مواجهات محتدمة تشعل شمال شرق سوريا.. ماذا عن الوساطة الروسية؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
تتصاعد حدة التوترات على ضفتي نهر الفرات شمال شرق سوريا على وقع المواجهات المتبادلة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من جهة، وبين مقاتلي العشائر في المنطقة وقوات النظام السوري المدعومة بالمليشيات الإيرانية من جهة أخرى، في حين تسعى روسيا عبر نفوذها إلى تهدئة التوتر بين الجانبين.
واشتعلت المواجهات في شمال شرق سوريا، في أعقاب شن مقاتلين من ما يعرف بـ"جيش العشائر" هجوما على مناطق سيطرة "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة، انطلاقا من مناطق النظام السوري غربي نهر الفرات، الأربعاء الماضي.
وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت المنطقة مواجهات وقصفا متبادلا بين أطراف النزاع، ما أسفر عن قتلى عسكريين لدى الجانبين وضحايا مدنيين.
والجمعة الماضي، قُتل مدنيون بينهم أطفال عقب قصف مدفعي استهدف قرية الدحلة الواقعة في ريف محافظة دير الزور شرقي نهر الفرات.
وفي حين ذكرت مصادر محلية أن مليشيات موالية لإيران كانت وراء "المجزرة"، فقد اتهمت "قسد" قوات النظام السوري بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف كلّا من قريتي الدحلة وجديد بكارة في ريف دير الزور الشرقي.
وفي سياق التطورات العسكرية، تفرض قوات سوريا الديمقراطية حصارا على ما يعرف بـ"المربع الأمني" التابع للنظام السوري في ريف محافظة الحسكة لليوم السادس على التوالي.
ويضم "المربع الأمني" الواقع في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، فروع الأجهزة الأمنية للنظام السوري ومؤسسات الدولة، وسط مساع روسية لفك الحصار عن النظام وتهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة.
ومساء الاثنين، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن تنفيذ "عملية استهدفت ثلاثة مواقع لقوات النظام السوري في محافظة دير الزور، أسفرت عن مقتل 18 عنصرا وجرح آخرين"، موضحة أن الهجوم جاء ردا على "مجزرتي الدحلة وجديد بكارة".
ووفقا لبيان قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، فإن الهجوم الذي طال نقاطا للنظام السوري في قرى على الضفة الغربية لنهر الفرات شرق دير الزور، هي الكشمة والبوليل والطوب، أسفر عن "مقتل اثنين آخرين في اشتباك منفصل"، فضلا عن تمكنها من "الاستيلاء على 11 بندقية من نوع كلاشنكوف ومعدات عسكرية إضافية".
في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية أن ثمانية من عناصر مليشيا "لواء الباقر" الموالية لإيران لقوا حتفهم عقب استهداف مركبتهم بطائرة مسيرة مجهولة الهوية على طريق الدوير - الكشمة بريف دير الزور الشرقي.
"صدامات متكررة"
مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، سمير العبد الله، يرى أن "ما حدث في دير الزور خلال الأيام الماضية ليس سوى تكرار للصدامات التي تعيشها المنطقة بين أبناء العشائر وقوات قسد".
ويوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن تلك الصدامات تأتي "نتيجة للوضع المتأزم تحت سيطرة قسد، خاصة العناصر غير السورية، وما يرافق ذلك من حرمان للمنطقة من الاستفادة من مواردها النفطية الغنية وتهميش أبنائها".
وكانت المنطقة شهدت العام الماضي انتفاضة شعبية واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية، في مناطق شمال شرق سوريا، بما في ذلك دير الزور والرقة رفضا لـ"تهميش المكون العربي وقيام قسد بسرقة ثروات المنطقة".
وفي أواخر آب/ أغسطس من العام الماضي، اندلعت الاشتباكات المسلحة التي ترافقت مع سخط شعبي متصاعد في المنطقة عقب اعتقال "قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل المعروف بلقب "أبو خولة".
وسرعان ما اتسعت رقعة المواجهات حينها إلى مساحات واسعة من مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، وتصدر إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة "العكيدات"، الحراك العشائري ضد "قسد"، قبل أن ينسحب إلى مناطق النظام السوري مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية استعادة سيطرتها وانتهاء العمليات العسكرية يوم 8 أيلول /سبتمبر الماضي.
بحسب سمير العبد الله، فإن الجديد في الصدامات هذه المرة أن "الهجوم انطلق من مناطق سيطرة النظام السوري، وبدعم إيراني، في ظل رغبة النظام وحلفائه في تعزيز نفوذهم بالمنطقة، ومحاولة إيرانية لمناكفة الولايات المتحدة".
"لذلك، لا يمكن وصفه بأنه حراك عشائري، بل إنه حراك إيراني لخلط الأوراق"، وفقا لمدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة.
من جهته، يرى الباحث في مركز عمران للدراسات سامر الأحمد، أن "الهجوم الأخير ضد ’قسد‘ يأتي بعد مساعي إيران لكسب قوات العشائر، ما أسفر عن تهميش إبراهيم الهفل إلى حد كبير، ليتحول إلى واجهة إعلامية".
ويوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن النفوذ الفعلي في الميدان يعود إلى ما يعرف "بأسود العكيدات" التي يقودها هاشم السطام، الإيراني الولاء، بحسب تعبير الأحمد.
جهود روسية للوساطة
في السياق، تعمل روسيا، حليف النظام السوري، إلى تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة وفك الحصار الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية على قوات النظام السوري في "المربع الأمني" في ريف محافظة الحسكة.
والاثنين، أجرت موسكو جولة جديدة من المفاوضات لبحث فرص التهدئة مع "قسد"، وذلك بالتزامن مع تواصل طرفي المواجهات المشتعلة حشد قواتهما، بالتزامن مع موجة نزوح جماعية للمدنيين.
وذكرت صحف محلية، أن وفدا روسيا يضم عناصر من قوات النظام السوري وضباطا روسيا برئاسة قائد القوات الروسية العاملة في سوريا، سيرغي كيسيل، وصل إلى القامشلي في ريف الحسكة عبر حوامة عسكرية.
وتسعى موسكو إلى الحد من تصاعد التوترات بين قسد والنظام السوري وفك الحصار المفروض على مقار النظام في القامشلي، منذ الأربعاء الماضي، حسب مصادر محلية.
وهذه ثاني جولة تفاوضية تجريها روسيا في ظل المواجهات بين قسد والنظام السوري المدعوم بمليشيات موالية لإيران، حيث وصل يوم الجمعة الماضي وفد ضم كيسيل وضباطا من النظام، إلا أن المحادثات لم تسفر عن وقف الاشتباكات المشتعلة.
سمير العبد الله، يوضح أن "روسيا أرادت من خلال وساطتها أن تعزز دورها في المنطقة التي تتمركز فيها القوات الأمريكية، وتحقيق مكاسب لحليفها، النظام السوري".
وتنتشر قوات تقودها الولايات المتحدة ضمن ما يعرف بـ"التحالف الدولي" على شكل قواعد عسكرية، في مواقع مختلفة من شمال شرق سوريا، بما في ذلك محافظة دير الزور التي تحتضن حقول نفط "كونوكو" و"العمر" و"التنك".
ويرى مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون، أن "فشل الوساطة الروسية يعكس تعقيد الوضع وتشابك المصالح المتضاربة، حيث تجد روسيا نفسها مضطرة للتعامل مع تحديات متعددة في سوريا، بدءا من دعم النظام السوري، مرورا بالحفاظ على علاقات مع قسد، وصولا إلى إدارة التوترات مع تركيا وإيران".
"وقد تستغل قسد هذا التصعيد في تعزيز هيمنتها وسيطرتها الأمنية على المنطقة"، بحسب العبد الله.
في السياق ذاته، يشير سامر الأحمد في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن الروس يحاولون تهدئة التوترات في المنطقة لكن لم ينجحوا إلى حد كبير"، مستدركا بأن "هناك تفاهمات أولية غير واضحة الملامح بعد، تم التوصل إليها حديثا عبر الوساطة الروسية، تشمل منع هجمات العشائر وفتح الطرقات المؤدية للمربعات الأمنية وإدخال المياه".
ويربط الأحمد إمكانية تراجع التوترات في المنطقة بقدرة الوسطاء الروس على الحد من اشتعال المنطقة، موضحا أن "الجميع يضع يده على الزناد"، بحسب تعبيره.
في هذا السياق، ذكرت منصات محلية أن "قسد" سمحت بدخول "صهاريج المياه إلى الأحياء الواقعة في المربع الأمني التابع لنظام الأسد" في الحسكة، في إشارة إلى تقدم في الوساطة الروسية
ويرى الباحث في مركز عمران للدراسات، أن روسيا "تمتلك أدوات سياسية وأمنية للضغط على كل من قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري".
أما سمير العبد الله، فيشدد في ختام حديثه لـ"عربي21"، على أن "الوضع العام في المنطقة معقد ومفتوح على جميع الاحتمالات".
و"قد ينجح التدخل الروسي في الحد من التصعيد مرحليا، لكنه قد لا يكون كافيا لمنع تصاعد التوترات على المدى الطويل، خاصة مع وجود العديد من الأطراف المتنافسة ذات الأهداف المختلفة"، وفقا لمدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سوريا قسد الإيرانية روسيا دير الزور إيران سوريا روسيا دير الزور قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات سوریا الدیمقراطیة قوات النظام السوری الوساطة الروسیة شمال شرق سوریا فی المنطقة السوری فی دیر الزور حدیثه لـ ما یعرف فی ریف
إقرأ أيضاً:
عربي21 تحاور وزير التجارة السوري.. ماذا قال عن إلغاء الدعم؟ (شاهد)
بعد سقوط النظام السوري، ورثت البلاد واقعًا اقتصاديًا منهارًا وبنية تحتية شبه معدومة، سنوات من الحرب خلفت أثارًا عميقة على كافة القطاعات، من التجارة والصناعة إلى الزراعة والخدمات الأساسية، وبات المواطن السوري يواجه أعباءً يومية معيشية غير مسبوقة، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني وتراجعت القدرة الشرائية لليرة السورية حتى اللحظات الأخيرة من عهد نظام الأسد المخلوع.
التحديات لم تقتصر فقط على الداخل؛ بل كانت هناك تركة ثقيلة من الديون والعقود المرهقة التي أبرمها النظام السابق، إلى جانب عزلة سياسية واقتصادية أدت إلى صعوبة الوصول إلى الأسواق العالمية وتباطؤ جهود إعادة الإعمار.
وفي هذا السياق، أجرت "عربي21" لقاء خاصا مع وزير التجارة الداخلية السوري ماهر خليل الحسن، للكشف عن خطط الوزارة لمواجهة هذه التحديات، من استقرار الأسعار وتوفير السلع الأساسية، إلى إعادة بناء القطاع التجاري وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي. فماذا كشف الوزير عن رؤية الوزارة لرفع مستوي معيشة المواطن السوري؟
ما رؤيتك لدور وزارة التجارة الداخلية في تعزيز مستوى معيشة المواطن السوري في ظل التحديات الراهنة؟
حقيقةً، دور وزارة التجارة الداخلية في تحسين حياة المواطنين في هذه الظروف الحالية ليس دورًا مستقلًا أو بمعزل عن باقي الوزارات، وجميع الوزارات مرتبطة ببعضها البعض، وفي عدة اتجاهات، هناك خطط في هذا الاتجاه ربما تكون خططًا قصيرة المدى ومنها خطط متوسطة المدى ومنها بعيدة المدى.
على المدى القريب، عملنا على تحرير السوق لكسر القيود أمام التجار، وتم فتح السوق لجميع التجار للعمل على قيام الاستيراد والتصدير، وأصدرنا الرسوم الجمركية الجديدة التي كانت منخفضة بشكل كبير عن الرسوم في النظام البائد، وربما على المدى المتوسط، فتح المجال أمام الاستثمارات العربية أو حتى العالمية لإعادة بناء المؤسسات أو القطاعات الاقتصادية الضخمة لإعادة عجلة الحياة الاقتصادية للدوران، والعودة بشكل سريع إلى النهضة الاقتصادية المأمولة لسوريا.
ربما على المدى البعيد، سوريا كما يعلم الجميع، هي دولة غنية بموارد عديدة واستراتيجية ومهمة. نعمل منذ الآن على وضع الخطط اللازمة لإعادة دورها الريادي في المنطقة من خلال الاستفادة من الموارد التي تتمتع بها سوريا والانتقال إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، خصوصًا من المنتجات والسلع التي تُنتج محليًا والتقليل قدر الإمكان من الاستيراد، والاعتماد على التصنيع.
ما هي خطط الوزارة لضمان استقرار أسعار وتوفير السلع الضرورية؟
في هذا المجال، تم تجاوز هذا الأمر الآن، كما ذكرت، السوق متاح وجميع البضائع متواجدة في جميع أشكالها وأنواعها وحتى مصادرها، سواء الداخلية من خلال فتح الطرقات بين المحافظات لتبادل السلع الداخلية، أو من خلال فتح المجال أمام الاستيراد للمواد غير المنتجة محليًا أمام جميع التجار دون قيد أو شرط.
وكذلك قمنا كسر القيود التي كانت مفروضة السوق، وإزالة جميع أنواع الإتاوات، هذه العوامل كلها أدت إلى انخفاض في أسعار، وقد لمسنا هذا الانخفاض بشكل كبير في جميع المواد.
هل هناك تأثير لقرار زيادة الرواتب على التضخم؟
الحقيقة، الأسعار في مجملها انخفضت، لكن ربما حدث أو سيحدث ارتفاع في بعض أسعار المواد التي كانت تحت بند المواد المدعومة ظلمًا وزورًا، وإنما لم يكن هناك شيء من الدعم، بل كانت تواجهه لإدارة منظومة فساد خلفية تحت هذه الواجهة، وقرار زيادة الرواتب سوف يلغي هذا الأثر الناتج عن رفع الدعم عن بعض السلع أو المواد، كما نلاحظ أن هناك استقرارًا في سعر صرف الليرة السورية والدولار وتحسنًا في الفترة القليلة الماضية. ونتوقع أنه سيكون هناك انخفاض بمعدلات لا بأس بها، لكن سيحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت.
ماذا عن توافر المخزون الاستراتيجي من السلع؟
الحقيقة منذ بداية تحرير سوريا بشكل كامل، عملنا على تشكيل عدة لجان لإدارة هذا الملف وإعادة ترتيب الأمور الداخلية والفنية الخاصة بهذا الملف، ووصلنا إلى كميات لا بأس بها تكفي ربما لعدة أشهر تصل لأربعة أو خمسة أشهر، خاصة في مادة القمح تحديدًا، والمواد الأساسية كلها متاحة في السوق وموجودة، ولا أعتقد أن هناك نقصًا في أي مادة أمام المواطنين.
ولكن ربما نعاني من ارتفاع بعض أسعارها نتيجة أن معظم المواد مستوردة وتعتمد على الاستيراد من الخارج، وغياب المنتج المحلي الذي كان رائدًا في فترات سابقة، ونسعى ليعود كما كان كمنتج محلي منافس في السوق المحلية، والاكتفاء الذاتي في مواد أساسية واستراتيجية مهمة.
عربي 21 رصدت وعود لرجال الأعمال في تركيا وغيرها للتجارة في سوريا هل هي وعود وفرص حقيقة أم أنها مجرد تعاطف؟
إذا نظرنا إلى الوضع في البلدان المجاورة العربية الشقيقة والدول الصديقة والأجنبية، نلاحظ أن سوريا في وضعها الحالي هي أرض خصبة جدًا للاستثمار، وهناك رغبة حقيقية من جميع أو معظم الدول والشركات ورجال الأعمال للبدء في الاستثمار هنا في سوريا في قطاعات متنوعة وعلى مختلف المستويات.
ولكن ننتظر حتى يتم إصدار أو إقرار انطلاق الهيئة العامة للاستثمار أو الهيئة السورية للاستثمار، قد تحتاج الهيئة شهرين أو أكثر أو أقل قليلاً، كي تقوم بتنظيم عملية الاستثمار على شقيه المحلي أو العربي
كيف سيتم التعامل مع العقود والاتفاقات التجارية التي أبرمها النظام المخلوع؟
العقود المبرمة مع النظام البائد هي على مستويات مختلفة، بعضها قد مضى وانتهى ولكن له آثار مالية مترتبة، وهذه تمثل عبئًا كبيرًا، خاصة وأنها تركة صعبة وثقيلة ودولة مرهقة بالديون على المستويين المحلي والخارجي.
أما القسم الآخر من العقود الجارية ما بدأ ولم ينته، مثل هذه العقود قمنا بدراستها بشكل عاجل، وأغلبها استمرت، وأعطينا التعليمات في الاستمرار في هذه العقود.
والعقود التي كانت في مرحلة الدراسة ولم يتم الإقرار بها، فهذه قمنا بتجميدها، ونحن في انتظار الترتيبات الإدارية الخاصة بتشكيل لجان قانونية ومالية وتشريعية للنظر في هذه العقود والمستحقات المالية المترتبة سواء على الوزارة بعينها أو بشكل عام.
كيف ستعالج الوزارة قضايا الاحتكار والغش التجاري والإتاوات؟
موضوع الإتاوات هو صفحة وانطوت وإلى زوال لم يعد هذا الأمر موجودًا، وبدون إصدار أي قانون أو أي تعليمات أو أي توجيهات، وانتهى مع زوال النظام الفاسد البائد.
أما فيما يخص موضوع الاحتكار، فتحرير السوق وإطلاق السوق أمام جميع التجار وجعل السوق متاحًا لجميع رجال الأعمال على اختلاف مستوياتهم، سيلغي ظاهرة الاحتكار.
وما يخص الشق الثاني وهو موضوع الغش، هناك ضابطة تموينية تجول في الأسواق، مهمتها الأساسية هي مراقبة الأسعار، إلزام الفعالية التجارية بالإعلان عن أسعار المواد التي تريد بيعها، وفحص المواد الموجودة من حيث مطابقتها للمواصفات العالمية ومراقبة موضوع الغش أو انتهاء صلاحية المواد، وهذه هي من مهام الضابطة التموينية.
هل هناك نية لإعادة هيكلة برامج الدعم؟
الحقيقة نعتقد أن موضوع منظومة الدعم على مستوى العالم هو مقتصر على عدد قليل من الدول، التي تتعامل بهذه المنظومة التي تريد من خلالها أن تنشئ منظومات فساد واحتكار لمعظم التجار ووضعها في أيدي عدد قليل من الشخصيات التابعة للأنظمة الحاكمة.
وهذه المنظومة مضى عليها الزمن وغير مجدية خاصة في ظل انفتاح السوق العالمي، لا يوجد لدينا رؤية لدعم بعض المواد، إنما الهدف الأساسي هو رفع مستوى الدخل، رفع مستوى دخل الفرد ليكون قادرًا على شراء جميع حاجياته بسهولة وتحسين حياته الاقتصادية والمعيشية، وفي سبيل ذلك بدأنا العمل في إدارة عدة قوانين مناسبة.
ما هو موقف الوزارة من دعوات تحرير أسعار بعض السلع؟
الوزارة منذ الأيام الأولى من انطلاق العمل فيها بالمرحلة الجديدة حررت أغلب السلع وأصبحت متاحة للجميع، ويقتصر دور الضابطة التموينية المنتشرة في الأسواق على مراقبة جودة المواد ومطابقتها للمواصفات.
ما هي الأولويات التي ستعمل عليها الوزارة في المرحلة الانتقالية؟ وهل ليدكم خطط لإصلاح أنظمة التوزيع؟
الحقيقة، يوجد مديريتان في الوزارة ليس لهما عمل سوى أن تكون واجهتهما لعمليات فساد كبيرة جدًا ومخصصة لبعض الشخصيات لإفساد السلع وتحقيق أرباح كبيرة جدًا على حساب الدولة، وتم العمل على مقترح لإلغاء العمل في هاتين المؤسستين
كيف ستدعم الوزارة الصناعة والصغيرة والمتوسطة؟
التجارة والصناعة مرتبطة ارتباط وثيق جدا فلا يمكن أن ينجح الصانع من دون وجود التاجر الذي يروج له بضاعته ويسويقها وقد ولا يمكن للتاجر أن يعمل أو ينجح إن لم يكن هناك صناع خلفه.
رغم أن المسئول الأول عن الصناعة هو وزارة الصناعة لكن كما ذكرت من خلال تحرير القيود على جميع الصناعيين والحرفيين ذوي الحرف الصغيرة أو حتى التجار من المستويات المتوسطة، سيملكون فرصًا أكبر في سوق جديدة جذابة وتتوفر فيها كل متطلبات النجاح
كيف تنسق الوزارة مع الوزارات الأخرى في الحكومة لتحقيق التوازن الاقتصادي؟
حقيقة هو تنسيق عالي جدا ولا بد منه بين وزارة الداخلية وجميع الوزارات خصوصا وزارة الصناعة ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية وزارة المالية وحتى ووزارة الزراعة
لا بد أن تكون منظومة العمل متكامل على سبيل المثال في موضوع القمح تنطلق الدراسات والإحصائيات من وزارة التجارة الداخلية إلى وزارة الزراعة ليعطاهم الأرقام أو الكميات التي يحتاجها البلد ليقوموا بدورهم لتسويق هذا الأمر وتجهيزه بإصدار التشريعات التي يخبرون فيها المزارعون لكي يتم زراعته بكميات تناسب الاستهلاك الداخلي .
ما هو تصوركم لدور القطاع الخاص في دعم التجارة الداخلية؟
طبعا القطاع الخاص هو قطاع مهم وشريك رئيسي للدولة ونعمل على دعمه في الفترة القادمة، سنعمل على تسهيل الإجراءات أمام الصناعيين والمستثمرين في القطاعات المختلفة، وخاصة في القطاعات الحيوية التي تساهم بشكل مباشر في رفع مستوى الإنتاج المحلي، مما يقلل من الاعتماد على الاستيراد.
كما سنعتمد أيضًا على تحسين البيئة الاستثمارية، من خلال تسهيل الإجراءات القانونية والمالية، وتوفير الحوافز للمستثمرين المحليين والعرب، وحتى الأجانب. هذا سيسهم في خلق فرص عمل جديدة، وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي بشكل عام.
ولا شك أن تحسين البيئة الاقتصادية يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع الأطراف. وهذا يتضمن التعاون بين الحكومة، القطاع الخاص، والقطاع الصناعي، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات الدولية التي يمكن أن تقدم الدعم الفني والمالي لإعادة بناء الاقتصاد السوري.
ماذا عن استياء المواطنين في إدلب من التعريف الجمركي الجديد وخوفكم من العودة كمحافظة منسية؟
إدلب لن تعود كما كانت مدينة أو حافظة منسية، بالعكس إدلب أصبحت رمز لجميع الأحرار في العالم وأصبح لها وزنها وكلمتها على المستوى الداخلي وحتى على المستوى العربي والإقليمي.
أما فيما يخص الرسوم الجمركية الحقيقة نحن كنا نعمل في حكومة الإنقاذ في إدارة محافظة إدلب على رسوم شبه صفرية وأما الرسوم المعمول فيها بالنظام السابق هي رسوم باهظة ومرهقة للتجار في الوقت الحالي كان لابد من وضع رسوم متساوية لجميع المعابر والمنافذ.
لذلك فقامت هيئة المنافذ بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية وبتشاور معنا وعمل بدراسة سريعة للرسوم الجمركية، وحقيقة هي أعداد كبيرة تتجاوز آلاف من المواد وتحتاج إلى دراسة طويلة ومرهقة لكن ضرورة الوقت اقتضت أن تكون الدراسة سريعة وتصدر لثلاث أشهر كحل سريع لضبط الأسعار في الداخل وتوحيده.
وهذا الأمر أدى إلى انخفاض في الأسعار في المحافظات المحررة وارتفاع في بعض الأسعار في إدلب وعموما نزولا للوحدة الشرائية الأخيرة عند المستهلك تأثيرها بسيط وفي حال كانت أي مادة يكون فيها الرسم مرتفع ويسبب غلاء فيها سنقوم بمراجعتها بشكل سريع وتم بالفعل مراجعة أكتر من مادة وتم تخفيض الرسوم التي صدرت خلال اليومين الماضين ولكن أحب أن أقول إن هذه مرحلة طارئة يتم إعادة مراجعة الرسوم وهي لمدة ثلاثة أشهر فقط.
الوزير يوجه رسالة من خلال "عربي21"
من خلال منبركم الكريم أريد أن أوجه رسالة خاصة إلى أهلنا في محافظة إدلب بشكل خاص وإلى عموم أهلنا في سوريا بشكل عام نحن صبرنا كثيرا وبقي القليل لا بد من الصبر لفترة بسيطة ونعدكم أن الأمور في تحسن مستمر.
وأريد أن أضرب مثال في هذا الجانب مثلنا كحكومة المهاجر الذي هجر من بيته لسنوات وفي هذه المرحلة عاد إلى بيته فرحا مسرورا، لكن صدم أن البيت متصدع غير قابل للسكان والأرض غير قابلة للزراعة ووحدته الصناعية أو المصنع أو المعمل غير قابلة للإنتاج وغير مهيئة ولديه مبلغ مالي صغير أو استدانة من شخص يعينه لكن هذا الذي بين يديه لا يكفي
ليقوم بإعادة تأهيل فعليه أن يوازن بين تأهيل البيت وكذلك أرضه أو مصنعه وهذا مثلنا حقيقة كحكومة أتينا إلى واقع مهترئ متهالك بنية تحتية مدمرة اقتصاد مدمر متعمد فخياراتنا قليلة من الصعب أن نستمر في دعم بعض المواد أو حتى إزالة الرسوم الجمركية فنعمل على الصبر قليلا وإعادة تأهيل البنى التحتية بالحد الأدنى وإعادة تشغيل المصانع إعادة تشجيع المزارعين .
وبعد فترة بسيطة سوف تعود سوريا إلى مكانتها الأصلية وسوف يتحقق الازدهار الاقتصادي المنشود والمأمول وسوف يرى الناس سواء في الداخل أو في الخارج هذا الأمر ونملك المقومات والموارد الطبيعية الكافية لذلك بإذن الله.