كشف أمس البيت الأبيض عن معلومات استخباراتية أمريكية رجحت بقوة تنفيذ إيران هجمات ضد إسرائيل هذا الأسبوع، وهو ما رددته تل أبيب أيضا.

ويأتى هذا التوقع تزامنا مع مفاوضات حول وقف إطلاق النار المقرر انطلاقها غدا الخميس وهو ما قد يفسد المحادثات بين حماس وإسرائيل.

وبحسب وكالة اكسيوس أكد مسئولون أمريكيون إن إيران اتخذت خطوات تحضيرية كبيرة فى وحدات الصواريخ والطائرات بدون طيار، مماثلة لتلك التى اتخذتها قبل الهجوم على إسرائيل فى أبريل مؤكدين إلى عدم معرفتهم بالموعد الدقيق للهجوم.

 

ومن جانبه عبر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربى عن قلق واشنطن المتزايد تجاه احتمالية الضربات الإيرانية ووكلائها ضد تل أبيب، مشيرا إلى التنسيق مع إسرائيل فى هذا الشأن.

وأضاف كيربى إن الرئيس جو بايدن تحدث هاتفيا أول أمس مع نظرائه من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا لمناقشة الوضع فى الشرق الأوسط. مشيرا إلى مناقشة سبل حماية إسرائيل، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار فى غزة، ومنع الهجوم الإيراني.

وتابع كيربى إن الولايات المتحدة لا تزال تتوقع مشاركة جميع الأطراف فى المحادثات غدا لكنه شدد على أن أى هجوم إيرانى على إسرائيل قد يقوض مفاوضات وقف إطلاق النار قائلا «نحن نخطط للاجتماع غدا الخميس ونتوقع أن تكون حماس على طاولة المفاوضات». 

وطالب السفير الأمريكى «جيف فليك» لدى تركيا بتدخل أنقرة من لهم علاقات مع طهران لخفض التصعيد بالشرق الأوسط. 

وحذر رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر الرئيس الإيرانى مسعود بيزشكيان ضرب إسرائيل خلال محادثه هاتفيه، وأشار إلى إنه «قلق للغاية بشأن الوضع فى المنطقة» ودعا جميع الأطراف إلى خفض التصعيد.

وقال مكتب رئيس الوزراء فى بيان لها «هناك خطر جدى من سوء التقدير والآن هو الوقت المناسب للهدوء والتفكير المتأني».

وفى بيان منسوب إلى «تنسيقية المقاومة العراقية» أدان المتحدث باسم حركة النجباء فى تصريح لمجلة نيوزويك استمرار قوى الاستكبار فى إصرارها على هجماتها الوحشية والغادرة ضد شعوب ورجال المقاومة. 

وأضاف البيان أن «هذه الدول مستمرة فى رعاية ودعم أمن الكيان الصهيونى على حساب أمن المنطقة، دون مراعاة لسيادة العراق أو الدول الرافضة لسياساته الإجرامية».

وتابع أن «تنسيقية المقاومة العراقية غير مقيدة بأى قيود، وإذا تورطت قوات الاحتلال الأمريكية مرة أخرى فى استهداف أبنائنا فى العراق أو استغلال مجاله الجوى لتنفيذ هجمات ضد إيران فإن ردنا حينها لن يكون له أى وجود». 

كما قدم ممثل حركة النجباء لمجلة نيوزويك مقطع فيديو قيل إنه يوضح الاستعدادات العسكرية لقادة المقاومة الإسلامية للرد الموحد على استفزازات إسرائيل.

وحمل المقطع الذى تبلغ مدته دقيقة واحدة، والذى نسب إلى مكتب الجماعة فى إيران، كلمات حديثة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، وزعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي، ورئيس المكتب السياسى الجديد لحركة حماس يحيى السنوار، والمرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئي، حيث بثوا جميعهم رغبتهم فى الرد على إسرائيل بسبب الهجمات. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ى هذا الأسبوع المقاومة العراقية تتوعد إسرائيل

إقرأ أيضاً:

ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟

غزة- صعَّدت إسرائيل عدوانها على غزة واستهدفت الفلسطينيين بشكل مباشر، بعد إحكامها إغلاق معابر القطاع منذ مطلع الشهر الجاري، ومنع دخول أي من المساعدات والمواد الغذائية، خلافا لما نصَّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أمس السبت، صحفيين ومواطنين يعملون في المجال الخيري، خلال وجودهم في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، مما أدى لاستشهاد 10 منهم، في وقت يواصل فيه الاحتلال إطلاق النار على القاطنين في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية للقطاع.

ويثير السلوك الإسرائيلي التساؤلات حول الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وطبيعة المسارات التي سيسلكها في التعامل مع قطاع غزة؟

انتزاع مواقف

ويقول مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار جملة من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تصعيد الاعتداءات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وإحكام الحصار وإغلاق المعابر، وارتكاب مجازر ضد المواطنين، كما حدث في بلدة بيت لاهيا أمس.

وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت "الواضح أن جزءا من الأهداف المركزية للتصعيد الإسرائيلي المتدرج هو الضغط على المفاوض الفلسطيني لانتزاع مواقف متعلقة بورقة أسرى الاحتلال من يد المقاومة".

إعلان

وأوضح المصدر ذاته أن تلك الإجراءات مصحوبة بحرب نفسية من قيادة الاحتلال وأركان الإدارة الأميركية، للضغط على الحاضنة الشعبية -المنهكة من الحرب والحصار- واستمرار تخويفها بعودة الحرب والجوع، كجزء من الضغوط التي تمارس على حماس ووفدها المفاوض.

وأكد أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة على مدار 470 يوما لم تنجح في كسر الإرادة الفلسطينية أو ابتزاز المواقف والاستسلام، وأن ما لم يفلح الاحتلال بالحصول عليه تحت النار لن يتمكن من تحقيقه تحت الضغط.

وشدد المصدر من حماس على أن خرق جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يستدعي تحركا سريعا من الوسطاء لوقف العدوان "لأن التصعيد لا يخدم تطبيق الاتفاق".

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد أفادت أن إسرائيل تُجَهِّز خطة للعودة للقتال بغزة، وتتضمن إجراءات لزيادة الضغط تدريجيا على حماس.

لا ضمانات

وأمام هذا، يعتقد إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تصعيد إسرائيل ضد غزة يأتي في إطار توجه بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لإطالة أمد التفاوض، وكسب مزيد من الوقت لتمرير قانون الموازنة العامة في الكنيست أواخر الشهر الجاري "لأنه سيؤدي لإسقاط الحكومة حال عدم نجاحه بذلك".

ويقول القرا -للجزيرة نت- إن نتنياهو يحاول إطالة أمد حكومته عبر المناورة بملف الاتفاق مع غزة، لأنه يعلم أن الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ربما يؤدي لانسحاب بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية من الحكومة) وبالتالي تسريع انهيارها.

وأشار إلى أن الضغط الأميركي على نتنياهو -المتزامن مع ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار- يجعله يعيد حساباته بما يضمن ألا تنفلت الأمور الميدانية المتصاعدة بشكل كامل.

وحسب القرا، فإن نتنياهو يحاول تسويق التصعيد التدريجي في غزة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنه قادر على ممارسة ضغط على حماس ومفاوضتها تحت النار، وإحكام ذلك بسقف لا يدفع فيه الأخيرة لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات، أو انفلات الأمر والعودة للقتال.

إعلان

واستدرك الكاتب قائلا "في الوقت نفسه لا يوجد ضمانات فعلية بما يمنع تدهور الأوضاع الميدانية".

ضمن إجراءاتها التصعيدية ضد غزة تغلق إسرائيل المعابر (الجزيرة) العوة للحرب

أما ياسر أبو هين، المحلل السياسي الفلسطيني، فرأى أن إسرائيل تريد بتصعيدها الأخير القول إنه "حتى لو أنها أنهت هجومها الكبير على القطاع لكنها صاحبة اليد الطولى في غزة" وذلك من خلال الضغط العسكري المتمثل بالغارات الجوية، والضغط بإغلاق المعابر وتفعيل العقاب الجماعي.

وأوضح أبو هين للجزيرة نت أن إسرائيل تفاوض تحت ضغط النار والتهديد بعودة القتال، وهذا كان واضحا خلال الحرب، فكانت تذهب لزيادة الضغط العسكري كلما بدأت جولة جديدة من المفاوضات.

ويضيف أن إسرائيل تريد من هذه الأفعال إيصال رسالة بأنه في حال لم تستجب حماس للطروحات التي تتماهى مع مواقفها، فإن خيارها بالعودة للحرب مرة أخرى قائم، وأنها قادرة على إخضاع حماس بالقوة.

ويرجح أبو هين أن تستخدم إسرائيل الضغط العسكري لمحاولة كسب المزيد من النقاط في التفاوض غير المباشر مع حماس، على أن يبقى في إطار محدود بما يضمن ألا تنفلت الأمور لتصعيد مفتوح.

يُشار إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية أن نتنياهو عقد نقاشا معمقا في قضية الأسرى بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، وأصدر عقبها تعليمات بالاستعداد لاستمرار المفاوضات وفق رد الوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف المبني على الإفراج عن 11 أسيرا أحياء وآخرين أمواتا، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • حركة النجباء العراقية: أمريكا تعتدي على يمن الكرامة لتجسد دور الحامي لـ”إسرائيل”
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
  • "جريمة حرب مكتملة الأركان".. "أنصار الله" تتوعد أمريكا ردًا على العدوان
  • بري: كمال جنبلاط خاض معركة الحرية والمقاومة ضدّ إسرائيل
  • مظاهرات في أوروبا لدعم فلسطين والتنديد بمجازر إسرائيل
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • صحافة العالم| حماس تتوعد الاحتلال إذا أخل بالاتفاق .. وقمع الحريات في أمريكا يتحول إلى كابوس
  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه
  • محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
  • محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل