تمثل ذكرى ميلاد المخرج ألفريد هتشكوك فى 13 أغسطس 1899 - 29 أبريل 1980، أهمية خاصة فى حياة السينمائيين، لما تركه هذا المخرج والكاتب العبقرى من إرث فنى مميز ومختلف يمكن أن يطلق عليه تغييراً فى مسار السينما العالمية.
«هيتشكوك» تميز بالقدرة على خلق إطار جديد بعالم السينما، حيث إن كل فيلم من أفلامه هو عن رحلة مشوقة، خلقت له مشواراً فريداً، فهو رجل ناضل بهدف فرض أفكاره التقدمية على المهنة السينمائية، فهو أول من جرب طريقة الأبعاد الثلاثية فى زمن لم يشهد اقتناع أى منتج سينمائى بهذا الأسلوب فى تصوير الأفلام وعرضها.
أخرج أكثر من 50 فيلماً روائياً على مدار حياة مهنية امتدت لستة عقود وقد حصل على جائزة الانجازات مدى الحياة من معهد الفيلم الأمريكى American Film Institutes Life Achievement Award، وحصل على جائزتى جولدن جلوب، ثمانى جوائز لوريل، 5 عن إنجازات مدى الحياة، جائزة بافتا، وترشح للأوسكار خمس مرات عن فئة أفضل مخرج، وترشح فيلم Rebecca لـ11 جائزة أوسكار وحصل على جائزة أفضل فيلم.
ترجع أهمية هيتشكوك لأنه أخرج أفلاماً صامتة فى بداياته، فقد كان دائماً يبحث عن طرق مختلفة لإيصال المعلومات للمشاهد فى كل فيلم، وبالممارسة تمكن من ابتكار طرق جديدة للحكى السينمائى، ولم يقل شغفه بالحكى البصرى حتى بعد انتهاء عصر السينما الصامتة، بل ظل متمسكاً به حتى النهاية.
جاء ذلك لأنه بدأ مسيرته الفنية مصممًا للإعلانات وكاتبًا، ثم مصوراً، ما قاده إلى العمل فى صناعة السينما فى لندن، كمصمم للعناوين الفرعية للأفلام الصامتة، ليبدأ بعدها بخمس سنوات مسيرته الابداعية كمخرج سينمائى.
أيضا طريقته الخاصة لخلق التواتر فى أفلامه عن طريق استخدام مواقف متناقضة، أى موقفين لا يمت أحدهما بصلة إلى الآخر، يحدثان فى نفس الوقت ونفس المكان. وعادة لا يكون للحدث الثانى أى معنى أو أى دور فى قصة الفيلم، ولا غرض منه سوى تشتيت الجمهور، ولذلك أطلق عليه «سيد الاثارة».. فسرها هيتشكوك بأنها نابعة عن تربيته وقال: «لقد تطور لدىَّ شعور قوى بالخوف خلال طفولتى، خوف أخلاقى من الانخراط فى أى شىء خاطئ، لقد حاولت دوماً تجنب الوقوع فى الخطأ، لماذا؟ ربما خوفاً من العقاب الجسدى»، فكان والده يحبسه فى السجن لساعات كعقاب ووالدته كانت تجبره على الوقوف أسفل سريرها لساعات عديدة عقابًا له «وقد ألمح إلى هذا المشهد فى فيلمه مريض نفسى». وتنعكس فكرة معاملته القاسية هيتشكوك حتى يومنا هذا بأنه مخرج أفلام رعب، لكن يفسر النقاد بأنه يمزج كثيراً بين الإثارة والرعب.
أول أفلامه ضاع تاريخياً: حيث فقدت كل نسخ الفيلم الصامت «the mountain eagle» وما تبقى من أثر له لا يتجاوز بضع صور من الإنتاج، كما ظهر بأدوار طريفة خاطفة وغير رئيسية فى معظم أعماله: فظهر فى خلفية أعماله، وكان يضع مشاهده تلك فى وقت مبكر من الفيلم كى لا يشتت انتباه الجمهور.
أدرك هيتشكوك أن القصص البسيطة تتيح للجمهور بكل سهولة متابعة الفيلم حتى نهايته، ووافق ذلك رغبة داخله فى خلق حالة من الجاذبية لكل مشهد من مشاهد الفيلم.
وأدرك أن القصص المجردة أو المربكة ستصيب الجمهور بالملل، لذا كانت قصص أفلام مبسّطة لتفسح مجالاً لأكبر قدر ممكن من الإثارة، وفرض سيطرته على الجمهور من خلال طرقه المبتكرة فى كتابة السيناريو، وغالباً ما كان يضع توصيفًا نفسيًا لكل من شخصياته الأساسية والثانوية، فقد استخدم التعليق الصوتى فى فيلميه «Rebecca» و«Shadow of Doubt» ليخلق حالة من الغموض طوال الفيلمين.
تغلب على كل أفلامه وقت عرضها أن يكون المشاهد مشدودًا، متوترًا، متوجسًا مترقبًا، أخرج فيلمه الأول عام 1925، فيلمه Blackmail هو أول أفلام التخاطب talkie البريطانية «أفلام تستخدم موسيقى تصويرية وتختلف عن الفيلم الصامت».
فيلم Vertigo لم يحقق أى ايرادات فى شباك التذاكر إلا أنه أصبح بعد ذلك واحداً من كلاسيكيات السينما العالمية، والذى ابتكر فيه أسلوباً فى التصوير كان هو أول من استخدمه وهو الـdolly zoom، والذى اعتمد عليه فى عدد من الأفلام الشهيرة بعد ذلك مثل Goodfellas للمخرج الأمريكى مارتن سكورسيزى.
فيلمه North by Northwest اعتبر من أنجح أفلامه على المستويين النقدى والتجارى، حتى جاء بعده فيلم «Psycho» الذى يعتبره النقاد أهم أعمال هيتشكوك والذى أسس أفلام الرعب بعد ذلك. واعتبر النقاد أن ألفريد وصل لقمة مجده فى الفترة من 1953 إلى 1960 خاصة بعد هذا الفيلم.
فى معظم أفلامه كان مهووسًا بالنجمات الشقراوات، وأرجع السبب «كانت الممثلة الشقراء تصنع الحبكة الضحية المثلى، فـ«الشقراوات» مثل الثلج الذى لم تلمسه قدم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ل ذكرى ميلاد المخرج
إقرأ أيضاً:
القليل من الخوف يمكنه أن يخفض مستويات الالتهاب المرتفعة
يقال: إن الضحك هو أفضل دواء، لكن القليل من الخوف قد يكون منافسًا قويًا، حيث يبدو أن التعرض للخوف في منزل مسكون يخفض مستويات الالتهاب لدى الناس، وهو ما وجده مارك أندرسن من جامعة آرهوس في الدنمارك وزملاؤه، حيث قاموا بفحص 113 شخصًا قضوا ساعة واحدة في منزل مهجور في مدينة فايل في الدنمارك، وقاموا بسحب الدم من المشاركين مباشرة قبل وبعد شق طريقهم عبر غرف المنزل الخمسين، التي كانت مليئة بالمهرجين والزومبي والجزارين الذين يرتدون أقنعة الخنازير ويحملون المناشير، كما أخذ الباحثون عينات دم بعد ثلاثة أيام.
وركز الفريق البحثي على المشاركين البالغ عددهم 22 الذين يعانون من مستوى التهاب مرتفع -تم قياسه بمستويات علامة تسمى البروتين التفاعلي سي (CRP)- قبل دخول المنزل المسكون، وبعد ثلاثة أيام من الزيارة، كان لدى 18 من هؤلاء الأشخاص مستويات منخفضة من البروتين التفاعلي سي.
يقول أندرسن: «نعلم أن الالتهاب منخفض الدرجة في شكله المزمن غير صحي»، لذا فإن تقليله قد يكون مفيدًا، ولم تتحكم الدراسة في الإجهاد أو استهلاك الكحول أو مرحلة الحيض، التي يمكن أن تؤثر على مستويات البروتين التفاعلي سي.
ويقول إريك شاتوك من جامعة ولاية فلوريدا في تالاهاسي: «أتردد في القول إنه إذا شاهدت أفلامًا مخيفة، يمكنك إطالة عمرك»، ومع ذلك، يقول: إن المحفزات الاجتماعية التي تثير الرعب، مثل أفلام الرعب، قد تخفض الالتهاب مؤقتًا.
ويضيف شاتوك: إن هذا قد يفسر جزئيًا سبب استمتاع بعض الأشخاص بمثل هذه التجارب، لكن هذا ربما يكون مرتبطًا باندفاع الأدرينالين الذي يختبرونه.
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»