لجريدة عمان:
2025-02-03@09:09:59 GMT

السابع من أكتوبر وفشل المخطط الصهيوني

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

يشهد العالم العربي تناقضات حاسمة فيما يخص الأمن القومي العربي من الاعتماد على الذات والتعاون الجماعي في ظل منظومة الجامعة العربية إلى الدخول في مشروعات شرق أوسطية تمثل انقلابا على السياسة العربية التقليدية منذ عهود الاستقلال.

الوضع العربي الحالي دخل في حالة من عدم اليقين من خلال تحالفات غير محسوبة، ولعل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والتي تعد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من الدول الحليفة لم تعد كذلك بالمعنى الإستراتيجي، وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس الأمريكي السابق عندما قال في عدة حوارات صحفية بأن الحماية ينبغي أن تكون مقابل، ليس فقط للحلفاء في الشرق الأوسط ولكن على صعيد دول الناتو أي أن الحماية مقابل المال مع استثناء الكيان الصهيوني الذي يعد اللوبي الصهيوني أحد الأذرع ذات السطوة والتأثير على صانع القرار الأمريكي.

أمام المتغيرات التي شهدتها الساحة الدولية خلال العقد الأخير على الأقل، ثمة تداعيات إستراتيجية كبيرة يشهدها العالم العربي على صعيد القضية الفلسطينية، القضية المركزية للعرب، وأيضا على صعيد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي من خلال صفقة القرن، والتي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن وبعد ذلك إدارة أوباما وتم التركيز على صفقة القرن خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب حيث انطلقت مفاهيم الشرق الأوسط المزدهر اقتصاديا بحيث يتم تصفية القضية الفلسطينية بشكل ممنهج من خلال مشروعات اقتصادية تشمل عددا من الدول العربية والإقليمية، ولعل مشروع الخط البحري الذي يمتد من الهند عبر المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط وصولا إلى أوروبا وشق قناة بن جوريون هو الخطوة الإستراتيجية والاقتصادية والثقافية التي تجعل من الشرق الأوسط والباسفيك وآسيا وأوروبا وحدة اقتصادية وتجارية. ويلعب الكيان الصهيوني الدور الأهم في التغلغل إلى الدول العربية بحيث ينطلق قطار التطبيع بشكل أسرع لكل الدول العربية والإسلامية والإفريقية، وكانت قمة العشرين في الهند الأخيرة قد وضعت المخطط الأساسي لتلك الرؤية.

إن ذلك المخطط يهدف إلى تحقيق عدة أهداف سياسية واستراتيجية واقتصادية منها إفشال المشروع الصيني الكبير«الحزام والطريق» والذي يهدف إلى كسر احتكار الغرب والولايات المتحدة الأمريكية للتجارة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والهدف الأكبر هو تحقيق السلام والازدهار من خلال الربط التجاري والاستثماري والمشروعات الكبرى بين الكيان الصهيوني والدول العربية بشكل كبير. ومن خلال تلك الرؤية يتم تصفية القضية الفلسطينية بشكل ممنهج من خلال إقامة مشروعات حيوية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإيجاد سلطة وطنية موحدة أشبه بحكم إقليم تحت السيطرة الإسرائيلية. ومن هنا كان هناك حماس أمريكي وغربي كبير لتنفيذ تلك الخطة الاستراتيجية والاقتصادية على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

إن خطورة المخطط الغربي الإسرائيلي تتمثل في طمس هوية المنطقة وإيجاد ثقافة جديدة تحت شعار التسامح ووحدة الأديان وتظل الدول العربية تحت مظلة أمنية قاعدتها الكيان الصهيوني من خلال وجود الموانئ المشتركة والطرق البرية وفتح الاستثمار وإنهاء العداء التاريخي بين إسرائيل والعرب.

إن إنهاء العداء بين الكيان الصهيوني والدول العربية على الصعيد الشعبي بشكل خاص يحتاج إلى تغيير مفهوم القيم والثقافة والاعتراف بتفوق العنصر الإسرائيلي على بقية الأقوام في المنطقة، وإن المنطقة تحتاج إلى تغيير فكري حاسم وشامل بحيث يتم استنساخ التجربة الإسرائيلية المتطورة في العلوم والتكنولوجيا ويكون هناك انبهار عربي رسمي وشعبي من تجربة الكيان الصهيوني خلال السبعة عقود الماضية وان الصراع العربي الإسرائيلي ليس في صالح الطرفين.

ويبدو أن المخطط كان في إطار تنفيذي وهناك تسارع واضح من خلال وجود تصاميم للمشروع الشرق أوسطي الكبير الذي سوف يغير ملامح المنطقة ويجلب السلام والازدهار للشعوب ومنها الشعب الفلسطيني.

إذن ما حدث يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ليس هجوما مسلحا عبثيا من المقاومة الفلسطينية على القواعد العسكرية والأمنية الإسرائيلية في غلاف غزة والبلدات المحتلة ولكن كان هجوما كبيرا لإفشال مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذي من خلاله يتم تصفية القضية الفلسطينية وسوف توضح الوثائق التي بحوزة المقاومة الفلسطينية خطورة المشروع وما هي أهدافه الكلية وحتى خطورته على الأمن القومي العربي.

وستكشف الوثائق الكثير من المراسلات السرية والخطط والمؤامرة الكبرى التي كانت تحاك ضد القضية الفلسطينية وما تمثله من رمزية لملايين العرب والمسلمين. ومن هنا يمكن تفسير الانتقام الصهيوني من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين بسبب إفشال ذلك المخطط الكبير المدعوم أمريكيا وغربيا، وهذا يفسر الهرولة الأمريكية من الرئيس الأمريكي بايدن ووزير الخارجية ووزير الدفاع وحضورهم اجتماعات الحرب في إسرائيل مع حكومة نتنياهو المتطرفة، وهي من المرات النادرة في التاريخ الأمريكي الحديث. وقد فاق الدعم العسكري والاقتصادي والاستخباراتي الأمريكي للكيان الصهيوني كل التوقعات خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة والتي تقترب من العام.

لقد ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني أبشع المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين في التاريخ الحديث ولم يستطع المجتمع الدولي أن يوقف تلك المجازر، كما أن الدول العربية والإسلامية الجامعة العربية لم تستطع أن تفعل شيئا في ظل المكابرة والمساندة الأمريكية الرسمية.

وعلى ضوء ذلك وأمام سقوط المشروع الاقتصادي والاستراتيجي للكيان الصهيوني المدعوم من عدد من الدول تظل هناك تساؤلات حول مصير المشروع وأيضا موقف الصين من مشروعها الكبير الذي يمتد عبر البحار واليابسة إلى قارات عديدة تمثل الدول النامية الجزء الأهم بهدف إنهاء السطوة الغربية.

إذن هجوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ أفشل أحد أكبر المشروعات الخطيرة على صعيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي يمتد من آسيا عبر المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط وصولا إلى القارة الأوروبية. ومن هنا لابد من التذكير بالدور البطولي للمقاومة الفلسطينية التي أحبطت مشروعا أساسه الصهيونية ومحاولة تغلغلها بشكل كبير في الدول العربية والإسلامية وتصفية القضية الفلسطينية بشكل ممنهج وتصميم نتنياهو وحكومته المتطرفة على ضرورة القضاء على حركة حماس بشكل خاص هو إيجاد البديل لتنفيذ ذلك المخطط المشبوه الذي يمثل خطرا على الهوية والقيم الوطنية والإسلامية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الرئیس الأمریکی الکیان الصهیونی الدول العربیة الشرق الأوسط على صعید من خلال

إقرأ أيضاً:

جامعة عين شمس تستضيف تصفيات الشرق الأوسط لمسابقة أوكسفورد برايس

افتتح  الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس فعاليات تصفيات الشرق الأوسط لمسابقة أوكسفورد برايس للمحاكمات الصورية في مجال قانون الإعلام 2024/2025. وذلك بحضور الأستاذة إيزابيث بيتشولد، مديرة البرامج بجامعة أوكسفورد، والدكتور هاولي جونسون، مدير مبادرة حرية التعبير العالمية بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور أحمد خليفة، منسق منطقة الشرق الأوسط للمسابقة، وعددا من المتميزين من الأكاديميين والقضاة والمحامين والسفراء والممارسين القانونيين. 


رحب أ.د محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في يومه الأول، بالحضور الكريم مثمنا مشاركتهم والتي تعكس التزامًا مشتركًا بتعزيز التميز في التعليم القانوني وسيادة القانون. كما أكد سيادته فخره الكبير بقيادة إحدى أبرز مؤسسات التعليم العالي في مصر، والتي تتمتع بإرث يمتد لعقود من التميز الأكاديمي والبحثي. وهي جامعة عين شمس والتي تضم بين جنباتها كلية الحقوق تحت قيادة أ.د محمد صافي عميد الكلية وهي واحدة من أقدم الكليات وأكثرها احترامًا في المنطقة. والتي تتبني رؤية لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للتنقل بين تعقيدات التحديات القانونية المعاصرة.


واضاف رئيس جامعة عين شمس، ان الجامعة تتمتع بتاريخ قوي من التعاون مع جامعة أكسفورد، حيث استضافت لأول مرة جولات الشرق الأوسط من هذه المسابقة في عام 2015. وبعد بضع سنوات، في عام 2022، أضفينا الطابع الرسمي على هذه الشراكة من خلال توقيع اتفاقية في أكسفورد، مؤكدين التزامنا بالعمل معًا في تعزيز التعليم القانوني. إنه لشرف كبير أن نواصل هذا التقليد وأن نستضيف مثل هذا الحدث المتميز مرة أخرى.

كما أكد علي سعادته بتوسيع الشراكة ، من خلال الترحيب بجامعة كولومبيا كشريك أكاديمي جديد مضيفا ان إدراج مثل هذه المؤسسات المرموقة يعزز مهمتنا المشتركة في رعاية الجيل القادم من المهنيين القانونيين من خلال التعرض لوجهات النظر القانونية الدولية وأفضل الممارسات.


وفي ختام كلمته أعرب سيادته عن تقديره العميق لكل من ساهم في جعل هذا الحدث ممكنًا، مؤكدا علي سعادة جامعة عين شمس أن تخدم كمضيف إقليمي لهذه المنافسة المرموقة بحضور كل القامات المشاركة في المسابقة مشاركون ليس فقط من جامعات مصرية مختلفة، ولكن أيضًا من جامعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.


مسابقة أكسفورد برايس للمحاكمات الصورية في مجال قانون الإعلام تحتل مكانة خاصة في التعليم القانوني، حيث تقدم أسلوبا جديد في التعلم القانوني من خلال توفير تجربة تفاعلية للطلاب تعمل على شحذ مهاراتهم التحليلية وحل المشكلات. 
وتناولت الجلسة الأولى القضايا المعاصرة في قانون الإعلام من خلال استكشاف المشهد القانوني المتطور وتحدث بها الدكتور هاولي جونسون، مدير مبادرة حرية التعبير العالمية بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية والسيدة جوليانا دا كونها موتا، باحثة، معهد بونافيرو لحقوق الإنسان، جامعة أكسفورد، المملكة المتحدة. وادار الجلسة  السيد إبراهيم صبرا، باحث مشارك، قسم الابتكار بجامعة فيينا.


أما الجلسة الثانية في المؤتمر فقد تناولت موضوع الذكاء الاصطناعي والإعلام والممارسة القانونية -سد الفجوة بين الابتكار والتنظيم. وتحدث بها الأستاذ الدكتور ياسين الشاذلي، وكيل كلية الحقوق لشئون الدراسات العليا والبحوث بجامعة عين شمس، والشريك المؤسس، بمكتب الفيشاوي الشاذلي وشركاه للمحاماة. والأستاذة مي علي، نائب الرئيس، التكنولوجيا، الشرق الأوسط وأفريقيا، مكتب محرم وشركاه | الشؤون العامة والاتصالات الاستراتيجية وادار الجلسة الأستاذ محمد عبد الجواد، الشريك المؤسس، مكتب أدسيرو - مكتب راجي سليمان وشركاه للمحاماة


وتناولت الجلسة الأخيرة مهارات المرافعة القانونية من خلال جلسة تفاعلية حول تعزيز تقنيات المرافعة القانونية ومهارات المرافعة القانونية لنيفينا كريفوكابيك، المنسقة الدولية لمسابقة أكسفورد برايس للمحاكمة الصورية في مجال الإعلام. 


وتمتد هذه الفعالية في الفترة من 1 إلى 4 فبراير، حيث شمل برنامج اليوم الأول مؤتمرا حول تنظيم الإعلام في العصر الرقمي، بينما تمتد مباريات المسابقة في الأيام من 2 وإلى 4 فبراير بمشاركة فرق من مصر، ولبنان، وتونس والعراق. وتتأهل الفرق الفائزة في التصفيات للمشاركة في المسابقة الدولية التي تجري في جامعة أكسفورد في الأسبوع الأخير من أبريل 2025.

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية مصدومة من قلة تدخل الدول العربية في القضية الفلسطينية
  • مقررة اممية “مصدومة” من قلة تدخل الدول العربية في القضية الفلسطينية
  • مفررة اممية مصدومة من قلة تدخل الدول العربية في القضية الفلسطينية
  • نتنياهو: سنعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
  • التصنيف الأمريكي.. تخبط وفشل واضح للسياسة الأمريكية
  • نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت ملامح الشرق الأوسط بشكل جذري
  • نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت الشرق الأوسط بشكل واضح
  • الشرق الأوسط..تشكلٌ جديدٌ
  • جامعة عين شمس تستضيف تصفيات الشرق الأوسط لمسابقة أوكسفورد برايس
  • اعلام العدو ينشر إحصائية قتلى الجنود الصهاينة منذ السابع من أكتوبر 2023