لجريدة عمان:
2025-04-12@00:44:30 GMT

ماذا بعد سقوط الإعلام الدولي؟

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

حتى وقت قريب كنا ننظر إلى الإعلام الدولي باعتبار أنه يشمل فقط وسائل الإعلام التي يتخطى توزيعها أو إرسالها الحدود الوطنية، وبوجه عام الوسائل التي تستهدف الجمهور العالمي سواء كانت صحفًا أو مجلات أو محطات إذاعية وتلفزيونية.

ووفقًا لـ«توماس ماكفيل» في كتابه الشهير «الإعلام الكوني» الذي سبق أن ترجمته إلى العربية بالاشتراك مع المكرم الدكتور عبدالله الكندي، فإن الإعلام الدولي «يركز بشكل أكبر على الجوانب العالمية لوسائل الإعلام والأنظمة الاتصالية والتكنولوجية أكثر من التركيز على الجوانب المحلية أو حتى الوطنية»، وفي إطار هذا التصنيف تمتعت بعض الوسائل الأمريكية والغربية تحديدا وعلى مدى سنوات طويلة وتحديدا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بنفوذ عالمي واسع، وكان لبعضها تأثير واضح في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، كما كان لها تأثير على صانع القرار في غالبية دول العالم، ومن المقولات المتواترة والمتكررة في هذا الصدد والتي تناقلها الدارسون والباحثون في الإعلام أن قادة كثر في العالم كانوا ينتظرون وصول نسخ المجلتين الأمريكيتين الأسبوعيتين «التايم» و«نيوزويك» ليتعرفوا منهما على اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية، وكواليس المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، وتطورات ومآلات القضايا العالمية الكبرى.

كنا أيضا في ذلك الوقت ننظر بتقدير شديد لحجم الحرية الذي تتمتع به بعض الصحف والمجلات العالمية مثل «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«الواشنطن بوست» في الولايات المتحدة، و«التايمز» و«الجارديان» و«التلغراف» في بريطانيا، و«لوموند» و«ليبراسيون» و«لفيجارو» في فرنسا، و«دير شبيجل» في ألمانيا، وبعض المحطات التلفزيونية مثل سي إن إن، حتى أن زعماء كثر في دول العالم الثالث ومنها الدول العربية كانوا يهتمون ويحتفون بإجراء الأحاديث المهمة مع هذه الوسائل، ويسعون إلى ذلك سعيا حثيثا، بينما لا يبدون اهتماما كبيرا بالحديث إلى وسائل إعلامهم المحلية.

في العشرين سنة الأخيرة جرت في نهر الإعلام الدولي مياه كثيرة، وتأثر مثل غيره بانتشار وازدهار شبكة الإنترنت وتطور الإعلام الرقمي، التي أسقطت مفهوم الإعلام الدولي التقليدي بعد أن أتاحت الفرصة لكل وسائل الإعلام بأن تكون وسائل دولية سواء من خلال مواقعها الإلكترونية على الشبكة أو من خلال حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة أو تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بها، ووفقًا لهذا التحول أصبحت الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية والإذاعية في كل دول العالم تقريبًا وسائل إعلام دولية كونها أصبحت متاحة ودون قيود تقريبًا لكل مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم، خاصة مع توفر خاصية الترجمة التي توفرها محركات البحث للمضامين الإعلامية على الشبكة.

سقط إذن مفهوم الإعلام الدولي، وأصبح من الصعب اعتماد التصنيف القديم لوسائل الإعلام إلى محلية وقومية ودولية، وقد سارعت وسائل الإعلام التي كانت تنظر إلى نفسها على أنها وسائل دولية إلى مواكبة التغيرات في بيئة الإعلام الدولي، من خلال تبني سياسات تحريرية جديدة تقوم على تنويع المحتوى ليناسب مناطق العالم المختلفة، وتغيير تبويبها لتشمل تغطية واسعة للشؤون الدولية موزعة على قارات ومناطق العالم، بالإضافة إلى تنويع مواد الرأي لكي تعبّر أكثر عن وجهات نظر متباينة في الأحداث والقضايا المختلفة.

ولعل هذا ما يفسر استمرار نفوذ هذه الوسائل حتى بعد سقوط مفهوم الإعلام الدولي، كما يفسر التباين في الاتجاهات التي يعبّر عنها كُتاب الرأي في الصحيفة الواحدة في الحدث الواحد أو القضية الواحدة. لذلك لا عجب عندما تقرأ على موقع صحيفة مثل «الواشنطن بوست» الأمريكية مقالات تؤيد إسرائيل في عدوانها الغاشم وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، ومقالات مقابلة، ربما في الصفحة نفسها، متعاطفة مع أهل غزة ومطالبة بوقف الحرب ومعاقبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية.

ماذا فعلت وسائل الإعلام العربية عندما أخرجتها شبكة الإنترنت من إطار المحلية الضيق إلى إطار العالمية الواسع؟ وهل استفادت من وجودها على الشبكة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من القراء في مختلف دول العالم، والتحول إلى وسائل إعلام دولية؟

باستثناءات قليلة جدا تعد على أصابع اليد الواحدة ما زالت الصحافة العربية الرقمية تتحسس طريقها نحو العالمية. تتقدم خطوة وتتراجع خطوات، غير قادرة على الفكاك من أسر الماضي باعتبارها أداة من أدوات السلطة السياسية وذراعا من أذرعها المتعددة، ولم تتخلص من رؤية السلطة لها بأنها صحافة محلية تستهدف الجمهور المحلي، ولا تتطلع إلى الانتشار الدولي الحقيقي الذي يمكن أن تصل من خلاله إلى العالمية، وتصبح ذات حضور مؤثر في تشكيل الرأي العام العالمي نحو القضايا الوطنية والعربية المصيرية وعلى رأسها الصراع العربي-الإسرائيلي.

إن المتابع للشأن الإعلامي العربي يستطيع أن يلحظ أن التأثير العالمي في مجريات الأحداث والقضايا العربية يكاد يقتصر على عدد قليل من المحطات التلفزيونية الإخبارية العربية. وإذا أخذنا الحرب على غزة كمثال، نجد أن استجابة الصحافة العربية لهذه الحرب الهمجية كانت محدودة وغير فعالة على المستوى الدولي، إذ لم تتغير أولويات التغطية الإخبارية في غالبية الصحف والمحطات التلفزيونية العربية، وظلت كما هي تضع الأخبار الرسمية في المقدمة بينما تتأخر أخبار الحرب على غزة وما يرتبط بها من أحداث في الضفة الغربية ولبنان واليمن وإيران إلى مراتب متأخرة. بل إن بعض المحطات العربية الإخبارية تبنت السردية الصهيونية وأصبحت بوقًا للدعاية الإسرائيلية، كما حدث في «مجزرة الفجر» التي وقعت في مدرسة «التابعين»، بحي الدرج شرق مدينة غزة، أثناء تأدية نازحين صلاة الفجر، واستشهد فيها أكثر من مائة شخص، وعلى جانب آخر ما زالت تلك الوسائل تعتمد فيما تنشره عن الأحداث العربية على ما يرد لها من وكالات الأنباء الدولية دون أن يكون لها وجود فعلي ومؤثر على الأرض من خلال المراسلين.

لقد تحولت بعض الصفحات الشخصية والمؤسساتية على شبكات التواصل الاجتماعي إلى وسائل إعلام دولية، خاصة في ظل تراجع غالبية وسائل الإعلام العربية عن القيام بواجباتها في إيصال الصوت العربي إلى العالم. صحيح أن هناك قيودا تفرضها شركات التقنية العملاقة، التي تمتلك وتدير هذه المنصات العالمية، على المحتوى العربي المساند للفلسطينيين والمعادي لدولة الاحتلال، ولكن ما زالت هناك منصات أخرى يتم استخدامها والتحايل على محظورات النشر فيها للتعبير عن دعم المقاومة في غزة والأراضي المحتلة وكشف جرائم إسرائيل وشركائها.

إن تراجع الإعلام الدولي التقليدي وصعود الإعلام الدولي الرقمي البديل يمثل فرصة نادرة وسانحة لحضور إعلامي عربي دولي جديد لم تتمتع به من قبل. على وسائل الإعلام العربية استغلال هذه الفرصة التاريخية، إذا كانت تريد استعادة مكانتها لدى جمهورها في الداخل والخارج. والخطوة الأولى لتحقيق ذلك تتمثل في تغيير أولويات التغطية الإخبارية، وتبني سياسات تحريرية جديدة تعتمد على الاهتمام بالشأن العربي والدولي، والخروج من أسر التبعية لوكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية الدولية التي رغم تنوع محتواها ما زالت تخضع إلى حد كبير للسردية الصهيونية، وثنائية قوى الخير «الغربية» في مواجهة قوى الشر (العربية والإسلامية).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإعلام الدولی وسائل الإعلام دول العالم ما زالت من خلال

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن المنظمة الصهيونية المتطرفة التي حرّضت على محمود خليل؟

قبل شهرٍ من الآن، وفي يوم السبت، الموافق 8 مارس/ آذار، أقدمت عناصر من وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) على اختطاف محمود خليل، الذي كان قد شغل منصب المفاوض عن "مخيم التضامن مع غزة" في جامعة كولومبيا.

ومحمود خليل هو فلسطيني يحمل إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وكان عائدًا إلى شقته التابعة للجامعة بعد حضور مأدبة إفطار، عندما واجهه العملاء. أبلغوه هو وزوجته الحامل، الدكتورة نور عبدالله، وهي مواطنة أميركية، بأن "تأشيرته الدراسية" قد أُلغيت، وادعوا زورًا أنهم يحملون مذكرة اعتقال بحقه. وعندما قدمت زوجته بطاقة الإقامة الدائمة (الجرين كارد)، بدا على العميل الارتباك، وقال عبر الهاتف: "إنه يحمل بطاقة إقامة دائمة"، ولكن حين حاولت محامية محمود التدخل عبر الهاتف، قام العميل بقطع الاتصال بها.

كان محمود خليل قد حصل على درجة الماجستير من "مدرسة الشؤون الدولية والعامة" في جامعة كولومبيا في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، إلا أنه اقتيد إلى منشأة احتجاز تابعة للهجرة والجمارك (ICE) في ولاية لويزيانا، على بعد أكثر من ألف ميل. كانت الغاية من ذلك عزله عن زوجته، ومحاميه، ومجتمعه، في ظل التهديد المباشر بترحيله.

إعلان

لكن محمود خليل لم يكن وحيدًا. ففي غضون 24 ساعة، تدخل "مركز الحقوق الدستورية" بالتعاون مع "مشروع محاسبة تطبيق القانون" (CLEAR)، للطعن في اعتقاله واحتجازه. وفي يوم الاثنين، أوقف قاضٍ فدرالي أمر الترحيل، وحدد جلسة استماع يوم الأربعاء في محكمة مانهاتن، وبعدها سُمح لمحمود أخيرًا بالتواصل مع محاميه.

في الساعات التي تلت اختطافه، اشتعلت وسائل الإعلام المستقلة ومنصات التواصل الاجتماعي بالتنديد والغضب والتحليلات القانونية والسياسية. وقد أشار كثيرون إلى أن خليل، كمقيم دائم في الولايات المتحدة، يتمتع بكل الحقوق التي يحظى بها المواطن الأميركي، باستثناء حق التصويت.

وقد نشرت النائبة في الكونغرس براميلا جايابال منشورًا قالت فيه: "إدارة ترامب تستهدف الطلاب الذين مارسوا حقهم الدستوري في التعديل الأول. هذا أمر غير مقبول. ترحيل المقيمين القانونيين فقط بسبب آرائهم السياسية هو انتهاك لحقوق حرية التعبير. من التالي؟".

أما مسؤولو البيت الأبيض فقد زعموا أن خليل يُشكّل "تهديدًا لمصالح الأمن القومي"، دون الإشارة إلى أنه "انتهك القانون". ومع ذلك، لم يتمكنوا من تقديم تهمة مشروعة أو دليل ملموس على جريمة.

كما كتبت منصة الانتفاضة الإلكترونية (Electronic Intifada): "بينما يمكن للحكومة إلغاء إقامة حاملي بطاقة الإقامة الدائمة في حالات محددة، لا يجوز لها إلغاؤها تعسفيًا. لا تُلغى الإقامة الدائمة إلا بحكم قاضٍ للهجرة، بناءً على معايير قانونية محددة، ووفق إجراءات قانونية سليمة، وهو ما يبدو غائبًا تمامًا في حالة خليل".

تحرك النشطاء المناهضون للإبادة الجماعية بسرعة، حيث اجتاح آلاف المتظاهرين شوارع مدينة نيويورك في الأيام التالية، تعبيرًا عن تضامنهم، وتجمّعوا بكثافة أمام محكمة نيويورك. وبحلول يوم الخميس، تم اعتقال 100 شخص خلال اعتصام نظّمه "الصوت اليهودي من أجل السلام" داخل برج ترامب.

إعلان

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن التزامه بقطع التمويل الفدرالي عن الجامعات المتهمة بـ"التسامح مع معاداة السامية"، وكانت كولومبيا أولاها.

ففي اليوم السابق للاختطاف، قامت إدارته بقطع 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي عن الجامعة، مدعية أنها "فشلت في اتخاذ خطوات لمواجهة معاداة السامية". وسرعان ما وافقت الجامعة على التعاون مع الحكومة الفدرالية في "خنوع ذليل لترامب"، وأعلنت "التزامها بمحاربة معاداة السامية".

وقد نشرت كولومبيا إرشاداتها لأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين، تحثهم على "عدم التدخل" مع عملاء الهجرة والجمارك، حتى لو لم يتمكن هؤلاء العملاء من تقديم مذكرة اعتقال. وعندما تفاخر الرئيس ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" (Truth Social) بأنه اعتقل خليل، هدد أيضًا بأنه "سيتبعه المزيد"، ليس فقط في كولومبيا، بل في "جامعات أخرى عبر البلاد".

وكحال كثير من الطلاب العرب والمسلمين، تعرض خليل في اليوم السابق لاعتقاله غير القانوني، لحملات تحرّش صهيونية ممنهجة، وقد ناشد إدارة الجامعة بالحماية، مؤكدًا أنه يتعرض لحملة "تشويه لاإنسانية" على الإنترنت (doxxing)، وقال إن "هجماتهم حرّضت على موجة من الكراهية، بما في ذلك دعوات لترحيلي وتهديدات بالقتل"، ولكن كولومبيا لم ترد.

وقد قمعت مجموعات الضغط الإسرائيلية، مثل "مهمة الكناري" (Canary Mission)، حرية التعبير في الجامعات الأميركية لسنوات. وعلى الرغم من أن هذه المجموعة ادّعت أنها تقف خلف اعتقال خليل، فإن منظمة صهيونية متطرفة أقلّ شهرة تبدو أنها لعبت الدور الأبرز في اعتقاله.

وقد أُسّست هذه المنظمة عام 1923 على يد معجب بموسوليني، وأُعيد إحياؤها عام 2023، حتى إن "رابطة مكافحة التشهير" (وهي مجموعة ضغط يهودية) (ADL) تعتبرها منظمة كراهية.

تُدعى هذه الجماعة المؤيدة للصهيونية المتطرفة التي تفاخر باعتقال محمود: "بيتار-الولايات المتحدة" (Betar-USA).

إعلان

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كتبت صحيفة "نيويورك بوست" مديحًا لـ"بيتار-الولايات المتحدة" على جمعها قوائم بأسماء طلاب أجانب، وتفاخرها بتحديد 30 طالبًا من دول مثل الأردن، وسوريا، ومصر، وكندا، والمملكة المتحدة، ممن يدرسون في بعض أبرز الجامعات الأميركية، منها كولومبيا، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة كاليفورنيا، وكلية "ذا نيو سكول" للأبحاث الاجتماعية، وغيرها.

وقال رئيسها روس غليك إنه يأمل بأن يمنح "الرئيس المنتخب ترامب" "كارهي إسرائيل… تذكرة بلا عودة إلى بلادهم". ولم تشر الصحيفة إلى طبيعة هذه المنظمة أو تاريخها وممارساتها، التي "تحاكي تكتيكات ورموز الفاشية، بما في ذلك ارتداء القمصان البنية واستخدام تحيات خاصة".

وتسعى "بيتار" إلى التحالف مع جماعة "براود بويز" (Proud Boys)، ذات السجل المعروف في معاداة السامية والإسلاموفوبيا، بهدف "مواجهة الجهاديين الإسلاميين". (يُذكر أن قائد "براود بويز"، إنريكي تاريو، قد حُكم عليه بالسجن 22 عامًا بسبب عنفه في أحداث 6 يناير/ كانون الثاني، وقد أفرج عنه مؤخرًا بعفو من ترامب).

ومؤخرًا، تفاخرت "بيتار-الولايات المتحدة" لصحيفة "ذا غارديان" بأن لديها "قائمة ترحيل" تحتوي آلاف الأسماء أرسلتها لمسؤولي إدارة ترامب، بمن في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي صادق شخصيًا على اختطاف خليل. وكان معظم الأسماء في القائمة يحملون تأشيرات دخول أميركية (وربما يفسر ذلك سبب اعتقاد عملاء وزارة الأمن الداخلي أن خليل يحمل تأشيرة طالب، بدلًا من إقامة دائمة).

نادرًا ما يرد ذكر "بيتار-الولايات المتحدة" في الإعلام التقليدي، لكن موقع "ميدل إيست آي" كشف أن هذه الجماعة تلاحق النشطاء المؤيدين لفلسطين، بمن فيهم اليهود الأميركيون، وقد أبلغ خليل عن تلقيه رسائل كراهية تهديدية منهم. كما أقدمت الجماعة على تخريب ممتلكات، و"دعت صراحة إلى أعمال انتقامية من نوع مليشيوي ضد المحتجين الطلاب".

إعلان

ونشرت منصة "غلوبال نيوز هَب" (Global News Hub) فيديو للسيناتور جون فيترمان (عن ولاية بنسلفانيا) وهو يقول لزعيم المليشيا اليمينية المتطرفة روس غليك، إنه "يحب" التهديد بالقنبلة الذي أطلقوه ضد فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في جامعة بيتسبرغ.

وقد تم حظر "بيتار-الولايات المتحدة" من منصات "ميتا" بسبب هذه "النكتة". كما أصدرت تهديدات شبيهة بالإعدام للكاتب بيتر بينارت وآخرين. والمفارقة أن دعاة "بيتار" يزعمون أن الطلاب الواردين في قوائمهم "يروّعون أميركا".

لاحقًا، فقد روس غليك منصبه كرئيس لـ"بيتار-الولايات المتحدة" بعد إدانته في نيويورك بتهم تتعلق بجرائم "الانتقام الإباحي". ولم تربط معظم التقارير الصحفية بين انحرافاته الجنسية وعلاقته بالجماعة الصهيونية المتطرفة اليمينية.

وقد جادل العديد من المحللين، بحق، أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة تمثل التهديد الأكبر لحرية التعبير وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. ويُظهر اختطاف خليل، والقوى المتطرفة التي تقف خلفه، مدى اختلال الإدارة الجديدة، ويكشف عن تصرفاتها غير المسبوقة في مخالفة الدستور، التي دشنت الطريق نحو الاستبداد.

وقد وصف البروفيسور البارز في التاريخ اليهودي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ديفيد مايرز، إدارة الرئيس ترامب بأنها "تقوم بتسليح وتسييس معاداة السامية لأغراض سياسية". واعتبر مايرز قائمة "بيتار" للمرحلين "مرعبة"، ولكنها غير مفاجئة بالنظر إلى ما تمثله هذه الجماعة تاريخيًا-أي "تبني الفاشية اليهودية".

وأكد أن هذه الهجمات لا تتعلق فقط بحماية الطلاب اليهود، بل إن الرئيس الأميركي وحلفاءه "مهتمون حقًا بإخضاع الجامعة وإقصائها من الساحة السياسية الأميركية بوصفها جهة فاعلة تقدمية ليبرالية". وإن تهديدات ترامب المتكررة خارج إطار القانون واعتقال خليل تكشف عن انزلاق متسارع نحو خطاب القمع السياسي والفاشية الكاملة.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إحالة محام للتحقيق لنشره معلومات مضللة على وسائل الإعلام
  • إحالة محامٍ للتحقيق لنشره معلومات مضللة في وسائل الإعلام
  • إحالة محامٍ للتحقيق لنشره معلومات مضللة على وسائل الإعلام
  • ماذا نعرف عن المنظمة الصهيونية المتطرفة التي حرّضت على محمود خليل؟
  • مؤكداً أن مواقفه تصدر عبر بيانات رسمية.. حزب الله ينفي ما تتداوله وسائل الإعلام من أخبار ومعلومات منسوبة إليه
  • حزب الله ينفي ما تتداوله وسائل الإعلام من أخبار ومعلومات منسوبة إليه
  • اجتماع بصنعاء يناقش الموجهات الإعلامية في ظل الأحداث الجارية باليمن وفلسطين
  • اجتماع برئاسة وزير الإعلام يناقش الموجهات الإعلامية في ظل الأحداث الجارية باليمن وفلسطين
  • ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فعلا ذراع جديد لإيران في المنطقة؟
  • زيارة ماكرون لجامعة القاهرة في عيون الصحافة ووسائل الإعلام العالمية