولارات يمكن للشركات الأجنبية، بما في ذلك الأمريكية، الاستفادة منها".
وأكد عراقجي استعداد بلاده للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة، شرط رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وكانت العاصمة الإيطالية روما احتضنت، السبت الماضي، الجولة الثانية من مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، والتي عُقدت في مقر إقامة السفير العُماني، بمشاركة عراقجي ممثلا للجانب الإيراني، وستيف ويتكوف، المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط، ممثلا عن واشنطن.
وسبقت هذه الجولة محادثات غير مباشرة بين الطرفين استضافتها العاصمة العُمانية مسقط، والتي وُصفت من قِبل البيت الأبيض بأنها "إيجابية للغاية وبنّاءة"، وحظيت بترحيب عربي.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 خلال ولايته الأولى، معتبرا أنه "اتفاق سيئ" لكونه مؤقتا ولا يتطرق إلى برنامج إيران للصواريخ الباليستية أو قضايا إقليمية أخرى، وأعاد فرض العقوبات على طهران ضمن ما عُرف بـ"حملة الضغط الأقصى".
ورغم التزام إيران ببنود الاتفاق لعام كامل بعد انسحاب واشنطن، فإنها بدأت لاحقاً التراجع تدريجياً عن التزاماتها.
وفي ظل المستجدات الإقليمية وتراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، تضغط الإدارة الأمريكية، مدفوعة بتوجهات إسرائيلية، نحو تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما ترفضه طهران بشدة، مؤكدة تمسكها بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.