تعمدت أن أضع كلمة المدلدل على وزن المزلزل فى العنوان، ليأولها كل حسب ثقافته وعلمه باللغة، فإن كان القارئ ممن يبحثون فى المعجم عن الكلمة، فالكلمة تعنى حيوانًا مِنَ القَواضِمِ، لَبونٌ، يَعيشُ فى البِقاعِ الحارَّةِ، مُغَطّى بِشَوْكٍ طَويلٍ، يُشْبِهُ القُنْفُذَ، ومن الممكن إسقاط نفس المعنى على إيران، فهى دولة مغطاة بالأشواك والشكوك والشقاق، وإن كان ممن يعشقون التحدث والكتابة بالعامية، فهى تعنى الرد المائع غير المؤثر أو المتواطئ فى أغلب الأحيان.
أسوق هذه الأدلة على «الدلدلة» لما رأيناه من هذه الدولة التى تعبث بأمن المنطقة بأكملها، ورغم هذا لم تخف وجهها أو أصابعها تجاه عملية طوفان الأقصى منذ اندلاعها فى ٧ أكتوبر العام الماضى، فى نفس الوقت الذى اكتفى العالم والإسلامى بالشجب والاستنكار والصمت المريب، ونعود إلى عنوان المقال الذى يصف الرد المنتظر لايران «بالدلدلة» تجاه مقتل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية عشية تنصبب الرئيس الإيرانى الجديد، ومقتل القيادى بحزب الله فؤاد شكر والذى يجب ألا نعول عليه أية تبعات أو خسائر تذكر للجانب الإسرائيلى، سوى رشقات حزب الله التى تخفف الضغط عن المقاومة الفلسطينية الباسلة ليس إلا، لأن الواقع يؤكد أن الرد الإيرانى على مقتل قاسم سليمانى فى يناير 2020، وكذلك الرد الإيرانى على قصف القنصلية فى 13 أبريل من هذا العام، كان باهتًا لو تمت مقارنته بالفعل ورد الفعل.
فضربة قاسم سليمانى كانت أكبر ضربة تلقتها إيران دون شك، ومع ذلك كان الرد الإيرانى هجومًا منسقًا بصواريخ أرض-أرض على قاعدة أمريكية تم الاتفاق على حيثياته وحجمه واحتواء الموقف، وبالرغم من أن الرد نسبيًا كان هزيلاً جدًا.
أما الرد على استهداف قنصليتها فى دمشق، وكان عبر هجوم (منسق أيضًا) كبير على الأراضى الإسرائيلية، وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات والأضرار كانت خفيفة، إلا أنها كانت المرة الأولى منذ عقود التى تتعرض فيها إسرائيل لهجوم خارجى من دولة أخرى.
ولكن بعد مقتل إسماعيل هنية وفؤاد شكر بات الرهان صعبًا إذا جاء الرد تنسيقيًا أو باستخدام العصا والجزرة، إما باندلاع حرب مفتوحة مع أمريكا أو السماح لها باستئناف برنامجها النووى، ولو استجابت ايران لخيار الجزرة فلن تضمن مستقبلًا وقفة بالقوة أو ضربة فى مراحل معينة، ولكن الخيار الأصعب لإيران هو أن خصومها سيرون فى عدم وجود رد قوى علامة ضعف كبيرة سيتم استغلالها مستقبلًا، ويعول الكثيرون علي ان هذا الاحتمال هو الأقوى والذى سيجعل إيران مجبرة للرد بقوة أكبر من السابق، ولكن من جهة أخرى، فإن الرئيس الجديد لا يفضل أن يبدأ مشواره السياسى بحرب مفتوحة مع قوى عظمى! ولا مصلحة له فى بدء حرب واسعة النطاق فى المنطقة بأى حال من الأحوال، أى ان إيران تواجه تحديًا صعبًا لإيجاد حل وسط يضمن (ردًا قويًا يعيد التوازن لمعادلة الردع) وبنفس الوقت (لا يؤدى لاستفزاز إسرائيل بما يكفى للرد عليه وبدء سلسلة من الرد والرد المقابل ما يعنى الدخول فى حلقة من الحرب المفتوحة).
إذن الرد المتوقع يجب أن يكون أقوى من هجوم 13 أبريل، لأن أى هجوم أقل من هذا السقف، المنخفض أساسًا، يعنى أن إيران أصبحت «ملطشة» لمن هب ودب، فمن المتوقع أن تستهدف إيران موقعًا عسكريًا داخل إسرائيل، وغالبًا ستنتهى القضية ويغلق الملف كما أغلقت الملفات السابقة والله أعلم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هموم وطن طارق يوسف الرئيس الإيراني الجديد حزب الله الأراضي الإسرائيلية
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي لإيران: نرى دعمكم الفتّاك للحوثيين وستدفعون الثمن
يمن مونيتور/ واشنطن/ خاص:
توعد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجيست، يوم الخميس، الجمهورية الإيراني بدفع ثمن استمرار دعمها لجماعة الحوثي المسلحة في اليمن، حيث تشن الولايات المتحدة حملة جوية مستمرة منذ 15مارس/آذار.
وقال وزير الدفاع الأمريكي في تدوينه عبر منصة X، تابعها “يمن مونيتور”: رسالة إلى إيران، نشهد دعمكم الفتّاك للحوثيين. نعرف تمامًا ما تفعلونه.
وأضاف: أنتم تعلمون جيدًا ما يستطيع الجيش الأمريكي فعله، وقد حُذّرتم. ستدفعون الثمن في الوقت والمكان الذي نختاره.
Message to IRAN:
We see your LETHAL support to The Houthis. We know exactly what you are doing.
You know very well what the U.S. Military is capable of — and you were warned. You will pay the CONSEQUENCE at the time and place of our choosing.
— Secretary of Defense Pete Hegseth (@SecDef) May 1, 2025
وتتعرض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية يحمّلون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 مارس (آذار) إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
تحليل معمق- 40 يوماً من المواجهة: جردة حسابات وتقييم استراتيجي للحملة الأمريكية ضد الحوثيين
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةرسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...
نشكركم على اخباركم الطيبه والصحيحه وارجو المصداقيه في مهنتكم...
التغيرات المناخية اصبحت القاتل الخفي ، الذي من المهم جدا وضع...