بوابة الوفد:
2025-03-17@16:45:30 GMT

الرد «المدلدل» لإيران

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

تعمدت أن أضع كلمة المدلدل على وزن المزلزل فى العنوان، ليأولها كل حسب ثقافته وعلمه باللغة، فإن كان القارئ ممن يبحثون فى المعجم عن الكلمة، فالكلمة تعنى حيوانًا مِنَ القَواضِمِ، لَبونٌ، يَعيشُ فى البِقاعِ الحارَّةِ، مُغَطّى بِشَوْكٍ طَويلٍ، يُشْبِهُ القُنْفُذَ، ومن الممكن إسقاط نفس المعنى على إيران، فهى دولة مغطاة بالأشواك والشكوك والشقاق، وإن كان ممن يعشقون التحدث والكتابة بالعامية، فهى تعنى الرد المائع غير المؤثر أو المتواطئ فى أغلب الأحيان.


أسوق هذه الأدلة على «الدلدلة» لما رأيناه من هذه الدولة التى تعبث بأمن المنطقة بأكملها، ورغم هذا لم تخف وجهها أو أصابعها تجاه عملية طوفان الأقصى منذ اندلاعها فى ٧ أكتوبر العام الماضى، فى نفس الوقت الذى اكتفى العالم والإسلامى بالشجب والاستنكار والصمت المريب، ونعود إلى عنوان المقال الذى يصف الرد المنتظر لايران «بالدلدلة» تجاه مقتل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية عشية تنصبب الرئيس الإيرانى الجديد، ومقتل القيادى بحزب الله فؤاد شكر والذى يجب ألا نعول عليه أية تبعات أو خسائر تذكر للجانب الإسرائيلى، سوى رشقات حزب الله التى تخفف الضغط عن المقاومة الفلسطينية الباسلة ليس إلا، لأن الواقع يؤكد أن الرد الإيرانى على مقتل قاسم سليمانى فى يناير 2020، وكذلك الرد الإيرانى على قصف القنصلية فى 13 أبريل من هذا العام، كان باهتًا لو تمت مقارنته بالفعل ورد الفعل.
فضربة قاسم سليمانى كانت أكبر ضربة تلقتها إيران دون شك، ومع ذلك كان الرد الإيرانى هجومًا منسقًا بصواريخ أرض-أرض على قاعدة أمريكية تم الاتفاق على حيثياته وحجمه واحتواء الموقف، وبالرغم من أن الرد نسبيًا كان هزيلاً جدًا.
أما الرد على استهداف قنصليتها فى دمشق، وكان عبر هجوم (منسق أيضًا) كبير على الأراضى الإسرائيلية، وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات والأضرار كانت خفيفة، إلا أنها كانت المرة الأولى منذ عقود التى تتعرض فيها إسرائيل لهجوم خارجى من دولة أخرى.
ولكن بعد مقتل إسماعيل هنية وفؤاد شكر بات الرهان صعبًا إذا جاء الرد تنسيقيًا أو باستخدام العصا والجزرة، إما باندلاع حرب مفتوحة مع أمريكا أو السماح لها باستئناف برنامجها النووى، ولو استجابت ايران لخيار الجزرة فلن تضمن مستقبلًا وقفة بالقوة أو ضربة فى مراحل معينة، ولكن الخيار الأصعب لإيران هو أن خصومها سيرون فى عدم وجود رد قوى علامة ضعف كبيرة سيتم استغلالها مستقبلًا، ويعول الكثيرون علي ان هذا الاحتمال هو الأقوى والذى سيجعل إيران مجبرة للرد بقوة أكبر من السابق، ولكن من جهة أخرى، فإن الرئيس الجديد لا يفضل أن يبدأ مشواره السياسى بحرب مفتوحة مع قوى عظمى! ولا مصلحة له فى بدء حرب واسعة النطاق فى المنطقة بأى حال من الأحوال، أى ان إيران تواجه تحديًا صعبًا لإيجاد حل وسط يضمن (ردًا قويًا يعيد التوازن لمعادلة الردع) وبنفس الوقت (لا يؤدى لاستفزاز إسرائيل بما يكفى للرد عليه وبدء سلسلة من الرد والرد المقابل ما يعنى الدخول فى حلقة من الحرب المفتوحة).
إذن الرد المتوقع يجب أن يكون أقوى من هجوم 13 أبريل، لأن أى هجوم أقل من هذا السقف، المنخفض أساسًا، يعنى أن إيران أصبحت «ملطشة» لمن هب ودب، فمن المتوقع أن تستهدف إيران موقعًا عسكريًا داخل إسرائيل، وغالبًا ستنتهى القضية ويغلق الملف كما أغلقت الملفات السابقة والله أعلم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هموم وطن طارق يوسف الرئيس الإيراني الجديد حزب الله الأراضي الإسرائيلية

إقرأ أيضاً:

سلامي: إيران لن تتهاون في الرد على أي تهديد والعدو يكرر الأخطاء

بغداد اليوم - متابعة

أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اليوم السبت (15 آذار 2025)، أن العدو يتحدث عن مفاوضات مباشرة بشكل مخادع بينما يواصل التهديد، مشددًا على أن الشعب الإيراني يدرك طبيعة عدوه ولن ينخدع بالتصريحات الظاهرية.

وأضاف سلامي، في تصريح تابعته "بغداد اليوم"، أن "الأعداء لا يعترفون بالالتزامات أو الاتفاقيات، ويمضون في تكرار الأخطاء التي ستقودهم إلى الهزيمة"، مبيناً أن "العدو يتحدث بشكل مخادع عن المفاوضات المباشرة في ظل التهديد".

وأشار إلى أن واشنطن اختارت نهجاً عدوانياً عبر الانسحاب من الاتفاق النووي وممارسة الضغوط والعقوبات، مؤكداً أن إيران ستقف بقوة أمام أي تهديد، وسترد عليه بحزم، وأن الرد الإيراني سيكون مدمراً.

وأكد سلامي، أن بلاده لن تتهاون في مواجهة أي تهديد وسترد عليه بقوة وحسم، مشدداً على أن "الرد الإيراني سيكون مدمراً".

وتابع أن "واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي وسلكت نهجًا عدوانياً عبر فرض الضغوط والعقوبات"، محملاً  الإدارة الأمريكية مسؤولية تدهور العلاقات وتصعيد التوترات.

وأشار إلى أن "الأعداء لا يلتزمون بتعهداتهم ولا يعترفون بالاتفاقات الدولية، ومصير جميع مخططاتهم هو الفشل"، مؤكداً أن إيران مستعدة لمواجهة أي تحرك يستهدف سيادتها وأمنها القومي.

وقال "العدو يكرر أخطاءه السابقة دون أن يتعلم من دروس غزة ولبنان واليمن وأفغانستان، وهو يسير في نفس المسار الذي سيؤدي به إلى الفشل".

وأضاف "يتحدث العدو عن مفاوضات مباشرة بينما يلوّح بالتهديد، لكن الشعب الإيراني يدرك تماماً طبيعة عدوه ولن ينخدع بمثل هذه التصريحات الزائفة"، مبيناً "سنقف بحزم أمام أي تهديد، وإذا تحول إلى فعل، فسنرد عليه بأقوى الطرق الممكنة، برد قاطع وساحق ومدمر".

مقالات مشابهة

  • بعد دراستها.. إيران تؤكد حتمية الرد على رسالة ترامب
  • إيران ترفع حالة التأهب القصوى جنوب البلاد خشية من هجوم وشيك
  • كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)
  • "هجوم محتمل" من "أنصار الله" على إسرائيل
  • إسرائيل تعلن إحباط هجوم في القدس خلال شهر رمضان
  • بعد تهديدات ترامب وقصف اليمن.. إيران: سنرد على أي هجوم
  • سلامي: إيران لن تتهاون في الرد على أي تهديد والعدو يكرر الأخطاء
  • معاريف: إسرائيل تنتظر الدعم الأمريكي لمهاجمة إيران وترامب له رأي آخر
  • عاجل | أ. ب: إسرائيل تريد أن ترى سوريا مجزأة بعد أن تحولت البلاد في عهد الأسد إلى منصة انطلاق لإيران ووكلائها
  • هكذا تعتزم إسرائيل الرد على ما توصلت له واشنطن وحماس بشأن غزة