لجريدة عمان:
2025-01-17@22:52:58 GMT

الشرق الأوسط في هذه اللحظة

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

الشرق الأوسط في هذه اللحظة

كل يوم جديد يمضي على الشرق الأوسط يباعد بينه وبين السلام سنوات طويلة، ويقوض جدوى الكثير من الاتفاقات التي وقعت طوال العقود الأربعة الماضية، ويبخر أحلام التطبيع الذي سعت له دولة الاحتلال ليكون منفردا بينها وبين كل دولة عربية على حدة، وليست ضمن مشروع عربي واحد كما قررت المبادرة العربية قبل عقدين من الزمن تقريبا.

وكل يوم يمضي تعطي دولة الاحتلال دليلا جديدا أنها لا تعترف بالسلام، ولا تريده أبدا، بل هو بالنسبة لها تقويض لمشروع دولتها ليس بالمفهوم السياسي، ولكن بمفهوم «فلسفة الدولة» الديني الذي تقوم عليه، فهي لا يمكن أن تعترف، أبدا، «بشريك» فلسطيني، رغم أن فلسطين صاحبة الحق التاريخي استجابت للسياق السياسي والضغط الدولي، ووافقت ولو سياسيا على «حل الدولتين».

يعرف الغرب وبما في ذلك أمريكا التي بقيت لسنوات طويلة الراعي الرسمي للسلام في منطقة الشرق الأوسط، وفي القضية الفلسطينية بشكل خاص أن إسرائيل لا يمكن أن تقترب ولو خطوة واحدة باتجاه أي سلام شامل في الشرق الأوسط، وكل ما يحدث طوال السنوات الماضية لم يكن أكثر من لعب بالوقت وفي الحقيقة لعب بسياسة منطقة الشرق الأوسط.

إن الحالة التي يعيشها الشرق الأوسط الآن من ترقب وقلق وغياب اليقين بالخطوة التالية لا تتحمله إسرائيل وحدها، ولكن تتحمله معها الولايات المتحدة التي ما زالت تدعمها سياسيا وعسكريا، وتمارس أعلى درجات الضغط على الكثير من أصدقائها في المنطقة لحماية إسرائيل من أي ضربة إيرانية متوقعة.

لا أحد يريد الحرب أبدا، ولكن يبدو أن انتظارها لا يقل أذى من نارها أبدا، وهذا ما تكشف عنه الأوضاع في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، وفي الحقيقة منذ بداية الحرب الظالمة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، حتى وصل الأمر إلى ما يشبه برميل البارود الذي ينتظر عود ثقاب لينفجر.. رغم أن البعض يرى أن المشهد قد تجاوز عود الثقاب إلى انتظار وصول النار البارود نفسه أما عود الثقاب فقد اشتعل وانتهى الأمر.

ورغم كل ما حدث في غزة وكل الأرواح التي أبادتها إسرائيل، والنيران التي أشعلتها، لكن ردة الفعل العالمية سياسيا ما زالت دون المستوى الإنساني على أقل تقدير إلا حينما يتعلق الأمر بأمن وحماية إسرائيل، فإن الغرب بقيادة أمريكا يجيشون كل طاقاتهم العسكرية والسياسية من أجل ضمان أمن إسرائيل، أما الأبرياء الذين يقتلون كل يوم في غزة فتثبت السياسة العالمية أنها لم تنظر لهم باعتبارهم بشرا يستحقون الحياة.

وشجع هذا الافتقار إلى العمل الحاسم الحكومة الإسرائيلية، التي تواصل عمليات الإبادة. إن صمت المجتمع الدولي، وخاصة من القوى الغربية، لا يؤدي إلا إلى زيادة الطين بلة، مما يعزز الشعور بالظلم واليأس بين الفلسطينيين.

في هذه البيئة الملتبسة والمشحونة، تبدو آفاق السلام أكثر بعدا من أي وقت مضى، والشرق الأوسط يقف على حافة الهاوية التي صنعتها إسرائيل ليس لخصومها فقط ولكن لنفسها أيضا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

دينيس روس: لدى ترامب فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط

طرح المبعوث الأميركي السابق للسلام في الشرق الأوسط دينيس روس، في مقال بصحيفة واشنطن بوست، رؤية جديدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط وتتضمن هدفين أساسيين.

واستهلّ روس -الذي عمل مساعدا خاصا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما– بعبارة للجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتز (1780-1831) بأن الحرب أداة وليست غاية في حد ذاتها، حيث لا يمكن القطع بأن الوسائل العسكرية تطغى على الاعتبارات السياسية إلا في الظروف التي يخوض فيها المرء حربا من أجل البقاء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: أرقام تكشف تفاصيل تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزةlist 2 of 2هكذا أجبر مبعوث ترامب نتنياهو على قبول اتفاق وقف الحربend of list

وقال الدبلوماسي السابق في مقاله إن الإسرائيليين وجدوا أنفسهم في حالة صدمة ودولتهم تخوض "حربا من أجل البقاء" إثر هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

روس حذر من أنه في غياب بديل لحماس ستبقى غزة عبئا يثقل كاهل إسرائيل (الفرنسية)

وزعم أن إسرائيل حققت منذ ذلك الحين نجاحات كثيرة بتدميرها حماس كقوة مقاتلة وإزالة معظم بنيتها التحتية، في حين لم يكن سوى قلة من الناس يظنون أنها تستطيع القضاء على نسبة مهمة من الدفاعات الجوية والصاروخية الإستراتيجية الإيرانية والحد من قدرتها على إنتاج الصواريخ الباليستية في ليلة 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وأسهب روس -الذي يعمل حاليا مستشارا وزميلا متميزا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- في ذكر إنجازات إسرائيل العسكرية مؤخرا، لكنه حذر من أنه في غياب بديل لحماس، "وهو ما لا تستطيع إسرائيل إيجاده"، فإن غزة ستبقى عبئا يثقل كاهلها ولن يُعدّ بقاؤها في القطاع انتصارا.

وبسبب الخسائر التي مُنيت بها إيران وضعفها الحالي، فإن بعض مواطنيها يعتقدون أن على بلادهم الآن استعادة قوة الردع من خلال السعي لامتلاك سلاح نووي، طبقا لمقال واشنطن بوست الذي يرى كاتبه أن طهران تمثل خطرا حقيقيا بتخزينها ترسانة من المواد الانشطارية تجعلها على وشك أن تصنع أسلحة نووية.

إعلان

وحذر الكاتب إسرائيل من أن استخدام القوة لإحباط التهديد الذي تشكله بنية إيران النووية التحتية قد لا يقلل من خطرها، وفي هذه الحالة يجب أن تلعب الإستراتيجية دورا في في إرساء واقع سياسي جديد.

وأوضح أنه ينبغي أن تسترشد هذه الإستراتيجية بهدفين ملموسين في عام 2025؛ أولهما إنهاء إسرائيل الحرب في غزة والانسحاب عسكريا منها شريطة إطلاق سراح أسراها. وثانيهما ضرورة أن تقلص إيران من بنيتها النووية التحتية بحيث لا يصبح السلاح النووي خيارا.

لكنه لا يظن أن بمقدور إسرائيل تحقيق أي من هذين الهدفين إلا عبر اضطلاع الولايات المتحدة بدور نشط، ومن ثم إحداث تحول في الشرق الأوسط.

وإذا تسنى تحقيق ذلك، فإن روس يعتقد أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيمتلك، بعد تسلمه منصبه رسميا، من النفوذ ما يجعل القادة الإسرائيليين و"العرب الرئيسيين" على حد سواء يخشون من مغبة رفضهم لما يطلبه منهم.

وعلى حد تعبيره، فإن هذا الأمر قد يكون بالضبط ما هو مطلوب لإنهاء الحرب في قطاع غزة نهائيا، وإن وقف إطلاق النار المؤقت واتفاق تبادل الأسرى الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء هو بالفعل انعكاس لتأثير ترامب.

وتابع أن ترامب إن استطاع أن يُثبت أنه أزال التهديد النووي الإيراني، فعندئذ سيكون من الممكن تحقيق الشيء الكثير.

مقالات مشابهة

  • الحرب في الشرق الأوسط تستفزّ البابا فرنسيس
  • دينيس روس: لدى ترامب فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • راشد الظاهري يعود إلى حلبة ياس
  • «حماس» تنفي ادعاءات إسرائيل وتؤكد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار
  • "غزة تنتصر" يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي| فرحة تجوب الشرق الأوسط بعد اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع.. ومخاوف من نقض إسرائيل للهدنة
  • بايدن يسلم ترامب ملفات غير مكتملة في الشرق الأوسط
  • أشرف سنجر: نجاح الاتفاق بين إسرائيل وحماس إنجاز كبير للإرادة المصرية
  • مستشار ترامب: التطبيع بين إسرائيل والسعودية أولويتنا القصوى 
  • اقتربت اللحظة التي طال انتظارها.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وهذه أسعار التذاكر
  • هآرتس: إسرائيل لن تنتصر حتى لو احتلت الشرق الأوسط بأسره