ماذا بعد سقوط الإعلام الدولي؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
حتى وقت قريب كنا ننظر إلى الإعلام الدولي باعتبار أنه يشمل فقط وسائل الإعلام التي يتخطى توزيعها أو إرسالها الحدود الوطنية، وبوجه عام الوسائل التي تستهدف الجمهور العالمي سواء كانت صحفًا أو مجلات أو محطات إذاعية وتلفزيونية.
ووفقًا لـ«توماس ماكفيل» في كتابه الشهير «الإعلام الكوني» الذي سبق أن ترجمته إلى العربية بالاشتراك مع المكرم الدكتور عبدالله الكندي، فإن الإعلام الدولي «يركز بشكل أكبر على الجوانب العالمية لوسائل الإعلام والأنظمة الاتصالية والتكنولوجية أكثر من التركيز على الجوانب المحلية أو حتى الوطنية»، وفي إطار هذا التصنيف تمتعت بعض الوسائل الأمريكية والغربية تحديدا وعلى مدى سنوات طويلة وتحديدا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بنفوذ عالمي واسع، وكان لبعضها تأثير واضح في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، كما كان لها تأثير على صانع القرار في غالبية دول العالم، ومن المقولات المتواترة والمتكررة في هذا الصدد والتي تناقلها الدارسون والباحثون في الإعلام أن قادة كثر في العالم كانوا ينتظرون وصول نسخ المجلتين الأمريكيتين الأسبوعيتين «التايم» و«نيوزويك» ليتعرفوا منهما على اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية، وكواليس المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، وتطورات ومآلات القضايا العالمية الكبرى.
كنا أيضا في ذلك الوقت ننظر بتقدير شديد لحجم الحرية الذي تتمتع به بعض الصحف والمجلات العالمية مثل «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«الواشنطن بوست» في الولايات المتحدة، و«التايمز» و«الجارديان» و«التلغراف» في بريطانيا، و«لوموند» و«ليبراسيون» و«لفيجارو» في فرنسا، و«دير شبيجل» في ألمانيا، وبعض المحطات التلفزيونية مثل سي إن إن، حتى أن زعماء كثر في دول العالم الثالث ومنها الدول العربية كانوا يهتمون ويحتفون بإجراء الأحاديث المهمة مع هذه الوسائل، ويسعون إلى ذلك سعيا حثيثا، بينما لا يبدون اهتماما كبيرا بالحديث إلى وسائل إعلامهم المحلية.
في العشرين سنة الأخيرة جرت في نهر الإعلام الدولي مياه كثيرة، وتأثر مثل غيره بانتشار وازدهار شبكة الإنترنت وتطور الإعلام الرقمي، التي أسقطت مفهوم الإعلام الدولي التقليدي بعد أن أتاحت الفرصة لكل وسائل الإعلام بأن تكون وسائل دولية سواء من خلال مواقعها الإلكترونية على الشبكة أو من خلال حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة أو تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بها، ووفقًا لهذا التحول أصبحت الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية والإذاعية في كل دول العالم تقريبًا وسائل إعلام دولية كونها أصبحت متاحة ودون قيود تقريبًا لكل مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم، خاصة مع توفر خاصية الترجمة التي توفرها محركات البحث للمضامين الإعلامية على الشبكة.
سقط إذن مفهوم الإعلام الدولي، وأصبح من الصعب اعتماد التصنيف القديم لوسائل الإعلام إلى محلية وقومية ودولية، وقد سارعت وسائل الإعلام التي كانت تنظر إلى نفسها على أنها وسائل دولية إلى مواكبة التغيرات في بيئة الإعلام الدولي، من خلال تبني سياسات تحريرية جديدة تقوم على تنويع المحتوى ليناسب مناطق العالم المختلفة، وتغيير تبويبها لتشمل تغطية واسعة للشؤون الدولية موزعة على قارات ومناطق العالم، بالإضافة إلى تنويع مواد الرأي لكي تعبّر أكثر عن وجهات نظر متباينة في الأحداث والقضايا المختلفة.
ولعل هذا ما يفسر استمرار نفوذ هذه الوسائل حتى بعد سقوط مفهوم الإعلام الدولي، كما يفسر التباين في الاتجاهات التي يعبّر عنها كُتاب الرأي في الصحيفة الواحدة في الحدث الواحد أو القضية الواحدة. لذلك لا عجب عندما تقرأ على موقع صحيفة مثل «الواشنطن بوست» الأمريكية مقالات تؤيد إسرائيل في عدوانها الغاشم وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، ومقالات مقابلة، ربما في الصفحة نفسها، متعاطفة مع أهل غزة ومطالبة بوقف الحرب ومعاقبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية.
ماذا فعلت وسائل الإعلام العربية عندما أخرجتها شبكة الإنترنت من إطار المحلية الضيق إلى إطار العالمية الواسع؟ وهل استفادت من وجودها على الشبكة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من القراء في مختلف دول العالم، والتحول إلى وسائل إعلام دولية؟
باستثناءات قليلة جدا تعد على أصابع اليد الواحدة ما زالت الصحافة العربية الرقمية تتحسس طريقها نحو العالمية. تتقدم خطوة وتتراجع خطوات، غير قادرة على الفكاك من أسر الماضي باعتبارها أداة من أدوات السلطة السياسية وذراعا من أذرعها المتعددة، ولم تتخلص من رؤية السلطة لها بأنها صحافة محلية تستهدف الجمهور المحلي، ولا تتطلع إلى الانتشار الدولي الحقيقي الذي يمكن أن تصل من خلاله إلى العالمية، وتصبح ذات حضور مؤثر في تشكيل الرأي العام العالمي نحو القضايا الوطنية والعربية المصيرية وعلى رأسها الصراع العربي-الإسرائيلي.
إن المتابع للشأن الإعلامي العربي يستطيع أن يلحظ أن التأثير العالمي في مجريات الأحداث والقضايا العربية يكاد يقتصر على عدد قليل من المحطات التلفزيونية الإخبارية العربية. وإذا أخذنا الحرب على غزة كمثال، نجد أن استجابة الصحافة العربية لهذه الحرب الهمجية كانت محدودة وغير فعالة على المستوى الدولي، إذ لم تتغير أولويات التغطية الإخبارية في غالبية الصحف والمحطات التلفزيونية العربية، وظلت كما هي تضع الأخبار الرسمية في المقدمة بينما تتأخر أخبار الحرب على غزة وما يرتبط بها من أحداث في الضفة الغربية ولبنان واليمن وإيران إلى مراتب متأخرة. بل إن بعض المحطات العربية الإخبارية تبنت السردية الصهيونية وأصبحت بوقًا للدعاية الإسرائيلية، كما حدث في «مجزرة الفجر» التي وقعت في مدرسة «التابعين»، بحي الدرج شرق مدينة غزة، أثناء تأدية نازحين صلاة الفجر، واستشهد فيها أكثر من مائة شخص، وعلى جانب آخر ما زالت تلك الوسائل تعتمد فيما تنشره عن الأحداث العربية على ما يرد لها من وكالات الأنباء الدولية دون أن يكون لها وجود فعلي ومؤثر على الأرض من خلال المراسلين.
لقد تحولت بعض الصفحات الشخصية والمؤسساتية على شبكات التواصل الاجتماعي إلى وسائل إعلام دولية، خاصة في ظل تراجع غالبية وسائل الإعلام العربية عن القيام بواجباتها في إيصال الصوت العربي إلى العالم. صحيح أن هناك قيودا تفرضها شركات التقنية العملاقة، التي تمتلك وتدير هذه المنصات العالمية، على المحتوى العربي المساند للفلسطينيين والمعادي لدولة الاحتلال، ولكن ما زالت هناك منصات أخرى يتم استخدامها والتحايل على محظورات النشر فيها للتعبير عن دعم المقاومة في غزة والأراضي المحتلة وكشف جرائم إسرائيل وشركائها.
إن تراجع الإعلام الدولي التقليدي وصعود الإعلام الدولي الرقمي البديل يمثل فرصة نادرة وسانحة لحضور إعلامي عربي دولي جديد لم تتمتع به من قبل. على وسائل الإعلام العربية استغلال هذه الفرصة التاريخية، إذا كانت تريد استعادة مكانتها لدى جمهورها في الداخل والخارج. والخطوة الأولى لتحقيق ذلك تتمثل في تغيير أولويات التغطية الإخبارية، وتبني سياسات تحريرية جديدة تعتمد على الاهتمام بالشأن العربي والدولي، والخروج من أسر التبعية لوكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية الدولية التي رغم تنوع محتواها ما زالت تخضع إلى حد كبير للسردية الصهيونية، وثنائية قوى الخير «الغربية» في مواجهة قوى الشر (العربية والإسلامية).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الإعلام الدولی وسائل الإعلام دول العالم ما زالت من خلال
إقرأ أيضاً:
الوطني للإعلام يطلق قمة بريدج لاستشراف مستقبل الإعلام في العالم
كشف المكتب الوطني للإعلام، خلال احتفالية خاصة أقيمت في العاصمة الأميركية واشنطن، عن قمة "بريدج" BRIDGE، المبادرة العالمية التي تنطلق من أبوظبي في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025 المقبل، بهدف استشراف مستقبل الإعلام وقيادة التحول في القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد العالمي عبر إنشاء منظومة ديناميكية وشاملة تُمكّن الإعلاميين، وتُرسخ الابتكار، وتدعم الصحافة المسؤولة في العصر الرقمي.
وتُجسد القمة التي أطلقها معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وبحضور معالي يوسف مانع العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، والدكتور جمال محمد عبيد الكعبي، المدير العام للمكتب الوطني للإعلام، وريتشارد أتياس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Richard Attias & Associates، رؤية دولة الإمارات الهادفة إلى ترسيخ الشراكات الاستراتيجية وبناء جسور من التعاون الإعلامي، وتشجيع تبادل الخبرات والتجارب، بما يساهم في تطوير صناعة الإعلام عالمياً.
وتمثل قمة بريدج تظاهرة إعلامية فريدة تسعى لتقديم تجربة استثنائية للإعلاميين من مختلف أنحاء العالم، حيث يستهدف الحدث مشاركة قادة دول ورؤساء تنفيذيين وصناع قرار من دول العالم المختلفة بالإضافة إلى أكثر من 2000 إعلامي. كما سيصاحب هذا الحدث معرض للإنتاج الإعلامي بكل أطيافه وبمشاركة مجموعة كبيرة من الشركات الإعلامية العالمية.
وتسعى القمة إلى وضع رؤية استراتيجية شاملة ومتطورة، تساعد قطاع الإعلام العالمي على الاستجابة السريعة للمتغيرات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية في العالم.
وفي خطوة تعكس الالتزام بترسيخ مستقبل مستدام للإعلام، أطلق معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام، “BRIDGE Foundation”، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تمكين الجيل القادم من الإعلاميين والمبتكرين، وتعزيز الصحافة المسؤولة، وإعادة تعريف دور الإعلام كقوة مؤثرة في التنمية والتغيير.
وستعمل المؤسسة على إحداث نقلة نوعية في المشهد الإعلامي من خلال دعم المواهب الشابة، وإطلاق برامج تدريبية متخصصة، وتقديم منح بحثية لابتكار حلول إعلامية جديدة تعزز النزاهة والمصداقية، كما ستوفر المؤسسة منصة لتمكين الشركات الناشئة الإعلامية وربطها بفرص التمويل والتعاون الدولي، وبما يسهم في بناء منظومة إعلامية أكثر استدامة وتأثيراً.
وقال معالي عبدالله آل حامد إن دولة الإمارات كانت وما زالت البيئة الحاضنة للأحداث الكبرى، والرائدة في استشراف المستقبل، والأكثر مواكبة لتطور القطاع الإعلامي، وانطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة بضرورة تعزيز التكامل والشراكات مع مختلف دول العالم، واستجابة لتوجيهاتها بالعمل على ترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً للابتكار الإعلامي، أطلقنا قمة "بريدج" بهدف ترسيخ الحوار البنّاء، وابتكار حلول تُساهم في مواجهة التحديات الإعلامية الراهنة والمستقبلية، وتدعم التطوير المستدام لهذا القطاع الحيوي، الذي يُعد شريكاً أساسياً في العمل الحكومي والمؤسسي، وداعماً للاستراتيجيات التنموية.
وتابع معاليه أن قطاع الإعلام يشهد مرحلة تحولات غير مسبوقة، تدفعنا إلى استشراف تطوراته المستقبلية، ومواكبة الفرص والتحديات التي تفرضها التحولات الرقمية المتسارعة، حيث ستعمل قمة "بريدج"، على تقريب المسافات بين المؤسسات الإعلامية والمتغيرات المستقبلية، وتمكينها من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز جودة المحتوى وتطوير نماذج عمل مستدامة تضمن استمرارية ونمو قطاع الإعلام.
وأكد معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام، أن BRIDGE تسعى إلى لعب دور محوري في تشكيل التوجهات الاستراتيجية لقطاع الإعلام العالمي، من خلال دعم الابتكار، وتعزيز المعرفة، وترسيخ مبادئ المسؤولية الإعلامية، ودعم دور الإعلام كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكأداة أساسية في صياغة مستقبل مستدام قائم على الإبداع والتكنولوجيا، فالمستقبل الإعلامي لا يُنتظر، بل يُصنع، و"بريدج" ستكون الجسر الذي يربط الإعلام العالمي برؤية جديدة قوامها التأثير والابتكار والاستدامة.
وأشار معاليه، إلى أن إطلاق BRIDGE Foundation، يأتي انطلاقاً من رؤية دولة الإمارات الرامية إلى ترسيخ دور الإعلام كقوة مؤثرة في مسيرة التنمية، وتوفير بيئة داعمة تُمكّن المواهب الإعلامية من تطوير مهاراتهم، اعتماداً على أحدث التقنيات والمعايير العالمية، بما يساهم في بناء منظومة إعلامية أكثر تأثيراً، تعكس القيم المجتمعية وتخدم قضايا التنمية الشاملة والمستدامة.
من جهته قال ريتشارد أتياس إن قمة بريدج تقوم على الإيمان بأن الشراكات، وليس العزلة، هي الكفيلة بتحديد المستقبل، لا سيما في الإعلام، فالإعلام ليس مجرد شاهد على التاريخ، بل هو قوة تشكّله.
وتابع أن قمة BRIDGE تمثل منصة للتفاعل والتعاون والعمل على مدار العام، وتصل إلى ذروتها مع BRIDGE 2025، وهو الحدث الإعلامي الأكبر والأكثر تأثيراً في العالم، والذي سيُعقد في أبوظبي في ديسمبر المقبل.
من جانبه قال الدكتور جمال الكعبي إن قمة بريدج توفر منصة مثالية تجمع نخبة من القادة وصناع القرار وكبار المستثمرين والرؤساء التنفيذيين والمفكرين والمبدعين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم، حيث تُجسد القمة رؤية طموحة لتمكين منظومة إعلامية حديثة تسهم في دعم الإعلام المسؤول، وترسي معايير جديدة في التفاعل الإعلامي والتقني، بما يواكب التحولات الرقمية ويساهم في استشراف مستقبل الإعلام.
وأكد سعادته أن "بريدج" تتيح فرصاً استثنائية لمناقشة مستقبل الإعلام وتقديم حلول مبتكرة لتمكين قطاع الإعلام من التكيف مع تحولات القطاع المتسارعة، حيث تأتي القمة BRIDGE لتعالج أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام وتقدم لها حلولاً واقعية، مشيراً إلى أن القمة ستعمل على خلق فرص اقتصادية واعدة وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار وتمكين الشركات الناشئة من الوصول إلى أسواق أوسع، وتعزيز تنافسية القطاع الإعلامي وتحفيزه على النمو المستدام، ليكون محركاً رئيسياً لاقتصاد المعرفة القائم على الابتكار.
وتابع المدير العام للمكتب الوطني للإعلام أننا لا نبني مجرد منصة إعلامية، بل نؤسس لمستقبل تُرسم فيه ملامح الإعلام العالمي وفق رؤية أكثر ابتكاراً وتأثيراً، فقمة "بريدج" ليست مجرد مساحة للنقاش، بل هي مسار للعمل والتغيير، حيث تتلاقى العقول لرسم خريطة جديدة للإعلام، قوامها التعاون، والتكنولوجيا، والاستدامة.
وتعتبر قمة بريدج منصة دائمة تستشرف تحولات المشهد الإعلامي من أجل رسم ملامح مستقبل قطاع الإعلام وتوحيد الجهود وتبادل الأفكار المبتكرة والحلول التقنية المتطورة ومناقشة أحدث الاتجاهات والفرص التي يقدمها قطاع الإعلام بهدف زيادة مساهمته في تسريع خطط التنمية المستدامة.
وتشهد قمة بريدج BRIDGE التي تنطلق في ديسمبر المقبل، مشاركة واسعة من القادة وصنّاع السياسات والناشرين والمستثمرين والصحفيين من مختلف أنحاء العالم، والذين توحّدهم رؤية مشتركة لصياغة مستقبل الإعلام عبر التعاون والابتكار والعمل الاستراتيجي، بما يضمن مواكبة التحولات الرقمية وترسيخ دور الإعلام كقوة مؤثرة في مسيرة التنمية المستدامة.