بتجرد:
2024-09-10@22:24:15 GMT

بتجـرد – She Said.. قضية ساخنة وفيلم فاتر

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

بتجـرد – She Said.. قضية ساخنة وفيلم فاتر

متابعة بتجــرد: بدأت منصة نتفليكس عرض الفيلم الأميركي She Said للمخرجة الألمانية ماريا شريدر، من إنتاج ستوديوهات “يونيفرسال”، وذلك بعد عامين من طرحه بالسينما، وتحقيقه لإيرادات ضعيفة لم تتجاوز 14 مليون دولار.     تدور أحداث الفيلم في كواليس عالمي الصحافة وصناعة السينما، مستنداً لقصة واقعية لاتزال فصولها دائرة، ويقدم رؤية للوجه القبيح لهوليوود، ويرصد جانباً من المعاناة خلف أضواء وبريق الشهرة اللامع.

هارفي واينستين

في 5 أكتوبر2017، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تحقيقاً للمراسلتين ميجان توهي، وجودي كانتور، كشفتا فيه بشكل صريح، عما كان يُهمس بشأنه في الوسط الفني الأميركي من انتهاكات جنسية لقطب هوليوود الشهير المنتج هارفي واينستين.         

أحدث التحقيق المدعوم بشهادات ضحايا واينستين دوياً هائلاً، واتهمته أكثر من 100 امرأة بالتحرش الجنسي، والاعتداء وسوء المعاملة، ليعاقب المنتج الشهير بالسجن 23 عاماً، ثم ألغي لاحقاً، فيما لاتزال الاتهامات تلاحقه في المملكة المتحدة، وفي محاكمة أخرى قائمة في لوس أنجلوس.    

وكعادتها التقطت السينما القصة التي باتت نواة حركة Me Too النسوية، وبدأت في العمل عليها في عدد من الوثائقيات عُرضت على المنصات وفي المهرجانات السينمائية، منها Beyond Boundaries، وفيلم The Reckoning، وفيلم The Fall From Hollywood للمخرجة آشلي مولتري. 

ولكن يظل فيلم Untouchable للمخرجة أورسوال ماكفارلين على منصة “آبل تي في” هو أقوى ما تعرض لهذه القضية، إذ قدم في حوالي 100 دقيقة بانوراما حافلة لرحلة صعود وسقوط هارفي واينستين، متضمنة تسجيلات ولقاءات وشهادات حية للوقائع يرويها أصحابها، بإيقاع سريع ومكثف.

ما يصنع من الفيلم الوثائقي عملاً فنياً مميزاً ومختلفاً، هو كيفية استغلال المخرج للمواد البصرية المتوفرة لديه، بجانب رؤيته للقصة، وطريقة بناء السيناريو، وإعادة ترتيب اللقطات، ثم الانتقال بسهولة بين محطات عدة عبر مساحات زمنية كبيرة، ووفقاً لذلك، نجد في Untouchable أننا أمام عمل قوي، ومتماسك، ومؤثر، وضع يده بحرفية وبراعة على أساس الأزمة وجوهرها.  

هوليوود على الطريق

وبدورها كان من الطبيعي أن تسير هوليوود على نفس الخط، خاصة وأنه سبق للسينما الأميركية أن تناولت كواليس حملات وتحقيقات صحفية عديدة، في أفلام ناجحة ومميزة مثل The Post عام2017 إخراج ستيفن سبيلبرج، و Spotlightعام 2015، للمخرج توماس مكارثي، و Nothing but the truth عام 2008، إخراج رود لوري، ومن قبلهم الفيلم الأنجح All the President’s Men عام 1976، إخراج آلان جاي باكولا.

وجاء فيلم She Said ليسلط الضوء على قضايا التحرش الجنسي والإساءة في بيئة العمل، وليوضح كيف يمكن للصحافة أن تكون أداة للتغيير، ولم يكتفي بعرض الجوانب القانونية والجوانب المتعلقة بالتحقيق الصحفي، بل تعمق أيضاً في تأثير هذه الأحداث على الضحايا.

أحد أبرز المواضيع في الفيلم هو فكرة الصمت المجتمعي حول الاعتداءات الجنسية، وكيف أن الثقافة المؤسسية في صناعة الترفيه كانت متواطئة في حماية المعتدين مثل واينستين، وظهر من خلال الأحداث كيف كانت السلطة والقوة تُستخدمان لإسكات الضحايا ومنع الكشف عن الحقيقة.

“هل تعتقدي أن التحدث علناً ​​قد يوقفه؟”.. سؤال تردد في الفيلم على لسان أكثر من ضحية لهارفي وينستن، ليعكس الهدف الرئيسي من قبولهن الحديث، ربما لم يكن هناك دافعاً للانتقام بقدر الرغبة بالمساهمة في توقف سلسلة الانتهاكات التي باتت هوليوود كلها تعلم عنها الكثير، ولكن لا أحد يجرؤ على الحديث، إما للخوف من سطوة ونفوذ وينستن أو نتيجة الرضوخ لتسويات مالية.   

حاول الفيلم تجسيد القوة الحقيقية للشجاعة الشخصية، واجتهد في رصد قدرة الصحافة كوسيلة فعالة لتحقيق العدالة، حتى في مواجهة القوى الأكثر تأثيراً في هوليوود.

أزمة سيناريو

اعتمدت ماريا شرادر، المعروفة بإخراجها لمسلسل Unorthodox، على أسلوب سرد بسيط وواقعي، ما منح الفيلم طابعاً شبه وثائقي دعم  مصداقية القصة، وركزت على التفاصيل الدقيقة التي عكست الجهد المبذول من قبل الصحفيتين والضغوط التي تعرضتا لها.

ورغم استخدامها لتكوينات بصرية توحي بالتوتر والترقب، مما عزز من ثقل الموضوع، واستخدام الألوان الداكنة والإضاءة الخافتة لتعكس الطابع الجاد والمظلم للقصة، ولكن الأزمة الكبرى كانت في وجود مشكلات أساسية فى السيناريو، جعلت الدراما أقل بكثير من الفكرة، وبُنيت مشاهد الفيلم على طريقة المسلسلات الطويلة، ما انعكس على إيقاع السرد، وأفسد تكامل التجربة ومتعة المشاهدة، خاصة في مشاهد اجتماعات الصحيفة التي غلب عليها الحوار والنقاش، بصورة أقرب للمسلسلات الإذاعية.

ما يميز She Said هو تركيزه على الجانب الإنساني للشخصيات، كاري موليجان (في دور ميجان توهي) وزوي كازان (في دور جودي كانتور) تقدمان أداءً قوياً ومؤثراً، يظهر تعاطفهما العميق مع ضحايا واينستين وكذلك إصرارهما على كشف الحقيقة مهما كانت العوائق، الفيلم يٌبرز الجانب الشخصي من حياتهما، مثل التوازن بين العمل والحياة الأسرية، وما يترتب عليه من ضغوطات عاطفية ونفسية.       

تجربة باهتة

ولكن تظل مشكلة الفيلم الرئيسية في الرتابةٍ الزائدة، والتي جعلته تجربة باهتة رغم قوة الفكرة، ذلك أن مشكلة الفن هى كيف تقول وليست ماذا تقول فقط، وفي حالة She Said لدينا طموح كبير فى الفكرة، ولكن شريط السينما لم يكن على مستوى هذا الطموح.

فيلم She Said لن يصنف في قائمة الأفلام التي تعرضت لتلك القضية الشائكة، إلا كتجربة فاترة غير مكتملة النضج، انحازت إلى هدف نبيل دون أن تهتم بتفاصيل الصنعة، فيلم اكتفى بطرح القضية وعرض الأحداث، دون أن يضعها في قالب متماسك تسانده دراما حقيقية، أو جماليات بصرية واضحة.

main 2024-08-13 Bitajarod

المصدر: بتجرد

إقرأ أيضاً:

حرب مصرية إسرائيلية مستبعدة.. ولكن!!

الزيارة المفاجئة لرئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد خليفة للقوات المرابطة على الحدود المصرية الفلسطينية يوم الخميس الماضي؛ كانت بمثابة رسالة عسكرية مصرية للجانب الإسرائيلي بعدم الرضا أو القبول بوجود قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا، بالمخالفة لاتفاقية السلام وملحقاتها، وكان الرد المصري على هذا الخرق بخرق مقابل عبر إدخال قوات عسكرية مصرية ذات تسليح ثقيل إلى المنطقة "ج" الحدودية؛ التي تمنع الاتفاقية ذاتها وجود قوات فيها إلا بعدد محدود من حرس الحدود وبأسلحة خفيفة لتأمين معبر رفح.

المتابع للإعلام المصري يسمع قرعا لطبول الحرب، وتحشيدا للرأي العام، عبر خطابات حنجورية، وأغان وطنية مرتبطة بحرب أكتوبر، واستدعاء للعداء التاريخي مع الصهاينة، وهو الإعلام ذاته الذي عارض بشدة من قبل فكرة الحرب، وعمل على تدجين الرأي العام، وكال السباب والاتهامات القاسية لمن دعوا لاتخاذ موقف مصري قوي ضد العدوان الإسرائيلي الذي طال الأراضي المصرية مرات عديدة من قبل، والذي حكم معبر رفح، ومنع الدخول إليه من مصر، فظلت شاحنات المساعدات ترابط في العريش ورفح حتى فسدت الكثير من محتوياتها.

كانت الزيارة هي الأولى من نوعها لقيادة الجيش للحدود المصرية الفلسطينية منذ العام 1967، حيث احتلت سيناء في تلك الحرب، وظلت كذلك حتى الانسحاب الإسرائيلي من سيناء عقب توقيع معاهدة السلام التي قسمت سيناء إلى 3 مناطق (أ، ب، ج)، ولم تكن المنطقة "ج" متاحة لأي جولات تفقدية لقيادات عسكرية كبرى من قبل. وحرص رئيس الأركان أن يصطحب معه خلال زيارته المفاجئة عددا من كبار قادة القوات المسلحة، وأن يتفقد التشكيلات العسكرية، ومركز القيادة المختص بتأمين شمال سيناء، الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخراوتفقد القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البرى، والارتكازات الأمنية في مدينة رفح (المصرية)، وحرص على توجيه رسالة من هناك أن "المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن".

الزيارة المفاجئة وما صاحبها من تسخين إعلامي مصري لا يعني أن الحرب ستندلع بالفعل، إذ أن الجانبين لا يرغبان بذلك، وسيمارسان سياسة ضبط النفس إلى أقصى حد، كما أن مصر وضعت على الخط الأمامي قوات خاصة مدربة على تحمل الضغوط والاستفزازات، لكن بعض الحروب تنشب أحيانا بسبب خطأ فردي من هذا الجانب أو ذلك رغم كل محاولات ضبط النفس.

الهدف من هذه التظاهرة العسكرية فهو الضغط على الجانب الإسرائيلي للخروج من ممر فيلادلفيا، وهو ما ردت عليه إسرائيل بمواصلة أعمال رصف الطريق وأعمال البنية التحتية اللازمة لتواجد قواتها في الممر، وهو ما وصفه قائد عسكري مصري سابق (مدير إدارة الشئون المعنوية للجيش سابقا اللواء سمير فرج) بأنه عبارة عن حرب إعلامية ترسل إسرائيل فيها رسالة لمختلف الجهات بأنهم لن يغادروا المحور!

هناك تفسير آخر، أن حشد القوات المصرية ومن ثم تفقدها على الحدود الفلسطينية جاء بتفاهم مع الإدارة الأمريكية التي تريد استثمار ذلك للضغط على نتنياهو، لتليين موقفه في مفاوضات وقف الحرب في غزة التي تقودها واشنطن، التي تريد تسجيل نصر سياسي يثقل وزن مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، ولكن تعنت نتنياهو الذي يريد إطالة أمد الحرب حتى موعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل؛ يصعب المهمة على الإدارة الأمريكية الحالية.

الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخرا
تحشيد القوات المصرية على الحدود والذي قد يتزايد مع الوقت منح الجيش المصري فرصة تاريخية حرمته منها معاهدة السلام للوصول إلى هذه المنطقة (ج)، واستكمال السيادة المصرية على كل أرض سيناء، ولكن هناك شكوك في أن يستمر بقاء هذه القوات، حيث سيخضع الأمر لتطورات التفاوض السياسي الذي صارت مصر جزءا منه بعد أن كانت مجرد وسيط من قبل.

وجود القوات المصرية على الحدود مباشرة بهذا الثقل النوعي هو أكبر ضامن لمنع نتنياهو من تنفيذ خطته لتهجير أهل غزة إلى سيناء، وهي الفكرة التي لا تزال "تعشعش" في رأسه، وربما كانت ستجد طريقها للتنفيذ من خلال سيطرة قوات الاحتلال على ممر فيلادلفيا الملاصق للحدود المصرية، ما يمكنها من فتح ثغرات في هذه الحدود لدفع الفلسطينيين للهرب من خلالها.

الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخرا، وبموجبها تحشد مصر 5 آلاف عسكري ضمن قوات السلام الأفريقية في الصومال، وخمسة آلاف دعما للقوات المسلحة الصومالية.

والمشكلة الجديدة التي تواجه مصر الآن هي دخول اتفاقية عنتيبي لدول حوض النيل مرحلة التنفيذ، بعد توقيع جنوب السودان عليها مؤخرا، ما يعني انتهاء الاتفاقيات السابقة لتوزيع حصص المياه بين دول المنبع ودول المصب، ووضع معايير جديدة تنعكس سلبا على مصر، ومن المأمول أن يسهم الحضور العسكري المصري في الصومال في دفع الحكومة الإثيوبية للتفاهم مع مصر بشأن ضمان تدفق المياه إلى مصر بشكل طبيعي، وبالكميات المناسبة، بعد انتهاء أعمال ملء الخزان تقريبا، وبدء التشغيل التجريبي.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • اللحظة التي غيرت مسار التحقيق في قضية نارين غوران
  • ميارة: القضية الفلسطينية ومصير القدس الشريف كانت وستبقى قضية جميع المغاربة
  • على غرار أفلام هوليوود.. أمريكي يحصل على وجه جديد!
  • إخراج هارفي واينستين من السجن لإجراء جراحة طارئة في القلب
  • فرج عمران: إيهاب جلال لم يستفيق حتى الآن ولكن الحالة مطمئنة ونتمسك به
  • تطورات جديدة في قضية العصابة التي أرعبت ساكنة الصخيرات وتسببت في إصابات خطيرة لعشرات المواطنين
  • وزير الري: تعاملنا بشكل استثنائي مع 13 نقطة ساخنة تعاني من أزمات حادة في المياه
  • توقع بتراجع جديد للتضخم في مصر.. ولكن
  • ”سيكتب التأريخ أن دولة الجبايات تحتفل بالمولد النبوي”.. تغريدة ساخنة تتسبب بإيقاف برنامج تلفزيوني لإعلامي حوثي بصنعاء
  • حرب مصرية إسرائيلية مستبعدة.. ولكن!!