ميادة رامس عبد الله العمرية
في ظل تعدد الرؤى والأفكار تنبثق تساؤلات عميقة حول فلسفة الخطأ والصواب، وحقيقة أن الإنسان بطبعه خطَّاء.
ويمكن القول إنَّ الأخطاء هي تلك الحصيلة التي تنتج غالبًا عن تسرعنا في اتخاذ القرارات دون دراسة وتمعن، وهي العدول عن جهة الصواب؛ فالخطأ بشكل عام هو سلوك نفقد فيه السيطرة على الحقيقة بسبب الجهل أو السهو أو ضرب القوانين في عرض الحائط، وقد تكون تلك الحقيقة نسخة معدلة من خطأ سابق!
تتعدد جوانب الخطأ في حياتنا ومنها الأخطاء المطبعية، حيث تطلق على الأخطاء التي نرتكبها أثناء كتابة أو طباعة الكلمات، فمنذ القدم كان ولا زال الحرص على صواب اللغة قائمًا في أدق التفاصيل، واليوم يمتهن المدقق اللغوي هذه المهنة وهو الساعي لتنبيه الكاتب لوجود خطأ ما؛ لكي يتدارك الأمر فيعاود النظر ويصحح الخطأ.
وبطبيعة الحال لكل منَّا أخطاء مطبعية منها ما كان مع سبق الإصرار والترصد، وأخرى ما كان خطأ بغير قصد، وقد يشير إليها العقل باللون الأحمر تارة، والضمير تارة أخرى لنتدارك الأمر ونعود ونصحح ما أخطأنا فيه؛ وذلك لأجل أن تكون صفحة أعمالنا خالية منها، ونلتمس وجه التبديل للصواب في سورة هود الآية رقم 114 في قوله تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)، وهذا ما يكفل لنا "السباحة بالقرب من الشاطئ" حتى يتسنى لنا العودة بسلام إلى بر الأمان.
ومن الأخطاء ما يُحدث تغييرًا كبيرًا في أمور حياتنا، وتجعلنا نتخبط هنا وهناك، ومنها أخطاء صغيرة لا تحدث تغييرًا، إنما تظل تقلق فطرتنا السليمة التي نشأنا عليها فلا يهدأ لنا بال حتى نصلحها. ليس العيب أن نخطئ إنما العيب أن نستمر في تزيين ذلك الخطأ ووضع مبررات غير مقنعة له.
"كل ابن آدم خطاء، وخير الخطّائين التوّابون". فقط تمهل قبل أن تقدم على أي خطوة... وفكر ألف مرة في العواقب ثم فكر قبل الإقدام عليها.
وحتى لا تكون في حياتنا أخطاء مطبعية نخجل منها فيما بعد، يجب الحذر من العجلةِ، فهذا مبدأ ثابت في الحكمة "في العجلةِ الندامة وفي التأني السلامة". ولنتذكر دائمًا أن الأخطاء جزء من حياتنا، وهي سبيلٌ للتطوير والنمو.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إعلامي: كولر يستحق اللوم لمشاركة كهربا.. ويجب مراجعة الأخطاء قبل المونديال
أكد الإعلامي أمير هشام، أن مارسيل كولر المدير الفني لفريق الأهلي يستحق اللوم بسبب الدفع بكهربا، لأنه غير جاهز فنيًا وبدنيًا، مشيرًا إلى أن خروج وسام أبوعلي من مواجهة باتشوكا لم يكن قرارًا جيدًا من جانب المدرب السويسري.
وقال عبر برنامجه بلس 90 عبر شاشة قناة النهار: "خروج وسام كان قراراً غريباً للغاية، واللاعب نفسه كان يسأل نفسه، عن سبب مغادرة المباراة، رغم أنه كان جيدًا ويلعب بقوة خلال المباراة، وجاهز بنسبة مليون%، ولا أتفهم سبب خروجه من المباراة".
وأضاف: "كان من الممكن أن يكون قرارًا مقبولاً لو تم الدفع بلاعب قادر على صناعة الفارق، ما حدث كان خطأ كبيراً من كولر".
وواصل: "لو الأهلي سيذهب لكأس العالم للأندية بنفس القائمة، فالأفضل ألا يذهب إلى أمريكا، لأن المنافسة هناك مختلفة، كما أن التبريرات بدأت تخرج بشأن صعوبة التدعيم في يناير، خصوصًا المحسوبين على النادي الأهلي إعلاميا الذين يتحدثون دائما عن قوة الفريق وقدرة على اللعب في مستوى المونديال بشكل جيد".
وأكمل: "أي فريق قوي لابد أن يدعم نفسه باستمرار، لكن هذا لم يحدث في النادي الأهلي، وجماهيره اعتادت على الألقاب، الموضوع لا علاقة له بالتوفيق من عدمه، النادي الأهلي لم يستعد جيدًا ولم يُجهز نفسه بالشكل الأمثل، أتحدث بوضوح شديد".
وزاد: "لا نريد التنظير، لكن لابد من وجود حلول وإدارة الأهلي تعلم كل شيء، يجب أن يكون هناك دعم قوي والتخلص من بعض الأسماء، ولابد أن يكون هناك وضوح في تقييمات مارسيل كولر، لأنه أوقات يوافق على ضم لاعبين ثم يتراجع عن التعاقد معهم، بحجة تعديل أولوياته".
وأشار إلى أن جوميز مدرب الزمالك السابق والفتح السعودي السابق كان واضحًا في تقييمات اللاعبين لو تم التعاقد معه مستقبلا في الأهلي سيكون أفضل مما يحدث في ملف التدعيمات كل فترة، لكن ما يحدث حاليا هناك تخبط واضح في ملف التعاقدات، ولماذا لم يتم تعيين مدير للتعاقدات حتى الآن قبل شهر يناير المقبل، والفريق في أشد الحاجة لتدعيم نفسه بقوة.
واستكمل: "الموضوع ليس له علاقة بخسارة لقاء باتشوكا تحديدا، لكن مستوى الفريق غير جيد، وألية العمل كانت تمتاز بصرامة، يجب تحديد الاختصاصات أيضا، ومحمد رمضان المدير الرياضي لم نشعر بوجوده، ولا يوجد فارق كبير حدث منذ رحيل خالد بيبو.. ورمضان غير متفرغ لمنصب مدير الكرة".
وأتم: "يجب ان يتعلم الأهلي من أخطائه ويستعد بشكل أقوى لكأس العالم للأندية، بشرط تدعيم الفريق وأن يكون هناك حزم والتخلص من أي لاعب لا يقدم الإضافة.. الخسارة من باتشوكا حتى ولو بركلات الترجيح كانت مؤلمة".