عبدالله سعد: الإخراج الأوبرالى سرقنى من التمثيل والغناء
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
قدمت ثلاثين أوبرا والعديد من الأعمال الفنية بمصر وإيطالياأنا ضد مقولة إن المسرح فن غير هادف للربح
هو أول مخرج أوبرالى فى تاريخ مصر (لؤلؤة الأوبرا السمراء)، هو الفنان الدكتور عبدالله سعد، الذى التحق بأكاديمية الفنون قسم الموسيقى بمعهد الكونسرفتوار بالقاهرة، ثم درس الإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وسافر إلى إيطاليا فى منحة من وزارة الثقافة، بدأ عمله كمخرج منفذ ومخرج مساعد، ثم مخرج، وأمتعنا بكثير من العروض، تتلمذ على يده الكثيرون، وأصبحت له بصمة دولية وليست محلية فقط، ولعل أهم ما يميزه أنه دائم البحث عن زوايا جديدة فى تناوله للموضوعات، ومع حصوله على جائزة الدولة للإبداع وبعدها منحة دراسية لدراسة الدكتوراه، بروما والتى أضافت له الكثير من الخبرات حول اختيار فريق العمل طبقاً لمعايير علمية، والتوفيق بين كل عناصر العمل.
فهو مخرج وصاحب صوت متميز وممثل بارع، قدم العديد من الأعمال الفنية بمصر، منها مسرحية «تخاريف» مع محمد صبحى عام 1989، وشارك فى مسلسل الثعلب عام «1993»، وفيلم «العميل رقم ١٣», كما شارك فى مسلسل «على باب مصر»، ومسلسل «الضوء الشارد»، كما أخرج ثلاثين أوبرا متنوعة، وقدم ثلاثة أعمال فنية فى إيطاليا، أحدهم حصل على جائزة، فهو فنان مصر عالمى بمعنى الكلمة.
«الوفد» التقت الفنان الدكتور عبدالله سعد، الذى حدثنا عن كواليس تكريمه بالمهرجان القومى للمسرح المصرى، ورحلته الفنية التى امتدت من مصر إلى إيطاليا.
- سبب تأثرى أثناء تكريمى، أننى لم أكرم طوال تاريخى الفنى، سواء من دار الأوبرا المصرية، والتى أعمل بها منذ عام ١٩٧٤، وقدمت خلال هذه المدة العديد من الأعمال، كما أننى لم أكرم من أكاديمية الفنون، التى أنشأت بها قسم إخراج المسرح الموسيقى، والتى أنتمى إليها كعضو هيئة تدريس، وجاء المهرجان القومى للمسرح المصرى ليكرمنى، وبيتى ذاته لم يكرمنى.
وعن التكريم أشعر بسعادة، فتكريمى هو بمثابة تقدير لمسيرتى الفنية والإخراجية على مدار تاريخى الطويل الذى أفتخر به، فأنا أعتبر أول مخرج أوبرا لى فى مصر، وأنشأت قسم المسرح الموسيقى بأكاديمية الفنون، بالإضافة إلى إخراج ثلاثين عملاً أوبرالياً سواء داخل أو خارج مصر.
والتكريم بالنسبة لى جاء فى وقته المناسب وهو لحظة فارقة فى حياتى، وأشكر كل القائمين على المهرجان وخاصة الفنان محمد رياض.
- فى بداية حياتى كانت تتوافر لدىَّ الكثير من المواهب، فقد كنت رياضياً، بخلاف الجمع بين فنون الموسيقى والغناء والرسم والنحت والرقص، فكنت مشتتاً إلى حد ما، ثم درست فى المعهدين فى نفس الوقت لتعلم أصول الغناء والإخراج، وتخصصت فى قسم الفنان الشامل الذى كان يجمع بين الإخراج والتمثيل والغناء، وبعدها درست وتخصصت فى إخراج الأوبرا.
ثم أصبحت معيداً، وأنشأت قسم إخراج المسرح الموسيقى، وصقلت موهبتى بعملى كمساعد مخرج مع العديد من المخرجين الاجانب، وأصبحت لى رؤية خاصة فى الاخراج، عملت على حرفية التمثيل مع غناء الأوبرا، وكسرت فكره جمود الأوبرا التى كانت تسيطر على مغنى الأوبرا المصريين، ولحبى للرسم كنت أتعاون مع منفذى السينوغرافيا وأنفذ معهم ديكور الأعمال عبر مشاهد كبيرة بخلفيات ومستويات عديدة مع تحريك مجاميع متوافق مع حركة الإضاءة ليكون بالنهاية عمل ملحمى متكامل.
- شعرت بأن الإخراج الأوبرالى لم يأخذ حقه، رغم وجود أساتذة كبار، ولكنهم لم يتطرقوا لهذا الإخراج الأوبرالى والمسرح الغنائى، ولكن الإخراج عطلنى عن مسيرتى فى التمثيل، رغم أنه كان يعرض على العديد من الأعمال الفنية سواء فى التلفزيون أو السينما أو المسرح، ولكن كنت أشعر أن الإخراج أهم شىء بالنسبة لى.
- سافرت إيطاليا فى أواخر السبعينيات، منحة إلى الكونسرفتوار فى إيطاليا، وعشقت إيطاليا لكونها عبارة عن متاحف مفتوحة، وقدمت بها ثلاثة أعمال فنية باللغة الإيطالية، ومنهم فيلم حصل على جائزة، وسبب عودتى لمصر، هو الإخراج الأوبرالى.
- هناك الكثير من المعوقات والمشكلات التى حدثت فى مشوار حياتى، كادت تتسبب فى إيقاف مسيرتى، منا صعوبة معادلة الشهادة الخاصة بى، ولكنى لم أنظر إلى الخلف، وأترك مستقبلى، وهناك أشخاص ساعدونى كثيرا مثل الدكتور فوزى فهمى، والدكتور عصمت يحيى، وفى الأوبرا ناصر الأنصارى، وهم لهم دور جميل وساعدونى فى تخطى الكثير من العقبات.
- نحتاج إلى التسويق الجيد، والاهتمام بالإعلام والتوعية بفن الأوبرا، لأن فن الأوبرا ليس كما يقال أنه «صويت»، والأوبرا فن راق جداً والمطربون يقومون بالغناء بطرق معينة، وكان الهدف منه إنشاء الأوبرا من البداية، وعندما نقدم الأوبرا يجب أن نحافظ عليها، وعلينا أن نهتم بالكلمة والأداء ومستوى الصوت، ونرضى بتقديم أوبرا فى الأماكن السياحية للأجانب، وتقديم عروض محلية، داخل الأوبرا تكون مقدمة للمصريين والأجانب.
- المسرح يحتاج إلى عناية ورعاية وتقديم الدعم لنرتقى بمستوى الأعمال والاداء، ورفع المعاناة، متسائلا كيف لفنان يقدم متعة للجمهور، وهو لديه معاناة شخصية فى ضعف أجره، كما أن مهندسى الديكور، دائما لا يكون لديهم الحرية للإبداع نتيجة لضعف الميزانية، والمسرح يعانى من قلة الإمكانيات، ولكن الأوبرا المكان الوحيد الذى يوجد بها نوع من الاكتفاء على المستوى التقنى، لكن باقى المسارح بها الوضع صعب، وتحتاج إلى رعاة لتقديم الدعم المادى للعروض لكى تخرج بشكل جيد، وفى النهاية نحن نقدم فن، ولكى نقدم فناً يجب ألا تكون هناك معاناة للمبدع.
المسرح يحتاج إلى الاهتمام بالمسارح وتطويرها، لاننا مؤخرا افتقدنا هوية المسرح، فليس من المنطقى أن يكون هناك عرض مسرحى غنائى ويقدم دراما، أو مسرح درامى يقدم مسرح طفل، وما إلى ذلك، حتى يستوعب رواد المسارح الفوارق والأنواع المختلفة لتتكون لديهم ثقافة مسرحية وليس فقط بغرض الإمتاع، فهذا الاختلاط ليس فى مصلحة فن المسرح ولا فنانيه ولا رواده بالتأكيد.
بالإضافة إلى أهمية الاهتمام بتطوير التقنيات المسرحية، فالمسارح العالمية حاليًا متطورة وبها الكثير من التقنيات التى لازلنا لا نعلم عنها شيئاً، فمعظم المسارح لدينا أصبحت بها شاشات، لكن ليست هذه هى العالمية المطلوبة، هناك تقنيات أحدث وأقوى، بالإضافة إلى أنه من المفترض أن يكون المسرح هو فن يهدف للربح إلى جانب توصيل الرسائل، لأن التطوير يحتاج إلى ظروف اقتصادية ملائمة، وأنا ضد ما يقال أن المسرح هو فن غير هادف للربح، وأرى أن هذه الجملة هى سبب عدم تشجيع الكثير من الفنانين للمشاركة فى الأعمال الفنية المسرحية.
- أرى أن مصر لديها الكثير من المؤلفين المبهرين والمتميزين، ولكن ما يحدث أحياناً هو استسهال من بعض الكتاب أو المخرجين بأن يتم ترجمة نص قديم حتى يتم توفير تكلفة وميزانية التأليف، لكن مصر تحتوى على الكثير من النصوص التى يمكن العمل عليها وتحويلها إلى عمل فنى، بالإضافة إلى أن كل بلد لديها هويتها المسرحية الخاصة، وما يحدث هو فقط محاولة لتطويع النص الأجنبى ليلائم هويتنا، وأنا ضد هذا لأن مصر لديها الكثير من الأدباء والتراث المسرحى الثرى الذى يمكن أن يقدم بشكل لائق.
- لدى الكثير من الذكريات التى لا يمكن أن أنساها، من أبرزها عملى مع الفنان محمد صبحى، الذى كان له تأثير كبير فى مشوارى، بالنسبة لى هو نموذج المسرح المنضبط، فكنت لا أتأخر عن موعدى أبدا، ودائماً أحضر قبل موعد البروفة، واختيار صبحى من البداية للعناصر التى ستعمل معه، هو شىء أساسى حتى يحدث تناغم بين جميع أفراد وعناصر العرض ودائما ما يكون حريصاً على جعلنا كأسرة واحدة، وفى النهاية كان يتضح هذا التماسك فى الشكل النهائى لعروضه، وعندما اشتركت مع المخرج حسن سعد فى عرض «اللعب مع السادة» على مسرح السلام كان المسرح فى قمة الانضباط، وكذلك مع المخرج عادل عبده فى «زقاق المدق» وغيرها من الكواليس التى لا أستطيع نسيانها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التمثيل والغناء عبدالله سعد العدید من الأعمال الأعمال الفنیة إخراج الأوبرا بالإضافة إلى الکثیر من
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع يشهد حفل تخرج دورة التمثيل الدبلوماسى العسكرى المصرى بالخارج.. شاهد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى حفل تخرج دورة التمثيل الدبلوماسى العسكرى المصرى بالخارج، والذى يأتى فى إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الإعداد والتأهيل المتكامل للضباط الذين تم إختيارهم للعمل بمكاتب التمثيل الدبلوماسى العسكرى المصرى بالخارج، وذلك بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة وعدد من الوزراء والشخصيات العامة وممثلى وزارة الخارجية.
بدأت الفعاليات بعرض الأنشطة المختلفة التى نُفذت خلال الدورة بما يسهم فى تطوير وتنمية مهارات الضباط فى مجالات العمل الدبلوماسى، كما تم عرض فيلم تسجيلى تناول كافة مراحل عملية التأهيل للعناصر التى تم إختيارها ليكونوا خير سفراء للقوات المسلحة بمختلف الدول الشقيقة والصديقة.
وألقى اللواء أ ح شريف فكرى رئيس هيئة الإستخبارات العسكرية كلمة قدم خلالها الشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة على الدعم المستمر الذى توليه لإعداد وتأهيل أعضاء التمثيل العسكرى وفقًا لأحدث الأساليب العلمية المدروسة، مشيرًا إلى أن تلك الدورات تساهم فى زيادة وعى وإدراك الدبلوماسيين بما يدور حولهم
من أحداث ومتغيرات على مختلف الأصعدة وتصقل خبراتهم المعرفية بما يسهم فى أداء المهام المكلفين بها على أكمل وجه.
وألقى الفريق أول عبد المجيد صقر كلمة نقل خلالها تحيات وتقدير السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهنأ عناصر التمثيل الدبلوماسى العسكرى على إنتهاء دورة الإعداد والتأهيل التى تسبق توليهم مناصبهم، مشيرًا إلى حجم المسئولية الملقاه على عاتقهم فى المرحلة المقبلة لإستكمال مسيرتهم الوطنية بالخارج وتمثيل الدولة المصرية تمثيلًا مشرفًا ،
كما أكد على العلاقات المتميزة التى تربط القوات المسلحة المصرية بنظائرها من الدول الشقيقة والصديقة وضرورة العمل الدؤوب لتعزيز التعاون فى مختلف المجالات العسكرية بما يدعم دور مصر الهام والمحورى علي المستويين الإقليمى والدولى.
https://www.youtube.com/watch?si=lCWaEN3hyV3HGpCp&fbclid=IwY2xjawH10DhleHRuA2FlbQIxMAABHdaDp-9DaF8SoT3ot2CwGcNESWcSJK7bpsS3cSxC4oUr9hYYZCxX4b-5ZQ_aem_86jEW5dp0sMLdb0THPyrSQ&v=p9ClsD2iZ9c&feature=youtu.be
1 2 3