صحيفة صدى:
2025-05-03@00:02:39 GMT

الحب وما أدراك ما الحب؟

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

الحب وما أدراك ما الحب؟

الحب وما أدراك

فالحب يُعتبر المُصطلح الوحيد والذي أحتارت البشرية جمعاء في تعريفه، أو حتى تفسيره.

منهم من عرف الحب بأنه: إحساس عظيم وقوي يشعره المرء إتجاه شخصٍ ما.

ومنهم من عرفه : مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير.

وقد أختلف الفلاسفة في تعريفه بناءً على رؤاهم ومفاهيمهم الفلسفية.

يقول أفلاطون في “المأدبة” (Symposium) واصفًا الحب من خلال حوار بين شخصيات مختلفة: الحب أو “إيروس” هو سعي للوصول إلى الجمال والكمال.

ويُميز أفلاطون بين الحب الجسدي والحب الروحي، ويعتبر الحب الحقيقي هو الذي يتجاوز الرغبة الجسدية ويهدف إلى تحقيق الجمال والفضيلة الروحية.

وفي “الأخلاق النيقوماخية” (Nicomachean Ethics) ينظر الفيلسوف “أرسطو” إلى الحب من خلال مفهوم الصداقة (فيليا). فقد وصف الحب بأنه نوع من الصداقة التي تقوم على الفضيلة والتبادل المتبادل للخير.

ويعتبر أرسطو أن الحب الحقيقي هو ذلك الذي يعزز الأخلاق والفضيلة ويعزز النمو الشخصي للأفراد.

أما الفيلسوف “إيمانويل كانط” يرى الحب في سياق الأخلاق والواجب.

ففي نظره الحب ليس مجرد عاطفة!، بل هو تعبير عن إحترام الإنسان كقيمة أخلاقية.

وطرح “فريدريك نيتشه” الحب من منظور القوة والإرادة.

فالحب بالنسبة له يمكن أن يكون تعبيرًا عن القوة والإرادة للتغلب على الصعوبات وتحقيق الذاتوالنمو الشخصي.

فجاءت “سيمون دي بوفوار” بمفهوم مغاير لمفاهيم الفلاسفة القدماء في الحب حيث يدور الحب في فلسفتها حول الحرية والوجود، وتناقش دي بوفوار الحب من منظور حرية الأفراد وإستقلالهم، وترى أن الحب يجب أن يكون علاقة تعزز حرية الفرد وتدعم تطوره الشخصي، وليس علاقة تقييدية، فالحب بالنسبة لها هو تعبير عن الشراكة والاحترام المتبادل.

أما الطب فإنه يعتبر الحب ظاهرة نفسية وبيولوجية تتضمن تفاعلات معقدة بين العوامل العصبية والهرمونية والسلوكية.

حيث فسر الحب كظاهرة معقدة تشمل تفاعلات كيميائية في الدماغ، تأثيرات نفسية وجسدية، وتأثيرات تطورية.

وقد ذكر الطب أن الحب يؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية والجسدية، ويمكن أن يكون له فوائد كبيرة عندما يكون صحيًا، ولكنه قد يؤدي إلى مشكلات صحية عند تجربته بطريقة غير صحية.

وقد تغنت أم كلثوم رحمها الله في “الحب كله” قائلةً:

الحب كله حبيته فيك الحب كله
وزماني كله أنا عشته ليك زماني كله
حبيبي قول للدنيا معايا، ولكل قلب بدقته حس
يا دنيا حبي وحبي، وحبي ده العمر هو، ده العمر هو الحب وبس
وأسقيني وأملا وأسقيني ثاني، أسقيني ثاني
من الحب منك من نور زماني، أسقيني يا اللي من يوم ما شفتك
حسيت كأني أتخلقت ثاني، حسيت كأني أتخلقت ثاني

أختم مقالي هذا:

مما لا شك أن الحب هو مصدر للإلهام والتحفيز، ويمكن أن يكون دافعًا قويًا للأفعال الإيجابية، بالرغم أنه يمكن أن يسبب الألم في بعض الأحيان، إلا أنه يُعتبر من أسمى المشاعر الإنسانية التي تربط الناس ببعضهم البعض وتعطي معنى للحياة.

همسة
“في الحب أختاروا صح”

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: أن یکون الحب من أن الحب

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (6)

 

مُزنة المسافر

غرقتُ يا جولي في مياهٍ راكدةٍ، ووقعتُ على وجهي، ونسيتُ أنه حولي، وادَّعيتُ أنني ميتة، وجاء لينقذني ألف مرة من بركٍ راكدة، وبحيرات جامدة، وبراكين خامدة.

جوليتا: وماذا حدث بعد ذلك يا عمتي؟

ماتيلدا: علمني كلمة لم اسمعها من باقي الرجال في ذلك الزمن الغابر، كنتُ أعتقدُ أن حظي- يا إلهي- عاثرٌ حتى وجدني رجل القطار، وكانت مقطورة حياتي من المفترض أنها الأفضل على الإطلاق؛ لأنه علمني لغاتٍ فرنجية، وسلوكًا مُهذَّبًا مع الغرباء، وكنتُ أنوي أن أراه كل ليلة قبل أن أُغني، وكُنَّا نحتسي القهوة سويةً كل نهار، ونقول بكلمات السعادة، كنتُ أضحكُ كثيرًا يا جولي، وكانت عيناي تلمعان دائمًا، كنتُ لطيفةً وآلامي صغيرة، وأفكاري كثيرة، ومشاعري مثيرة وأردتُ أن أُنير حياتي بشيء متوقد غير الحب.

جوليتا: ما هو يا عمتي؟

ماتيلدا: صوتي صار بطبقةٍ حلوةٍ للغاية، وكنتُ أستمتعُ وأنا أسمعه جيدًا كل ليلة على المسرح مع الميكرفون والجوقة والبشر الذين جاءوا ليُردِّدوا كلماتٍ كتبتُها، كنتُ أكتبُ القصص الممتعة أكثر من الغناء بالآهات.. كل يومٍ كان لي بطلٌ وقصة، وبطلة ونص.

وكان أبطال مغناي يتكررون ويتعاظمون، ويحملون السيوف أو يعتلون الخيول، وأحيانًا كنتُ أنسجُ أُحجيات غريبة، وأمنيات عميقة، وكان جمهوري يزيد ويريد الكثير من صوتي.

ولم يكن لي الوقت لأرى رجل القطار أو أسيرُ بين المعجبين الجُدد، كان لي جمهور باسمي، ويردد ما تقوله نفسي، ويعبرون ويخبرون عني كل الخير. وحين جاءت الانتخابات، كان الساسة ورجال كثر يتجمعون، يطالبون أن أغني في محافل مهمة، وأقول بكلمات وجلة حول شخص ما، ومنحوا لي تذكرة لباخرة كانت مغادرة إلى آفق غريب.

كنتُ أذهبُ وأعودُ، لا يمكنني أن أرحل كثيرًا، كان غنائي لهذا الجمهور الذي يسأل عني حين كنتُ أعتذرُ في أيام العلل، وكان جمهوري لا يشعر بالملل، ويحب أن يردد مغناي دون كللٍ.

وكنتُ أحبُ ذلك كثيرًا يا ابنة أخي.. كان مجدًا مُهمًا، وكان وَجدي قد اتخذ صندوقًا محكمًا داخل قلبي، فلم أشعر أنني بحاجة إلى رجل القطار، وكان قلبي لا يقفز أبدًا إلّا للحن والكلمات؛ لأنه كان أكل عيشي، والمكان الذي أشعرُ فيه أنني أعيشُ بكل حواسي وإحساسي، وكنتُ أكتبُ دون توقفٍ، أغنياتٍ جميلةً، حرفًا بجانب حرفٍ، وقافية ناصية في كل سطر، وألحانًا عاصية على النسيان. كان همِّي الكبير أن أكون أصدق إنسان، وأن أحكي ما يشعرُ به المستضعفون والبشر الذين فقدوا عطايا الله من أحباء وأصدقاء، وكان لي رغبة كبيرة- يا جولي- أن أُشعلَ حياتهم بشموع الحياة، وأراهم سعداء، كنتُ أسمعُ صلواتهم أحيانًا في آحادٍ وحيدةٍ، وفي دروبٍ بعيدة، وأرى آلامهم متكررة، وأحزانهم متوسِّدة، وكان خوفي أن تسقط مني كلمة جارحة، كنتُ أخشى أن أقول لهم أنني أراهم للقريحة، واتخذ من مشاعرهم موطنًا لها. وغيَّرتُ سلوكي وقلتُ إنَّ شعوري ليس للقصائد ولوسائد اللحن العظيم؛ بل هي للأرواح الضائعة، والهائمة، والقائمة على الخير، والراغبة رغبة كبيرة في أن يكون هذا الكون متوازنًا، وأنني لن أكتب شيئًا مستعجلًا؛ بل سأكتبُ للنبلاء من الناس، ولمن نسوا الخيلاء، ولمن يحب الكبرياء والكرامة، ولمن يسيرون في هذه الحياة بسلامة.

مقالات مشابهة

  • حين يكون الصمت حديث الروح
  • قرناص: عار الدولة ولذّة الطاعة
  • مكتوم بن محمد: محمد سلطان بن ثاني أحد أبناء دبي الأوفياء
  • وفاة ثاني أكبر راهبة عرفها التاريخ.. إينا كانابارو لوكاس ترحل بهدوء
  • خلال 24 ساعة .. تسجل ثاني إصابة مؤكدة بالحمى النزفية في الموصل
  • الحب في زمن التوباكو (6)
  • سوريا تسجل ثاني أعلى شحنات تصدير بري متفوقة على ألمانيا
  • شركة إكس إيه آي تحصل على ثاني أكبر تمويل بعد أوبن إيه آي بقيمة 20 مليار دولار
  • ترامب : يبدي رغبته في أن يكون البابا القادم للفاتيكان
  • ترامب يبدي رغبته في أن يكون البابا القادم للفاتيكان