الجزيرة:
2024-09-10@22:24:14 GMT

السودان.. سيول ونزوح ومعارك وتباين حول التفاوض

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

السودان.. سيول ونزوح ومعارك وتباين حول التفاوض

ارتفعت أعداد ضحايا السيول التي ضربت شمال السودان وتسببت في مقتل العشرات وإصابة المئات وتدمير آلاف المنازل، في وقت توالت التحذيرات الدولية بشأن تداعيات الحرب بعد أن أصبح خمس السكان نازحين، بينما أصبحت أزمة أطفال السودان الأكبر من نوعها في العالم حسب البيانات الأممية.

وفي ولاية نهر النيل شمالي السودان، ارتفع عدد ضحايا الأمطار والسيول إلى 35 قتيلا و588 مصابا، بعضهم في حالة حرجة، وسط تفاوت معدلات المساعدات الطبية التي تصل إلى المنطقة المنكوبة.

وأكدت مصادر حكومية محلية انهيار أكثر من 11 ألف منزل، بينما نقلت تقارير صحفية عن سكان محليين قولهم إن السيول ألحقت دمارا كليا وجزئيا بأكثر من 35 ألف منزل.

وفي وقت سابق أمس، قالت وزارة الصحة بالولاية إن 29 شخصاً لقوا مصرعهم بالإضافة إلى إصابة 125 آخرين، بسبب الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة، منذ مطلع أغسطس/آب الجاري.

نازحون في بلدة سنجة بولاية سنار (الأوروبية) نزوح وجوع

على صعيد التداعيات المأساوية للمعارك الدائرة منذ 15 شهرا، قالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بالسودان -اليوم الثلاثاء- إن واحدا من كل 5 أشخاص نزحوا داخليا في السودان بسبب الحرب.

وفي مداخلة أجراها رئيس البعثة محمد رفعت، قال إن الشعب السوداني "يعاني مشكلات عدة مثل الحرب والجوع والنزوح، والوضع في البلاد يزداد سوءا كل يوم، وكل ساعة تقريبا". 

وتابع المسؤول الأممي "لا منتصر في الحرب الجارية داخل السودان، والشعب يتحمل عبء هذا الصراع كل يوم، والظروف الإنسانية من بين أسوأ الظروف التي شهدناها. ولا تزال حالات النزوح تزداد بمعدل مذهل".

وأوضح أن عدد النازحين بلغ أكثر من 10.7 ملايين شخص، بينما عدد اللاجئين 2.3 مليون فر أكثرهم عبر الحدود، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر، مشيرا إلى أن أزمة الجوع في السودان وصلت إلى أبعاد كارثية، وأن جميع النازحين يعيشون في مناطق تعاني انعدام الأمن الغذائي.

من جانبه، قال المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر إن الأزمة الإنسانية التي يعيشها أطفال السودان "هي الأكبر بالعالم من حيث الأرقام". ولفت إلى أن آلاف الأطفال قتلوا أو أصيبوا في الحرب الدائرة بالسودان للعام الثاني على التوالي.

وشدد إلدر على أن السكان بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، داعيا المجتمع الدولي إلى مراعاة ما يحدث في السودان.

المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو يتحدث للصحفيين بمقر البعثة في جنيف (الأوروبية) معارك

على الصعيد الميداني، يقصف الجيش السوداني مواقع الدعم السريع في مناطق شمال وشرق وجنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وكانت القوات المسلحة السودانية قد أعلنت في وقت سابق أنها صدت هجوما للدعم السريع على مدينة الفاشر من جميع المحاور، مضيفة أنها كبدت الدعم السريع خسائر كبيرة خلال الهجوم.

وأمس الاثنين، اتهم نشطاء سودانيون قوات الدعم السريع بـ"ارتكاب مجزرة بشعة راح ضحيتها نحو 15 شخصًا على الأقل من سكان بلدة جلقني بولاية سنار".

وقال ما يسمى "تجمع شباب سنار" في بيان "إن مليشيا الدعم السريع هاجمت قرية جلقني الواقعة جنوب محلية أبوجار في الضفة الغربية للنيل الأزرق أول أمس، وقتلت 15 شخصا على الأقل".

وأوضح البيان أن "القوة المهاجمة استباحت جميع أحياء القرية وأطلقت النار على المواطنين بصورة عشوائية، برغم محاولات السكان الدفاع عن منطقتهم بالعصي والأدوات الزراعية مقابل الترسانة الحربية لقوات الدعم السريع".

التفاوض

وبشأن المسار التفاوضي لحل الأزمة، أكد الموفد الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو في منشور له على منصة "إكس" عشية انطلاق محادثات بشأن السودان في جنيف غدا أن "المجتمع الدولي يحتشد من أجل الشعب السوداني في سويسرا وأن وقت السلام قد حان".

ومن المنتظر أن تنطلق المحادثات غدا في جنيف برعاية أميركية رغم قرار الحكومة السودانية عدم الانخراط فيها.

وذكر بيرييلو بمؤتمر صحفي في جنيف أمس أن "هذه المحادثات امتداد" لتلك التي أجريت في جدة (السعودية) مشيرا إلى أن هذه الجولة التفاوضية  يمكن أن تستمر 10 أيام لكنه لم يشأ تحديد المكان الذي ستجرى فيه "لأسباب أمنية".

وقال أيضا "الأولوية في هذا المسار للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية" والتباحث في "حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية وتطبيق القانون".

لكنه أشار إلى أنه "ليس المكان المناسب لإجراء حوار سياسي" مشددا على أن "إقحام سياسيين في المعادلة يمكن أن يضيع ساعات وساعات في البحث في أمور لا علاقة لها بوضع حد للعنف أو زيادة المساعدات الإنسانية".

وأكد المبعوث الأميركي أن "قوات الدعم السريع أعلنت موافقتها غير المشروطة على المشاركة"، لكنه أشار إلى أن الجيش السوداني لم يعطنا تأكيدا بعد" على مشاركته. لكن بيرييلو قال "سنمضي قدما في هذا الحدث وهذا ما تمّ توضيحه للطرفين".

وقال إنه "من الواضح أن حضور مصر والإمارات على طاولة المفاوضات أداة محتملة بغاية الأهمية لضمان ألا يبقى أي اتفاق حبرا على ورق" قائلا إن هذه الدول "يمكن أن تصبح ضامنة" في المحادثات.

من جهته لفت وزير الإعلام إلى "إصرار الوفد الأميركي على مشاركة الإمارات كمراقب في اللقاء" وقال إن الحكومة السودانية "ترفض وجود أي مراقبين أو مسهّلين جدد" حيث يتهم الجيش السوداني أبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع.

يذكر أن السودان غارق منذ أبريل/نيسان 2023 في معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد باءت بالفشل جولات تفاوض سابقة أجريت بين الجانبين في مدينة جدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم السریع فی جنیف إلى أن

إقرأ أيضاً:

منظمات دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان

الأمم المتحدة تشتبه في وقوع جرائم حرب في السودان وتدعو إلى نشر قوة “محايدة”

 

الثورة / وكالات

أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس، أن استمرار حرب السودان لأكثر من 500 يوم يعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة بالعالم معلن عنها منذ 2017م.
وكتب البرنامج في منشور على منصة (إكس).. قائلاً: إنه “ليس هناك وقت لنضيعه، ولا يزال الوصول الإنساني والتمويل أمرين بالغي الأهمية”.
وأعلن البرنامج يوم الجمعة الماضي عن إدخال مساعدات غذائية لغرب دارفور، وذلك بهدف مكافحة خطر المجاعة في السودان.. لافتا إلى أنه تمكن من إدخال شاحنات تحمل مائة طن عبر المعبر الحدودي “أدري” مع تشاد.
من جهة أخرى تعهد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس يوم أمس، خلال زيارته للسودان بحشد الجهود الدولية لدعم النظام الصحي في السودان، وفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة السودانية.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أعقاب محادثات مع وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في مدينة بورتسودان شرق السودان: إن السودان يحتاج إلى الكثير من الدعم من الشركاء في المجال الصحي.
وأضاف إبراهيم: إن زيارة تيدروس سوف تعزز العلاقات بين السودان ومنظمة الصحة العالمية، والتي قامت “بجهود كبيرة في توفير الدعم الفني والمادي”، وفقا للبيان.
من جانب آخر، قالت وزارة الصحة السودانية أمس: إن الأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء من السودان مؤخرا أسفرت عن مقتل 205 أشخاص، بينما سجل السودان 5081 حالة كوليرا، بما في ذلك 176 وفاة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023م، صراعا داميا بين الأطراف المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 16 ألفا و650 قتيلا.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 10.7 مليون شخص نزحوا داخليا في السودان، بينما يسعى نحو 2.2 مليون آخرين للجوء إلى البلدان المجاورة.
إلى ذلك دعا خبراء من الأمم المتحدة أمس الجمعة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين من الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان اللذان “ارتكبا سلسلة مرعبة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، حيث يمكن اعتبار الكثير منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، على حد تعبيرهم.
وأكد محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان، على خطورة هذه النتائج، مشيرا إلى “الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى.”
وفيما يتعلق بحماية المدنيين، قالت البعثة الأممية “نظرا لعدم تجنب الطرفين المتحاربين إيذاء المدنيين، فإن نشر قوة مستقلة ومحايدة بتفويض لحماية المدنيين هو أمر لا بد منه وبأسرع وقت ممكن.”
وأضاف رئيس البعثة الأممية أن “حماية السكان المدنيين تعد مسألة حيوية، ويجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف جميع الهجمات ضد المدنيين بشكل فوري وغير مشروط.”
وفيما يتعلق بالانتهاكات، أشار التقرير إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى جانب حلفائهم، مسؤولون عن انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك هجمات مباشرة وعشوائية استهدفت المدنيين والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصالات والإمدادات الحيوية من المياه والكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، ارتكب الطرفان المتحاربان “أعمال اغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي، واعتقالات تعسفية، وتعذيب وسوء معاملة، مما يشكل جرائم حرب”.
وسلط الخبراء الضوء على “الهجمات المروعة التي نفذتها قوات الدعم السريع وحلفاؤها ضد المجتمعات غير العربية، خاصة المساليت في الجنينة والمناطق المحيطة بها في غرب دارفور.”
كما أشاروا إلى ارتكاب جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وتدمير للممتلكات ونهبها، معتبرين أن هذه الأفعال قد تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
ويجدر بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان قد أنشأ هذه البعثة الأممية في أواخر العام الماضي لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في السودان منذ اندلاع الحرب.
وقد أسفر الاقتتال في السودان عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينما تشير التقديرات إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يصل إلى 150 ألف شخص.
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، وألحقت دمارًا هائلًا بالبنية التحتية، حيث تعطلت أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني نفذ ضربات جوية لمواقع تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق كبكابية وجبل عامر والضعين
  • المبعوث الأميركي يرسل إشارات لإحياء المشاورات مع الجيش السوداني
  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • منظمات دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • مقتل طالبة جراء المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأبيض
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل