نيوزيمن:
2024-09-10@22:19:00 GMT

تشكيل حكومة جديدة.. معضلة حقيقية تواجه مستقبل إيران

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

في ظل الأزمات المتفاقمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يبقى تشكيل حكومة جديدة أحد أكبر التحديات التي يواجهها النظام القائم في إيران في ظل التطورات الأخيرة واستقالة نائب الرئيس ورفض الأسماء التي تم طرحها لشغل المناصب الحكومية.

ما تشهده إيران من اضطرابات داخل الرئاسة الإيرانية شكل محور اهتمام الإعلام والمحللين السياسيين والجمهور على حد سواء.

وبالنظر إلى الوضع الراهن، يمكن أن يمثل تشكيل حكومة جديدة فرصة لإصلاح السياسات وتحسين الظروف، ولكن التحديات التي تواجه هذا التشكيل تظل كبيرة. 

وتعرض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى سيل من الانتقادات الحادة على خلفية القائمة التي تقدم بها للبرلمان لشغل حقائب وزارية هامة. وحيث يرى أن سياسة النظام السابق لم تتغير وأن الرئاسة الجديدة التي كان يحلم الشعب الإيراني بالتغيير على يدها سيتحول إلى كابوس جديد وهو ما أفصحت عنه استقالة نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، قبل أيام.

تغيير نهج الحكم 

تناولت صحيفة "هم‌میهن" في مقال بعنوان "التحول المدروس في نهج الحكم" موضوع التغيرات في أسلوب الإدارة عند تشكيل الحكومة الجديدة. قدمت الصحيفة تحليلاً للظروف الراهنة في البلاد التي أجبرت الحكومة على إعادة النظر في سياساتها وأسلوبها. 

ووفقاً للصحيفة، فإن هذا التحول في النهج يأتي نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية التي دفعت البلاد نحو أزمات متعددة؛ وتشير التغييرات في تشكيل الحكومة وأسلوب عملها الجديد إلى مدى وعي الحكومة بهذه الأزمات واتخاذها للقرارات اللازمة لمعالجتها.

تشدد الصحيفة على أن التحول في النهج يبدو ضرورياً ولا مفر منه، ولكن نجاح هذا التحول يعتمد بشكل كبير على كيفية اختيار أعضاء الحكومة الجديدة وتنفيذ هذه التغييرات. فالمحللون يرون أن تشكيل حكومة جديدة لوحده لن يكون كافياً لتحسين الأوضاع إذا لم يحدث تغيير جوهري في هيكل السلطة والسياسات الكبرى.

تصاعد المخاوف 

في جزء آخر من تقريرها، ناقشت صحيفة "هم‌میهن" في مقال بعنوان تصاعد المخاوف مع اقتراب الإعلان عن التشكيلة الوزارية" القلق العام حول عملية اختيار أعضاء الحكومة الجديدة. وبرزت هذه المخاوف بشكل رئيسي من غياب الشفافية في اختيار الوزراء وسجل أداء المرشحين في المناصب السابقة.

وذكرت الصحيفة أن العديد من المحللين وحتى بعض أعضاء البرلمان يخشون أن الحكومة الجديدة قد لا تلبي تطلعات الشعب، وربما تزيد من تعقيد الأزمات بدلاً من حلها. موضحة أن مسألة أهلية المرشحين أثارت المخاوف من أن عدم التعاون أو غياب التناسق بينهم يعيق فعالية الحكومة الجديدة ويزيد من حدة الأزمات الحالية.

معضلة الوفاق

في تحليل آخر، بعنوان "الحكومة الرابعة عشرة ومعضلة الوفاق"  ناقشت صحيفة "آرمان ملی" التحديات التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة، مع التركيز على مسألة الوفاق الوطني. وطرحت الصحيفة تساؤلاً حول قدرة الحكومة الجديدة على تحقيق التوافق بين القوى السياسية والاجتماعية في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى أن الوفاق الوطني بات ضرورة ملحة.

تطرقت الصحيفة إلى التحديات التي تتضمن الخلافات السياسية وتضارب المصالح بين الفصائل المختلفة، إلى جانب الضغوط الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى أهمية دور القيادة في تحقيق الوفاق الوطني وتوجيه مسار الحكومة، محذرة من أن عدم تحقيق هذا الوفاق قد يعرقل تنفيذ السياسات وإدارة البلاد.

أزمة الحكم

وتحت عنوان "الخروج من أزمة الحكم متعدد الأوجه"، تناولت صحيفة "جهان صنعت" التحديات التي تواجه نظام الحكم في إدارة الأزمات الحالية. حددت الصحيفة ثلاث أزمات رئيسية يجب على الحكومة التعامل معها: الأزمة الاقتصادية، الأزمة الاجتماعية، والأزمة السياسية. وأكدت الصحيفة أن تشكيل حكومة قوية وفعالة قادر على مواجهة هذه الأزمات بشكل متزامن هو أمر بالغ الأهمية.

كما شددت الصحيفة على ضرورة إجراء إصلاحات جوهرية في الهيكل الاقتصادي، وتحسين الوضع الاجتماعي، وتحقيق الاستقرار السياسي من أجل تجاوز هذه الأزمات، محذرة من أن الفشل في إدارة هذه التحديات قد يؤدي إلى تعميق الأزمة في البلاد.

وفي تحليل آخر بعنوان "العام الحاسم لحكومة الربيع"، ناقشت صحيفة "جهان صنعت" آفاق الحكومة الجديدة. وذكرت الصحيفة أن اختيار أعضاء الحكومة المناسبين سيكون له تأثير كبير على نجاح الحكومة. ويرى كاتب التحليل أن العام الأول من عمر الحكومة الجديدة سيكون حاسماً ومصيرياً، حيث سيساهم في بناء الثقة العامة وتحسين وضع البلاد إذا ما اتخذت الحكومة قرارات ذكية وخططاً دقيقة لمعالجة القضايا الرئيسية.

خيارات متاحة 

بدورها ناقشت صحيفة "دنیای اقتصاد" في مقالتين بعنوان "حكومة ائتلافية أم وفاق وطني؟" الخيارات المتاحة أمام الحكومة في تشكيل الحكومة الجديدة. وتناولت تحليلات نشرتها الصحيفة الفوائد والمخاطر لكل من الخيارين، مع التأكيد على أن تحقيق الوفاق الوطني بات ضرورة في الظروف الحالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة وفاق وطني قد تكون أكثر قدرة على تحقيق الأهداف المرجوة، في حين أن حكومة ائتلافية قد تواجه تحديات كبيرة في حال غياب التنسيق بين أعضائها، مما قد يجعلها جزءاً من المشكلة بدلاً من حلها.

في تحليل بعنوان "هل ينبغي التفاؤل بالحكومة الرابعة عشرة؟" ناقشت صحيفة "آرمان امروز" التوقعات والمخاوف المرتبطة بتقديم الحكومة الجديدة. وتناولت الصحيفة الآمال في اختيار وزراء قادرين على معالجة الأزمات وتحقيق التغيير المطلوب، ولكنها أيضاً أشارت إلى المخاوف من اختيار أشخاص غير مؤهلين، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات.

ويعد تشكيل حكومة جديدة في إيران، بالنظر إلى الظروف الراهنة، تحدياً كبيراً ومصيرياً. وتطرقت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة إلى التحديات العديدة التي تواجه الحكومة الجديدة، من تغيير نهج الحكم إلى اختيار أعضاء الحكومة. وكل هذه المسائل تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد. وفي النهاية، يبقى تحقيق الوفاق الوطني والانسجام في الحكومة الجديدة من القضايا الأساسية التي يجب أن تحظى بالاهتمام لضمان نجاح الحكومة المقبلة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: تشکیل حکومة جدیدة الحکومة الجدیدة التحدیات التی تشکیل الحکومة الوفاق الوطنی التی تواجه

إقرأ أيضاً:

مستقبل إسرائيل.. قراءة جديدة لمقال قديم

في نيسان/ أبريل 1970، أي بعد ثلاث سنوات من حرب الساعات الست التي اكتسحت فيها قوات العدو الصهيوني الأراضي العربية في مصر وسوريا والأردن، كتب رئيس الكونغرس اليهودي العالمي السابق ناحوم جولدمان مقالا نشرته مجلة فورين أفيرز بعنوان "مستقبل إسرائيل"، وتناول المقال الصعوبات والتحديات الوجودية التي تواجه دولة الكيان على الرغم من انتصارها المشهود به والسمعة التي نالتها كقوة عسكرية في المنطقة، ورغم ذلك يعبر حالة القلق التي انتابت كبير الصهاينة هذا خوفا على مستقبل دولة الكيان رغم تفوقها العسكري.

اليوم إذا قمنا بمراجعة تصريحات بعض القادة العسكريين والسياسيين وعلى رأسهم الجنرال إسحق بن بريك وإيهود باراك وغيرهم كثر اليوم، فسوف ندرك أهمية ما قاله ناحوم جولدمان قبل نصف قرن تقريبا، فهاجس الزوال يحاصر الجميع سواء أولئك الذين ساهموا في إنشاء هذا الكيان أو الذين هاجروا إليه، وحتى الذين شاركوا في الحروب ويدركون فارق القوة بين دولة الكيان وجيرانهم العرب.

من المهم إعادة قراءة هذا المقال اليوم ونحن في خضم العدوان العالمي المدعوم عربيا المستمر على فلسطين لفهم العقلية الصهيونية كما يفهمها أحد مؤسسيها، وأيضا لفهم لماذا كل هذا الخوف من تداعي بل وانهيار الكيان الصهيوني بسبب الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية، وهي مقاومة إسلامية خالصة لا فضل فيها لعربي سواء في المشرق أو في المغرب.

إذا قمنا بمراجعة تصريحات بعض القادة العسكريين والسياسيين وعلى رأسهم الجنرال إسحق بن بريك وإيهود باراك وغيرهم كثر اليوم، فسوف ندرك أهمية ما قاله ناحوم جولدمان قبل نصف قرن تقريبا، فهاجس الزوال يحاصر الجميع سواء أولئك الذين ساهموا في إنشاء هذا الكيان أو الذين هاجروا إليه، وحتى الذين شاركوا في الحروب ويدركون فارق القوة بين دولة الكيان وجيرانهم العرب
ولد ناحوم جولدمان في الاتحاد السوفييتي وترعرع في ألمانيا وحصل على الدكتوراة من جامعة هيدلبيرج، وعمل في وزارة الخارجية الألمانية، وأسس المؤتمر اليهودي العالمي وترأسه في الفترة من 1953 حتى 1977، ورغم صهيونيته إلا أنه كان يرى أن أخطر ما يواجه دولة الكيان هو الصراع بين "إسرائيل الدولة واليهود في الشتات"، واختلف مع حكام الكيان حول مسألة اعتبار القوة المسلحة هي الخيار الوحيد في التعامل مع العرب، وحول مسألة هجرة اليهود من أنحاء العالم إلى دولة الكيان التي لا يمكنها استيعاب اليهود كلهم، بل وكان يرى أن بقاء جزء من اليهود حول العالم فيه مصلحة لليهود بشكل عام.

وهنا أعود إلى المقال المشار إليه وأقتبس بعض الفقرات المفيدة في فهمنا لمستقبل الكيان في ظل طوفان الأقصى، وفي ظل ما تبنأ به جولدمان منذ نصف قرن تقريبا.

يرى جولدمان في مقاله المنشور عام 1970 أن القوة العسكرية ليست هي كل شيء، وأنه يسهل استدعاء عشرات الألوف للقتال مع اليهود في فلسطين ولكن لا يمكن دعوة مثلهم للبقاء في فلسطين لأن دولة إسرائيل لن تكون مكانا مغريا للبقاء فيه، ويرى أن مسألة العداء للسامية بدأت في الاضمحلال والتراجع بمرور الوقت ومع الاعتراف بدولة "إسرائيل"، وأن العديد من دول العالم لم تعد مؤيدة ولا داعمة لدول "إسرائيل"، كما أن معدلات الهجرة إليها توقفت تقريبا بعدما هاجر الناجون من أوروبا (650 ألفا) ثم من اليهود العرب، وقلة من الاتحاد السوفييتي الذي كان يراه ناحوم جولدمان غير مؤيد لدولة الكيان وإن اعترف بها.

وتحدث ناحوم جولدمان عن الكراهية المتزايدة لليهود ولدولة الكيان في ذلك الوقت، أي في عام 1970، رغم انتصار دولة الكيان على الدول العربية وهزيمتها مجتمعة في عام 1967. وهنا أدعوك للتأمل عزيزي القارئ لهذا التحليل الدقيق الذي وصف به ناحوم جولدمان أحد أركان الصهيونية لما يجري وسيجري على دولة الكيان، رغم الهيمنة والقوة الظاهرة آنذاك (1970).

الخطر الحقيقي المحدق باليهود كما قال ناحوم جولدمان في مقاله مستقبل إسرائيل والمنشور في مجلة فورين أفيرز عام 1970 هو "من أجل بقاء الشعب اليهودي ككل، ومن وجهة نظر مستقبل إسرائيل ليس من المبالغة القول إن مشكلة العلاقات الإسرائيلية اليهودية، مشكلة الروابط التي تربط التجمعات والأفراد اليهود في الشتات بدولة إسرائيل، هي المشكلة الأولى التي سوف يعتمد عليها الحل الصهيوني للمسألة اليهودية في النهاية. هناك شعوب لديها مواطنون يعيشون في الشتات وأحيانا يكونون بالملايين، لكن هذا الشتات يختلف عن شتات اليهود لأنه لو افترضنا أن الإيطاليين في الشتات انتهوا إلى الأبد فإن هذا لن يؤثر على دولة إيطاليا، أما الشتات اليهودي فإذا انفصل عن دولة اليهود في إسرائيل فإن بقاء هذه الدولة سيكون مستحيلا تقريبا".

فباختصار، لا دولة يهودية دون الحفاظ على كنز يهود الشتات، وهو الشيء الذي تفقده دولة الاحتلال بمرور الوقت، ومع صمود المقاومة واتضاح جرائم الحرب التي تقوم بها عصابات الصهيونية في فلسطين اليوم.

لا دولة يهودية دون الحفاظ على كنز يهود الشتات، وهو الشيء الذي تفقده دولة الاحتلال بمرور الوقت، ومع صمود المقاومة واتضاح جرائم الحرب التي تقوم بها عصابات الصهيونية في فلسطين اليوم
وهنا لا بد أن نعيد قراءة مشهد رفض قطاع كبير من يهود العالم وفي أمريكا وأوروبا على وجه الخصوص لما تقوم به "دولة إسرائيل"؛ من عمليات الابادة الجماعية وجرائم الحرب في استعراض إجرامي للقوة، وهذا يعني وفق رؤية ناجوم جولدمان أن الشريان الذي يمد دولة الكيان بالحياة وهم يهود الشتات يكاد يُقطع، وبالتالي تصبح دولة الكيان على خطر عظيم، ووفقا لهذا فإن الدعوات التي تخرج من داخل الكيان تحذر من زوال "إسرائيل" هي دعوات حقيقية مخلصة من صهاينة مؤمنين بالمشروع الصهيوني وليس مجرد شعارات أو أمنيات ورغبات للمقاومة أو للمناوئين أو الرافضين للمشروع الصهيوني في المنطقة.

لم يكن جولدمان مطالبا بالخروج من فلسطين وتركها لأهلها الذين تم طردهم من فلسطين لصالح اليهود القادمين من الشتات، ولكنه كصهيوني كان يطالب بعدم نقل كل يهود الشتات إلى فلسطين؛ ليس حبا في العرب ولا رحمة بالفلسطينين ولكن خوفا على المشروع الصهيوني المكون من دولة اليهود ويهود الشتات الذين يمثلون الرافد الرئيسي للدولة ويمثلون المشروع الصهيوني بشقيه الاجتماعي والثقافي، ويرى أنه "لولا تضامن وتعاون يهود العالم لما ظهرت دولة إسرائيل، وبدون المساعدات الاقتصادية والمالية والسياسية للجاليات اليهودية في الشتات ما استطاعت إسرائيل حماية الوجود ولا تطوير الاقتصاد ولا بناء جيش ولا توفير إمكانات لمليون مهاجر، ولذلك فتعزيز التضامن هو شرط لا غنى عنه لمستقبل إسرائيل".

ما نلاحظه اليوم أنه لولا طوفان الأقصى لما عاد الحديث عن مستقبل دولة "إسرائيل"؛ التي وحسب أحد قادة المشروع الصهيوني أخطأت في تصورها لقوة الدولة العسكرية في مواجهة الجيران عوضا عن العيش قي سلام وفي رغبة الدولة في التوسع لتصبح دولة كل اليهود، وبالتالي تنتهي مسألة يهود الشتات وينتهي المشروع الصهيوني بمجمله.

وهنا أنقل عن مقال جولدمان: "الطابع الحالي للدولة وهيكلها يعرضان الشرط المسبق الأساسي لبقاء إسرائيل للخطر، إن مشاركة إسرائيل في السياسة الدولية وصراعها مع العالم العربي ستضطر إسرائيل الى اتخاذ مواقف تتعارض مع مواقف الدول الأخرى، وهذا يعني حدوث مشاكل مع يهود الشتات في الدول التي يعيشون فيها. فعلى سبيل المثال اضطر الألوف من اليهود الذين يعيشون في الدول العربية والإسلامية إلى مغادرة هذه الدول بسبب حرب إسرائيل على الدول العربية، كما تواجه المجتمعات اليهودية في جنوب أفريقيا وروسيا مثل هذه الصعوبات، لذا يجب أن تتحلى دولة إسرائيل بشخصية تضمن استمرار الدعم والتعاطف اليهودي من الشتات".

أما شرط البقاء كما يراه ناحوم جولدمان؛ "يجب أن تظل دولة إسرائيل مركز جذب لأفضل العناصر وأكثرها مثالية من جيل الشباب الذي يتعرض لخطر عظيم بالضياع في غضون بضعة عقود قليلة مقبلة، ولكون إسرائيل في حالة حرب مستمرة وتعبئة دائمة، لذا فلن تكون هي مركز الجذب المنشود. إن الجهود الهائلة التي تبذل في المجهود العسكري تخصم بطبيعة الحال من الجهود الإبداعية في الثقافة والروح، ويمكن لإسرائيل أن تجذب في حالة الحرب آلاف المتطوعين، لكنها لن تجذب عشرات الآلاف من اليهود غير الراضين عن شكل حياتهم الحالي في بلدان غنية مثل أمريكا، اعتقد قادة الكيان أن توقيع اتفاقيات سلام مع قادة بعض الدول العربية يعني أن الشعوب ستتحول من حالة العداء إلى حالة السلم والمحبة، وهي حسابات خاطئة، كانت وستظل، فقبل يومين قام مواطن أردني اسمه ماهر الجازي الحويطي بإطلاق النار على ثلاثة صهاينة فوق جسر اللنبي، ليعيد شحن بطاريات الغضب العربيولن يكونوا مرشحين للهجرة إلى دولة إسرائيل. ولا يسع المرء إلا أن يتخيل ما يمكن حدوثه في الفترة القصيرة المقبلة (عقدين من الزمان) إذا ما ركزت إسرائيل على الاستثمار في جيلها الشاب الموهوب والمبدع في العلوم والآداب والتجارب الاجتماعية وما شابه ذلك، بدلا من التركيز على بناء الجيش واعتبار ذلك أعظم وأنجح إنجاز".

ولو عدنا إلى حالة العداء مع العرب، فقد اعتقد قادة الكيان أن توقيع اتفاقيات سلام مع قادة بعض الدول العربية يعني أن الشعوب ستتحول من حالة العداء إلى حالة السلم والمحبة، وهي حسابات خاطئة، كانت وستظل، فقبل يومين قام مواطن أردني اسمه ماهر الجازي الحويطي بإطلاق النار على ثلاثة صهاينة فوق جسر اللنبي، ليعيد شحن بطاريات الغضب العربي رغم أن السلطات العربية قامت وتقوم بجهود كبيرة على حد تصريحات مسئوليها؛ لكبت الشارع وتحجيم ردة فعله على المجازر التي تُرتكب يوميا في فلسطين، وهو ما يعني أن استمرار حالة العداء العربي المكتوم والمعبَّر عنه أحيانا ستساهم هي الأخرى مع استمرار المقاومة وعدم تحقيق العدو الأهداف التي أعلن عنها بوضوح مع بدء الحرب.

إذا وضعنا حالة الانقسام بين يهود الكيان الصهيوني ويهود الشتات جنبا إلى جنب مع حالة العداء الشعبي العربي والتي يتم التعبير عنها بين الفينة والأخرى، فسوف ندرك جيدا أن المقاومة الفلسطينية تقوم بدور هام في وضع اللمسات الأخيرة لبداية النهاية لدولة الكيان الصهيوني في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • ونيس: طالبنا الأمم المتحدة بتسيير حوار ينتج حكومة جديدة
  • فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران
  • الحكومة: قطع المياه بالقاهرة الجديدة لمدة 3 أيام بدءا من السبت
  • مستقبل إسرائيل.. قراءة جديدة لمقال قديم
  • «مستقبل وطن» يفتتح معرضا للأدوات المدرسية في القاهرة الجديدة
  • مشروع شبابنا: فرص عمل جديدة من حزب مستقبل وطن
  • مستقبل وطن يفتتح معرضا للأدوات المدرسية بالقاهرة الجديدة (صور)
  • شريف الكيلاني: نتفهم جيدا التحديات التي تواجه المجتمع الضريبي ونعمل على مواجهتها
  • أشرف صبحي يتحدث عن التحديات التي تواجه الإعلام الرياضي
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات