لجريدة عمان:
2024-09-10@22:09:37 GMT

الشرق الأوسط في هذه اللحظة

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

الشرق الأوسط في هذه اللحظة

كل يوم جديد يمضي على الشرق الأوسط يباعد بينه وبين السلام سنوات طويلة، ويقوض جدوى الكثير من الاتفاقات التي وقعت طوال العقود الأربعة الماضية، ويبخر أحلام التطبيع الذي سعت له دولة الاحتلال ليكون منفردا بينها وبين كل دولة عربية على حدة، وليست ضمن مشروع عربي واحد كما قررت المبادرة العربية قبل عقدين من الزمن تقريبا.

وكل يوم يمضي تعطي دولة الاحتلال دليلا جديدا أنها لا تعترف بالسلام، ولا تريده أبدا، بل هو بالنسبة لها تقويض لمشروع دولتها ليس بالمفهوم السياسي، ولكن بمفهوم «فلسفة الدولة» الديني الذي تقوم عليه، فهي لا يمكن أن تعترف، أبدا، «بشريك» فلسطيني، رغم أن فلسطين صاحبة الحق التاريخي استجابت للسياق السياسي والضغط الدولي، ووافقت ولو سياسيا على «حل الدولتين».

يعرف الغرب وبما في ذلك أمريكا التي بقيت لسنوات طويلة الراعي الرسمي للسلام في منطقة الشرق الأوسط، وفي القضية الفلسطينية بشكل خاص أن إسرائيل لا يمكن أن تقترب ولو خطوة واحدة باتجاه أي سلام شامل في الشرق الأوسط، وكل ما يحدث طوال السنوات الماضية لم يكن أكثر من لعب بالوقت وفي الحقيقة لعب بسياسة منطقة الشرق الأوسط.

إن الحالة التي يعيشها الشرق الأوسط الآن من ترقب وقلق وغياب اليقين بالخطوة التالية لا تتحمله إسرائيل وحدها، ولكن تتحمله معها الولايات المتحدة التي ما زالت تدعمها سياسيا وعسكريا، وتمارس أعلى درجات الضغط على الكثير من أصدقائها في المنطقة لحماية إسرائيل من أي ضربة إيرانية متوقعة.

لا أحد يريد الحرب أبدا، ولكن يبدو أن انتظارها لا يقل أذى من نارها أبدا، وهذا ما تكشف عنه الأوضاع في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، وفي الحقيقة منذ بداية الحرب الظالمة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، حتى وصل الأمر إلى ما يشبه برميل البارود الذي ينتظر عود ثقاب لينفجر.. رغم أن البعض يرى أن المشهد قد تجاوز عود الثقاب إلى انتظار وصول النار البارود نفسه أما عود الثقاب فقد اشتعل وانتهى الأمر.

ورغم كل ما حدث في غزة وكل الأرواح التي أبادتها إسرائيل، والنيران التي أشعلتها، لكن ردة الفعل العالمية سياسيا ما زالت دون المستوى الإنساني على أقل تقدير إلا حينما يتعلق الأمر بأمن وحماية إسرائيل، فإن الغرب بقيادة أمريكا يجيشون كل طاقاتهم العسكرية والسياسية من أجل ضمان أمن إسرائيل، أما الأبرياء الذين يقتلون كل يوم في غزة فتثبت السياسة العالمية أنها لم تنظر لهم باعتبارهم بشرا يستحقون الحياة.

وشجع هذا الافتقار إلى العمل الحاسم الحكومة الإسرائيلية، التي تواصل عمليات الإبادة. إن صمت المجتمع الدولي، وخاصة من القوى الغربية، لا يؤدي إلا إلى زيادة الطين بلة، مما يعزز الشعور بالظلم واليأس بين الفلسطينيين.

في هذه البيئة الملتبسة والمشحونة، تبدو آفاق السلام أكثر بعدا من أي وقت مضى، والشرق الأوسط يقف على حافة الهاوية التي صنعتها إسرائيل ليس لخصومها فقط ولكن لنفسها أيضا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الروسي: يجب العمل على منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنّ عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية سيجعل نشر السلام في المنطقة أمر مستحيل، ويجب العمل على منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط، وذلك حسب ما جاء في نبأ عاجل لقناة «القاهرة الإخبارية». 

وأضاف وزير الخارجية الروسي، أنّ الفلسطينيين يواجهون عنف غير مسبوق، والمجتمع الدولي فشل في وقف العدوان والقتل الجماعي بقطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس: نخوض معارك ضارية مع قوات العدو في مخيم طولكرم
  • اللحظة التي غيرت مسار التحقيق في قضية نارين غوران
  • لافروف ينتقد شروط إسرائيل التعجيزية
  • أونروا: الظروف التي نعمل بها في غزة مليئة بالتحديات منذ بدء الحرب حتى هذه اللحظة
  • تنديد خليجي روسي بانتهاكات إسرائيل في غزة وعجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب
  • لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى!
  • ذوو الاحتياجات الخاصة بالسليمانية: رواتبنا الأقل في الشرق الأوسط
  • موسكو: الشرق الأوسط على موعد مع حرب كبرى.. وتحرك روسي خليجي عاجل
  • وزير الخارجية الروسي: يجب العمل على منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط
  • محللان: إسرائيل ستمارس ابتزازا سياسيا بعد عملية اللنبي وهذه معالمه